سمع الحديث يتحدث به ان آآ النبي صلى الله عليه وسلم قدم وكان عبد الله من اليهود آآ لم يكمل عمله في حرف النخيل. وذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم. وتشرف او فحينئذ اعلم اعلن عبد الله بن سلام رظي الله عنه اسلامه. فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك محمد رسول الله وانك جئت بالحق ثم قال عبد الله بن سلام الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاتدارس معكم في هذا اليوم لقاء جديدا من لقاءات الايام الخالية. نتدارس فيها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لعله ان يقال لنا كلوا واشربوا هنيئا لكم بما اسلفتم في الايام الخالية وموقفنا ودرسنا في هذا اليوم عن يوم الهجرة ذلك اليوم العظيم الذي ترتجف فيه الافئدة يطالب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبحث عنه قومه ليقتلوه فما كان منه صلى الله عليه وسلم الا ان خرج معه ابو بكر الصديق يقول ابو بكر الصديق رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار رفعت رأسي فاذا انا باقدام القوم فرأيت اثار المشركين. فقلت يا رسول الله لو ان احدهم طأطأ بصره او ان احدهم رفع بصره الينا لرآنا ولو ان احدهم رفع قدمه لنظر الينا وابصرنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر اسكت ما ظنك باثنين الله ثالثهما. انظر الى الطمأنينة. انظر الى الثقة في وعد الله عز وجل. وفي نصره سبحانه تعالى فما كان الا ان كان يوم النصر ذلك اليوم يوم الهجرة. قدم النبي صلى الله عليه وسلم مدينة فلما قدم نزل باعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف. فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم اسبوعين اربعة عشر ليلة ثم ارسل الى ملأه بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف يعلنون طاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول انس كأني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته. وابو بكر ردفه وكان ابو بكر ومع النبي صلى الله عليه وسلم وكان بنو النجار حول النبي صلى الله عليه وسلم حتى القى رحله الصحابي ابي ايوب رضي الله عنه. وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مرابظ الغنم وكان ذلك منها. فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى بني النجار بعد من سأل من هذه الارض له؟ فاخبروه انها لبني النجار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثامنوني بحائطكم هذا فقالوا لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل. رضي الله عنهم فكان في تلك الارض قبور لبعض المشركين وفيها خرب وفيها احوال تحتاج الى من يصلحها فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت. ثم امرا بالخرب فسويت وامر بالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عظادتيه من الحجارة وكانوا ينقلون الصخر ويبنون المسجد وهم يرتجزون. والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون اللهم لا خير الا خير الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها كانت تقول صنعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر حين اراد ان يهاجر الى فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به. فقلت لابي لابي ابي بكر والله ما اجد ما اربطه الا نطاقي قال ابو بكر فشقيه اثنين ثم اربطيه اربطي باحدهما السقاء الذي فيه الماء واربطي بالاخر السفرة التي فيها الاكل ففعلت فسميت من ذلك اليوم اه ذات النطاقين. كان اهل الشام لما قدموا الى مكة يقاتلون ابن الزبير كانوا يعيرونه بهذه الكلمة يا ابن ذات النطاقين وكانت امه اسماء رضي الله عنها تقول له يا بني انهم يعيرونك بالنطاقين وهل تدري ما النطاقان اما احدهما انه نطاقي شققته نصفين. فجعلت احدهما لسقاء النبي صلى الله عليه وسلم والاخر سفرته فكان اهل الشام اذا عيروا ابن الزبير بهذه العيارة يقول لهم ايه والاله تلك شيكات ظاهرة عنك عارها. وبالتالي لم يكن من شأنهم ان ينقصوا من مكانته بهذه العيارة كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن الطين الذي يوضع معه شيء من التبن وكان سقفه موضوعا من الجريد وكان عمده موضوعة من الخشب واستمر هكذا المسجد على بناء النبي صلى الله عليه وسلم في عهد ابي بكر وزاده عمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بمثل البنيان وزاد فيه باللبن والجريد وضع العمد من اه الخشم طب ثم لما جاء عثمان زاد فيه زيادة كثيرة وبنى جدارة بالحجارة المنقوشة وجعل عوده من من حجارة منقوشة وسقفه بالساجئ وكان من ما يتعلق بهذا ان عمار ابن ياسر كان ينقل لبنتين. كان الناس ينقلون لبنة لبنة. كما يقول ابو سعيد وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين. فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح عنه وقال له ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعونه الى يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار. فكان يقول اعوذ بالله من الفتن. اعوذ بالله من الفتن فهذا شيء مما يتعلق ببناء المسجد ولعلنا ايضا ان نكمل الحديث عنه في الحديث الذي يكون بعد هذا الفاصل حياكم الله بعد الفاصل لنتذاكر في شيء من بناء النبي صلى الله عليه وسلم مسجده بالمدينة وزكرت ان المسجد كان مسقوفا على جذوع من النخل وكان هناك جذع نخلة يقوم النبي صلى الله عليه وسلم على يخطب عنده وكان هناك امرأة من الانصار عندها غلام نجار معروف بذلك. فقالت يا رسول الله الا اجعل لك منبرا تقعد عليه فان لي غلاما نجارا فاذن لها النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال ان شئت وفي هذا فضيلة بناء المساجد وان المسجد اساس منطلق للخير والدعوة ومنطلق لتفقد الناس بعضهم لبعض سواء فيما يتعلق باحوالهم الدينية او احوالهم الدنيوية فلما وضع ذلك الغلام غلام تلك المرأة ذلك المنبر للنبي صلى الله عليه وسلم في المسجد واصبح يخطب الايه؟ سمع النبي صلى الله عليه وسلم من الجزع الاول الذي كان يخطب عليه اه حنينا وذلك انه فقد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وكان يضمه من اجل ان يسكنه فهذا ما يتعلق ببناء المسجد. وكان هناك عدد من الوقائع التي وقعت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة منها واقعة عبدالله بن سلام رضي الله عنه فانه كان يخرف تمرا لاهله فلما بعض العلامات التي فيه وسأله بعض الاسئلة فكان من تلك الاسئلة التي سألها قال اني سائلك عن ثلاث لا الا نبي ما هي هذه المسائل الثلاثة؟ قال ما اول اشراط الساعة السؤال الثاني ما اول طعام يأكله اهل الجنة السؤال الثالث من اي شيء ينزع الولد الى ابيه ومن اي شيء ينزع الولد الى اخواله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان جبريل قد اخبرني بهن انفا فقال عبدالله بن سلام جبريل جبريل ذلك عدو اليهود من الملائكة قال تعالى من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك قال النبي صلى الله عليه وسلم اما اول اشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق الى المغرب واما اول طعام يأكله اهل الجنة فزيادة كبد الحوت واما الشبه في الولد فان الرجل اذا غشي المرأة فسبق ماء الرجل ماء المرأة كان الشبه له واذا سبق ماء المرأة ماء الرجل كان الشبه لها وذلك استعدادا لما سيحصل من مستقبل قال يا رسول الله ان اليهود يقصد جماعته قوم بهت وانهم ان يعلموا باسلامي قبل ان تسألهم يبهتوني عندك. يعني يتكلمون في ويستنقصونني وقد علمت يهود اني سيدهم وابن سيدهم واني اعلمهم وابن اعلمهم فادعهم فاسألهم عني فدعى النبي صلى الله عليه وسلم اليهود قال له ادعهم فاسألهم عني قبل ان يعلموا باسلامي فانه من يعلم اني قد قد اسلمت قالوا في ما ليس في من الاقاويل والاحاديث والصفات التي لا تصح ودخل عبدالله بن سلام البيت واستدعى النبي صلى الله عليه وسلم كبار اليهود فقال لهم معشر يهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا اله الا هو انكم لتعلمون اني رسول الله حقا وتعلمون اني جئتم قم بالحق فقالوا ما نعلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم هذه الكلمة ثلاث مرات اتقوا الله فوالله الذي لا اله الا هو انكم لتعلمون اني رسول الله حقا واني جئتكم بالحق لكنهم قالوا لا نعلمه ماذا حدث وما هو موقفه من عبد الله بن سلام ان شاء الله نعرضه بعد الفاصل حياكم الله بعد الفاصل وذكرت لكم ان عبد الله ابن سلام رظي الله عنه اسلم بعد ان سأل النبي صلى الله عليه وسلم اسئلة لا لا لا يعلمها الا نبي؟ فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم. وان عبد الله ابن سلام خشي من اليهود ان يبهتوه وان يكذبوا فيه وان يصفوه بما ليس فيه من الاوصاف القبيحة. ولذلك قال يا رسول الله ادعهم فاسألهم عني قبل ان يعلموا باسلامي فانهم ان علموا باسلامي فهاتوني وقالوا في ما ليس في فسأل النبي فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ودعاهم الى ان يؤمنوا به وبما جاء به وقالت اتقوا الله فوالله الذي لا اله الا هو اني اعلم انكم لتعلمون اني رسول الله حقا وانما جئتكم به الحق فقالوا ما نعلم ثم سألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم اي رجل فيكم عبد الله بن سلام اي رجل فيكم عبد الله بن سلام حينئذ قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا واعلمنا وابن اعلمنا واخبرنا وابن اخبرنا وخيرنا وابن خيرنا وافضلنا وابن افضلنا خمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم افرأيتم ان اسلم عبد الله بن سلام قالوا حاشى لله ما كان ليسلم اعاذه الله حاشا لله ما كان ليسلم اعاذه الله حينئذ خرج عبدالله بن سلام رضي الله عنه عليهم وقال لهم اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله فاعلنها امامهم صريحة فما كان من اولئك اليهود الا ان قدحوا فيه وسبوه وقالوا ذلك شرنا وابن شرنا ذلك اجهلنا وابن اجهلنا ولم يتركوا مقالة سوء الا قالوها في عبد الله ابن سلام حينئذ قال عبد الله بن سلام ذاك ما قلت يا رسول الله ذاك ما قلت يا رسول الله انظروا الى مثل هذه المقالة التي حدثت منهم وانظر الى مقال عبد الله ابن سلاما رضي الله عنه وهكذا كان من شأن اهل المدينة ان تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم بالحفاوة والترحاب وحينئذ كان منهم النصرة والتأييد لرسول الله صلى الله عليه وسلم اقبلوا يتعلمون من منه الخير والهدى ويتعلمون شعائر دينهم. ولذلك جاءت النصوص بالثناء على تار وبيان فضائلهم والتعريف مكانتهم. ومن هنا قال النبي صلى الله عليه من لم حب الانصار من الايمان حب الانصار من الايمان وبغض الانصار نفاقا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالانصار وبابناء الانصار وابناء ابناء الانصار يقول اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم فكانت مواقف عظيمة في ما بعد الهجرة من تلك المواقف حصل من اخاء الصحابة رضوان الله عليهم حين اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين وبين الانصار فاصبحوا اخوة يتعاضدون ويتعاونون على اقامة شعائر دينهم فكان ذلك من اسباب رضا الله عز وجل عن الانصار وعن المهاجرين و ظربوا لنا اروع الامثلة في البذل في التضحية في التمسك بدينهم في اعانة بعضهم لبعضهم الاخر في الاوقات في تعلم دينهم وفي اه القيام بشعائره. فرضوان الله عن اولئك الصحابة هكذا شأن المؤمن ان يترضى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يعرف لهم فظلهم وسابقتهم في دين الله وقيامهم بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا وصف الله جل وعلا المؤمنين بانهم يدعون لهم ويثنون عليهم كما في سورة الحشر فان الله عز وجل لما ذكر المهاجرين وذكر صار قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في بنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ولذا من شأن المؤمن ان يحب اولئك الصحابة. وان يثني وان يذكر محاسنهم وان يحاول ان يقتدي بهم في الخير ليرضي رب العزة والجلال بذلك فيكون ممن رضي الله عنه بارك الله فيكم ورضي الله عنكم وغفر لكم ذنوبكم ويسر لكم اموركم لا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين