اخلاق الله. تحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه. فقوي من نفسه بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا. اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها لا فيصرف عنا سيئها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم مباشرة الاحد عند الثانية ظهرا ويعاد في الاوقات التالية الاحد عند منتصف الليل والخميس بعد موجز الخامسة عصرا. اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة اصلها ثابت وفرعها في السماء. تستمعون الان الى اعادة لهذا البرنامج. بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بكم مستمعينا الكرام الى برنامجكم الاسبوعي المباشر اخلاقنا. والذي يأتيكم عبر اثير اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة يسعد بصحبتكم في هذه الحلقة من التقديم محدثكم عبدالله الداني ومن التنفيذ على الهواء الزميل محمد با صويلح كما عودناكم مستمعينا الكرام في كل حلقة من الحلقات لهذا البرنامج لدينا العديد من المحاور والمواضيع في كل حلقة آآ يكون لنا موضوع معين نتحدث عنه آآ حول هذا الموضوع المحدد تكون هناك الكثير من المحاور والنقاط التي تندرج تحت هذا الموضوع الرئيس ونناقشها ونتحاور حولها آآ مع ضيفنا الدائم في هذه او في هذا البرنامج معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي اه مستمعينا الكرام حديثنا في هذه الحلقة عن التوبة التوبة الى الله سبحانه وتعالى هذا الخلق الرفيع من المسلم والذي اوجبه الله سبحانه وتعالى على كل منا آآ التوبة مطلوبة من كل مسلم ومطلوبة في كل الاوقات ما اجمل ان يكون الانسان تائبا الى الله سبحانه وتعالى في ليله وفي نهاره وفي كل اوقاته وفي كل احواله اه ايضا في هذه الحلقة سنتحدث عن العديد من المحاور الخاصة بموضوع التوبة وعن النصوص الشرعية الواردة فيها وعن التوبة وشروطها وكذلك ابرز ما يمكن الحديث عنه حول التوبة ومفاتيح التوبة اسمحوا لي مستمعينا الكرام ان ارحب بضيفنا في هذه الحلقة معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي معالي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا ارحب بك اخي العزيز الاستاذ عبد الله وارحب آآ المستمعين الكرام واسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياهم بخيري الدنيا والاخرة. اللهم امين معالي الشيخ كما اسلفنا في اه تقديم هذه الحلقة ان موضوعنا او او ان موضوعنا لهذه الحلقة هو عن التوبة آآ يعني التوبة هل آآ هناك لها تعريف معين وهل لها شروط آآ حتى تتحقق الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاشكر لك اخي العزيز اختيار هذا الموظوع وقبل ان نتباحث فيما يتعلق بهذا الموضوع وتأصيله الشرعي نذكر علاقته بهذا البرنامج نعم. فان البرنامج يتكلم عن الاخلاق ولا شك ان الانسان يكون عنده رغبات وشهوات وتطلعات قد تتعارض مع حقوق الاخرين ومن ثم قد يجني على الاخرين بتطلعه بما في ايديهم او باخذه لشيء من حقوقهم ومن ثم فان من مقومات الاخلاق ومما يعيد الامور الى نصابها في موضوع الاخلاق امر التوبة فالتوبة لها شأن عظيم فيما يتعلق بتعامل الانسان مع اخوانه فهي تعيده الى الحق وتجعله يعيد الحقوق لاصحابها وتمكن ان نفوس من التصافي بعد ارجاع الحقوق لاصحابها ولذلك كان من شروط التوبة اعادة الحقوق لاصحابها. واذا تقرر هذا فاما العبد المسلم ليس بمعصوم من الوقوع في الاخطاء في الوقوع في الخطأ طبيعة بشرية لذلك ورد في الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون بل ورد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم وذلك ان شهوات النفوس واهواءه الناس قد تتطلع لحقوق الاخرين. كما بين الله عز وجل ان النفوس مجبولة على حب ما تشتهيه كما في قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل ومتي والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا. والله عنده حسن المآب فبعض الناس قد يستعمل ما في نفسه من رغبات ويؤطرها بالاطار الشرعي وبالتالي لا يتجاوز حدود الله واخرون قد تسول لهم نفوسهم تجاوز هذه الحدود سواء عن علم ورصد سابق او عن جهل وعدم معرفة بحقائق الامور فمن ثم يحتاج الانسان الى ان يتوب الى الله اه جل وعلا ولذلك التوبة في اه معناها هي الرجوع والعودة عن المعصية الى طاعة الله عز وجل فهي توبة من العبد الى ربه ورجوع الى الله وهي ايضا توبة من الله للعبد بحيث يعيد عليه رضا اه يبعد عنه اه سخطه. كما قال تعالى ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم و اذا كان الامر كذلك فان التوبة خصوصا فيما يتعلق باعادة الحقوق لاصحابها لها فضائل كثيرة وثمرات عديدة بل التوبة امر الله عز وجل بها كما في قوله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون بحون فمن اعظم فوائد التوبة حصول الفلاح والنجاح بالنسبة الانسان كذلك من اثار التوبة ان الله عز وجل يحب العبد الذي يكثر من التوبة كما في قول الله عز وجل ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فقوله يحب التوابين اي من يكثر التوبة والرجوع الى الله جل وعلا و التوبة سبب من اسباب فرح الله عز وجل بالعبد ورضاه عنه كما ورد في الحديث الذي في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم كان على راحلته بارض فلاة يعني صحراء قاحلة فانفلتت منه اي اه تركته ولم يتمكن من امساكها وعليها طعامه وشرابه فايس منها بات شجرة فاضجع في ظلها قد ايس من راحلته فبين هو كذلك اذا هو بها قائمة عنده فاخذ بخطابها ثم قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح ولا شك ان المؤمن يتمنى ان يحبه الله ويتمنى ان يكون من المفلحين ويتمنى ان يكون ممن فرح الله عز وجل بتوبته وفوائد التوبة اه بعظها اخروي بعظها اخروي فان الله عز وجل يرظى عن التائبين ويبدل سيئاتهم حسنات كما في قوله تعالى الا من تاب تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما في سورة هود شيء متعلق بالتوبة حيث خاطب الله عز وجل هذه الامة في اوائل الايات بالامر بالتوبة وترتيب سعادة الدنيا وسعادة الاخرة عليها كما في قوله تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى يؤتي كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير ففي قوله يمتعكم متاعا حسنا اي يعطيكم من نعم الدنيا الى اجل مسمى هذا في الدنيا ويؤتي كل كل ذي فضل فضله اي يعطي من احسن احسانا مماثلا لاحسانه و اه قيل بان المراد بقوله ويؤتك كل ذي فضل فضلا الثواب الاخروي فالتوبة يترتب عليها السعادة في الدنيا والاخرة ايضا في سورة هود عندما ذكر الله عز وجل قصص الانبياء في هذه السورة ذكر ان الانبياء عليهم السلام دعوا اقوامهم الى التوبة دعا جميع الانبياء اقوامهم الى التوبة انظر مثلا في قصة هود عليه السلام حينما قال ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ايه يرسل السماء عليكم مدرارا. ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين تنظر الى الفوائد المرتبة على التوبة منها نزول الامطار مدرارا ومنها زيادة القوة سواء قوة الفكر وقوة الحفظ وقوة البدن وقوة الاعضاء حتى فيما يتعلق بقوة الجماع. نعم. وانظري الى قصة صالح عليه السلام في نفس السورة يقول جل وعلا والى ثمود اخاهم صالحا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه ان ربي قريب مجيب يبقى وكذلك في نفس السورة سورة هود ذكر الله عز وجل عن اه شعيب عليه السلام انه قال لقومه واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود وفي سورة البقرة ذكر الله عز وجل دعوة موسى لقومه الى التوبة فقالوا اذ قال موسى لقومه يا قومي انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم آآ التوبة سلاح عظيم وثمراته كبيرة جدا في الدنيا والاخرة والتوبة ليست مقتصرة على آآ ذنوب دون ذنوب بل جميع الذنوب يمكن ان تدخل تحت جانب التوبة ولذلك لما ذكر الله عز وجل ذنب النفاق الذي قال عنه في موطن اخر ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار دعاهم في ايات سورة التوبة الى التوبة وسم هذه السورة التي تتحدث عن المنافقين بهذا الاسم اسم التوبة ليذكرهم بها لعلهم يعودون الى الله زوجا انظر مثلا في كلام الله عز وجل عن المنافقين يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله استمع للدعوة للتوبة فان يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم يعذبهم الله عذابا اليم من في الدنيا والاخرة وما لهم في الارض من ولي ولا نصير بهذه الاية دعوة المنافقين الذين عظم جرمهم واثمهم الى التوبة وبيان ان التوبة تكون خيرا لهم في الدنيا والاخرة وفي نفس الاية ان من ترك التوبة فعليه عقوبة شديدة عذاب اليم اي مؤلم في الدنيا وفي الاخرة ولن يجدوا من يناصرهم ليخلصهم من من عقوبة الله عز وجل وفي نفس السورة ذكر الله عز وجل قصة اصحاب العسرة وكيف دعاهم الله عز وجل الى آآ التوبة نعم اه التوبة وصفها الله عز وجل في موطن او دعا الله عز وجل المؤمنين الى ان تكون توبتهم توبة نصوحا كما في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي الذين امنوا معه الاية ففي هذه الاية امر الله عز وجل المؤمنين بان يتوبوا وبين انهم ان توبتهم لابد ان تكون الى الله ليست من اجل مصالح الدنيا ولا خوفا من المخلوقين ولا رغبة ورجاء فيما عند احد من الناس وانما تكون توبتهم الى الله بحيث يكونون مخلصين في هذه التوبة وكذلك تكون هذه التوبة توبة نصوحا المراد بالنصوح الخالصة التي ليس فيها دخل وليس فيها ما ينقضها وليس فيها ما يخالف حقيقتها ومن حينئذ ينبغي بالعبد ان يجعل ان يجعل اه توبته توبة خالصة لله ليس فيها شيء من اغراض الدنيا وكذلك لا ينبغي به ان يفاخر بها وان يعجب بنفسه حينما دخل جانب التوبة بل عليه ان يجعل فتوبته لله مع استشعار قدرة الله عز وجل عليه وانه لا يأمن على نفسه من ان ينسلك بنفسه في طرق الشيطان عدوه في مواطن عديدة حذر الله عز وجل اولئك الذين لم يتوبوا. كما في الاية التي قرأتها في سورة التوبة حينما قال جل وعلا وان يتولوا يعني عن التوبة يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة ومالهم في الارض من ولي ولا نصير في الاية الثانية ومن لم يتب فاولئك مع فاولئك هم الظالمون. فجعلهم ظالمين بسبب عدم توبتهم فيهم بالاية الاخرى يقول جل وعلا ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق فتنوا المؤمنين والمؤمنات بان جعلوهم يرون الحق باطلا والباطل حقا فصرفوهم عن الحق الى الباطل صرفوهم عن الحق الى الباطل. ولذلك على الانسان الا الا يتوانى في توبته لرب العزة والجلال من الامور التي ينبغي بالانسان ان يحرص عليها ان يعرف ان التوبة ليست خاصة بذنب دون ذنب بل الذنوب الكبار كما تقدم في ذنب فتنة المؤمنين كما تقدم في ذنب النفاق وكما تقدم في ايضا وكما ذكر في الايات في ذنب التثليل. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد فان لم يتوبوا نعم بحيث عرضت عليهم التوبة في هذه الاية ورغبوا فيها ومع كبر ذنبهم وعظم اثمهم المتعلق المتعلق بذنب التثليث ومع ذلك عرضت عليهم التوبة ليكون ذلك من اسباب رجوعهم الى رب العزة والجلال. نعم. وفي سورة النور ذكر الله عز وجل الذنوب العظام والذين لا يدعون مع الله الها اخر هذا ذنب الشرك ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق هذا ذنب القتل وثم ذكر جريمة الزنا ثم بعد ذلك بين ان هؤلاء يكون لهم العقوبة الشديدة ثم استثنى منهم من تاب الى الله عز وجل وبين ان هؤلاء التائبين يبدل الله وسيئاتهم حسنات وفي آآ الاية التي في سورة الزمر دليل على هذا المعنى وهو ان التوبة ليس لها حدود. كما في قوله تعالى قل يا عبادي الذين صرفوا على انفسهم لا تقنطوا لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم وحينئذ ينبغي بالانسان ان يعرف حقيقة التوبة وان يعرف ما هي اركان التوبة وشروطها؟ بحيث يعود الى باب التوبة ما بين حين واخر فان التوبة لها شروط فمن شروط التوبة ان يندم الانسان على ما حصل منه وان يستشعر ان هذا الفعل الذي فعله والذنب الذي قام به ذنب عظيم وخطأ يعود على الانسان وباله في الدنيا والاخرة ومن ثم يعود الى رب العزة والجلال بندمه واما الشرط الثاني فان يقلع عن الذنب في الحال بحيث لا يمهل ولا يسوغ واما الشرط الثالث فبالعزم على عدم العود الى الذنب مرة اخرى وحينئذ نعلم ان من هم بترك الذنوب والمعاصي في موسم الحج او في عشر ذي الحجة فقط وعزم على ان يعود اليها بعد انتهاء الموسم فهذا لم يتب توبة صحيحة ومثله اولئك الذين آآ يسافرون ويذنبون في اسفارهم وعند عودتهم يتركون هذا الذنب وينوون ان يعودوا الى الذنب مرة اخرى في سفرهم الاخر في السنة القادمة فان هؤلاء لا يصح لهم توبة. لماذا؟ لانه لم يوجد عندهم عزم مؤكد على عدم من العودة الى ذلك الذنب مرة اخرى. ومثله من يترك المعاصي في موسم رمضان وهو عازم على ان يعود الى تلك المعاصي بعد انتهاء الموسم كذلك من شروط التوبة ما ذكرناه في اول هذا اللقاء من اعادة الحقوق لاصحابها فيجب فعلى الانسان ان يعيد الحقوق لاصحابها حتى تكون توبته توبة صحيحة والحقوق على انواع فهناك حقوق مالية يجب اعادتها الى اصحابها ولا يجوز للانسان ان يتوانى او يتأخر في ارجاع هذه الحقوق لاصحابها. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان العباد يقفون ليقتص بعضهم من بعضهم يوم القيامة قال فمن كان عنده من حق اخيه شيء فليؤده اليه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا بدرهم جاء في الصحيح من حديث ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تختصمون لدي ولعل بعظكم ان يكون الحن بحجته من بعظ فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه فانما يأخذ جمرة من نار وفي لفظ انما يأخذ قطعة من نار فدلنا هذا على ان الحقوق المالية حتى ولو حكم القضاء بها فانها لا تحل للانسان ولو احضر شهودا او احضر بينات فانها لا تحق لا يحق للانسان اخذها ولا تحل له ويجب عليه اعادته ولاصحابها وان من اخذ هذه الحقوق والاموال التي تكون لغيره وجب عليه ان ايدها والا فانها ستكون عليه نارا يحرق بها يوم القيامة هم. ولذلك ورد في الخبر ايما جسد نبت على سحت فالنار اولى به. فالنار اولى به اولى به واما النوع الثاني من انواع الحقوق فالحقوق المعنوية فهذه على نوعين حقوق معنوية يبقى بعض حقوق المالية قد نجهل مالكها وصاحبها فحينئذ يجب علينا ان نبحث عنه عن صاحب الحق وان نبذل الاسباب الى الوصول اليه. فان عجزنا بالكلية بعد بذل جميع الاسباب فاننا نخرج ذلك المال في سبل الخير بنية ان اجره وثوابه لصاحب الحق المالي فلو قدر ان صاحب هذا الحق جاءنا في يوم من الايام خيرناه بين الاجر الذي يكون في ذلك المال وبين ان نعيد اليه ما له كاملا والنوع الثاني من انواع الحقوق والحقوق المعنوية سواء بعدم القيام بحق الوالد او حق الوالدة من التقدير والاحترام والصلة او كان ذلك من اه الكلام في الاخرين والحديث فيهم وهذه الحقوق المعنوية على نوعين حقوق لا اه حرج على الانسان في ان يطلب السماح والعفو من اصحابها ولا يترتب على ذلك الطلب مفسدة كما في حق الوالد على ولده بالتالي الواجب في هذه الحقوق ان نتحلل من اصحابها ولو كان ذلك بدفع مقابل آآ ندفعه لمن اخطأنا في حقه بعض المرات قد نخطأ على عامل بكلمة قد نخطئ على مارا بالطريق بان نجتاز عامة فنطلب منه العفو واذا كان لا يسمح ولا يتنازل عن حقه الا بمقابل فاننا نبذل ذلك المقابل من اجل ان تبرأ ذمتنا عند رب العزة والجلال وبالتالي نكون ممن سلمت ذممنا من ذلك كالحق نعم. وهناك نوع من الحقوق المعنوية التي قد نخطئ آآ نخطئ على الاخرين فيها لو طلبنا العفو لادى ذلك الى مفسدة كما في اه الغيبة التي هي ذكر معايب الاخرين وما فيهم من صفات غير تحسنة سواء في اخلاقهم او في اشكالهم او في اه اعمالهم وتصرفاتهم فكله غيبة لا يجوز ان تقول فلان فيه العيب الفلاني وفلان اخطأ في السنة الفلانية هذا من الغيبة ولو طلبنا من ذلك الشخص الذي اغتبناه ان يعفو عنا لا امكن ان يؤدي الى السداد وحينئذ نقول في مثل هذا الواجب على الانسان الذي اخطأ على غيره بهذا النوع ان ان يتبع الحسن ان يتبع السيئة حسنة فتمحوها وذلك بان يثني على ذلك الشخص الذي تكلم فيه في المجالس التي ذكر فيها معايبه فيقول فلان فيه الحسنة الفلانية وفلان احسن الى فلان بكذا ونحو ذلك من انواع احسان وقد اخبر الله عز وجل بان الحسنات يذهبن السيئات. نعم. من شروط التوبة ايضا ان تقع في الوقت المحدد بحيث تقع في صحة الانسان وحياته اما التوبة التي تكون بعد المعاينة فانه لا تقبل من صاحبها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من قبل المغرب لبابا مسيرة عرظه اربعون عاما او قال سبعون فتحه الله عز وجل للتوبة يوم خلق السماوات والارض لا يغلقه حتى تطلع الشمس منه كما في الترمذي وقد اشار الله عز وجل في كتابه الى ذلك فقال تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء وبجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما. انظر علق توبة الله على العبد بتوبة لعبدي ثم قال وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولى اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما ومن الامور التي ننبه عليها ان التوبة خصوصا في حقوق الاخرين ليست مقتصرة على ما قصده الانسان وتعمده قد تخطئ على غيرك بدون قصد وبدون تعمد فيجب عليك ان تتوب الى الله عز وجل انظر مثلا في آآ اية النسا لما ذكر الله عز وجل القتل الخطأ فقال وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ ثم اوجب الكفارة باعتاق الرقبة واوجب آآ الدية وذكر ان من لم يجد الرقبة صام شهرين فقال فمن لم يجد يعني الرقبة فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما ويدلك على فضل التوبة وعظم مكانتها ان الله عز وجل قد اخبر عن نفسه بانه هو الذي ليقبلوا التوبة. نعم. فقال تعالى الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم وذكر جل وعلا في الاية الاخرى في سورة الشورى فقال وهو الذي يقبل التوبة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون آآ لما ذكر الله عز وجل ذنب آآ اه الافساد في الارض قطع الطريق وقتل النفس ذكر الله عز وجل ان من تاب فان الله عز وجل يعفو عنه فبين ان من تاب يعفو الله عز وجل عن صاحبه مع ان هذا الذنب ذنب عظيم جيم وهذا الذنب ذنب كبير الا ان الله عز وجل قد عرظ التوبة على اصحابه ولما ذكر الله جل وعلا ذنب السرقة عرض الله جل وعلا التوبة على اصحابه. وبين ان من تاب بعد هذا الذنب فان الله عز وجل يقبل توبته وفي هذا دلالة لكن لابد ان يلاحظ ان هذه التوبة من السرقة لابد فيها من ارجاع الاموال الى اصحابها لما ذكر الله عز وجل ذنب قطع الطريق قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم ولما ذكر ذنب السرقة قال بعده والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله وعزيز حكيم. ثم قال فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. ان الله غفور الرحيم. هم اه التوبة باب عظيم الشأن وله اثار عظيمة على العبد ولذلك جعل الله عز وجل اوائل البشر يتوبون اليه سبحانه فيقبل توبتهم فقال فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم وحينئذ لا يتوانى الانسان عن سلوك باب التوبة. ويعلم بان الله عز وجل يرضى عنه متى كان ممن يتوب الى الله جل وعلا ومن الامور التي يذكر بها ان هناك اسبابا تجعل الانسان آآ يتوب الى الله تكون من اسباب رجوعه الى رب العزة والجلال فمن تلك الاسباب ان يكون الانسان مستحظرا ان الله عز وجل يتوب عليه اذا تاب. وان الله يرضى عنه شبابي توبته. فان من استحضر هذا هانت عليه التوبة. وسلك طريقها هكذا ايظا من الاسباب التي تجعل الانسان يتوب الى الله عز وجل ان يتذكر وقوفه بين يدي الله يوم القيامة فانك يا ايها الانسان عما قريب ستقف بين يدي الله جل وعلا. وسيحاسبك على اعمالك قليل بها وكثيرها ولما ذكر الله عز وجل الدعوة الى التوبة قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا اه من رحمة الله ذكر الله عز وجل ان بعض العباد يوم القيامة يندم لانه لم يتب الى الله جل وعلا وانه فرط في حياته. فقال ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب لا وان كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين. او تقول حين ترى العذاب ابى لو ان لي كرة فاكون من المحسنين واذكر هنا بان التقوى لا تنتفي مع الذنب وانما تنتفي عند عدم التوبة من الذنب فان الله تعالى قال عن الجنة وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ثم ذكر صفاتهم فقال الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ثم ذكر فقال والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا له وهم يعلمون واذكر هنا بانه يجب على الانسان ان يبادر الى التوبة ولا يجوز له ان يؤخرها. فمتى وقع منك ذنب ومعصية؟ فعليك بالمبادرة اليها ولا يترفع الانسان عن التوبة فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ له في المجلس الواحد سبعين مرة ومئة مرة استغفر الله واتوب اليه استغفر الله واتوب اليه ولما جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر هو هو فضلا ومكانة ومنزلة تاني افراد هذه الامة في الفضل قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر ذنوبه الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك انك انت الغفور الرحيم ولما جاءت عائشة رضي الله عنه وهي هي اه في مكانتها وفضلها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ارأيت ان ادركت ليلة القدر ما اقول؟ فقال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني. هم اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني فاعف عني وهذا يدلك على عظم مكانة هذه التوبة والتوبة لا يلزم ان تكون توبة كاملة الافضل والواجب ان يتوب الانسان من جميع ذنوبه صغيرها وكبيرها لكن في مرات يتوب الانسان عن بعض الذنوب دون بعض. فحينئذ تصح توبته في هذه اه من هذه الذنوب وبالتي اخطأ فيها وهناك توبات توبة واجبة وهي توبة من فعل المحرم او ترك الواجب وهناك توبة مستحبة لترك بعظ المستحبات فنتوب الى الله لكوننا تركنا صلاة الليل ونتوب الى الله لكوننا لم نتصدق بصدقة التطوع ونتوب الى الله لكوننا اخذنا آآ او شربنا اخذنا بعض الاشياء بايدينا آآ بايدينا مال ونتوب الى الله في كونه قد مضت علينا اوقات لم نذكر الله عز وجل فيها. ونتوب الى الله لاننا لم اه توازي افعالنا وعباداتنا نعم الله عز وجل علينا. فحينئذ تصح هذه اه التوبة اذكر في الحديث هذا بقصة ذلك الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فا ذهب الى راهب وسأله هل لي من توبة؟ فقال لا. فقتله فاكمل به المئة ثم اتى عالما فسأله هل لي من توبة؟ فقال ومن يحول بينك وبينها؟ ثم امره ان ذهب الى قرية فيها الطاعات والذي اوصي به اخواني من اجلي ان يسلكوا باب التوبة عددا من الامور اولها الاستعانة برب العزة سوى الجلال فان العبد متى طلب من ربه العون على التوبة؟ فان الله يعينه. اذا كان عندك ذنب فاسأل من فاسأل الله عز عز وجل ان يتوب عليك اللهم تب علي اللهم خلصني من هذا الذنب وارزقني التوبة النصوح فان الله عز وجل يجيب ودعاء من دعاه كذلك من الاسباب التي تعين الانسان على التوبة محاسبة النفس و العودة على النفس بتفقد افعالها وتفقد ما لديها من اعمال مخالفة بشرع رب العزة والجلال. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون هكذا من الاسباب التي تعين الانسان على سلوك باب التوبة ان يجاهد نفسه وان يعالجها فان الله عز وجل قد امرنا بذلك فقال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين هكذا من الاسباب التي تدفع الانسان الى التوبة ان يبحث عن مجتمع صالح يعيش معهم ويعينونه على طاعة رب العزة والجلال ولذلك في الرجل الذي قتل مئة نفس امره العالم بان يذهب الى قرية اخرى ومن هنا امر الله عز وجل بتغريب الزاني من اجل ان يجد مجتمعا اخر يعينه على طاعة الله عز وجل ويبعده عن المعصية. وكذلك يختار الانسان الصحبة طيبة الفاضلة فان المرء على دين خليله كذلك عندما يستشعر الانسان وقوفه بين يدي رب العزة والجلال اذ ما منكم من احد الا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر امامه تلقاء وجهه فلا يرى الا النار فافسقوا النار ولو بشق تمرة. هم. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كذلك عندما يتفكر الانسان في قدرة رب العزة والجلال ويتفكر في آآ معاقبة آآ اولئك الظالمين وكيف انزل الله بهم العقوبات في الدنيا حينئذ يدعوه ذلك الى التوبة الى الله جل وعلا كذلك عندما يفكر الانسان في هذه الذنوب التي اه قد تفعل من قبل بعض الناس فينظر الى عواقبها الى اي شيء جرك الذنب؟ والى اي شيء اوصلتك معصية الله عز وجل؟ عندما تتفكر كرفي الذنوب تجد انها توصل الى عواقب سيئة ونتائج وخيمة. ومن هنا قال رب العزة والجلال ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة يعني كبيرة. هم. وساء سبيلا. اي ان عاقبته وخاتمته سيئة سبيلا. وهكذا بقية الذنوب فان من فعل الطاعات كان الله معه. من عمل صالحا من ذكر او وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ومن ثم يتفكر الانسان في العواقب التي تكون اه بسبب اقدامه على المعاصي هذه المعاصي الى اي شيء تجرنا؟ والى اي شيء تعيدنا كذلك عندما يغلب الانسان خوف الله عز وجل على الخوف من العباد يجعله ذلك يسعى الى ارضاء الله عز وجل بسلوك باب التوبة كذلك عندما يسابق الانسان نفسه بالطاعات يجعله ذلك ينفر من المعاصي وآآ الذنوب كذلك من الاسباب التي تجعل الانسان يلج باب التوبة ان يستحي من الله ان يسعى الى الحياء من رب العزة والجلال فانك عندما تستحي من الله وتستحي من عباد الله تترك الذنوب والمعاصي وتبادر الى التوبة منها. مرة اخرى بالالتجاء الى الله عز وجل. هم. ودعائه سبحانه من اجل ان يرزق الله العبد التوبة. نعم. فان من الدعاء من اعظم الاسباب ومن انفع الادوية بل الدعاء يبعد عن الانسان شر شرا عظيما مما يكون في دنياه وفي اخرته جزاكم الله خير معالي الشيخ حديثكم كان مستفيظا حول هذا الموضوع. موضوع حلقتنا لهذا اليوم عن التوبة ويعني ما اجمل الحديث عن التوبة وعن الرجوع الى الله سبحانه ويعني اه كان بودي ان شاء الله لو كانت هناك حلقة اخرى لو تحدثنا عن العديد من الجوانب فيما يتعلق بالاصرار على الذنب فيما يتعلق ايضا بالعودة الى لا الذنب والتوبة مرارا وتكرارا وغير ذلك نستحضر في هذا الجانب قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم آآ شكر الله لكم معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي على هذه الكلمات الطيبات وعلى هذا الحديث الشيق الماتع في موضوع حلقتنا لهذا اليوم عن التوبة وفي هذا البرنامج. آآ نلقاكم ان شاء الله في حلقة الاسبوع المقبل وانتم على خير بارك الله فيك وفي المستمعين الكرام وفي اخواني الذين يرتبون هذا اللقاء اسأل الله لكم جميعا التوفيق في كل خيري الدنيا والاخرة اعاننا الله جميعا على التوبة النصوح وصلى الله على نبينا محمد اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد اشكركم مستمعينا الكرام على حسن استماعكم لنا في هذه الحلقة على امل ان نلتقيكم ان شاء الله في قتل الاسبوع المقبل وانتم على خير. تقبلوا في الختام تحياتي محدثكم عبدالله الداني ومن التنفيذ على الهواء منفذ هذه الحلقة على الهواء الزميل محمد صويلح نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخلاق الله. تحتاج للاخلاق لنرضي ربنا لتعلو درجاتنا في الجنة وليزيد تماسكنا وتعاوننا. اخلاقنا صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقو من نفسك بالاخلاق تستقيم اخلاقنا. لتهنأ نفوسنا كان برنامج اخلاقنا. اخلاقنا مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشتري. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا سيئها لا فيصرف عنا سيئها الا انت. اخلاقنا. يأتيكم مباشرة الاحد عند الثانية ظهرا ويعاد في الاوقات التالية الاحد عند منتصف الليل والخميس بعد موجز الخامسة عصرا. اذاعة نداء الاسلام من مكة المكرمة اصلها ثابت وفرعها في السماء