قال رحمه الله تعالى ما جوابه من قال اليس ممكنا في قدرة الله ان يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا؟ هذا سؤال يعني وهذا سؤال ربما اعم من ذلك ولماذا خلق الله الشرع لماذا خلق الله؟ الشرع اليس كان ممكنا ان يجعل الله كل الناس مؤمنا؟ لماذا جعل الناس منهم مؤمن ومنهم كافر؟ والاجابة الواضحة ان هناك حكم لله سبحانه وتعالى كشف لنا شيئا منها وستر عنا اشياء فاياك ان تتطلب من الله ان يطلعك على كل الحكم هذا ليس من شغلي ولا من شغلك نحن عبيد وهو الحاكم سبحانه وتعالى فليس مطلوبا منه ان يوقفني ولا ان يوقفك على تفاصيل الحكم. وان كان تفضلا من كشف لنا كثيرا من الحكم قال رحمه الله تعالى بل هو قادر على ذلك كما قال تعالى ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة. وقال تعالى ولو شاء ربك لا امن ما في الارض كلهم جميعا. وغيرها من الايات لكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته ولاهيته واسمائه وصفاته. فقول القائل لما كان من عباده الطاهر والعاصي كظلم وان قال لما كان من اسمائهم والنافع والمعطي والمانع والخافض الرافع والمنعم والمنتقم ونحو ذلك. اذ افعاله تعالى في مقتضى اسمائه واثار صفاته. فالإعتراض عليه في افعاله اعتراض عليه في ايها اجابة نافعة جيدة وهو يقول انت اذا قلت لما ضر الله فلان ونفع فلان واعطى فلان وحرم فلان انت فعليا كانك تعترض على ماذا على اسماء الله الحسنى وصفاته العلى. ونحن ذكرنا في المجلس السابق انه الضار النافع المعز المذل الخافض الرافع اليس كذلك؟ فانت اذا اعترضت وقلت لما خلق الله؟ لماذا حرم الله فلان او لماذا ضر فلان؟ انت فعليا تعترض على اسمائه وصفاته وليس لك ان تتدخل في امر الاله. يعني هذه اجابة جملة كقاعدة عامة. هذا اسمه وهذه صفته انه ضار نافع معطي مانع. وهذه مقتضيات ومن مقتضياتها ان يضر فلان ويعطي فلان ويحرم فلان ويمنح فلان والله يحب كما قال ابن القيم يحب ان تظهر دار جميع اسمائه الحسنى وصفاته العلى في حب سبحانه ان يظهر اسمه التواب. وكيف يظهر ابن التواب؟ ان يفعل العبد معصية فلابد من وقوع الشر حتى يظهر اسم الله التواب واسم الله الرحيم. ولابد من وقوع المعاصي حتى يظهر اسم الله شديد الانتقام. وانه سبحانه وتعالى المنتقم كيف ستظهر هذه الا بوجود مقتضياتها من الشر. فخلق الله الشر لحكم كثيرة جدا لا يمكن حصرها والاعتراض على خلق الله لهذه الامور هو في الحقيقة اعتراض على اسمائه الحسنى وصفاته العلا وهذا خطير جدا