قال رحمه الله تعالى ما الدليل على بقائهما لا تفنيان ابدا؟ بعد ان اقام الدليل على انهما مخلوقتان الان يقيم دليلا على انهما لا تفتنيان ابدا ولا قال تعالى في الجنة خالدين فيها ابدا من ذلك الفوز العظيم. وقال تعالى وما هم منها بمخرجين. وقال تعالى عطاء غير مجدود. وقال تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة. وقال تعالى ان هذا فرزقنا ما له من نفاد. وقال تعالى ان المتقين في مقام امين. الى قوله لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى. وغيرها من الايات. فاخبر تعالى بايديتها وابدية حياة اهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها. وكذلك النار قال تعالى فيها الا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا. وقال تعالى ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا. وقال تعالى ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا. التعبير بالخلود يدل على ان النار ولا تفنى خالدين فيه ابدا ورد في مواطن عديدة يدل على انها لا تقنط. نعم. وقال تعالى وما هم بخارجين من النار. وقال تعالى لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. وقال تعالى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. وقال تعالى انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى. وغير ذلك من الايات. فاخبرنا تعالى في هذه الايات وامثالها عن اهل النار الذي هم اهلها خلقت لهم وخلقوا لها انهم خالدون فيها ابدا. الكلام عن اهل النار الذين يموتون على الكفر. واما عصاة فعقيدته اهل السنة والجماعة انهم لو دخلوا النار فانهم يمكثون فيها بقدر معاصيهم ثم بعد ذلك يخرجون منها. فالخلود انما يكون لمن للكافرين الذين لا يموتون على التوحيد فنفى تعالى خروجهم منها بقوله وما هم بخارجين من النار ونفى انقطاعها عنهم بقوله لا يفتر عنهم ونفى ثناؤهم فيها بقوله ثم لا يموت فيها ولا يحيى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. يعني الذين هم اهلها يعني اهل الخلود هذا هو المراد بهذا التقييد الذين هم اهلها اي اهل الخلود فيها. لان هناك اهل للنار لكن ليسوا باهل دائمين. وانما هم على قدر معاصيهم ثم يخرجون وقال صلى الله عليه وسلم اذا صار اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا اهل الجنة لا موت يا اهل النار لا موت اهل الجنة فرحا الى فرحهم ويزداد اهل النار حزنا الى حزنهم. وفي لفظ كل خالد فيما هو فيه. وفي رواية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانذرهم يوم الحسرة قضية قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون وهو في الصحيح وفي ذلك حديث غير ما ذكرناه فكل هذه الأحاديث تدل على ان الجنة تخلد وان النار تخلد هذا هو قول اهل السنة والجماعة وما ورد من ذلك او من قول بعض اهل العلم من ان النار تفنى فهذا قول غير صحيح وليس هو قول اهل السنة والجماعة على التحقيق وحتى لو نطق به بعض الافاضل فليس هذا بحد ذاته دليلا على صحة قوله فيجب ان ينتبه. لذلك لكن في نفس الوقت لا يتعدى فيه المقام. ويعرف ان الخطأ فقد يتصور من اي عالم. فالدليل هو الذي يتبع في مثل هذه المسائل. نعم