الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فكما ان الله سبحانه وتعالى وصى الابناء بالاباء خيرا فانه سبحانه لم يوصي الاباء للابناء شيئا. وذلك لان الاصل في الاباء انهم يهتمون اهتماما بليغة. ولكن لما طغى المادة على الناس ووجد الشواذ من الاباء ومن الامهات فانا نوصيهم بان يتقوا الله عز وجل في اولادهم. فلا يشتغلوا عنهم بامور هي دون تربية ولا يشتغل بامور هي دون الرفق بهم فالواجب على الاباء اباء وامهات على الوالدين ابا كان او اما ان يتقي الله عز وجل في ولده وفي ابنته وفي اولاد اولاده وفي زوجات اولاده فيقول لهم خيرا ويحسن اليهم ويكرمهم جوارهم ورفقتهم وشأنهم. فانه لا ريب انه اذا ما لاطفهم واكرمهم والان لهم الكلام انه يجد مثل ذلك. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد احد الاباء ان يطغى في العطية فقال صلى الله عليه وسلم الست تحب ان يكونوا بارين بك؟ قال نعم. قال فكذلك انت فكن او كما قال قال صلى الله عليه وسلم. وقد قال عمر رضي الله عنه لرجل لم يحسن تربية ابنه وطلب منه ان يكون بارا به قال يا امير المؤمنين هلا سألته هل احسن الي او لا؟ فلما سأله واذا به قد اساء اليه فامره عمر قال بروا ابنائكم حتى يضروكم او كما قال عمر رضي الله تعالى عنه اولاده فتنة وابتلاء فان احسنا في هذا الابتلاء نجحنا في الدنيا والاخرة. وان اسأنا في هذا الابتلاء خسرنا في الدنيا والاخرة ولا يجوز للرجل ان يسب ابناءه وان اساءوا اليه لان اساءتهم اليه لا يبيح له السب والشتم فالسب والشتم محرم في دين الله عز وجل والاحتقار محرم في دين الله عز وجل والكبر محرم في دين الله عز وجل. نسأل الله ان يرزقنا البر بابنائنا كما نسأله ان يرزقنا البر ابائنا وامهاتنا وصلي اللهم على نبينا محمد