قال رحمه الله تعالى ما هي البدع المكفرة؟ هي كثيرة وضابطها من انكر امرا مجمعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة. لان ذلك هنا وضع ضابطا اخر الشيخ حافظ الحكمي فقال البدع المكفرة ضابطها كل من انكر امرا مجمعا عليه متواكرا من الشرع ومعلوما من الدين بالضرورة لان ذلك تكذيب بالكتاب. نعم. وبما ارسل الله به رسله كبدعة جهمية في انكار صفات الله عز وجل. والقول بخلق القرآن او خلق اي صفة من صفات الله عز وجل وانكار ان يكون الله اتخذ ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وغير ذلك وكابدعة القدرية في انكار علم الله عز وجل وافعاله وقضائه وقدره وكبدعة المجسم الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الاهواء. ولكن هؤلاء منهم من علم ان عين علم هؤلاء منهم من علم ان عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك اهله فيه. فهذا مقطوع بكفره عينا بل هو اجنبي عن الدين من اعدى عدو له واخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء انما يحكم بكفرهم بعد اقامة الحجة عليهم والزامهم بها. وهو اراد بهذا ان يبين ان اهل البدع ليسوا على يعني شيء واحد. فبعضهم هو قصد تنزيه الله سبحانه وتعالى كما ذكر ابن تيمية الحفيد ان كثيرا من الفرق من المتأخرين كالرجعية وغيرهم هم قصدوا التنزيه لكنهم لم يصيبوا فيه الاصل فيهم وفي علمائهم رحمة الله عليهم انهم قصدوا التنزيه هم ارادوا تنزيه الله لكنهم لم يصيبوا الطريق في ذلك بخلاف الذي يكون قصده ابتداء هدم معاقد الدين والاساءة الى الدين. فهذا لا شك في كفره اما علماء الفرق المبتدعة فكثير منهم لم يقصد هذه المعاقد الدين. وانما هو باعتقاده يظن انه يخدم الدين وهذا فهمه للدين وطبعا هناك بالتأكيد اخطاء ارتكبها في حياته اوصلته لهذا الفهم الخاطئ. لن ندخل الان في تفاصيلها. لكن علينا ان نفرق بين شخصين بين شخص مبتدع لكنه يقصد تنزيه الله سبحانه وتعالى واخطأ الطريق في ذلك وبين شخص مبتدع وقصده هدم الدين وافساد دين مسلمين. فلا يجوز ان نسوي هذا بهذا. ولذلك هنا الشيخ حافظ الحكمي فرق بينهم. فقال من كان قصده ان يهدم قواعد الدين ويدس في دين الاسلام لا ما ليس منك عادة اكثر الروافض ونحوهم فهؤلاء كفار عيانا لا يناقشوا في ذلك. لكن حال كثير من اهل البدع انه لم يقصد ذلك. وانما قصر فهمه عدد الدين اما لانه تأثر بقواعد الفلاسفة او تأثر بشيء من قواعد التصوف الباطل او ما شابه ذلك. ففسد حاله وعقيدته. فمثل هذا الاصل فيها انه يعذر ولا يجوز ان يكفر عينا الا بشروط قاسية صعبة. ولذلك من قرأ منهج ابن تيمية ومنهج ابن القيم وغيرهم من الائمة من المتقدمين والمتأخرين وكيف تعاملوا مع من مع اهل البدع؟ وكيف طريقتهم في تنزيل الاحكام عليهم؟ يعرف ان القضية ليست بالامر الهين. وان انها قضية صعبة تحتاج الى فقه واسع وعلم واسع. وان الاصل فتح باب العذر. وان الاصل ان يفتح باب العذر والتأويل والا يستعجل ولذلك كما قال القرطبي والتكفير باب خاض فيه اقوام. والسلامة لا يعد لها شيء. يعني انت اذا شعرت ان الباب صعب لا تقتحمه ولا تتطرق اليه. ودع ذلك لكبار اهل العلم. فالله سبحانه وتعالى لن يسألك عن شخص مبتدع هل كفرته ام لا؟ لن يسألك عن ذلك. وانما اسألك عن معتقدك وعن دينك الذي تدين الله به. فلا تظن ان من المكسب ان تتهجم على هذه المسائل. وان يكون لك رأي فيها في بداية طلبك للعلم اتركها للكبار واشتغل بتحقيق المسائل التي ستلقى الله سبحانه وتعالى بها مع بقاء الحفظ لاحترام والتقدير لعلماء امتي الكبار من جميع المذاهب حتى ولو وقعوا في شيء من البدع. فاننا نترحم الله عليهم ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعذرهم وان تجاوز عن اخطائهم وعن زلاتهم. ونسأله سبحانه وتعالى ان يرحمنا جميعا يوم العرض الاكبر