يأتي اليه ويعظم له الهفوة حتى يقطعه عن الله عز وجل فلا يتوب يجعله كنفسه. وهذا امر خطير. يجب على الانسان ان يكون طبيب نفسه وليعلم ان الله سبحانه وتعالى غفار الذنوب. غافر الذنب وهو الغفور الغفار الرحيم الرحمن التواب سبحانه وتعالى مهما عظم ذنبك فان الله غفر الشرك الذي هو اعظم ذنب على وجه الارض فليس المطلوب منك الا تذنب لكن المطلوب منك ان تجاهد نفسك قال ومع انه هلاك يرجى ان سعى في علاجه ان يزول وتعود الصحة وذلك بان يتأمل ويتفكر في الاسباب التي اوصلته الى هذه الحالة. وانها اسباب قابلة للزواج. اذا مرنا نفسه على اضعاف اليأس الذي ترامى به الى الهلاك وتقوية الرجاء الحامل له على التوبة والانابة. لانه اذا علم انه غفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ولو بلغت الحال ما بلغت طمع في مغفرة ربه واستعان به على التوبة التي هي الاقلاع عن المعاصي والندم على ما مضى منها والتصميم على الا يعود وحصل من علوم الايمان واعماله ما يقوي عزيمته ويوقظ همته خصوصا الايمان الخاص في هذا المقام وهو توحيده وعلمه انه لا يغفر الذنوب الا الله. وان العبد اذا تاب توبة نصوحة فان الله يغفر له ويتقبل منه فلا يزال ايمانه يمد توبته وتوبته تمد ايمانه ويعمل من الاعمال الصالحة ما يتم ما يتم به الايمان والتوبة ويسلك الصراط المستقيم في علمه وعمله حتى يظمحل يأسه ويقوى رجاؤه ويسير الى ربه سيرا جميلا فهذا كلام عام في في امور الدين كلها العلمية والعملية. اذا عمل الانسان ذنبا او كان عنده سوء خلق فان ابليس يأتي اليه ويسيء ظنه لله عز وجل ويقول انت ما فيك طب انت ما منك علاج انت ما منك فايدة حتى لا يفكر في المجاهدة فاذا ما جاهد نفسه لازالة هذا الخلق السيء سواء كان من الرذائل او من الفواحش الظاهرة او الباطنة او من الاقوال السب والشتم وغير ذلك اذا ما جاهد نفسه ثم هفى هفوة وان تتوب الى الله فاذا سقطت لا تستسلم لنزغات الشيطان وتقطع رجاءك بالله عز وجل عظم الرجاء كلما وقعت عظم الرجاء واعمل وجاهد اكثر وتذكر ان خيارك الناس ان خيار الامة كانوا على الشرك كانوا على الشرك فلما اسلموا جعلهم الله عز وجل من خيار الامة نعم