من جملة البدع ما ابتدعه بعض الناس في شهر ربيع الاول من بدعة عيد المولد النبوي ويحدث لنا فيه شعارات دينية مبتدعة ينفقون فيها اموالا زاعمين ان في ذلك تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن اذا نظرنا الى سلفنا الصالح لم نجدهم فعلوا ذلك فهل مبتدع بدعة المولد تعظيما ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم الى ان هذه البدعة لم تحدث الا بعد انقراض القرون الثلاثة المفظلة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين ينالونهم واول من احدث بدعة المولد على ما قيل الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع الهجري. فهي من الحدث في الدين فترد على صاحبها قال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته. وفي لفظ لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما احدث من المواسم والاعياد فهو منكر لدخوله في مسمى البدع والمحدثات. فيدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة. وقال ايضا وما يحدث بعض الناس. اما مظاهرة للنصارى في بلاد من المسيح واما محبة للنبي وسلم من اتخاذ مولد للنبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده فان هذا لم يفعله السلف ولو كان خيرا لكانوا احق به من ذلك ايها المسلمون ايها يا اتباع محمد ابن عبد الله يا من يحبونه اعظم حبهم لانفسهم واهليهم ان حب النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه واجلاله انما يكون في اتباعه وفي الاقتداء بسنته وفي التخلق باخلاقه وفي امتثال اوامره واجتناب نواهيه. يقول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بمولده كما يفعل اليوم في كثير من الاطفال العرب وبعض الدول الاسلامية انما ما تسمعونه من عيد مولد لنبينا وغيره او انتصار او نحوها من اعياد الثورات واعتداء العروش بدعة محضة تبعد فاعلها من الله لا تقربه منه وبصفتنا نحن المسلمين يجب ان نسير حيث صار المشرع الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم. ونقف حيث وقف في جميع شؤوننا. قال الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما انهاكم عنه فانتهوا. ولم يشرع في الاسلام في السنة الا عيدان وهما عيد الفطر وعيد الاضحى وفي الاسبوع الا عيد واحد وهو يوم اوعى وقد حصل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم المباركة انتصارات عظيمة لم تحصل بعده لاحد من المسلمين كيوم بدر الذي قاتلت فيه ملائكة السماء وفرق الله به بين الحق والباطل وكفتح مكة الذي دخل الناس بعده في دين الله افواجا ولم يقم عليه الصلاة والسلام لذلك كاحتفالات ولا اعيادا سوى شكر الله تعالى والثناء عليه وحمده واستغفاره