الاخرة. طب كيف تدل هذه على وجوب الاخلاص لله ان من اراد الاخرة فلزوما لابد ان يكون قاصدا لله. لانك لن تحصل على شيء في الدار الاخرة الا اذا كنت تفعل الشيء لله سبحانه وتعالى ابتغاء وجه ربه انما نطعمكم لوجه الله. الاية الرابعة بماذا تخالف الايات السابقة؟ انها تكلمت عن ارادة ليس الارادة المباشرة لله وانما تكلمت عن ارادة الدار الاخرة من كان يريد حرفا قال رحمه الله ما معنى اخلاص النية؟ الشرط الثاني وهو اول شرط من شروط القبول وهو اخلاص النية لله. فاراد ان يعطيك تعريفا مختصرا له. ما هو اخلاص النية هو ان يكون مراد العبد بجميع اقواله واعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى. قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. اذا نحن امرنا ليس فقط ان نعبد الله بل امرنا ان نعبد الله على وجه الاخلاص له. لذلك هذه الاية يدل على معنى الاخلاص في قوله مخلصين له الدين. نعم. وقال تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الابتغاء وجه ربه الاعلى. موطن الشاهد هو الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. انك اذا فعلت فعلا ما يكون مقصدك ومرادك الله سبحانه وتعالى ومنى دلت الاية على لزوم الاخلاص وقال تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. هذه الآية الثالثة التي استدل بها على وجوب الإخلاص وهي قوله انما نطعمكم لوجه الله اي قصدا لله سبحانه وتعالى ونفى اي هدف اخر. فقال لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وهذه المقاصد الفاسدة التي تبطل العمل وقال تعالى ما كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه وما كان يريد حرث الدنيا مؤته منها وماله في الاخرة من نصيب هذه الاية احبابي الكرام يقول سبحانه وتعالى فيها من كان يريد حرث الاخرة. نزد له في حرثه ومن كان يريد الاخرة فباللازم هو يريد من الله سبحانه وتعالى. فهذه الاية دلت على وجوب الاخلاص بدلالة اللزوم. بخلاف الايات السابقة الايات السابقة صريحة في وجوب الاخلاص لله. مخلصين فدلالتها على الاخلاص من وجه الالتزام. وهنا ننبه على الفرق بين امرين بين ما هو المقصود بالعمل وما هو والمقصود من العمل هناك فرق بين هاتين العبارتين. ما هو مقصودك بالعمل الله سبحانه وتعالى ما هو مقصودك من العمل ان انال الثواب من الله سبحانه وتعالى. فهذان مقامان يجب عليك ان تفرقا في الاجابة عنه المقصود بالعمل دائما هو الله لكن المقصود من العمل هو ان انال رضا الله وان انال ثواب الله سبحانه وتعالى. فالايات الثلاثة الاولى بينت المقصود بالعمل وهو والاية الرابعة بينت المقصود من العمل وهي الدار الاخرة وما اعد الله عز وجل فيها من الثواب. ولكن كل واحد منهما يستدل به على الاخر. فالمقصود بالعمل يستدل به على المقصود من العمل. والمقصود من العمل يستدل به على المقصود بالعمل. فانت اذا ذكرت الدار لا خراف شرطها ان تقصد بعملك الله. واذا قصدت بعملك الله هنا تنال الثواب في الدار الاخرة. فهما متلازمان. المقصود بالعمل مرتبط ومتلازم طردا وعكسا. مع المقصود من العمل لا ينفكان. واضح هذا الكلام