جدد حياة القلب بالقرآن. كي تطمئن روحوا بالايمان واتلوه بالاناء واستمطر به فايضة الرضا وسحائب الغفران. السلام عليكم ورحمة الله. اخوتي الكرام العبادة طاعة مطلقة وخضوع تام ليست طاعة انتقائية. احيانا تسأل شابا هل تصلي؟ فيقول بقطع يعني يطيع الله على المزاج وهذه الطاعة المزاجية لا تسمى عبادة. عندما بايع النبي صلى الله عليه وسلم الانصار كان من ما قاله لهم تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل. اذا في حالة النشاط تتفنن في النوافل والمندوبات لكن في الكسل يبقى عليك ان تقوم بالحد الادنى على الاقل ليس الكسل عذرا للتفلت من طاعة الله عز وجل فهم ذلك ابو طلحة رضي الله عنه عندما قرأ سورة التوبة فوصل الى قوله تعالى انفروا اي اخرجوا للجهاد خفافا وثقالا. فقال لابنائه الا ارى ربي يستنفرني شابا وشيخا جهزوني. اي انني افهم من هذه الاية ان ربي يريد مني الخروج للجهاد خفيفا كما في الشباب وثقيلا كما في كبر السن فجهزوني بعدة الحرب يا ابنائي فقال له ابناؤه قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض اي توفي. وغزوت مع ابي بكر حتى مات. وغزوت مع عمر فنحن نغزو وعنك هذا النقاش دار في عهد عثمان وقد بلغ ابوطلحة سبعين سنة او اكثر. فاولاده رأوا ان من حق ابيهم ان يأخذ راحة بعد هذه التضحيات العظيمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واثنين من خلفائه الراشدين لكن اباهم اصر وقال جهزوني فجهزوه وكانت غزوة بحرية. فركب البحر لكنه مات رضي الله عنه فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها الا بعد سبعة ايام اراد الله عز وجل ان يكرم هذا الصحابي فحفظ جسمه في هذا الاسبوع فلم يتغير جسمه. مع ان الميت يبدأ يتغير من اول يوم من في الاجواء الحارة والاثر رواه ابن حبان وصححه الشيخ شعيب الارنوط ولا نحسب الا ان الله تعالى كما حفظ بدن ابي طلحة في الدنيا سيحفظه يوم القيامة من العذاب رضي الله عنه. نسأل الله ان يعيشنا سعداء ويقبضنا شهداء. والسلام عليكم ورحمة الله