واما المبدلون فمن اخذ بالتوراة او الانجيل ورفض القرآن فهذا كافر حتى ولو قال ان اؤمن بالتوراة او انا مؤمن بالانجيل. هذا كافر اذا لم يؤمن بالقرآن لان ان القرآن هو خاتمة الشرائع الالهية قال رحمه الله تعالى مع منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ما علاقة القرآن بالكتب المتقدمة؟ القرآن هو المهيمن والمصدق لكل الكتب السابقة. هو مهيمن عليها ونصدق لها كما قال سبحانه في نعم. قال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. وقال تعالى وما كان هذا القرآن ان يفتر من دون الله ولكن التصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. وقال تعالى ما كان حديثا يفترى ولكن التصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقومه يؤمنون. قال اهل التفسير مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها يعني يصدق ما فيها من الصحيح. ما معنى ان القرآن يصدق الكتب السابقة؟ يصدق ما منها من الصحيح نعم وينفي ما وقع فيها وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ويحكم عليها بالنسخ او التقرير ولهذا يخضع له فهو ينسخ ما اراد الله ان ينسخ من السابقة ويقرر ما اراد الله ان يبقى من الشرائع السابقة. فهناك شيء نسخه القرآن وهناك شيء قرره القرآن. نعم. ولهذا له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه. كما قال الله تبارك وتعالى يخضع للقرآن كل من تمسك بالكتب السابقة. اليهود والنصارى الذين امنوا بالتوراة والانجيل لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم نقول لهم هذا الكتاب القرآن حاكم على كتبكم فمن كان مؤمنا بالتوراة والانجيل حقا يجب عليه ان يؤمن بالقرآن حقا كما قال الله تبارك وتعالى الذين اتيناهم الكتاب من قبلهم به يؤمنون. واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. هذا حال اليهود الذين امنوا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم. لما سمعوا القرآن عرفوا ان القرآن مصدق لما بين ايديهم من التوراة والانجيل فقالوا انا كنا من قبله الذين اتيناهم الكتاب من قبلي هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين