جعله من الهالكين واذا كان الله جل وعلا قد اخبر ان الانسان على مرتبة رفيعة والا اذا ترك سبيل الحق وان الانسان يكون على خسارة الا اذا كان على طريق قوله تعالى اه خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين. والانعام خلقها لكم فيها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بالشق الانفس. ان ربكم لرؤوف رحيم. والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون. الى ان قال هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه اخلاقنا. نحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقوي من نفسك بالاخلاق تستقم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا. اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشتلي. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم شرطا الثلاثاء عند الثانية ظهرا اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة اصلها ثابت وفرعها في السماء تستمعون الان الى اعادة لهذا البرنامج مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا ومرحبا بكم مستمعينا الكرام الى هذا اللقاء المتجدد واياكم في البرنامج الاسبوعي اخ لاقنا وفيه نتقصى الاخلاق الاسلامية السمحة. يسرنا في كل حلقة من حلقات هذا البرنامج ان يكون معنا ضيفنا الدائم ضيفنا الكريم معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الذين انسوا ونسعد بالحديث معه حول مواضيع هذا البرنامج. السلام عليكم يا شيخ سعد وحياكم الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا. اشرف بالتواصل معكم واتشرف بان يكون بيني وبين المستمعين الكرام هذه اللقاءات التي اسأل الله عز وجل ان بها الاجر لي ولهم واسأله ان تكون سبب نشر خير وفضيلة بين الناس اجمعين. اللهم امين ايضا ارحب بكم انا محمد القرني واخي مصطفى الصحفي من الاخراج وموضوع هذا الدرس ايها الاحبة يتصل بالانسان وعن كريم الانسان. تكريم الانسان. ماذا عن هذا الخلق؟ ماذا عن هذه الصفة الطيبة؟ كيف يحقق الانسان كرامته في هذه الدنيا حتى يتقرب الى الله عز وجل ويعم الخير ويعم الخير في ارجاء هذه الحياة بفضل ما حباه الله عز وجل هذا الانسان من مميزات ما هي ثمرات تكريم الانسان في المجتمع؟ تفضلوا شيخنا فتح الله عليكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان جعلنا واياكم على احسن المراتب وافضل المنازل وبعد فان موضوعات الاخلاق التي تنتشر بين الناس ويكون لها القبول لها قواعد اساسية تنطلق منها ومن تلك القواعد التي تنطلق منها الاخلاق الفاضلة ما يتعلق بكرامة الانسان فان من مقتضى هذه الكرامة ان نتعامل مع جميع افراد الانسان بالتعامل الحسن اللائق مهما اختلفت الوانهم ومهما تعددت وظائفهم ومهما وجد عندهم من الاختلاف في الصفات طولا وقصرا ذكورة وانوثة كبرا وصغرا الى غير ذلك من انواع صفات الاختلاف لدى هذه الكرامة لا تؤثر عليها نوعية الاعمال التي يزاولها الانسان او المهنة التي ينتمي اليها المرء او نوع الشهادات والعلوم والفنون التي يتقنها ذلك الانسان فان الناظر في الايات التي نصت على كرامة ابن ادم يجد فيها دلالة على العموم كما في قوله جل وعلا ولقد كرمنا بني ادم ملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا. واذا نظر الانسان الى اه ما يتعلق تكريم الانسان على بقية المخلوقات وجد هذا جليا واضحا ومن هنا امر الله عز وجل الملائكة بان يسجدوا لابينا ادم عليه السلام مما جعل عدونا شيطان الرجيم يعترف بان الله جل وعلا قد فظل الانسان وكرمه كما في قوله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس. قال ااسجد لمن خلقت طينا؟ قال ارأيتك هذا الذي كرمت عليه قال قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. ومن هنا فان الناظر فيما يتعلق تكريم الله عز وجل للانسان يجد ان هذا التكريم له صور متعددة يمكن ان استعرض شيئا من هذه الصور فمن ذلك ما يتعلق بالايات القرآنية التي تبين ان ما في الكون قد سخر للانسان بل قد خلق ما في جميع ما في الكون من اجل ان ينتفع به الانسان. كما في قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض وكما في قوله سبحانه الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم آآ تعلمون. وهكذا فيما ورد من النصوص التي تدل على ان جميع ما في الكون هو لهذا آآ الانسان لينتفع به ويكون من اسباب آآ استفادة الانسان من آآ جميع آآ هذا الكون ومن ذلك مثلا في فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات. ان في ذلك لاية قوم يتفكرون وسخر لكم وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامر ان في ذلك لايات لقوم يعقلون وما ذرأ لكم في الارض مختلفا الوانه ان في ذلك لاية لقوم يتذكرون وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا. وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فظله ولعلكم تشكرون والقى في الارظ رواسي ان تميد بكم وانهارا وسبلا لعلكم وعلامات وبالنجم هم يهتدون. افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم. ثم الناظر في ايات هذه السورة هذه الايات التي آآ ذكرتها قبل قارير هي من اوائل سورة آآ النحل. والناظر في هذه السورة يجد ايات كثيرة فيها التذكير بنعم نعم الله عز وجل على الانسان وبيان انه قد خلق له ما في الكون من مثل قوله جل وعلا وان فلكم بالانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرز ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ولا التي قبلها والله انزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ان في ذلك لاية لقوم يسمعون ثم ذكر جل وعلا ما انعم به على الانسان سواء في الرزق او في اهل بيته. والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة. والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا. الى لذلك من الايات التي تبين ان رب العزة والجلال قد امتن على الانسان بان خلق له ما في الارض والسماوات من مثل قوله تعالى الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منيت. ومن مثل قوله او لم يروا انا خلقنا لهم مما عمل ايدينا انعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون اكد ايضا مما يظهر به آآ تكريم الانسان ان الله جل وعلا جعل له الصورة تانا كما في قوله تعالى وصوركم فاحسن صوركم ولما ذكر الله جل وعلا خلق الانسان في اوائل سورة المؤمنون قال فتبارك الله احسن الخالقين. وهكذا في قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. وفي قوله جل وعلا آآ يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك. في اي صورة ما شاء ركبك وفي قوله الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين وقال ونفس وما سواها وبالتالي تدلك هذه على فضل ابن ادم وتكريم الله عز وجل له. وهكذا ما يتعلق بجعل الله عز وجل للانسان خليفة في هذا الكون يخلف من سبقه من الامم ليسير فيها على مقتضى العدل. فقال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الارض وقال سبحانه آآ واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارظ خليفة وهكذا في كثيرة قال تعالى هو الذي جعلكم خلائف في الارض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم الا في الاية. ومن الامور التي تدلك على فضل ابن ادم وتكريم الله له. ان الله عز وجل ابتدأ خلق الانسان بنفسه فخلقه بيده كما في قوله تعالى اذ قال ربك للملائكة اني خالق من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين الا فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس اذا استكبر وكان من الكافرين الى ان اه قال له اه رب العزة والجلال على وجه الانكار له اه لما خلقت بيدي يعني انه امتنع من ان يسجد لما خلقه الله عز وجل اه بيده مما يدلك على فضل هذا الانسان اه رفعة مكانته ان الله جل وعلا اختصه بان خلقه بيده وهكذا مما يدلك على فضل هذا الانسان ان الله جل وعلا قد منحه العقل وميزه بان يكون عنده قدرة على ادراك عواقب الامور. وهكذا ميزه بان جعله من اهل آآ النطق كما في قوله تعالى خلق الانسان علمه البيان. وكما في قوله جل وعلا الذي تعلم بالقلم وهكذا مما يظهر لك تكريم الله مما يظهر لك آآ تكريم الله عز وجل للانسان ان الله لم يترك الناس هملا وانما ارسل اليهم الرسل ليرشدوهم الى صلاحهم فالى ما ينفعهم في دنياهم وفي اخراهم اه كما في قوله تعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى العزيز الحميد وكما في قوله تعالى كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب حكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. فقوله ويزكيكم يعني يطهركم وهكذا في قوله جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون كما في قوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. فارسال رسل دليل على تكريم اه بني ادم. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز وهكذا من مظاهر تكريم الانسان ان الله جل وعلا حفظ حقوق الافراد من الناس سواء فيما يتعلق بدمائهم او ما يتعلق باموالهم او ما يتعلق باعراضهم. فلا يجوز اعلن ان يعتدي على شيء من هذه الحقوق الا بمقتضى شرعي. ولذا جاءت النصوص التأكيد على هذه المعاني. مثلا في اواخر سورة الانعام ذكر الله جل وعلا المحرمات. فقال ولا اقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا الحكم وتواترت النصوص بالتحذير من الاعتداء ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ومن الامور التي تدلك على فظل آآ الانسان ان الله جل وعلا قد جعل هذا الانسان آآ محلا للتكاليف الشرعية بحيث يطالب بعبودية الله عز وجل التي فيها اه تكريم لهذا الانسان. ومن هنا قال جل وعلا كل امرئ بما كسب رهين. وقال انا عرضنا امانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ومن الامور التي تتعلق بهذا الباب ان الله جل وعلا قد ذكر تفضيل بني ادم الى غيرهم من المخلوقات ومن ثم يستشعر الانسان ان هذا الشخص الذي يقابله ممن الله جل وعلا. ومن الامور التي اه تؤكد على معنى تكريم الله عز وجل للانسان انه يترتب على افعاله الطيبة الحسنة الثمرات الكثيرة والاجر العظيم. ولذا نجد ان الله عز وجل يحب بعض بني ادم افعالهم الطيبة ونجد ان الله عز وجل يكرمهم بالكرامة الحميدة في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى من الى صالح من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما اكانوا يعملون مما يدلك على كرامة الانسان ان الله جل وعلا يهيئ من الاسباب ما يحفظ به الانسان. كما في قوله تعالى وان عليكم لحافظين وعلى احد التفسيرين لهذه لهذه الاية. وقال تعالى ان كل نفس لما عليها اه فوق وفي نصوص كثيرة تدل على حفظ الله للانسان وهكذا من مظاهر تكريم الله عز وجل للانسان ان جعله صاحب العلم والمعرفة فان الله سبحانه وتعالى جعل الانسان مؤهلا لان يكون حافظا وان يكون عالما وبالتالي يكون هذا من مظاهر آآ كرامته وهكذا من مظاهر كرامة الانسان ان يمكن من مخاطبة الله عز وجل في الدعاء وفي الصلاة وفي نحوها من الاعمال الصالحة يكون هذا من من اسباب ارتفاع درجته وعلو شأنه. قال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذي حين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب ومن الامور التي اه تكون او تدلك على مكانة الانسان ان الله جل وعلا قد اخوه بالخطاب الذي يشتمل على الحجج والبراهين والادلة ويشتمل على الامر والنهي وان كان ما في هذا الكتاب اه يخاطب والانسان ليجعله مقتنعا بدين الله عز وجل عارفا بالاسباب التي تكون مؤدية الى خيري الدنيا والاخرة ومن ثم فان الانسان يجب عليه تجاه هذا الامر عدد من آآ الواجبات اذا قررنا ان الانسان مكرم فانه حينئذ عليه ان يقوم بعدد من الواجبات تجاه كرامة الانسان اول هذه الواجبات ان الانسان اذا كان مكرما فعليه ان يبقى على الكرامة واياه ان يذل نفسه وان يسقط مكانته ومنزلته. واول اسقاط المكانة والمنزلة بطاعة الشيطان الرجيم العدو الذي يريد ان يصد الانسان عن مكانته العالية الايمان والعمل الصالح. كما قال تعالى ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ومن الامور التي تجعل الانسان يبتعد عن مكانته ان ينشغل بالدنيا بحيث يجعلها اكبر همه ومبلغ علمه لا يفكر الا فيها. ولا يعني هذا اننا ندعو الى ترك الاكتساب. او الى بغظ الدنيا. وانما المقصود ان نجعل الدنيا وسيلة وطريقا للنجاح في الاخرة. فالاكتساب والتجارة اعمال صالحة يؤجر العبد عليها متى نوى بها التقرب لله سبحانه وتعالى ومن ثم في علم الانسان حقيقة الدنيا وانها مزرعة تؤدي الى الاخرة فهي محل سباق يتسابق فيه الناس الى المراتب العليا في الجنان ومن هذا المنطلق نعرف القيمة الحقيقية لهذه الدنيا بحيث لا يجعلنا الطمع فيها وعبوديتها نستنقص من مكانة انفسنا ونذلها بغير الله جل وعلا وهكذا من الامور المتعلقة بهذا آآ الباب ان على الانسان ان يحترم الاخرين وان يقدر امورهم وان يستشعر ظروفهم وان يتعامل معهم بالتعامل اللائق مهما كانت منازلهم ومهما كان مالهم ومهما كان عندهم من اه امور يظن انها تنقصهم وتقلل من قدرهم ومن هذا المنطلق على الانسان ان يقدر اخوانه وان يكرم افراد الناس ليستشعر هذا المعنى ومن الكرامة للاخرين ان نعدل معهم كما قال تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوه واقرب للتقوى وكذلك نرحم الاخرين ونحسن اليهم كما قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وفي قوله جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم. ان الله لا يحب من كان انا فخورا. فهذه الاية امرت ورغبت في الاحسان الى جميع هذه الاصناف من الوالدين والقرابة واليتامى والمساكين الجيران والمماليك وابن السبيل. ولم تفرق في هذا الباب بينهم باي معطى من المعطيات. مما يدل على ان الشريعة ترغب في الاحسان الى هؤلاء مهما كانت اه توجهاتهم ومهما كان اه دينهم ومن الامور التي تتعلق بهذا الباب انه يجب على الانسان ان يحافظ على الحدود الشرعية بحيث لا يتجاوزها فيعتدي على الاخرين. ومن ذلك ما يتعلق بالاعتداء على حقوق الاخرين المعنوية ومما يتعلق بهذا ان من تكريم الانسان ان نحافظ على المرافق العامة والمنافع التي لينتفع بها عموم الناس. وان من اراد ان يوقف شيئا من المنافع العامة فاننا اه نقف في وجهه تقربا لله جل وعلا. وبالتالي نعلم ان هذه المرافق اه ان ينتفعوا بها الناس عموما. ومن امثلة ذلك مثلا في الطرقات. فمن جاءنا يريد ان يسد الطرقات تكلمنا معه ونصحناه بان هذا يتعارض مع المبدأ الشرعي في تكريم الانسان. ولذا ذم الله جل وعلا اولئك الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق كما في قوله انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم ومن الامور التي تترتب على تكريم الانسان تكريم افراد الانسان على اختلاف انواعهم واختلاف درجاتهم. فمن ذلك مثلا ما يتعلق بتكريم المرأة. بحيث لا يعتقد انها خلق ناقص او يعتقد انها لا تقوم بمهام في مجتمعها او انها سبب للشر سبب لنزولي لعنة الله كما آآ هي في بعض الاعتقادات الخاطئة الجاهلية التي جاءت شريعتنا المباركة بالغائها. ولذا ذم الله اولئك الذين يقتلون بناتهم خشية من العار قوله واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت؟ وفي قوله واذا بشر احدهم بالانثى ضل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب. الا ساء ما يحكمون. ولذا قال صلى الله عليه وسلم احرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ومما يتعلق بهذا الباب ايضا ما جاءت به الشريعة من احسان التعامل والخلق مع الجميع كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم انا ظمين ببيت في اعلى الجنة بمن حسن خلقه فهذا ايش الجميع على اختلاف درجاتهم تنوع بلدانهم ومن هذا المنطلق جاءت الشريعة معرفة حقوق كل واحد من الناس. فان مما اكد عليه في الشرع المبارك ان لكل واحد من الناس حقوقا يجب احترامها وتقديرها ويحرم اعتداء عليها وقد نبه الله جل وعلا الى ان الناس اه مع اختلاف درجاتهم واختلاف انواعهم ينبغي بهم ان يتعارفوا وان يتعاونوا كما في قول جل وعلا يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله القاكم ان الله عليم خبير. وكما في قوله آآ سبحانه وتعالى فيما يتعلق آآ آآ التعاون آآ ولا يدري منكم شنآن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ولا يجرمنكم شنائعن قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ووجود رابطة اقل كرابطة القرابة او رابطة الجيرة او الاسلام آآ كما في قوله انما المؤمنون اخوة لا يعني آآ الغاء ما جاءت به الشريعة من التعامل بالحسنى مع من لم يكن اه كذلك ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الباب ان من كان غريبا او كان من اقلية فانه ينبغي ان نستشعر ان كل فرد من افرادهم هو من افراد الانسان الذين جاءت الشريعة بتكريمهم وتقديرهم. ويعلم ان كون بعض الناس لم يدخل في دين الله انما هو صائم من الله عز وجل وقدر منه سبحانه وتعالى. كما في قوله ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. ومن التعامل الحسن معهم مخاطبة بالحسنى ومجادلتهم بالحسنى ولو اختلفت اديانهم. ولذا قال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا التي هي احسن الا الذين ظلموا منهم. وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم. والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون. وكما في قوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين. ومن هذا المنطلق فان الانسان تقرب الى الله جل وعلا باستشعار هذا المعنى ولئن كان الانسان مكرما بجميع افراده فانا لبعض الناس من حق التكريم ما ليس لغيره فللوالدين باب اه رفيع الشأن في هذا الامر. وهكذا لاصحاب الولاية كالملك وولي عهده من التكريم والتقدير ما يتناسب مع حالهم وما يتوافق مع المهمة العظيمة التي اوكلت اليهم وما يتوافق مع الاعمال الجليلة التي يقومون بها فتحفض لهم كرامتهم ويعرف فضلهم ومنزلتهم. ولذا ورد في الحديث من اكرم سلطان الله دنيا اكرمه الله يوم القيامة. ومن اهان سلطان الله في الدنيا اهانه الله يوم القيامة. كما رواه الترمذي في اه سننه وهكذا من الامور التي يؤكد عليها في هذا الباب ان من ووقعت عليه عقوبة ايا كانت هذه العقوبة فان ذلك لا يعني انتفاء الكرامة عنه نهو ولذا ورد في الحديث ان ابان ابن سعيد اقبلا الى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال ابو هريرة يا رسول الله قاتل ابن قوقل واه اه قال ابان لابي هريرة وعجبا لك ووبر تدأدأ من قدوم ظأن ينعي علي امرأ اكرمه الله بيدي او بيدي ومنعه ان يهينني بيده فابان ابن سعيد كان قد قتل ابن قوقل هذا وكان ابن قوقل مسلما فجاء فاسلم ابان بعد ذلك. فجاء ابو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله هذا قاتل ابن قوقل فقال ابان لابي هريرة وعجبا لك وبر تدأدأ من قدوم ظأن يعني ان ابا هريرة نزل من الجبل كما ينزل الحيوان الصغير الذي يخرج منه صوته عند قدومه او عند نزوله من الجبل ثم قال ينعي او ينعى علي امرأ اكرمه الله بيدي اي يعيبني ويوبخني برجل قتل في سبيل لله على يدي حال كوني ابان مشركا ومنعه ان يهينني بيده يعني لم يقتلني حال كفري. وبالتالي يكون لي اه معاقبة سيئة فالمقصود انه قال امرأ اكرمه الله بيدي فانه قد نزل به الموت والقتل في المعركة ومع مع ذلك سماها اه كرامة وورد آآ ان الله جل وعلا قد جعل لهذا الانسان اسبابا يكرم بها ويشرف بها جاء في الحديث لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة فينزل عيسى ابن مريم فيقول اميرهم تعالى صل لنا. فيقول عيسى لا ان بعظكم على بعظ امرا تكرمة الله به الامة. فانظر كيف كرم الله عز وجل هذه الامة ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الباب ان بعض محاولات اه اه المتطرفين والغولات في جر الناس الى اساءة التعامل مع غير المسلمين ليست طريقة مرضية في دين الله جل وعلا. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن الى المخالف مع كفره وكان صلى الله عليه وسلم يقدم الضيافة لمن وفد اليه ولو لم يكن مسلما. وكان صلى الله الله عليه وسلم يقضي آآ الحوائج آآ مع الناس جميعا ومن هذا المنطلق على الانسان ان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا آآ الباب ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا الباب تكريم كل واحد من الزوجين للاخر فان للزوج على زوجته من حق الكرامة الشيء العظيم وعلى الزوجة من حق الكرامة لزوجها الشيء العظيم. وبالتالي على كل واحد منهما ان اكرم الاخر وكون ولد جاءت الاحاديث بالوصية بالمرأة كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء فان المرأة خلقت من ضلع وان اعوج شيء في الضلع اعلاه ان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل استوصوا بالنساء خيرا. وجاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في خطبة الحج فقال اتقوا الله في النساء فانكم اخذتموهن بامان الله واستحللتم فروجهن كلمة الله ولكم عليهن الا يؤطئن فرشكم احدا تكرهونه. فان فعلن ذلك الى اخر ما ورد في في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ومن مقتضيات تكريم الانسان ترك تعذيب افراد الناس ايا كان نوع ذلك التعذيب فانه لا يجوز ان يمس بشرة احد من الناس الا بمقتضى شرعي ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في كما رواه الامام مسلم ومن ذلك ايضا اه ترك التطاول على غير المسلمين. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا آآ عاما ومن الامور التي تتعلق بهذا الباب النهي عن المثلى والمراد بذلك آآ العبث بجثث الموتى. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن آآ المثلث وهكذا من مظاهر تكريم الانسان ان يحترم الانسان من يعملون لديه من الموظفين والخدم ونحوهم فان اه تكريم الانسان لهؤلاء الذين لا يوجد لهم ما يرفع درجتهم من الامور الطيبة والاعمال اه الصالحة. قد ورد في ذلك فظائل كثيرة ومن مظاهر تكريم الانسان ترك تعيره واستنقاصه فبعضهم يستنقص بفقر او نسب او لعمل عمله والداها او نحو ذلك. فمثل هذا استنقاص اخرين والتقليل من منازلهم هذا من صفات الكبر الذي لا يدخل اه في الجنة من كان في قلبه مثقال كل ذرة آآ منه. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر حلو. قالوا اختلفوا في ذلك. فقالوا يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه وحسن ونعله حسنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس وطر الحق اي عدم الاعتراف به وغمط الناس اي التقليل من مكانتهم ومنزلة يهم ومن هنا اه نستشعر اه تأكيد الشريعة في هذا آآ الباب. وقد جاءت نصوص في المقارنة بين مكانة الانسان ومكانة غيره فقد ورد مرفوعا ومرة وموقوفا آآ ان انه نظر الى البيت يعني الى الكعبة فقال ما اعظمك واعظم حرمتك وان المؤمن لاعظم حرمة عند الله اه منك وهكذا ورد عن بعض اه السلف انه قال بان الله قد كرم اه الانسان لأ ملائكته وقد وردت عن السلف كلمات في بيان اه تكريم الانسان باي شيء كان فمنهم من قال تكريمه بالعقل ومنهم من قال بانه يتمكن من الاكل بيده ومنهم من قال بان تفضيل له كان بقدرته على الكلام والحديث. ومنهم من قال بان تكريم الانسان باحسان صورته ومنهم من قال بان تكريم الانسان كان بحصول آآ المطاعم والمآكل بانواعها آآ لديه وهكذا ورد عن اه بعظ السلف انه قال بان من تفضيل الناس بعثة محمد صلى الله عليه وسلم والمقصود ان الاقوال التي ترشد الى اه تعريف تكريم الله للانسان وبيان المناهج فيه كثيرة اه متعددة. و من الامور المتعلقة بهذا ان آآ الانسان عنده من الاعمال الصالحة التي ترتفع درجته بسببها. ومن هنا فان الوصية للجميع اذا اراد الجميع من الله عز وجل ان يحفظ مكانتهم وان آآ يرفع درجاتهم فعليهم بالعودة الى الله جل وعلا وتقواه سبحانه وتعالى. ومن ثم يكون هذا من اسباب اه ارتفاع درجة الانسان وازدياد اه مكانته ومن الامور التي يؤكد عليها في هذا اه الباب ان المؤمن يتقرب الى الله جل وعلا نار ان اه خلقة الله للانسان على احسن الطرائق وافضلها فتكريم الله للانسان هذه من المعاني العظيمة التي تجعل الانسان يستشعر مكانته ومنزلته ويكون آآ ممن آآ له الاثر الحميد في صيانة البلاد مما قد يشونها ومن الامور التي اه تؤكد يؤكد عليها في هذا الجانب ان كرامة الانسان كما تشمل الكبار تشمل وصغار السن حتى ولو كانت اسنانهم اه اسنانا قليلة في اشهر ونحو ذلك. ومتى استشعر انسان ان الله قد كرمه فان ذلك سيدعوه الى ان يشكر الله جل وعلا على هذه النعمة العظيمة التي حباه الله بها ومن الامور التي نؤكد عليها في هذا الباب ان المعاني النفسية التي تجعل الانسان يحنق لما يؤتاه غيره من المعاني التي اه ينبغي اه بنا ان نزيلها من نفوسنا محافظة على كرامة الانسان وبالتالي لا يوجد عند اهل الايمان الحسد ولا الغل ولا البغضاء وما ذاك الا انهم يستشعرون اه هذا الجانب ومن اسباب زوال كرامة الانسان ان يقدم على المعاصي وان يترك الطاعات ولذا ومن اعظمها اداء الصلوات والسجود فيها فانها من اعظم ما يرفع تكريم الانسان عند الله جل قال وعند خلقه وقد قال تعالى ومن يهن الله فما له من مكرم ومن الامور التي تترتب على استشعار كرامة الانسان ان تزول بعض المظاهر والاخلاقيات السيئة من مثل الحسد من مثل احتقار الاخرين واستنقاص مكانتهم اه من مثل اه اه اه اه عدم اه القيام بالواجب الشرعي تجاه الاخرين. ومن الامور التي لتتعلق بهذا الجانب ان يتقرب الى الله اه سبحانه وتعالى بمراعاة فوائد الجميع وتفقدهم وما ذاك؟ الا تحقيقا لمعنى اه الخضوع في النفوس ومن الامور التي تتعلق بهذا الجانب ان كبار السن واصحاب العاهات والامراض عليهم من الواجب الشرعي في هذا او لهم من الواجب الشرعي في هذا الباب ما ليس لغيرهم يتقرب المؤمن الى الله اه جل وعلا بمراعاة هذه المعاني وقد تواترت النصوص بالتأكيد على اه كرامة الانسان وعلى وجوب تكريم كل واحد من افراد الناس مما يحفظ اه العلاقات التي تكون بين افراد المجتمع وينتج عنها تعاضد اهل سمع وتعاونهم ليكونوا يدا واحدة وليكون هذا من اسباب صلاح حال المجتمع ككل بارك الله فيك. جزاك ووفقك الله للخير. بارك الله فيك. وجزاك الله خيرا. كما اسأله جل وعلا لاخوتي الذين يرتبون معنا هذا اللقاء اه من المخرج والفنيين التوفيق لكل خير وان يجعله من اسباب الهدى والتقى كما اسأله سبحانه للمستمعين الكرام توفيقا وهداية وصلاحا ورفعة شأن. اللهم اجعلنا من المكرمين. الله. اللهم اجعلنا من المكرمين. امين. كما جل وعلا ان يوفق المسلمين جميعا في مشارق الارض ومغاربها لكل خير وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى كما اسأله جل وعلا لولاة المسلمين ان يكونوا اسباب خير وصلاح وسعادة. الله. واسأله جل وعلا ولاتنا في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية حماية ونصرة. نعم. وتأييدا. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين شكر الله لكم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء على ما افدتم وافدتم في ثنايا هذا الدرس القيم حول تكريم الانسان وحول كيف يكون الانسان مكرما عاملا بهذه الصفة بهذا الفضل الذي حباه الله عز قالها اياه ليكون نافعا لنفسه واسرته ومجتمعه شكر الله لكم يا شيخنا ورفع الله قدركم واجزل اجركم واعلى ذكركم. ايضا انتم مستمعينا الكرام الشكر موصول لكم على طيب المتابعة والانصات ثم موعدنا يتجدد واياكم باذن الله في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم حتى ذلكم الحين هذه اطيب تحية مني محمد القرني واخي مصطفى من الاخراج والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخلاقنا. نحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقو من نفسك بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم شرطا الثلاثاء عند الثانية ظهرا اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة اصلها ثابت وفرعها في السماء