الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فارحب بكم في لقاء يتذاكر فيه معكم الليالي الخوالي والايام الخالية تلك الايام التي مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت سببا من اسباب السعادة للبشرية نزول الرحمات كما قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين اتذاكر معكم في هذا اليوم قصة غزوة احد التي يقول الله جل وعلا فيها واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلا. والله وليهما. وعلى الله فليتوكل المؤمنون هذه الغزوة العظيمة جاءت بعد غزوة بدر وذلك ان اهل مكة لما انهزموا في بدر وقتل كبارهم وصناديدهم حسوا بالنقيصة و بدأت موازين القوى تنصرف عنهم واصبح الناس ينظرون الى النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فاراد اهل مكة ان يثأروا لانفسهم وان تكون هناك وقعة اخرى يستردون بها سمعتهم كان بامكانهم لما علموا ان القافلة قد سلمت يوم بدر ان ينسحبوا فيكونوا بذلك قد حافظوا على مكانتهم ولكن ابت عنجهيتهم وكبرياؤهم الا ان يستمروا فكسروا كسرة عظيمة. عادوا الى مكة مكسورين مخذولين لكنهم بعد ذلك بدأوا يستجمعون القوى ويحاولون ان يثاروا بانفسهم تجمعت قريش وجمعت عتادها وخرجوا لغزو النبي صلى الله عليه وسلم فكانت تلك المعركة العظيمة الا وهي معركة احد في ذلك اليوم العظيم خرج النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه وصفهم صفا جيدا واستعرظ الجيش و امر طائفة من اصحابه ان يبقوا على الجبل ان يبقوا على الجبل الا وهم الرماة وكان قائدهم عبدالله وكان قائدهم عبدالله ابن جبير رضي الله عنه وامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يبقوا في الجبل وكان عددهم خمسين رجلا وقال لهم اجلسوا في مكانكم ولا تبرحوا ولا تنزلوا ولو رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم. حتى ارسل اليكم وان رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا بشيء وان رأيتمونا هزمونا القوم وظهروا علينا واوطؤونا فلا تبرحوا حتى ارسل اليكم فا بقوا في اعلى الجبل خمسون رجلا هم الرماة والنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قد استعدوا وجهزوا امرهم في اسفل الجبل وقريش امامهم ابتدأت المعركة وكانت القوى مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حينئذ انهزم اهل مكة بما رأوه من صلابة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم يقول البراء بن عازب فلما لقيناهم هربوا وقال تعالى اذ تحسونهم يعني تقتلون فيهم وذلك انهم انهزموا ولم يبقوا امام المسلمين قال فهزموهم. يقول البراء بن عازب فانا والله رأيت النساء يشتدن في الجبل. نساء قريش قد انهزموا قد بدت خلاخيلهن وهن آآ الحلي الذي يكون في الاقدام ورفعنا عن اسواقهن رافعات ثيابهن حينئذ من شاهد ذلك الموقف ظن ان المعركة انتهت بذلك وهذا هو الذي جرى في اذهان اولئك الرماة الذين على الجبل فحينئذ قال اصحاب ابن جبير من الرماة الذين على الجبل الغنيمة اي قوم الغنيمة ظهر اصحابكم فماذا تنتظرون؟ فاخذوا يقولون الغنيمة الغنيمة عبدالله بن جبير بدأ يذكرهم يقول انسيتم قول النبي صلى الله عليه وسلم انسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الم يعهد الي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبرحوا واخذ يذكرهم فابوا فقالوا والله لنأتين الناس فلنشاركنهم في الغنيمة ولنصيبن معهم الغنيمة فلما ابوا واتوهم ونزلوا حينئذ شاهد من شاهد من قادة قريش موقع الرماة قد خلاه وان الرماة قد نزلوا وحينئذ استمالوا على الوادي وصعدوا بالجبل مع الجهة الاخرى وبالتالي تغيرت كفة المعركة واصبح المسلمون بين كفي الكماشة ماذا وقع وما الذي حصل؟ ساحكيه لكم ان شاء الله بعد الفاصل باذن الله جل وعلا حياكم الله بعد هذا الفاصل كنا ذكرنا موقف النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في غزوة احد وان الرماة الذين على الجبل وعددهم خمسون لم يمتثلوا لامر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يمتثلوا لقائدهم عبدالله بن جبير رضي الله عنه فنزلوا يبحثون عن الغنيمة في استدار المشركون ووقع اهل الاسلام بين قوتين من قوات قريش لذلك الموقف تظعظعا الصحابة انهزم عدد منهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم في اخراهم لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم الا عدد قليل قرابة اثني عشر رجلا وحينئذ وقع ما وقع في المعركة قتل من المسلمين سبعون رجلا و هذا ما ذكره الله جل وعلا من قوله قد اصبتم مثليها اولا ما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها المسلمون قتل منهم سبعون في يوم احد بينما في بدر قتل المسلمون سبعين واسروا سبعين و تعرض النبي صلى الله عليه وسلم شيء من انواع الاصابات في تلك المعركة مما سنذكره بعد قليل وقتل عدد من اصحابه وحينئذ تفاصل الناس اذا نظرت وجدت ان الهدف الاساس الذي قدم من اجله المشركون وهو اخماد نور الاسلام والقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم لم يحصل لهم وانها المسلمين مع هزيمتهم بقوا على قوتهم حينئذ علمت ان قريشا لم يحققوا ذلك الانتصار الكبير. صحيح كان عندهم شيء من السمعة ان انتصرنا والا فانه لم يكن نصرا كاملا بعد ذلك خرج ابو سفيان واشرف على الناس وصاح باعلى صوته افي القوم محمد ثلاث مرات انهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يجيبوا قال لا تجيبوه ثم قال افي القوم ابن ابي قحافة يقصد ابا بكر الصديق افي القوم ابن ابي قحافة؟ افي القوم ابن ابي قحافة؟ ثلاث مرات. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه ثم قال افي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات فلم يجبه احد. ثم رجع الى اصحابه فقال اما هؤلاء فقد قتلوا فلو كانوا احياء لاجابوا فما ملك عمر نفسه فرفع صوته فقال كذبت والله يا عدو الله ابشر بالذي يسوؤك ووالله ان الذين عددتهم لاحياء كلهم وهو قد ابقى الله عليك ما يسوءك فحينئذ قال ابو سفيان يوم بيوم يعني يوم احد في يوم بدر والحرب سجال وانكم ستجدون في القوم مثله. يعني بعظ الصحابة الذين قتلوا وجد من قام بفعل بعض الافعال بهم بعد موتهم من تقطيع اعضائهم ونحو ذلك. وانكم ستجدون دون في القوم المثلى لم امر بها ولم تسؤني ثم اخذ يرتجز اعلو هبل اعلو هبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبونه؟ اجيبوه قالوا يا رسول الله وما نقيل؟ وما نقول وقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا الله اعلى واجل قال ابو سفيان ان لنا العزى والعزى لكم كيف يكون من شأن عاقل ان يفخر بتلك الاصنام وان يلتجأ اليها وان يظن انها تنصره فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبوه؟ اجيبوه فقالوا يا رسول الله وما نقول؟ قالوا قولوا الله مولانا ولا مولى لكم. الله مولانا ولا مولى لكم فهكذا تفاصل القوم في ذلك اليوم النبي صلى الله عليه وسلم عاد الى المدينة وفيه عدد من الجراح و آآ تمت مداواته مما يدل على ان المداواة للجرحى من الامور المشروعة فان معالجة الامراظ امر مرغب فيه في الشرع. وليس كما يذكره بعظ الناس بانه ليس مرغبا فيه وان انه ينافي التوكل بل من التوكل فعل الاسباب ومن فعل الاسباب التداوي يقول سهل بن سعد الساعدي لما سأله بعض التابعين باي شيء تداوى النبي صلى الله عليه وسلم في جرحه فقال بان النبي صلى الله عليه وسلم غسل جرحه وسكب عليه الماء وكان صلى الله عليه وسلم قد آآ كسرت عليه بيضة السلاح التي كانت عليه وخرج الدم من وجهه وتكسرت تبعظوا اه اسنانه كسرت رباعيته. وحينئذ كانوا يأتون بالماء في المجن في الدرع و يقومون بسكبها على وجه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى جروحه يريدون ان يستمسك الدم لكنه يزيدك بصراحة حينئذ اخذوا حصيرا فاحرقوه وجعلوه رمادا فقاموا بوظع ذلك الرماد على جرح النبي صلى الله عليه وسلم فاستمسك دمه صلى الله عليه وسلم. ماذا وقع بعد ذلك لعلنا نستمع اليه بعد الفاصل باذن الله تعالى حياكم الله واهلا وسهلا بعد هذا الفاصل تكرم وقع في غزوة احد ولكن لما خرج المشركون وابتعدوا عن المدينة وقفوا وتفكروا ما الذي فعلتم لما اتيتم الى المدينة وقاربتم ان تقضوا على النبي صلى الله عليه وسلم قاربتم ان تقضوا على محمد واصبح بين ايديكم والقوم ضعاف عدتم وتركتموهم لم تحققوا شيئا حينئذ قالوا فلنرجع وال نقوم بتبييتهم واجتثاثهم وقتلهم جميعا وكان ذلك في مكان يقال له حمراء الاسد فعزموا على ذلك. فجاء الخبر من السماء وحيا للنبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرجوا لملاقاتهم كان هناك من يحاول ان يخذل في المسلمين وان يرجف ما بينهم كما في قوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء نعم سمع اهل مكة ومن حولهم ومن معهم بكون النبي صلى الله عليه وسلم قد استعد للقتال وبدأ بالخروج من المدينة مع اصحابه فحينئذ تشاور اهل مكة فيما بينهم وقالوا قد كسبتم المعركة فعودوا خوفا من ان تعودوا الى المدينة فيكون هذا من اسباب هزيمتكم فينقلب نصركم هزيمة وتشاوروا فاجتمعوا على هذا الرأي فانسحبوا الى مكة ولم ينفذ ما عزموا عليه من الرجوع الى المدينة. وحينئذ وصف الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه بقوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله نعم اتبعوا رضوان الله ثم قال انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. امر الله جل وعلا المؤمنين عبادات قلبية تربطهم برب العزة والجلال. مرة يأمرهم بالتوكل بان تعتمد قلوبهم على الله سبحانه وتعالى. ويفعل الاسباب لا ظنا منهم ان الاسباب تؤثر بنفسها. والا وانما يعلمون ان الله عز وجل هو الذي يحرك الاسباب وهو الذي ينفذها بقضائه وقدره وخلقه سبحانه وتعالى. وهكذا يعلمون ان الله جل وعلا هو في الكون ولذلك فهم يرجونه سبحانه وتعالى ويأملون منه الخير والفضل وفي نفس الوقت يخافون منه وسبحانه كما قال في هذه الاية انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. انهم لن يضروا الله شيئا. يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة. نعم اراد الله عز وجل ان تضيع حسناتهم بما يؤدونه من اعمال سيئة في الدنيا بحيث اذا جاء يوم القيامة فاذا حسناتهم قد ذهبت ولم يبق الا سيئاتهم فيجازون عليها سوءا الجزاء ويحل عليهم العذاب العظيم المقيم بعد تلك المعركة اجتمع اهل الاسلام ودفنوا صحابة رسول الله صلى الله عليه سلم اه بين اه المدينة وجبل احد غفر الله لهم. وكان ممن مات في هذه الوقعة حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم قتله وحشي من اجل ان يحصل بذلك على حريته فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفاة عمه رضي الله عنه. حمزة الذي كان يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة الرجل الشجاع الذي له وقائع كثيرة في نصرة الدعوة وفي حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمان سنين خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى مقبرة الشهداء في احد وسلم عليهم ودعا لهم كالمودع لهم صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من هداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا