جدد حياة القلب بالقرآن. كي تطمئن روحوا بالايمان واتلوه بالاناء واستمطر به فيضة الرضا وسحائب الغفران. السلام عليكم ورحمة الله اخوتي الكرام ونحن نرى معاناة المسلمين في البلاد المنكوبة قد نغفل عن حكمة عظيمة من حكم الله تعالى في تطويل البلاء وهي انه سبحانه لا يريد لعباده ان ينتصروا انتصارا سهلا يؤدي بهم الى الاغترار بانفسهم ونسيان نعمة الله عليه بل وربما التجبن في الارض وهم في نشوة الانتصار لذا فان الله تعالى يبتلي عباده بما يكسر نفوسهم ويشعرهم بضعفهم وانعدام حيلتهم قبل ان ينصرهم هل تتذكر اية تدل على ذلك قال الله تعالى ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة الاية مية وثلاثة وعشرين من سورة ال عمران لاحظ قوله تعالى وانتم اذلة ذكر ابن القيم في زاد المعاد من حكم الله عز وجل في تربية عباده انه اذا امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة ذلوا وانكسروا وخضعوا فاستوجبوا منه العز والنصر قال فان خلعة النصر يعني هدية النصر انما تكون مع ولاية الذل والانكسار. قال تعالى ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة وقال في المقابل ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا فهو سبحانه اذا اراد ان يعز عبده ويجبره وينصره كسره اولا ويكون جبره له ونصره على مقدار ذله وانكساره. انتهى كلامه رحمه الله اذا يوم حنين اغتر المسلمون بالكثرة واخذتهم نشوة العدد والعدة فلم تغني عنهم شيئا فتعرضوا للخسارة في البداية الى ان اجتمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عدد قليل ذاقوا مرارة ان يكلهم الله الى حولهم وقوتهم فتبرأوا منها وعلموا ان لا معز لهم الا الله فنصرهم الله على قلتهم ويوم بدر كانوا قليل العدد قليل العدة قد عانى المهاجرون الاضطهاد والتعذيب واضطروا لترك الديار والاهل واللجوء الى المدينة فكانوا بهذا الوصف اذلة. وان كانوا في نفوسهم اعزة. لكن ضعف حالهم كان يمنعهم من التعالي والكبر والزهو فنصرهم الله بعد هذه الذلة ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون اذا فتطويل البلاء على المسلمين له حكم هذه منها ان يذلوا ويخضعوا لله حتى اذا اعزهم ونصرهم وجبرهم تذكروا ما كانوا عليه من ضعف فلا يتجبرون ولا يطغون بل ينسبون الفضل لله تعالى ويتقون الله في الشعوب التي يتغلبون عليها بعد ذلك نسأل الله ان يعز المسلمين ويجبرهم بعد كسرتهم وذلتهم. والسلام عليكم ورحمة الله