قال رحمه الله تعالى ما دليل المرتبة الاولى وهي الايمان بالعلم؟ قال الله تعالى والله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. وقال تعالى وان الله قد احاط بكل شيء علم وقال تعالى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. وقال تعالى توقف عفوا اشتغلت معهم. وقال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته. وقال تعالى ان ربك هو اعلم بما ضل على سبيله. يعني باختصار كل اية ذكرت العلم الالهي فهي تثبت المرتبة الاولى من مراتب القدر. كل اية اشارت الى العلم الالهي فهي تثبت المرتبة الاولى من مراتب القدر. نعم وقال تعالى اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين؟ وقال تعالى واذا قال ربك الملائكتين اجعلوه في الارض خليفة؟ قالوا وتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. ونحن نسبح بحمده ونقدسه قال اني اعلم ما لا تعلمون. وقال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم. وانتم لا تعلمون. وفي الصحيح قال رجل يا رسول الله. ايعرف اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم. قال فلم فلم يعمل العاملون؟ قال كل يعمل لما خلق له او لما يسر له. وهذا يعني دعونا نتوقف هنا عند مسألة مهمة. ان كثير من الناس يحيق في قلبهم هذه الشبهة. يقول اذا كان كل شيء بقدر وقد فرغ الله منه وقد عرف الله اهل الجنة من اهل النار. ففيما العمل؟ وهذا سؤال من الاسئلة المشروعة. بدليل ان الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فلو كان هذا السؤال غير مشروع لانكر عليه. لكنه لم ينكر على السائل لكنه اجابه اجابة نافعة. ماذا قال صلى الله عليه وسلم شوف الاجابة المختصرة النافعة. قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ما سر هذه الاجابة؟ القدر احبابي الكرام انا دائما اقول هو صندوق مغلق القدر بالنسبة لنا نحن نحن نؤمن به ايمانا. لكن هل نعرف شيئا فيه؟ هو صندوق مغلق. وكما قال الطحاوي في عقيدته واصل القدر سر الله في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. فالاشتغال بالصندوق المغلق اضاعة للاوقات والاعمار يعني لو جلست من الان لخمس مئة سنة تفكر ماذا خبأ الله لي في هذا الصندوق؟ هل ستستفيدوا شيئا؟ لن تستفيد شيئا. فالاجابة العملية من النبي صلى الله عليه وسلم ايش العملي؟ ان اشتغل بما هو متاح بين يدي. اللهم منحني ارادة حرة وبين لي طريق الخير من طريق الشر. فالشيء العملي ان افعله ما هو ان استغل هذه الارادة الحرة واعرف طريق الخير فانتبه وطريق الشر فأجتنبه لاصل الى مراد الله واما ان ابقى افكر ما الذي الذي وضع داخل الصندوق فهذا تفكير لا نفع فيه ولا فائدة منه. فعليك ان تؤمن به جملة. واما تفاصيله فهي عنه. فالاشتغال بها خذلان. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه الاجابة واضحة. اعمل يعني انت ما لك علاقة بالصندوق المغلق. ما الك تبحث انا هل من اهل الجنة ام من اهل النار؟ هذا شيء من علم الله. اشتغل بما هو متاح بين يديك. انا عندي ارادة فاشتغل بارادة حرة واعمل ازناني بالعلم النافع والعمل الصالح واما ذاك الصندوق المغلق فانا مؤمن به. لكنني لا ابحث عن تفاصيله لانني لا يمكن ان اصل الى شيء من ذلك لاحظوا كيف تكون الاجابة في الامور العقدية اجابة واضحة ومركزة وغير مشتتة نعم وقال رحمه الله تعالى وفيها وفيه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اولاد المشركين. فقال الله اعلم بما كانوا عاملين. وفي مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق للجنة اهلا اهلا خلقهم لها خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وخلق خلقا للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم. وفيه قال صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل عمل اهل الجنة فيما يبدو للناس. وهو من اهل النار. وان الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو الناس وهو من اهل الجنة ولاحظوا فيما يبدو للناس وهذا قيد مهم في بعض الروايات لم ترد هذه الزيادة. وهذه تدل على ان حديث سيأتي معنا في الاربعين النووية وان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة. حتى ما يكون بينه وبين منها الا ذراع في سبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. البعض يقول هل يمكن ان اكون انا اسير على طاعة الله ومخلص وصادق ويخذلني الله في اخر عمري نقول الله سبحانه وتعالى كريم جميل. لا يفعل هذا بعبده. وانما هذا الرجل الذي يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها هو رجل كما جاء في الرواية الاخرى كان مرائيا منافقا فعمله للجنة فيما يظهر للناس اما في واقع امره لم يكن صادقا. فلذلك خذله الله في اخر عمره. اما ان يكون الانسان طوال عمره على طاعة واستقامة ظاهرا وباطنا ثم يخبره الله في اخر عمره فهذا سوء ظن بالله لا يليق بجنابه. نعم. وقال صلى الله عليه وسلم ما منكم من نفس الا وغد علم الله منزلها من الجنة قالوا يا رسول الله فلم نعمل؟ افلا نتكل؟ قال لا. اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الى قوله فسنيسره العسرة وغير ذلك من الاحاديث. قال رحمه الله