ويهتم بمطابقته للشريعة وان لا يكون فيه ابتداع هذا اهم من الكثرة واذا صح له هذا فليكثر من العمل الذي صح له في هذا صح له به الاخلاص وصح له وصح له به الصدق والسنة المطهرة وكلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلام العلماء بعده علم اهمية هذا اهمية هذا الامر وحرص اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والعلماء بعدهم على حفظ الوقت يسر مشروع كبار العلماء بالكويت وبالتعاون مع مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تمسك بسنته الى يوم الدين. اللهم صل اما بعد ايها الاخوة الكرام يسر عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود ان تكون اخر محاضرة لها في هذا الموسم الثقافي لهذا العام لسماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وسيحدثنا فضيلته عن الوقت في حياة المسلم واهميته ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا واياه على الحق وان يمد في عمره وان يجزيه عن امة الاسلام خير الجزاء. معذرة ايها الاحبة ان كانت هذه محاضرة في اوقات الامتحانات ولكن لعلها ان شاء الله تكون دافعا الى المزيد من التحصيل والى المزيد من الاهتمام بالوقت. لا اريد الاطالة وادعو فضيلة والدنا فضيلة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ان يتفظل بالقاء محاضرته مشكورا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وصحوته من خلقه وامينه على وحيه نبينا وامامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه هو من سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فاني اشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء باخوة في الله وابنائي الاعزاء اسأله عز وجل ان يجعله لقاء مباركا وان ينفعنا جميعا بما نقول وبما نعلم وبما نعمل وان يصلح قلوبنا واعمالنا ويعيننا وسائر المسلمين من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ومن مظلات الفتن ثم اشكر جامعة ثم اشكر القائمين على جامعة الملك سعود وبالاخص القائمين على عمادة شؤون الطلبة على هذه الدعوة واسأله عز وجل ان يعيننا على كل خير وان يبارك في جهودنا واعمالنا جميعا وان يحفظ علينا وقتنا وان يعمره بما يرضيه وان يعيذنا وسائر المسلمين من كل ما يغضبه سبحانه انه جواد كريم ايها الاخوة في الله ايها الابناء الكرام عنوان المحاضرة حفظ الوقت واهمية مما لا يخفى على كل ذي نم وكل ذي ادنى مسكه من علم وبصيرة اهمية الوقت وان الواجب حفظه. حتى يشغل بما ينفع. وحتى يسلم مما ومن تأمل الكتاب العزيز والله جل وعلا انما خلق الثقلين ليعبد وحده لا شريك له بضاعة الاوامر وترك النواهي كما كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهذه العبادة تحتاج الى علم والى بصيرة باصولها وانواعها وتفاصيلها وادلتها ولا سبيل الى القيام بذلك الا بحفظ الوقت ومن اضاع وقته ضاع عليه عمره وضاعت عليه العلوم وضاعت عليه المناسبات التي يحصل فيها الاكياس الخير الكثير وقد قال الله عز وجل في كتابه العظيم ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال سبحانه وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ومن كانت اقواله محفوظة واعماله واقواله مكتوبة كيف يضيع الوقت القول محفوظ فالعمل محفوظ وكل شيء محصى ومكتوب فجدير بمن هذا شأنه ان يحفظ وقته وان يصونه مما يفسده عليه يقول بعض الناس ان الوقت اعز من ان الوقت من الذهب ولكن الحقيقة انه اعز من الذهب فالذهب قد استغنى عنه ولكن الوقت لا يستغنى عنه بل هو السبيل والطريق الى كل ما يرضي الله ويقرب لديه وهو ظرف لك فيه يا عبد الله ما جعلت فيه من خير وشر فجدير بك ان تنظف هذا الظرف والا تخزن فيه الا ما ينفعك فالليل والنهار مطيتان وخزانتان يخزن فيهما الخير والشر ويوصلان العبد الى النهاية فجدير به ان يصونهما وان يحفظهما والا يخزن فيهما الا ما ينفعه من قول او عمل ومن قال الله عز وجل واسلمت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد اخبر سبحانه ان الجنة قذفت للمتقين غير بعيد يعني يوم القيامة لان قبل ذلك قوله تعالى قال قرينه ربنا ما اعطيته ولكن كان في ضلال بهين قال لا تختصبوا لدي وقد قدمت اليكم بالوعين. ما يبدل قول دي وما انا بظلام للعبيد يوم نقول جهنم هل ام ثلاث وتقول هل المزيد كل هذا يوم القيامة وازلفت الجنة للمتقين يعني قربت للمتقين يوم القيامة على رؤوس الاشهاد غير بعيد يعني المكان غير بعيد يرونه ويشاهدونه هذا ما توعدون بهذا المرئي الجنة ما توعدون لكل ابواب حفيظ هذا الذي وعدتم به والموعود به كل اواب حفيظ والاواب هو الرجاع لطاعة الله هو التواب هو كثير العمل الصالح والاستغفار والتوبة هذا معنى كلام اهل التفسير فالأوابون هم التوابون هم الرجاء الى طاعة الله عز وجل هم المنيبون اليه ومستقيمون على طاعته لكل اواب حفيظ والحفيظ هو الذي حفظ اوامر الله بالامتثال وحفظ نواهيه بالاجتناب وحفظ قلبه وجوارحه فصان ذلك عما يغضب الله وحفظ وقته فشغله بالخير ولم يضحه. بل شغله بالخير وامره بالخير ها ها معنى كلام سلف الامة في تفسير الحفيظ فالحفيظ هو الذي حفظ اوقاته فعمرها بطاعة الله وصان جوارحه عن محارم الله وامر وقته بما يقربه من الله ويرضيه سبحانه وتعالى ولم يشغل وقته بما يضره او بما يكدر عليه وقته او بما يشغله عما هو اهم من حفظ الوقت فصانه عن كل ما يؤذي وعن كل ما يضر وشمله بما شرع الله وكفل نفسه عن محارم الله. وحفظ حدود الله هذا هو الحفيظ الذي جمع الخير وابتعد عن الشر لكل اواب حفيظ ثم فسره فقال من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب فمن حفظه انه خشي الرحمن بالغيب مع انه لم يره من امن به و واتقاه وخشي عقابه وغضبه فعمر الوقت بطاعته وابتعد عن معصيته وجاهد نفسه لله وحفظ حدوده سبحانه ثم جاء بقلب منيب مع حفظه لحدود الله مع حفظه لاوامر الله مع حفظه لجوارحه عما يغضب الله اتى بقلب منيب وقوم منيب هو المقبل على الله الخاشع المخبت السليم المخلص لله فالمنيب هو الرجاء الى الله مقبل عليه المخبت بين يديه الخاشع له سبحانه هكذا المتقي لله. هكذا المتقون من الرجال والنساء ومن العرب والعجم ومن الجن والانس هؤلاء هم المتقون حقا الذين انابوا الى الله وحفظوا جوارحهم من معاصي الله وصانوها عما لا ينبغي وابتعدوا عن محارم الله وحفظ الاوقات فلم يشغلوها بما يضرهم ولم يخزنوا فيها ما يغضب الله عليهم بل حفظوها حتى خزنوا فيها ما ينفعهم وحتى طهروها عما يضرهم وعمرت قلوبهم بخشية الله فصارت هذه القلوب منقادة لامر الله معمورة بحب الله وخشيته بعيدة عن كل ما يغضبه سبحانه والقلب هو الاساس متى صلح القلب وامر بخشية الله والاخلاص اليه والصدق في طلب رضاه استقامت الجوارح وحفظ الوقت كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته من حديث النعمان ابن بشير رضي الله تعالى عنهما على وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب هو الاساس والمحور ومتى صلح وامر بالاخلاص لله ومن خشية الله وتعظيم امره ونهيه فاستقامت احوال العبد وصان وقته وصل جوارحه وعمر وقته بما يرضي الله ويقرب لديه وحافظا لحدود الله ومتى خبث القلب بالشرك والمعاصي والنفاق انقادت الجوارح ما في القلب فهي تابعة للقلب ومقادة لما فيه وهكذا الحديث الثاني الذي رواه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وباللفظ الاخر ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم فالقلوب هي محل نظر والاعتبار اما الصمود والاموال فلا قيمة لها وليست محل نظر ولكن محل النظر هو القلب والعمل والقلب هو الاساس كما تقدم بحديث النعمان فمتى صلح القلب صلح العمل ومتى خبث القلب خبث العمل اما الصور والاموال فيتبع ذلك فاصبر والاموال ان استعملت في طاعة الله نفعت والا ضرت ومن استعمل صورته يعني جسده واستغل قوته وجماله وما اعطاه الله من الكائن وفهم ونحو ذلك فيما يرضي الله استفاد من ذلك ونفعه ذلك ومن استغل ذلك فيما يضره ظره ذلك وصار عليه وبالا هذا هذا الجسد او هذه الصورة وهكذا المال كما علم في القلب متى صلح القلب تستعمل المال وحفظ الوقت وصار المال عونا لصاحبه فيما يرضي الله وفيما ينفع العباد لانه صرف على ما في القلب من العلم والهدى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم فالواجب على ذي البصيرة وعلى من تعز عليه نفسه ان يعنى بقلبه وعمله والا يشغل عن ذلك بحظوظ هذه هذه العاجلة وزخارفها ولذاتها فانها متاع قليل زائل وقد يضر ولا ينفع ولكن متى شغل بقلبه ومن اسباب صلاحه من الاخلاص لله وخشية لله والتعظيم لاوامره ونهيه وحفظ الوقت عما يضر هذا القلب من الاقوال والاعمال والغفلة انقاد كل شيء لهذا القلب ومتى غفل عن هذا القلب فاستولت عليه الغفلة واستولى عليه الشيطان انقادت الجوارح الى كل شر مما يملى عليها من جهة القلب فجدير بالمؤمن والمؤمنة ان تكون عنايتهما بالقلب اكبر عناية وان يحفظ اوقاتهما عن كل ما يضر هذا القلب وعن كل ما يشغله عما يرضي الله وعن كل ما يعيقه عما يقرب من الله وعن ما يفسد عليه حاله مع الله وان يعتبر الوقت امانة عظيمة يجب ان تصان عما يضر يقول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون. ويقول عز وجل والذين هم بناتهم وعهدهم راعون فعليك يا عبد الله ان ترعى هذه الامانة وهكذا جوارحك كلها امانة فعليك ان ترعاها وان تصونها عما يسبب عذابها يوم القيامة واذكر هذه الاية كثيرا وهي التي سبق ذكرها يقول سبحانه وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حكيم حاسب نفسك هل انت اواب حفيظ؟ هل انت رجاع لله كلما احسست بذنب او تقصير بادرت بالتوبة بادرت بالاياب الى الله والرجوع اليه حاسب نفسك يقول سبحانه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ومجاهدة حساب النفس وجهادها لله والذين جاهدوا فينا يعني جاهدوا انفسهم وجاهدوا الشيطان وجاهدوا كفار وجاهدوا العصاة وجاهدوا كلما يعوقهم عن مهمتهم ولهذا اطلق الجهاد وحدث المفعول ليعم والذين جاهدوا فينا ما قال انفسهم ولا قالوا ولا قال الكفار الاطلق ان يعم هذا الجهاد نفسك وشيطانك وعدوك الكافر والمنافق والعاصي ايضا يجاهد حتى يستقيم وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولن تنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله. ان الله خبير بما تعملون فقوله سبحانه ولتنظر نفس ما قدمت لغد فيه ايضا المحاسبة في حفظ الوقت المعنى ان ينظر كل واحد ما قدم في اخرته حتى لا تضيع اوقاته وحتى لا يخسر دنياه واخراه بغفلته فالواجب هو العناية بهذا الوقت وحفظه عما يضرك في دنياك واخراك وان تصونه مما فيه اضاعة لما ينفعك او ايقاع فيما يضره فالوقت عظيم وهو اعز في الحقيقة من المال سواء كان ذهب او غيره لمن عقل وعرف فضل الوقت وما فيه من الفائدة العظيمة لمن حفظه في الوقت تعلم العلوم وتحفظ في الوقت جهاد النفس بما ينفعها وصونها عما يضرها في الوقت يهاد الكفار في الوقت جهاد المنافقين جهاد العصاة في الوقت المراجعة والمذاكرة فيما ينفعه في الوقت كسب الرزق الحلال في الوقت كل ما تريد من خير الدنيا والاخرة وكل ما تريد من الدفاع لكل ما يضرك ولكل ما تخشى عاقبته وبين سبحانه ان المتقي والاواب والحفيظ انما يكون كذلك اذا اتصف بصفتين الاخيرتين من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب المتقي على الحقيقة والاواب الحفيظ هو الذي يخشى الله لولا خشية الله ما كان هكذا لكن خشية الله حملته على ان يتقي الله فيدع محرم ويستقيم على ما اوجب ويراد ويراقبه سبحانه في السر والعان ويصون جوارحه ويحفظ وقته واقبال قلبه على الله وهو الانابة جعلته يشعر بشدة حاجته الى حفظ هذا الوقت بتقوى الله وترك محارمه وتعظيم اوامره والحفاظ على حدوده ولهذا قال وجاء بقلب منيب مقبل على الله معظم لامره ونهيه مستشعر عظمته مستشعر عظم الخطر لمن غفل واضاع والموت يأتي بغتة قد يأتي بغتة فالعاقل وصاحب القلب المنيب هو الذي يقدر هذه الامور لاقباله على الله ولتقديره ما في الوقت من الخير العظيم لمن حفظه وما فيه من الخطر العظيم لمن اضاعه فالعاقبة بعدها قال ادخلوها بسلام. الجنة هذا شأن من حفظ وقته واتقى ربه واناب اليه هذا جزاؤه وعاقبته ادخلوها بسلام لجنة يلي بسلام دائم فهي دار السلام واهلها يدخلونها بسلام يعني يدخلون امنين من الموت والامراض والاكدار وغير ذلك مما يكرهون كما قال عز وجل ان المتقين في مقام امين في جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة امنين لا يذوقنا فيها الموتى الا الموتة الاولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فذكر الامن في موضعهم ان المتقين في مقام امين. فالجنة مقام امين. لا تخرب ولا يعتريها نقص بل هي دائمة الوجود ودائمة النعمة والحبرة والسرور واهلها كذلك يدعون فيها بكل فاكهة امنين يأكلون ويشربون ويتنعمون وهم امنون من الامراض والاكدار ووسائل ما يؤذي في الدنيا فهم يأكلون ويشربون ويتنعمون بكل ما يشتهون ومع ذلك امنون لا مرض ولا موت ولا كدر ولا حزن ولا مؤذي ولا مكدر هذا فضل الله سبحانه وتعالى وهذا جزاؤهم لما حفظوا اوقاتهم في الدنيا وصانوها عما يشغلهم عن الله وادوا في هذا الوقت حق الله وخزنوا فيه الخير وتباعدوا عن الشر هذا جزاؤهم ان وصلوا الى هذه الدار العظيمة دار السلام التي قال فيها سبحانه والله يدعو الى دار السلام قال فيها جل وعلا انهم ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين ونزعنا ما في ما في صدورهم من غل. اخوانا على صور متقابلين. لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين وصح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام انه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة ينادي مناد يقول يا اهل نعم ان لكم ان تحيوا فلا تموتوا ابدا وان لكم ان تصحوا فلا تسقموا ابدا وان لكم ان تشبوا فلا تحرموا ابدا وان لكم ان تنعموا فلا تبتأسوا ابدا هذه حالها الجنة صحة وحياة طيبة ونعيم دائم وشباب دائم لا هرم ولا شيخوخة كلهم رجالهم ونسائهم في شباب دائم وصحة دائمة وحياة طيبة امينة وفي دار كريمة ابد الاباد. ولهذا قال بعد سبحانه ذلك يوم الخلود يوم البقاء الدائم لهم ما يشاؤون فيها اي من النعيم. ولدينا مزيد مما يظنون ومما يتوهمون يعطون مزيدا لا يخطر ببالهم كما في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل اعددت لعبادي في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ تتجافى جنوب المضاجع يدعون ربهم هوا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون هكذا اعد الله لعباده المؤمنين في الجنة ومن المزيد النظر الى وجه الله في الاخرة هذا من المزيد كما في الاية الاخرى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فالحسن الجنة وزيادة النظر الى وجه الله للجميع للرجال والنساء هذا النعيم مشترك فمن احسن في الدنيا الحسنى وهي الجنة في الاخرة ومع ذلك الزيادة وهذه الزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم الذي هو اعلى نعيم اهل الجنة فانهم متى نظروا الى الله ايقنوا انهم لم يعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى وجهه سبحانه وتعالى هذا جزاء من اتقى ربه وحفظ وقته وصار جوارحه عن محارم الله واستقام على طاعة الله واناب اليه واسأله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يجعلنا واياكم من هؤلاء الاخيار وان يصلح قلوبنا واعمالنا جميعا امين وان يرزقنا جميعا حفظ وقت وشغله بطاعة الله حفظه من محارم الله والاستعانة به على كل ما يرضي الله ويقرب لديه. كما اسأله سبحانه ان يصلح احوال المسلمين في كل مكان. وان يولي عليهم خيارهم وان يصلح قادتهم وان يوفق حكام المسلمين وعلمائهم في كل مكان بكل ما فيه رضاه ولكل ما يقرب لديه ولكل ما ينفع وعبادة وان يوفقهم لتحكيم شريعته والالتزام بها والحكم بها بين الناس انه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء على هذه المحاضرة القيمة. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم ثم يستمعون القول فيتبعون احسنه. ايها الاخوة كما ترون فنحن امام سيل من الاسئلة والحقيقة انني في وضع لا احسد عليه فكل واحد من الاخوة يتوقع ان سؤاله هو المهم. ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على اختيار بعضها. والحقيقة انه من الاستعراض السريع وجدت ان بعضها يتضمن اسئلة شخصية تمس الشخص نفسه فقط فهذه يمكن ان يتصل بالشيخ في وقت لاحق. كما ان بعض الاخوة جزاهم الله خير سؤال واحد في صفحة كاملة فاعتقد ان الوقت لا يتسع لمثل هذا السؤال. ما شاء الله. بسم الله الرحمن الرحيم. فضيلة الشيخ هنا سائل يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. فيقول انه يدعي بعض الناس استنادا على هذا الحديث ان المهم فقط هو القلب فتراه يقول ان قلبه عامر بالايمان ولكنه لا يؤدي الشعائر المطلوبة منه وخلاف ذلك. فما تعليقكم على ذلك هذا يسأل عن ما جاء في الحديث الصحيح ان الله جل وعلا قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم يقول ان بعض الناس قد يتعلق بهذا ويقول ان المعول على القلب وان العمل لا معول عليه ولهذا اذا نصح وقيل له اتق الله قال الايمان في القلب هكذا يقول بعض الناس اذا نصحته عما يحصل منه من المعاصي من التساهل بالصلاة او البخل بالزكاة او غير هذا او حلق لحيته او اسبال ملابسه او تعاطيه المسكر او ما اشبه ذلك قال الايمان في القلب وهذا الاحتجاج بهذا الكلام حجة شيطانية باطلة فان القلب هو الاساس فمتى صلح القلب صلحت الاعمال كما سمعت في الحديث الاخر فلو كان ايمانه القلب صحيحا موجودا لمنعك من هذه من هذه المعاصي ولكنه ضعيف او معدوم. ثم في الحديث نفسه قال ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم فجعل العمل مع القلب هكذا رواه مسلم في الصحيح فلم يهمل العمل قال ينظر الى قلوبكم واعمالكم وفي حديث انما المتقدم في القلب قال اذا صلح في مضغة صلح الجسد كله كله شبه بالعمل الصالح فاذا صلح القلب صلح البدن من قادت الجواد لطاعة الله وانكفت عن محارم الله هذا هو الصلاح فاذا كان الجسد لم يصلح هذه علامة ان القلب لم يصلح وان الايمان به فيه معدوم او مريض مدخول ضعيف والايمان يزيد وينقص هو قول وعمل. عند اهل السنة والجماعة والله يقول وقل اعملوا ويقول ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. ما قال وبس. قال بما كنتم تعملون الايمان عمل والصلاة عمل والزكاة عمل وهكذا فواجبها الواجبات التي فرضها الله من الايمان وترك محارم من الايمان فالواجب على العبد ان يتقي الله وان يحذر الاسيرة التعلقات التي تضره. وتغضب الله عليه فايمانك اذا صح في قلبك حملك على اداء الفرائض وعلى ترك المحارم ومتى وجد منك الخلل ببعض الواجبات او ركوب بعض المحارم فذلك دليل على ضعف ايمانك وكلما زاد الضعف صار الخطر اكبر ربما توالى حتى يزول الامام بالكلية. وهكذا المعاصي كل ما زادت ضعف القلب وضعف الايمان وربما جره ذلك الى الانسلاخ من الايمان بناقض من نواقض الاسلام. فان المعاصي بل للكفر كالمرض بريد الموت فالواجب على المسلم ان يتقي الله وان يحذر الشيطان والهواء ويتباعد عن محارم الله ويحذرها وان يجتهد في اداء ما وجب الله فهذا هو الدليل على صلاح القلب نعم وهذا السائل يقول لي نفس تحب الخير ولكنها ضعيفة لا تثبت امام المعصية. فكلما رأيت معصية ضعفت امامها. فهل هناك دواء او شفاء لذلك تدلوننا عليه؟ نعم. قال الله تعالى وخلق الانسان ضعيفا لكن الله اعطاك اسلحة حتى تقوى اعطاك الاسلحة التي بها يقوى قلبك وهي طاعة الله والاكثار من ذكره والتوكل في عظمته وما له من الحق عليك وانك صائر اليه وانك مسؤول فوربك نسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. وانك مستحق العقاب على سيئاتك وللثواب على طاعاتك فبكر ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله واعلم ان النفس امارة بالسوء الا من رحم الله فلا تجيبها الى هواها. قال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى فمتى دعتك الى المعصية فذكرها بان الخطر عظيم وانها منهية عن معصية الله وانه متوعدة بغضب الله وعقابه الا ان يعفو الله وانت لا تدري هل تموت على ذلك؟ هل يعفى عنك؟ او تعذب فجاهدها وذكرها واحذر مغبة التساهل فاذا وفقت لهذا اعانك الله عليها وسلمت من شر هذه النفس. نعم وهذا سائل يقول بانه احد الطلبة في السكن الجامعي ويقول بانه يعاني من بعض الطلاب الذين لا يصلون. وعندما يحين وقت الصلاة يقعدون عند التلفاز. بحيث اننا نصلي ونعود وهم في اماكنهم يقول فنرجو من الله ثم من سماحتكم ان تقترحون حلا لهذه المشكلة هذه مصيبة عظيمة فان الطالب قدوة زملائه وغيرهم والواجب ان يكون في القمة في الخير وان يكون قدوة صالحة لزملائه وغيرهم والصلاة عمود الاسلام ويعظم الفرائض بعد الشهادتين فالواجب على طلبة العلم وعلى كل مسلم العناية بالصلاة والاهتمام بها والحذر من التهاون بها وعلى اخوانه وزملائه اذا رأوا منه منكرا اي ينكروا عليه وان ينصحوه وان يجتهدوا في استقامته يقول الله جل وعلا في كتابه المبين والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر. ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عز حكيم فالمؤمنون والمؤمنات اولياء يتناصحون ليسوا باعداء بل اولياء يتناصحون ينصح بعضهم بعضا ويحذر بعضهم بعضا من الباطل ليحسده. وليخونه ولا يغشه ولا يكذب عليه ولا يشهد عليه بالزور ولا يتركه على منكر بل يعلمه ويوجه الخير وينكر عليه المنكر فالمؤمن ينكر على اخيه وعلى اخته في الله. والمؤمنة كذلك تنكر على اختها في الله وعلى اخيها في الله اذا رأت منهما المنكر فعلى الطلبة يجرى بعضهم بعضا ان ينكر بعضهم على بعض يراؤوا من زملائهم المنكر من من ترك الصلاة او التهاون فيها او يشرب المسكر او التدخين او اشباه الملابس او حلق اللحى او غير هذا مما ينكر. هكذا المؤمنون يتناصحون ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر اينما كانوا الكلية في المطعم في الطريق في المسجد في السفر في الاقامة في الطائرة في القطار في السيارة في كل مكان. هكذا الملوك اينما كانوا وبهذا يصلح المجتمع وبهذا يسلم من غضب الله وعقابه اما اذا تساكت الناس فقد احلوا بانفسهم عقاب الله في الصحيحين عن زينب رضي الله عنها بنت جحش ام المؤمنين رضي الله عنها ان النبي دخل عليها ذات يوم عليه الصلاة والسلام وهو غظبان يقول ويل للعرب من شر قد اقترب فتح لهم الرجل يأجوج من زهاة مثل هذا. واشار باصبعيه الابهام الوسطى فقال له زينب يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون نعم اذا كثر الخبث نعم اذا كثر الخبث بين عليه الصلاة والسلام ان الناس يهلكون اذا كثر فيهم الخبث والخبث هو المنكر والصحيح والمعاصي فاذا وجد الخبث ولمنكر عمت العقوبة وقال عليه الصلاة والسلام ان الناس اذا رأوا منكر فلن يغيروه او شك يعمهم الله بعقابه خرجه الامام احمد وغيره باسناد صحيح من حديث الصديق رضي الله عنه الواجب على اساتذة والموظفين والطلبة على جميع التآمر بالمعروف او تنهي المنكر هذا هو هذا هو الواجب على الجميع لا يخلص واحد دون واحد ولا يجوز هي التآكل لكن بالحكمة بالكلام الطيب بالاسلوب الحسن بالمواظبة الاستاذ والمدرسة والطالبة والموظفة والموظف والطالب كلهم شركاء في هذا الامر على الجميع التأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الغفلة وعدم التساهل حتى يكونوا قدوة صالحة لغيرهم في هذا الخير العظيم وحتى ينفع بعضهم بعضا وحتى يأخذ بعضهم على يد بعض وحتى يسود الخير وحتى يقل الشر هكذا امر الرسول صلى الله عليه وسلم بل هكذا امر الله عز وجل وبهذا تصلح المجتمعات ويأمل المجتمع من عقاب الله سبحانه وتعالى ومتى اخل الناس بهذا الامر فهم على خطر عظيم ولا حول ولا قوة الا بالله. قال الله عز وجل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون واخبر انه لعنوا على لسان انبيائهم بسبب هذا ذلك بما عصوا يعني بسبب عصيانهم واعتدائهم ثم فسر ذلك بقوله كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر نعم اثابكم الله هنا سائل يقول سماحة الشيخ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد انني احبك في الله. واشهد الله على ما في قلبي. واتوجه اليك بهذا السؤال وهو انني كنت طالبا متفوقا في تحصيلي العلمي. وخلال هذا الفصل الدراسي زادني الله حرصا على امور ديني فاصبحت احضر حلقات العلم واحرص على الندوات والمحاضرات واكثر من قراءة الكتب النافعة. وهذا ما احمد الله عليه الا انه من ناحية اخرى ضعف مستواي الدراسي عن السابق فبدأ الشيطان ونفسي يحاولان اقناعي بان سبب هذا الضعف هو اتجاهي الى طريق الطاعة. واخاف ان اركن الى ما تهواه نفسي. فما هو توجيهكم جزاكم الله خيرا. اولا احبك الله الذي احببتنا له ونسأله سبحانه ان يجعلنا واياكم وسائر اخواننا من المتحابين في جلال الله. اللهم امين. قال الله جل وعلا يقول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يوم القيامة اين المتحابون بجلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي. اخرجه مسلم في صحيح وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله امام عادل وشاب نشأ في عبادة الله. ورجل قلبه معلق بالمساجد. ورجلان تحابا في الله. اجتمعا عليه فتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله ورجل صدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ورجل ذكر الله خالفا وقطعناه اما ما لك ما اعطاك الله من الخير والاقبال على حلقات العلم وعلى طاعة الله عز وجل وعلى المذاكرة هذه هذه من نعم الله عليك وهذا خير عظيم احمد الله عليه واشكر الله عليه. والزم هذا الخير العظيم. ومع ذلك احفظ الاوقات التي تعينك على شؤون الدراسة وعلى التفوق في المستوى الدراسي فاجمع بين المصلحتين. جاهد في هذا وفي هذا فاجعل لك اوقاتا تعينك على العناية بالدروس حتى توفق ان شاء الله التفوق فيها ومع ذلك انت تعتني ايضا بطاعة الله وما اوجب الله عليك وترك ما حرم الله عليك وصحبة الاخيار الى غير ذلك. فهذا لا ينافي هذا بل يعين على هذا. طاعة الله تعينك على غير ومن اسباب توفيق الله لك حتى تنجح نجاحا اكثر اذا اديت ما استطعت في العناية بالدروس وما ذكر فيها ومع ذلك انت تحرص على ما اوجب الله عليك وعلى ترك ما حرم الله عليك وعلى العناية باسباب الخير والنجاة. نعم هنا مجموعة من الاسئلة فضيلة الشيخ تدور حول دراسة العلوم الدنيوية. اه هل تعتبر من الدراسة المفيدة مسلم الدراسة للعلوم الدنيوية امر مطلوب. والله يقول سبحانه واعدوا لهم اساءة من قوة المسلمون في حاجة الى العلوم الدنيوية حتى يستعينوا بها على طاعة الله وعلى الاستغناء عما في ايدي الناس وعلى الجهاد لاعداء الله واقول المسلمين يتعلمون الجيولوجيا والهندسة والطب وغير ذلك مما يعينهم وكذلك ما يخترعون في القوة التي يجاهد بها الاعداء كل ما يعينهم على جهاد الاعداء واتقاء شر الاعداء ويغنيهم عن الاعداء فهو امر مطلوب يا ايها الذين امنوا خذوا خذوا خذوا هجركم واعدوا لهم الصلاة من قوة فاشتغال بالعلوم الدنيوية التي تنفع المسلمين ان كان لله اجر عليها مع فائدتها العظيمة وان كانت تعلمها للدنيا ليستفيد في دنياه فهذا مباح ولا يضره ذلك لكن العلوم الدنيوية الدينية فليأخذ منها بنصيب وليجتهد في تعلم الدين والتفقه في دينه ثم مع ذلك يتعلم ما ينفعه من دنياه اذا استطاع ذلك اذا جمع بين الامرين فهو خير الا خير يقول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فاذا تفقه في دينه واستفاد مع ذلك في دنياه طبا او صناعة اخرى تنفعه او اشياء مما ينفع العبد في هذه الدنيا فذلك خير الى خير. وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لما سئل اي كسب اطيب؟ قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور. وقال عليه الصلاة والسلام ما اكل احد طعاما افضل من ان يأكل من عمليته. وانما وان نبي الله داود كان يكون مع من يده كان صاحب حدادة يصدع الدروع عليه الصلاة والسلام. وهو نبي الله يصنع الدروع التي يتقى بها في الحرب ويستعان بالحرب وكان زكريا نجارا وهو نبي من انبياء الله عليه الصلاة والسلام انتفع بصنعة النجارة او الدروع او المدافع او الصواريخ او سائر انواع السلاح فهذا عظيم ومع نية الصالحة فهو على خير عظيم وهو عبادة كذلك صح ان وضع رسول الله عليه الصلاة والسلام انه قال السائر الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله قال واحسبه؟ قال وكصائم لا يفطر والقائم لا يفطر لا يفطر الساعي يعني العامل على نفع الفقير الفقير والمسكين على ما عنده من قيراط وبنات اخوات فقراء او يتامى يستسعى اليهم حتى يستغنوا عما في ايدي الناس حتى ينفق عليهم كالمجاهد في سبيل الله هذا امر عظيم وخير كبير فطالب الرزق بالزراعة بالتجارة الصناعة على خير عظيم. فتعلم العلوم الدينية امر مفيد ونافع بشرط ان لا يشغل عن علم الاخرة وعن ما ينفعه في الاخرة. اذا جمع بينهما فقد جمع خيرا الى خير واذا صلح نيته في علوم الدنيا كانت عبادة واذا تعلمها للدنيا فليس له ولا عليه. تعلم شيئا مباحا لا حرج عليه. لكن متى صلحت ديته؟ واراد بهذا نفع المسلمين و تقويتهم ضد عدوهم جمع الله له الخيرين الاجر ومع ذلك النفع بهذا بهذا اللي تعلمه. نعم وهذا سائل يقول بانه شاب ويمر عليه فترات في اليوم يحس فيها بزيادة في الايمان. وفترات اخرى يحس فيها بان الايمان ينقص اه يسأل ويقول ما هي الاسباب التي تؤدي الى زيادة الايمان والى نقصانه هذه الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان. فيها مختبر يبتلى فيها الانسان بما يزيد ايمانه وبما ينقص ايمانه فتارة يتلو قرآن ويتدبر القرآن ويكثر من ذكر الله. فيزيد ايمانه تارة يصحب الاخيار ويستفيد من علمهم وصيغتهم الطيبة فيزداد ايمانه يجاهد في سبيل الله يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر يدعو الناس الى الخير فيزداد ايمانه وتارة يبتلى ببنساء سوء. بغفلة عن الله باقبال على زهرة العاجلة ويضعف ايمان وينقص ايمانه فهو بين مد وجزر الانسان في هذه الدار بين مد وجزر فكلما شغل باخرته وبالاعمال الصالحة زاد ايمانه وكلما شغل بضد ذلك نقص ايمانه ولما عند اهل السنة والجماعة يزيد وينقص الى ما تقوله الخوارج والمعتزلة فاهل الاماء اهل السنة والجماعة عندهم الايمان قول وعمل وعقيدة يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي. فكلما اجتهد في الطاعات وبذكر الله وبصحبة الاخيار وبانواع زاد ايمانه قوي وكلما شغل بالامور الاخرى من الغفلة والاعراض عن المذاكرة وعن صحبة الاخيار والاقبال على شهوات الدنيا وزينتها ضعف ايمانه ورق ايمانه وهو بين مد وجزر وجزر وعلى خطر اذا مال الى ما يضعف الايمان وعلى خير عظيم اذا التزم بما يقوي ايمانه. فعلى المؤمن ان يحذر اسباب النقص ونجتهد في اسباب الزيادة وذلك بالاقبال على على القرآن الكريم والسنة المطهرة والاستكثار من الطاعات وانواع الذكر والتوبة وصحبة الاخيار والحذر من قرب الاشرار وصحبة الاشرار والحذر من الغفلة وطاعة النفس الامارة بالسوء والاقبال على اللذات والشهوات متناسيا امر الاخرة وامر الجنة والنار ولا حول ولا قوة الا بالله. نعم وهذا سائل يقول كيف ارشاد او كيف نرشد الشباب الى ان يستغلوا كل الوقت بما يرضي الله من قول وعمل علما ان هناك من يعارض هذا حيث يقول ان ليس كل شيء دين او ليست الحياة كلها يجب ان نلتزم فيها بهذا الشيء. فهو يفصل بين الدين والدنيا فما رأي فضيلتكم النصيحة للشباب وغير الشباب مطلوبة. لان النصيحة متى اهملت غلب على النفوس في الهوى وحب العاجلة وحب الراحة وحب الشهوات فالنصارى كالسياط التي يجاهد بها الانسان ويقاد بها الى الخير تراقب قلبه وتذكره بالاخرة فلا بد من النصيحة والتوجيه والدعوة والا ضاعت الحياة بالغفلات والشهوات. ولهذا شرع الله التذكير ودعا اليه فقال سبحانه وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. وقال فذكر انما انت مذكر وذكر نفعت الذكرى ولو انهم فعلوا ما ما يوعظون به لكان خيرا لهم تثبيتا. واذا لا اتيناهم من لدن ناجرا عظيما ولا هديناهم صراطا مستقيما فالعظة والتسديد فيهما الخير العظيم والمصلحة العظيمة والنبي عليه السلام يقول الدين النصيحة هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة يكررها ثلاثا طيب لمن يا رسول؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم من دون تكرار ولا ان كرر ولكن جاء مكررا في روايات اخرى عند ابي ذر وغيره. لمزيد الاهمية النصيحة مطلوبة لابد منها ولكن مع النصيحة لابد من غفلة بعض الشيء في الحديث حنظلة. لما دخل على النبي قال يا رسول الله نافقنا نافق حنظلة. قال لما وما زاد قال قال نكون عندك متكل من الجنة او قال الاخرة وهي العين كأن رأي العين وترق قلوبنا فاذا خرجنا عفن النساء والاولاد والضيعات ونسينا كثيرا فقال عليه الصلاة والسلام لو انكم تدومون على ما تكونون عليهن صفحته الملائكة في طرقاتكم وعلى فرشكم ولكن لابد من وجود شيء من شغلي بالدنيا من طلب الرزق من التحدث مع الاهل والاولاد من البيع والشراء الى غير ذلك فالساعات التي فيها طلب الرزق فيها الانس مع الاهل تعتبر خيرا لا تضر العبد ما لم يأثم فيها ما لم يخلطها بالحرام من الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور وغير هذا مما حرم الله اما الدعوة الى الله والتوحيد والنصيحة والحرص على حفظ الوقت هذا امر مطلوب. ومع هذا كله لابد من شيء لا بد من ساعات لحاجات الانسان لا تضره وقد تعينه على الخير ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ولكن ساعة وساعة. يعني ساعة للدين والعمل والجد وسعة للدنيا واعمالها من تجارة وزراعة وغير هذا مما يكون مع الاهل والاولاد. والله المستعان نعم. وهذا سائل وخاصة الاقارب منهم وانا في منزلي هذا يشاركنا اخوة لي في مأكلنا مع زوجاتهم دون ان يلتزم ان يلتزمن بالحجاب وخاصة في افطار رمضان. وهم يعلمون ان ذلك لا يجوز ولكن يحتجون بان هذه عادتهم منذ وقت طويل. فهل من نصيحة؟ علما بانني ساخذ ما سجل من هذه المحاضرة واسمعهم اياها نعم هذا واقع قد وقع من بعض الناس التساهل باكل بعضهم مع بعض نساء ورجالا وجلوس بعضهم مع بعض. والنساء كاشفات عن وجوههن. وقد يكون ما هو اعظم من ذلك من الكشف عن الرؤوس ايضا والاذرع وغير ذلك وهذا لا شك منكر عظيم لا يجوز والواجب على المسلم ان يتقي الله وان ينصح اهل بيته عن مثل هذا. فطالب العلم له مهامية وله منزلة والعلماء هم خلفاء الرسل. فعلى طالب العلم ان ينصح ابائه وامهاته. واخواته واهل بيته جميعا فلا يجوز هذا العمل لا يجوز ان يجلس الرجال والنساء والنساء والرجال ليسوا محارم للنساء وهن كاشفات؟ لا. يكون للنساء محل يفطرن فيه ويأكلن فيه فيما بينهن والرجال في محل اخر. حتى لا يتأثر احد باحد وحتى لا يشق بعضهم على بعض. اما ان يجلسوا جميعا من غير حجاب ولا تستر من اخي زوجها او من عم زوجها هذا منكر لا يجوز والله يقول جل وعلا واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء الحجاب. ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن. ويقول سبحانه ولا يبدين زينتهن الا لوالتهن وابائهن الاية ويقول جل وعلا يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدين عليهم من جلابيبهن الاية فالواجب على طالب علم وعلى رب اسرة وعلى رأس الاسرة ان يعنى بهذا الامر وان يوجه ابناءه اخوانه الى ما اوجب الله وان يتأدب الجميع باداب الله فالنساء يكن على حدة حتى لا يتكلفن على حدة ولا يجوز ان يكون مع الرجال سافرات عن وجوههن او عن رؤوسهن او عن بقية اجسامهن بل كن والمتحجبات عند الخطى. ولا يخلو الرجل من امرأة اخيه ولا بزوجة عمه او خاله لسمعهما ثالث لا يجوز. فالخلوة لا تجوز والاسفار والتكشف لا يجوز. بل يجب البعد عن هذا كما شرع الله وذلك وامر به نعم اه هنا سائل يقول يعمد كثير من الشباب الى السفر في الاجازة الصيفية الى الخارج. وبعضهم قد يسافر لغرظ السياحة من غير عمل المفاسد فما هو رأي فضيلتكم هذا الموضوع قد قد كتبت فيه غير مرة وحذرت منه غير مرة فالسفر الى الخارج في العطل في الاجازات فيه خطر عظيم فالواجب على طلابنا الحذر من ذلك وان تكون هذه الاجازة لما ينفعهم من المذاكرة والكتابة ومراجعة الكتب في المكتبات وقضاء الحاجات الاخرى اما السفر للسياحة في البلدان الخبيثة بين الكفار بين ارباب الخمور والزنا والكفر هذا خطر عظيم وكم من مسافر رجع بغير دين ولا حول ولا قوة الا بالله او رجع بقليل من دينه. فالواجب الحذر وان لا يسافر الى بلاد الكفر والى بلاد الحرية والشر. من يحمد الله الذي عافاه من ذلك ويصون نفسه ودينه فليعمل في بلده قول يا سافل بلد ليس فيها شر كمكة والمدينة للعبادة والتقرب او الى بلد اخرى ليس فيها شر. المقصود البلاد التي فيها الشر وظهور الكفر والفساد. يجب ومن ذلك حتى لا يقع في الباطل. اللهم الا من كان عنده علم وسعادة خير حيث يذهب الى الدعوة الى الله بعلمه وفضله وما اعطاه والله من العلم وهو لا يخشى على نفسه من الفتنة فلا بأس اذا كان صالحا للدعوة يدعو الى الله يوجه الناس الى الخير ويبتعد عن الشر فلا حرج فيه لا من باب الدعوة الى الله سبحانه وتعالى واذا كان يخشى على نفسه من من ذلك لظهور الشر وقلة الخير فليحذر ولا يخاطب نفسه ولا بدينه الله المستعان. نعم اه هنا سؤال يقول ما رأي الشيخ؟ هذا في الشباب اما في النساء فخطره اعظم خطأه اكبر واكثر فاذا وجب في حق الرجال التحرز والحذر فبحق النساء اشد واخطر ولا حول ولا نعم. يقول ما رأي الشيخ في قضية التصوير؟ فوسائل يقول ما رأي الشيخ لو كان يصور وهو لا يعلم اصل التصوير محرم هذا اصل التصوير قد قال صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون وقال عليه الصلاة والسلام ان اصحاب هذه الصفور يعدون يوم القيامة ويقال وحي ما خلقت. والتصوير لا يجوز لا للذكرى ولا لغير هذا من الشؤون التي ليس لها اما للظرورة مثل تصوير انسان عند الحاجة الى الجنسية التابعية المعروفة او رخصة القيادة ما يعطى الا بذلك هذا يعفى عنه للضرورة. فهو كالمكره وهكذا ما يصور من الندوات والمحاضرات التي يرجى فيها مسجد العلم الخير والفضل هذا محل نظر ولا اعلم ما يمنع ذلك لقصد نفع المسلمين واشاعة الخير بين المسلمين ونشر الدعوة ونشر الدعوة هذا ده وضع من اجل المصلحة العامة. انما اذا جاز للتابعية ورخص القيادة والشهادة الفردية الضرورية. فالشيء الذي ينفع وينفع المسلمين ويكون وسيلة الى هداية الكثير من الناس وانتفاعهم لا لا يكون اولى بالجواز لهذه لهذا غرض النبيل العظيم ولهذا اقررناه في الرابطة في مجالس الرابطة وفي مواضع كثيرة لهذه المصلحة العظمى وان كنت لا احب التصوير مطلقا ولا اذن فيه مطلقا الا للضرورة كما كما سمعنا للضرورة امر يحتاج الى وهكذا تصوير المجرمين ان يحذروا يمسكوا اذا وجدوا وما اشبه ذلك من الحاجات نعم هنا سائل يقول في يسأل عن تفسير قوله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. يقول بان بعض بعض الناس يتخذ هذه الاية ذريعة لعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فما رأي فضيلتكم؟ هذه الاية قد علق عليها امير المؤمنين ابو بكر الصديق رضي الله عنه في اول خلافة لما خطب الناس قال ايها الناس انكم تقرأونها دلاية وتضعونها في غير موضعها واني سمعت الرسول يقول صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس اذا رأوا منكر فلم يغيروه او شك ان يعمهم الله بعقابه. وتلا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم فبين رظي الله عنه ان عدم مؤلفه الضرر مقيد بالهداية. من ظل اذا اهتديتم والهداية انما تتم باداء الواجبات وترك المحارم ومن الواجبات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فلا يتمونك ان تكون مهتديا الا باداء واجبه والا فاست بالمهتدين فيضرك ذلك من ظل اذا اهتديتم اذا امرت بالمعروف ونهيت عن المنكر واديت الواجبات وتركت المحرمات لا يضرك من ضل بعد ذلك في يدك الامر ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. ان الواجب عليك التبليغ والبيان والامر والنهي فاذا لم يسمع منك من بلغته ومن امرته ودعوته لا يضرك ذلك. انك لا تهدي ما نحن نؤتى ولكن الله يهدي من يشاء نعم الاخت من الرضاعة هل يجب لها صلة رحم ويختم الى الرضاعة لا يجب لها صلة رحم. الرحم هي القرابة صلة للغرابات اما الاختاع والام من الرضاع والعم من الرضاعة فيستحب وصلها ويشرع ان يحسن اليها ولا سيما عند الحاجة لكن ليست من جنس الاختبار النسب والعمة من النسب ونحو ذلك. نعم يقول تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليبلوكم ايكم احسن عملا. فهل يفهم من هذه الاية ان المهم هو حسن العمل دون النظر الى كثرته ودوامه هذا يدل على ان الحسن اهم احسان العمل اهم من كثرته. وان كان الكثرة مطلوبة لكن الاهم من كثرة احسان العمل. ولهذا قيل يا قيل قيل لابي علي الفضيل ابن عياض. يا ابا علي ما ما معنى احسن العمل؟ قال اخلصه واصوبه قيل ما اخلصه وما اصوبوه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن الصواب لم يقبل. وان كان صوابا ولم يكن خاسرا حتى يكون خالصا صوابا ان يا ابا علي ما هو خالف الصواب؟ قال الخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على السنة. فالاهتمام باحسان العمل اعظم واولى من الكثرة. كل مؤمن يهتم باخلاص العمل وتنقيته من الرياء وغيره من انواع الشرك اما ان يهتم بالكثرة بغير عناية بالاخلاص وعناية بالصدق بالمتابعة فهذا لا يجب ان يكون الاهتمام والمتابعة اعظم من الكثرة. نعم الحقيقة مجموعة اسئلة فضيلة الشيخ تدور حول الاغاني. وبعض الاخوة يقول بانه يعلم انها محرمة وانه عقد العزم على تركها. ولكن لا يزال بعض بواقيها متعلق بقلبه فيقول هل من نصيحة اما الاغاني فقد ابتلي بها الناس اليوم وكثرت بين الناس الاذاعات وفي التلفاز وبالاشرطة وفي غير ذلك من انواع التسليم ولا شك انها خطر عظيم. وانها بلاء كبير ومن اسباب وقوع الفواحش وظلمة القلوب وحيرتها واقبالها على الفواحش وثقلها عن الطاعات والواجب الحذر منها وعدم استماعها فانها رقية الزنا وقرآن الشيطان. فيجب الحذر من شرها قال الله جل وعلا ومن الناس من يشتري لهو الحديث ان يضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين واذا تتبع عليه اياتنا ولى مستكبرا كان لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم قال اخير اهل العلم من المفسرين وغيرهم ان لهو الحديث هو الغنى وانه يصد عن سبيل الله ولهذا قال يضل عن سبيل الله قرئ ليضل وقرأ ليضله فدل الاية الكريمة على ان الغنى من اسباب الضلال عن سبيل الله والاظلال ومن اسباب اتخاذ سبيل الله هزوا ومن اسباب للاستكبار عن سماع القرآن وهذه مصائب كثيرة المصائب عظيمة الظلال والاظلال واتخاذ ايات الله زورا والتثاغل والاستكبار عن عن سماع القرآن هذه ثلاث مصايب ذكرها ثلاث مصائب عظيمة ثلاث عقوبات فيجب الحذر من هذا البلاء العظيم وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. اخرجه البخاري في الصحيح وخرجه جماعة اخرون فبين صلى الله عليه وسلم انه يكون في اخر الزمان قوم وقد وقع هذا من اسباب طويلة ومن علامات النبوة يستحلون الحر والحرير يستحلون الزنا قد وقع ذلك ممن لا يبالي فاستحل الزنا والفواحش ولم يبالي والحرير لبس الحرير يعني للرجال وهو محرم على الرجال. والخمر كذلك قد تساهل الناس فيه في شربه. واستحله منهم جاء الله فالامر عظيم ثم قال والمعازف والمعازف يدعو فيها الغنى والات اللهو يقال عزا فاذا غنى واذا ضرب بالة الطرب العزف هو الغنى واذا كان معه الضر بالدف صار الشر اعظم وذكر بالصلاح رحمة الله عليهن الغنى اذا قال له شيء من الات الله حرم بالاجماع اما بدون الات المائي فالغنى مجرد فهو محرم عند غالب اهل العلم وعند اكثر اهل العلم وبعضهم حكى اجماع على العلم ولم يبالي بالمخالف القليل ولا دل مع من حرمه لما فيه من الخبث والضرر والشر الكثير. واذا كانت معه الموسيقى او الكمان او العود او غير هذا من الات الله وصار التحريم اشد وصار لك محل اجماع وفاق بين اهل العلم فيجب الحذر من هذه المصيبة التي بلي بها الناس فيجب المؤمن على المؤمن ان يحذر ذلك اهل بيته وان يجتهد في نصيحتهم لعلهم يسلمون لعلهم ينجون. نعم الله المستعان. اثابكم الله. هذا سائل يقول اولا ارجو منك ان تدعو لي ان تدعو لي بالفقه في الدين. ثانيا بعض الاحيان اصلي في الغرفة فاذا حضر عندي بعض الزملاء يلومونني على ذلك ويريدون ان اصلي بحيث لا يراني احد. فارجو منك التوضيح اولا رزقنا الله واياك الفقه في الدين واصلح لنا جميعا القلوب والاعمال يقول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فمن رزقه الله الفقه في الدين. فقد اراد به خيرا وهذا يحتاج الى طلب وجد ونشاط وسؤال الله التوفيق سبحانه وتعالى والى عمل بالعلم اما الصلاة في الغرفة فان كان النافلة فالحمد لله امره واسع صلي في غرفتك واذا كان وحدك ما عندك احد يكون احسن واكمل في الاخلاص فاذا جاء عندك احد فليكن للحديث معه. والمذاكرة فاذا ذهب الناس فاخلو بربك واجتهد في العبادة من القراءة والصلاة وغير ذلك. اما الفريضة والواجب عليك ان تحظرها مع المسلمين وليس لك ان تصلي وحدك لا تضرها ولا في غيرها فلا يجب ان تصلي مع جماعة المسلمين وان تجيب حي على الصلاح حي على الفلاح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من سمع الندى فلم يأت فلا صلاة له. الا من عذر. اخرجه ابن ماجة والدار الرطبي وابن حبان والحاكم باسناد وقال عليه الصلاة والسلام للعمل الذي قال له يا رسول الله ليس لي قائد ولا اي مسجد فهل لي من رخصة اصلي في بيتي فقال له عليه الصلاة والسلام هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجب. هذا يدل على وجوب الاجابة. والصلاة مع المسلمين وتحريم التأخر عن صلاة الجماعة لا في الحجرة ولا في غير الحجرة وقد هم صلى الله عليه وسلم ان يحرق عن مخالفي بيوتهم كما في الصحيحين وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فان الله شرعنا الهدى وانهن مثل الهدى ولو انكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة لضللتم وفي لفظ لكفرتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا الصلاة في الجماعة. الا منافق معلوم الربا هذا يدل على ان التخلوا عن الجماعة من دلائل النفاق ولا حول ولا قوة الا بالله فيجب الحذر من صفات المنافقين ويجب الاجتهاد في التخلق باخلاق المؤمنين فيما اوجب الله عليهم نعم وهنا سائل يقول ما حكم الاحتفاظ ببعض الحيوانات الحقيقية؟ ولكنها محنطة وذلك في المنازل وغيرها. الاحتفاظ بمحنطة فيه نظر وصدر منا لجنة الافتاء فتوى بمنع من ذلك لامرين احدهما ما فيه من اضاعة المال والثاني انه وسيلة الى شر كثير اما الى اعتقاد فيه وانهم يحفظوا البيت من الجن او من كذا او من كذا او الى المصورات واتخاذ الصور في البيوت وتعليقها فوسيلة لهذا او هذا او لهما جميعا. اعتقاد ان هذا الحيوان المحنط اذا جعل في البيت او في غرفة او في الحائط او كذا ان غد يكون سببا لصيانة البيت من كذا وكذا وكذا او يكن وسيلة الى اتخاذ الصور فان من يراه قد يضمنه صورة ويقول فلان علق السور في بيته فيكون وسيلة للاقتداء به والتأسي به فالذي يرى والذي افتيت به هو المنع والتحريم. نعم وهنا سائل يقول فضيلة الشيخ انا رجل قد ثقل الران على قلبي حتى اصبحت في دوامة من المعاصي وكم حاولت ان اتوب توبة نصوح ولكن دون جدوى فاصبحت ضعيف الارادة وفي حياتي ظنك علما بانني محافظ على الصلوات الخمس ولكن دون خشوع. فكيف ترشدونني؟ جزاكم الله خيرا للخروج من هذا الظلام عليك يا اخي ان لا تيأس وعليك ان تحاول دائما التوبة والرجوع الى الله والاستقامة على الحق وترك ما حرم الله عليه عليك بهذا دائما دائما وكل من تاب الى الله ولو رجع الف مرة كل من تاب الى الله تاب الله عليه عليك بالصدق وابشر بالخير يقول الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم سبحانه وتعالى. قال العلماء ان هذه الاية في التائبين اجمع العلماء على انها في التائبين فلا تيأس يا اخي واحمد الله الذي جعلك تتألم بهذا الامر وتحس بالخطر هذه هذه من نعم الله عليك. بعض الناس لا يحس بالخطر يعمل ولا يحز بالخطر هذه مصيبة عظيمة والعياذ بالله. والانسان يموت ولا يحس بالموت يبتلى بالشرور ولا يحس هذه بلية مصيبة كبرى. لكن من احس بالخطر وعالج الخطر وتاب الى الله واناب اليه فهو الاخير العظيم فعليك بالمعالجة والمجاهدة وسؤال الله التوفيق والهداية والاكثار من قراءة القرآن فالقرآن سبب كل خير فعليك بالاكرام قراءته تدبر معانيه يقول الله في كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. ويقول في سبحانه قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ويقول سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فعليك بكتاب الله جميعا بكتاب الله تدبرا وتعقلا وعملا والله يهدي من يشاء سبحانه وتعالى. المصيبة الغفلة لكن مع التذكر ومع الانتباه ومع اليقظة ومع الاحساس بالخطر فالانسان على رجاء الخير وعلى سبيل نجاة فليشمر وليصدق مع الله وليبادر بالتوبة وليحذر ان يهجم عليه الاجل وهو على حالة سيئة. فالاجل يأتي قد يأتي بغته قد يأتي بانقلاب سيارة باصطدام بغير هذا. فاتق الله يا عبد الله واعد العدة. وبادر بالتوبة واستقم على التوبة ولعلك تنجو. نعم يقول لفضيلة الشيخ نحن عندنا الوقت متوفر. موعد نصف ساعة الان. نعم. كم الساعة؟ الساعة العاشرة ونص خصوص نعم لا باقي سؤال واحد يقول نحن عندنا الوقت متوفر ولكن العزيمة قليلة. بينما السلف عكسنا تماما فالعزيمة موجودة عندهم والوقت عندهم قليل. ولم تكن وسائل التنقل السريع او البحث السريع. فما هو السبب لضعف العزيمة؟ وكيف نعالج هذا الضعف اثابكم الله؟ الوقت هو الوقت ولكن اختلاف الايمان اختلاف القلوب وكثرة المشاغل اليوم واسباب الخطر عندنا اليوم مشاغل ما كانت عند الاولين وشرور ما كان عند الاولين مهيئة للانسان بالطرق الكثيرة فلابد من حزم وتشميد ولابد من نشاط متواصل ولابد من سؤال الله الهداية والتوفيق. فالعبد مسكين ضعيف الا بتوفيق الله والرسول عليه السلام يقول احرص على ما ينفعك واستعن بالله وهو مسلم في صحيحه رضي الله عنه ورحمه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل الخير احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجزن فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان له تفتح اعمال الشيطان فعليك بالجد والنشاط ومحاسبة النفس واستغلال الوقت فالوقت هو ليل ونهار كما كان للاول ليل ونهار ولكن الشأن في وجود البركة والتوفيق والبعد عن المشاغل التي تشغل القلب وتشغل البدن وتشغل الجوارح فعليك بالبعد عن اسباب الشر والحذر من اسباب الشر وحفظ الوقت في طاعة الله مع سؤال الله التوفيق والهداية لا تغفل فالعبد مسكين ان خلي بينه وبين شيطانه ونفسه امارة بالسوء هلك. فلابد من سؤل الله ازرع الى الله واستعن بالله ان يعينك على طاعته وذكره وان يعيذك من شر نفسك وهواك وشيطانك وان يحفظ عليك وقتك فاستعن بالله واصدق وابشر بالخير متى صلبت مع الله واتقيته اعانك جل وعلا كما قال سبحانه وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا والشيطان من الاعداء فمن صبر على طاعة الله وترك محارم الله واتقى الله لم يرض الله عدو كفاه الله شر عدو صدق الله الجميع التوفيق والهداية وحفظ عنا وعليكم ديننا وتوفانا جميع المسلمين وعمر هذه الجامعة بالخير ووفق القائمين عليها لكل خير والله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه. جزى الله عنا فضيلة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز خير الجزاء. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما سمعنا وان يرزقنا واياكم حسن الاستفادة من الوقت. ونسأل الله سبحانه وتعالى للجميع اجازة موفقة. والسلام عليكم ورحمة رحمة الله وبركاته