جدد حياة القلب بالقرآن. كي تطمئن واتلوه بالاناء واستمطر به فايضة الرضا وسحائب الغفران. السلام عليكم ورحمة الله اخوتي الكرام لا زلنا مع الوصايا العشر العظيمة في سورة الانعام. وقفنا في الحلقة الماضية مع الوصيتين الاوليين في قوله تعالى قلت تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ما الوصية الثالثة قال ربنا عز وجل ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم انظر كيف ان الله تعالى ارحم بالابناء من ابائهم ولا تقتلوا اولادكم. قتل النفس بغير حق عموما محرم. لكن قتل ولدي عن فقر خشية المزاحمة على الرزق هذا جرم اكبر. اسوأ من جرم من يقتل غضبا او طمعا. ففي الصحيحين عن الله ابن مسعود قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم اي قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك. قلت ثم اي؟ قال ان تزاني بحليلة جارك من اسباب كون هذا الذنب اعظم من باقي اشكال القتل والله اعلم ان الذي يقتل ولده خشية الفقر لديه خلل في الايمان باسماء الله اي وصفاته لديه خلل في الايمان بان الله تعالى هو الرزاق. يتصور وكأن رزق الله ان ذهب الى ولده فسينقص من رزقه. وكان خزائن الله تستنفذ وحاشى لله. قتل الولد عن فقر دليل ضعف او انعدام في التوكل على الله تعالى ليست هذه دعوة للتواكل وترك العمل مع الانجاب. بل من ترك عياله ولم يسع على ارزاقهم اصابه حديث النبي صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء اثما ان يضيع من يقوت. انما هذه الوصية اخواني تؤسس لمبدأ عام. وهو حرمة الناتج عن الخوف على الرزق وضعف التوكل على الله فان كان الدافع للمعصية هو ضعف التوكل والخوف على الرزق فان ذلك يزيد قبح المعصية واثمها التاجر الذي ينافس جاره باساليب محرمة ويحاول الاضرار به وكسره وطرده من السوق خوفا من ان يغلب في المنافسة ويفتقر يوما من الايام. هذا التاجر ضعيف في التوكل على الله ضعف توكله وضعف ايمانه بانه تعالى هو الرزاق هذا الخلل في التصور يزيد قبح المعصية والعدوان كما يزيد قبح قتل الولد الموظف الذي يشي بزميله ويقلل من شأن انجازاته ويضخم من اخطائه لانه يخشى ان تستغني الشركة بزميله عنه هذا ايضا عنده ضعف في توكله وايمانه هؤلاء جميعا عليهم ان يتذكروا قوله تعالى نحن نرزقكم واياهم فان رزق الله زملائكم واقرانكم فلن ينتقص من من ارزاقكم اذا كانت هذه الوصية الثالثة من وصايا الله تعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم. نسأل الله وتعالى ان يرزقنا صدق التوكل عليه والسلام عليكم ورحمة الله