يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس البيوت من ظهورها ولكن ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها المشاهدون الكرام ايتها المشاهدات الكريمات حجاج بيت الله الحرام سنخصص هذه الحلقة للكلام عن معلم من معالم الاسلام ظهر جليا في هذه الحجة العظيمة الا وهو معلم التيسير والرفق فان حجة النبي صلى الله عليه وسلم كان تعبيرا صادقا عن شخصه صلى الله عليه وسلم وعن دينه ايضا وذلك ان الله سبحانه وتعالى قد قال لنبيه ونيسرك لليسرى التيسير سمة ظاهرة في سلوكه صلى الله عليه وسلم. حتى انه ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما ومن تتبع الشريعة وجد ان رفع الحرج حاصل في جميع ابواب المعاملات والعبادات فهذا امر يدركه الاصوليون وكل من درس الفقه الاسلامي وقد اتضح هذا جليا كما اسلفت في هذه الحجة العظيمة ويمكن ان نلتقط بعض الشواهد في ثنايا هذه الحجة ليتبين لنا كيف ان هذا الدين دين اليسر وانه كما قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين متين. فاوغلوا فيه برفق ولن يشاد يدين احد الا غلبه وقبل ان نذكر هذه الشواهد لنستمع الى فقه يتعلق بمسألة اياكم والغلو في الدين يتحدث عنه فضيلة الدكتور الشيخ ناصر الهويمل فليتفضل مشكورا مأجورا اياكم والغلو في الدين حذر النبي صلى الله عليه واله وسلم من هذا الوصف وهو الغلو وهو مجاوزة الحد وهو ان يتلطع الانسان وان يزيد في الطاعة. جاء ثلاثة الى ابيات النبي صلى الله عليه واله وسلم. فسألوا عن عبادته فقال احدهم اما انا فلا اتزوج النساء. وقال اخر فانا اصوم ولا افطر. وقال الاخر فانا اقوم ولا انام فلما سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم ذلك قال من هؤلاء الثلاثة؟ ثم قال اما والله اني اتقاكم لله اخشاكم له. اما والله اني اصوم وافطر واتزوج النساء واقوم وارقد فمن رغب عن سنتي فليس ثمن ظن انه سيأتي بامر افضل مما جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم. فانه يكون بذلك من اهل الغلو والتنطع. فان الغلو او امر محسوم ومذموم في شريعة الاسلام. والنبي صلى الله عليه واله وسلم يقول ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا افادك الله فضيلة الدكتور فعلا ان هذا الدين دين اليسر والسهولة والسماحة ورفع الحرج الى غير ذلك من المعاني العظيمة التي نجدها في هذه الحجة ولعلنا ان نشير الى شيء منها من ذلك مثلا يا كرام جمع النبي صلى الله عليه وسلم للصلوات في حجته هذه. فان الجمع سورة من الرخصة التي يحصل بها فقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر في عرفة وجمع جمع تقديم لكي يتمكن الناس بعد ذلك من الانتشار على صعيد عرفات ولكي يتسع لهم الوقت في دعاء ربهم ومناجاته ومن صور الجمع الميسرة ايضا جمعه صلى الله عليه وسلم في المزدلفة. فقد جمع بين المغرب والعشاء في اذان واحد واقامتين ومن صور التيسير التي نجدها في هذه الحجة العظيمة السكينة والسكينة لون من الوان التيسير. فان النبي صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفات جعل يشير بيده الكريمة ورافعا بطنها الى السماء يقول للناس ايها الناس السكينة السكينة فان البر ليس في الايضاع وهذا يدلنا على اهمية السكينة والرفق وعدم الحرج والعنت والتقحم في اي موطن من مواطن الحج بحري باهل الاسلام ان يستشعروا هذا المعنى ولما رأى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس سرعة في احد المواسم قال يا ايها الناس ان الله قد قال كنتم خير امة اخرجت للناس ان انتم اتيتم بشرطها والا فلا وكذلك ايها الكرام نجد هذا ايضا في دفعه او افاظته صلى الله عليه وسلم من من المزدلفة الى منى كان يلزم السكينة بل دعوني اذكر امرا ادق في سكينته ورفعه للحرج ورفقه حتى بالحيوان فانه بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفة كان قد شنق للقصواء الزمام حتى ان رأسها ليصيب موضع رحله لكنها اذا اتت حبلا من الحبال ارخى لها لكي تتمكن من الصعود حبلا من الحبال اي مرتفعا من المرتفعات فكان ذاك منه صلى الله عليه وسلم رفقا بالحيوان. فقد رفق بالانسان والحيوان وهذا كله من رفع الحرج لكن لو قدر ان هذا الاحتمال قد ذهب فانه ينبغي ان تباشر رميها بنفسها ولا توكل احدا وهذا الامر لا يتعلق بها بل بكل من اه كان ضعيفا فمن كان ضعيفا فان له ان يوكل كذلك حينما اتى النبي صلى الله عليه وسلم بطن محسر ارخى لناقته الزمام. لان بطن محسر بطن فيه حصباء كثيرة فكان يحتاج من الدابة ان تسرع لتقطعه بسهولة. فلاجل ذلك ارخى لها. لا كما يظن بعض الناس وربما وقع هذا من بعظ الشراح انه قال لانها آآ موضع حبس الفيل ولهذا اسرع النبي صلى الله عليه وسلم في وادي محسر فان الفيل انما اتى من جهة الحديبية لم يأتي من جهة المزدلفة هذا ومن صور التيسير ايضا التي جرت في هذا الحج ورفع الحرج ما تحدثنا عنه انفا من كون النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شيء قدم ولا اخر الا قال لا حرج افعل ولا حرج فكلما سئل في ذلك اليوم العظيم الذي تعددت مناسكه عن تقديم او تأخير الا قال افعل ولا حرج ولهذا ظهر هذا التيسير في امور عدة في ذلك اليوم فمن ذلك مثلا قوله في مسألة الرمي لما قال له رجل رميت بعدما امسيت. قال لا حرج وذلك لكي ينتشر الناس على صفحة النهار. بل حتى لو دخلوا الى جزء من الليل فلا يوجد دليل يمنع من ذلك بل وقبل ذلك كان قد اذن للضعفة والثقلة من اهله وغيرهم ان يدفعوا اخر الليل من المزدلفة لكي يتسع لهم الوقت ان يرموا على هينتهم قبل ان تدركهم حطمة الناس ومن صور رفع الحرج والتيسير في هذه الحجة العظيمة ان النبي صلى الله عليه وسلم اسقط عن الحائض طواف الوداع وذلك انه لما اراد من اهله ان ينفروا اخبروه ان صفية رضي الله عنها قد حاضت فقال احابستنا هي ظن انها لم تطف طواف الافاضة. وان ذلك يستدعي مكثه حتى تفرغ زوجته من لكنهم اخبروه بانها قد افاضت. قال فلتنفروا اذا فهذا من اليسر ورفع الحرج ان اسقط الله تعالى واسقط نبيه صلى الله عليه وسلم عن الحائض طواف الوداع وكذلك ايضا من ذلك تصحيح النبي صلى الله عليه وسلم لنسك الحائض والنفساء في الحج وبعض الناس قد يتوهم ان المرأة اذا ادركها العذر من نفاس او حيض انها لا حيلة لها في النسك وانه وانه يفوتها اجره لكن الامر وقع خلاف ذلك فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقالت يا رسول الله اجدني شاكية فقال لها احرمي واشترطي فان لك على ربك ما اشترطت الاشتراط بحمد الله باب فسحة وفرج فيقول من احتاج الى الاشتراط يقول لبيك كذا وكذا. فان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني فاذا قال ذلك واتم الله تعالى له نسكه فالحمد لله وان حبسه حابس فانه يحل له ان يدع نسكه وان يخرج منه مجانا ولا يترتب عليه فدية هذا اه ان من الامور التي ينبغي ان نتواصى بها ايها الكرام السكينة في الحج هذا ما سوف نستمع اليه في هذه الكلمات النافعات من فضيلة الدكتور ناصر الهويمل فليتفضل مشكورا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم افعل ولا حرج ما سئل النبي صلى الله عليه واله وسلم عن شيء قدم ولا اخر من اعمال يوم العيد. اعمال يوم النحر الا قال عليه الصلاة والسلام افعل ولا حرج. جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله لم ادري حلقت قبل ان ارمي فقال افعل ولا حرج. وقال اخر حلقت قبل ان اطوف فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم افعل ولا حرج. وقال اخر طوفت قبل ان احلق فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم افعل ولا حرج. فما سئل النبي صلى الله الله عليه واله وسلم عن شيء قدم ولا اخر من اعمال يوم النحر الا قال عليه الصلاة والسلام افعل ولا حرج ويتبين بهذا يسر الاسلام وسهولته فان الناس لو كلهم اتجهوا الى عمل واحد فانه سيحصل بذلك مشقة والعنت ولكن ان يقال افعل ولا حرج في كل امر من امور الحج فان هذا من التعدي على النبي صلى الله عليه واله وسلم فيما شرع. فهذه العبارة لابد ان تكون في موضعها الذي ذكرها التي ذكرها النبي صلى الله عليه واله وسلم وخصها باعمال يوم النحر اذا فالحمد لله رب العالمين على ما يسر لنا واعان ان من صور ايضا اليسر والسهولة آآ في هذا النسك ان اذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتوكيل في رمي الجمار فقد قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال فرمينا عن النساء والصبيان وهذا بحمد الله تعالى من مظاهر التيسير ان المرأة اه بطبيعتها ضعيفة فاذا اجتمع الناس على الجمرات لا تطيق ان ترمي يوكل في رمي الجمار اما ان كان المانع هو الوصول الى موضع الجمار لطول مسافته فهذا في الحقيقة ان لم يمكن تداركه بوسائل النقل فلا حرج ان يوكل الانسان القوي اللي يرمي عنه. اما ان كان مريضا فانه لا حيلة له. او كان ثقيلا لا يتمكن من النقلة فهذا لا حيلة له وحين اذ فانه لا يوكل الا من تلبس بنسك ولا يمكن للموكل ان يوكل آآ من لم يحرم عامه ذاك ويأتي بحج ثم انه ينبغي للوكيل بل يجب على الوكيل ان يرمي عن نفسه اولا ثم يرمي عمن وكله يرمي بهذه الجمار عن نفسه اولا ثم يرمي عن عن من وكله في موطن واحد ثم ينتقل الى الجمرة التي تليها فيرمي عن نفسه ثم عمن وكله وهكذا في الجمرة الثالثة. ولا يلزم ان يرمي الثلاث معا عن نفسه ثم يعود ليرمي عمن وكله ففي هذا مشقة وعسر قد خففها الله تعالى عن عباده اذا الواقع ان جميع الحج من اوله الى اخره فيه من مظاهر التيسير آآ ما قد علمنا وفيه ايضا آآ من حط بعض المحظورات اه ولو فعلها الانسان عامدا لكنه يجبرها بدم كما لو احتاج الى اخذ شيء من شعره. فان كعب بن عجرة رضي الله عنه رآه النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهه فقال ما ظننت ان هوام رأسك بلغت ما بلغت اتجد شاة قال قال فصم ثلاثة ايام او اطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع واما من وقع منه محظور من هذه المحظورات جاهلا او ناسيا او مكرها فلا اثم عليه ولا شيء عليه هذا من لطف الله سبحانه وتعالى بعباده بقي ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ان نعلم ان رفع الحرج لا يتنافى مع قول النبي صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم. فان الاصل التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يكن الصحابة الكرام يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن عن الانساك اواجب هذا ام مستحب هو محرم ام مكروه؟ هذا نوع من المماكسة. يفعله بعض الناس. ولا ينبغي للانسان ان يماكس في دين الله. بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم نأخذ بالرخصة واليسر الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله افعل ولا حرج لكن ليس معنى رفع حرج ان يقع الانسان في محظور بلا عذر هذا والله المسؤول وحده ان ييسر على الحجاج حجهم وان يعينهم على اداء نسكهم وان يتقبل منا ومنهم والحمد لله رب العالمين يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ان البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون