الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فانها من اعظم ما يملكه الناس بعد دينهم ما يتعلق بسمعتهم واعراضهم ولذلك تجد ان عند الناس من الحمية في هذا الباب الشيء الكثير ولا يرظى احد منهم ان يطعن فيه بادنى شيء مما يتعلق بهذا الباب ومن هذا المنطلق نتذاكر في هذا اليوم يوما من او اياما من الايام الخوالي اوذي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في اهله وبلع الاذى في عرض اهله وتكلموا فيه الكذب والزور والبهتان لكن الله عز وجل من رأى عرظ نبيه من اقوال هؤلاء المفترين ذلكم هو الحديث في قصة الافك نستعرض حديث عائشة رضي الله عنها الذي ورد في سياق هذه القصة العظيمة قصة الافك ولعلنا ان نستفيد منه بعض الفوائد تقول عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لها اهل الافك ما قالوه فبرأها الله جل وعلا من مقالتهم بايات نزلت في القرآن العظيم باقية الى قيام الساعة تدل على براءة هذا به المرأة وطهارتها كيف لا وهي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وهي من اثر الناس عنده صلى الله عليه وسلم تقول عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد سفرا اقرع بين ازواجه فايتهن خرج سهمها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها وكان وكانت سودا في اخر عمرها قد وهبت يومها وليلتها لعائشة رضي الله عنها بعد ان كبرت سودة ورأت ان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في ان تهب يومها وليلتها لعائشة تريد بذلك ان ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا شأن اهل الديانة والايمان يسعون الى استجلاب الرظا ولو بتفويت شيء من حظوظ انفسهم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سوداء قالت عائشة رضي الله عنها في احدى الغزوات التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم اقرع بين نسائه فخرج سهمي في تلك الغزوة ان اخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت تلك الغزوة بعد نزول الحجاب. وكانت تلك الغزوة بعد نزول الحجاب. قال تعالى عايشة فكنت على هودتي والهودج المركب الذي وضع على البعير تجلس فيه المرأة بحيث يكون ذلك ساترا لها لان لا يشاهدها الاخرون. قالت فكنت احمل في هودجي وانزل في وذلك لان الهودج لان عائشة خفيفة فكانت آآ لا يحجونها الى ان تنزل وانما ينزلون الهودج من اجل ان يكون اسهل عليها. قالت فسرنا حتى اذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته وقفل ودنونا من المدينة راجعين وقال لاصحابه او اذن اصحابه في احدى الليالي في الليل بالرحيل وكنت في تلك الليلة قد خرجت من الهودج لقضاء حاجتي ومشيت حتى جاوزت الجيش. قالت فلما قضيت حاجتي اقبلت الى رحلي ولما قربت من الرحل لمست صدري فاذا عقد لي قد فقدته قد وضع من جزع اظفار وقد انقطع. فرجعت التمس عقدي اشتغلت بذلك فحبسني ابتغاؤه قالت والرهط الذين كانوا يحملون الهند الهودج اقبلوا فحملوا الهودج ورحلوه على البعير والذي كانت تركب عليه ويحسبون ان عائشة في الهودج ولم يفقدوها بسبب انها كانت خفيفة اللحم تقول عائشة وكان الناس اذ ذاك خفافا ولم يغشهن اللحم انما يأكلن العلقة من الطعام. فلم يستنكر القوم خفت الهودة هنا رفعوه وحملوه قالت وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا مع النبي صلى الله عليه وسلم وانا ذهبت لعقدي فوجدت العقد بعدما ذهب الجيش ماذا فعلت عائشة وكيف كان الامر وما الذي حصل بعد هذا و ما هي نهاية هذه القصة؟ لعلنا نستمع لذلك بعد الفاصل حياكم الله. بعد الفاصل وكنا قد ذكرنا ان عائشة ذهبت تبحث عن عقدها فاخذوا هودجها ووظعوه على بحيرها وذهبوا فعادت عائشة رضي الله عنها فجاءت الى منازل القوم وليس بها منهم داع ولا مجيب في الليل. وقد خرجوا وذهبوا فذهبت الى المنزل الذي كان فيه هودجها وجلست فيه تظن انهم سيفقدونها فسيرجعون اليها قالت فبينها انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد امر رجلا من اصحابه من اهل العفة والنزاهة اسمه صفوان ابن المعطل من اجل ان يبقى بعد الجيش فاذا سقط شيء من الجيش فاذا به يلتقطه قال فلما ذهبوا جاء بعدهم فاصبح عند منزلي فرأى من بعيد فاذا بسواد انسان نائم فاقبل فعرفني وكان يراها قبل ذلك قبل ان ينزل الحجاب و حينئذ استيقظت عائشة رضي الله عنها لما سمعته يقول انا لله وانا اليه راجعون. انا لله وانا اليه راجعون فاستيقظت وتحجبت وخمرت وجهها جلبابها تقول عائشة والله ما كلمني بكلمة. ولا سمعت منه ولا كلمة غير استرجاعه. يقول انا لله وانا اليه راجعون ثم انه اناخ راحلته مكنها من ركوب الناقة فقامت الى ناقته فركبتها. قالت فانطلق بي يقود الراحلة حتى اتينا الجيش وقد نزلوا موغرين في نحو وقت الظهر فحينئذ شاهد بعضهم صفوان ابن المعطل وشاهد عائشة معه على البعير وبدأوا يتكلمون بالافك والزور والبهتان في عائشة رضي الله عنها وكان الذي تولى كبره وعبدالله بن ابي بن سلول لكنه لم يكن يصرح وانما كان يحد ديتو بما يستنتج منه ويحدث عنده فيقر ذلك الحديث. ومن تحدث عنده يسأل ذلك المتحدث ويستفسر منه بما يجعل النفوس تصدق تلك الفرية و من ضمن من تكلم في عائشة حسان بن ثابت ومصطلح ابن اثاثه وهو من قرابة ابي بكر الصديق وحمله بنته جحش من اجل ان اختها زينب بنت جحش كانت تسامي عائشة رضي الله عنها في المكانة عند النبي صلى الله عليه سلم ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء فجلدوا حدا القذف والذي تولى كبر ذلك هو عبد الله ابن ابي ابن سلول كما تقدم هؤلاء الذين تكلموا ندموا على كلامهم واعلموا ان هذه معصية ونزغة من ابليس فعادوا وتابوا الى الله جل وعلا ولذلك قام حسان بن ثابت قول بعض الابيات والقصائد في اه عرض النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله فان ابي ووالده فان ابي ووالده وعرظي لعرظ محمد منكم قاء وقال عن عائشة حصان رزان لا تمت بريبة قالت عائشة فقدمنا المدينة ولما قدمنا المدينة جاءني بعض المرض فاشتكيت و بقيت شهرا وانا مريظة والناس يتحدثون بحديث الافك وانا لا اشعر بشيء من ذلك ولا اسمع اي حديث في هذا الباب ولكن كان يريبني في وجعي ذاك انني لم اكن ارى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت اعرفه منه سابقا خصوصا في حال الشكوى فلم يكن عنده من الرأفة بما كان يماثل ما كان قبل ذلك وانما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل علي سلم ثم قال كيف اتيكم وثم ينصرف فهذا الذي كان يريبني وكنت لا اشعر بالشير ولا انتبه للافك والبهتان الذي كان يقال لما خف ذلك الالم على عائشة رضي الله عنها زال منها بعض الاثر الذي كانت تشتكي منه خرجت من اجل ان تقضي حاجتها وكانوا في الزمان الاول يقضون حوائجهم في البرية في الليل ولا يخرجون الا في الليل وذلك رغبة في التستر. ولم يكن عندهم اه الكنف التي هي الحمامات قالت عائشة فخرجت مع امي مسطح قبل المناصب. منطقة كان النساء يقظين فيها حوائجهن. قالت وكان متبرزنا. وكنا لا نخرج الا ليلا الى ليل وذلك قبل ان نتخذ الكنف يعني الحمامات قريبا من بيوتنا وامرنا امر العرب الاول في قضاء الغائط في البرية والتنزه وكنا نتأذى ان توجز الحمامات في البيوت لما قد يكون فيها من رائحة ونحو ذلك قالت انطلقت مع ام مصطح وهي ابنة او قريبة لابي بكر الصديق فلما ونحن نسير في طريقنا واقبلنا قد قضينا حاجتنا عثرت ام مسطح في ثيابها في مرضها فقالت تعس مسطح فقالت عائشة بئس ما قلت اتسبين رجلا شهد بدرا حينئذ ذكرت ام مصطح عن مسطح انه تكلم في عائشة ما الذي حدث بعد ذلك وما الذي وقع سنتكلم عنه بعد الفاصل باذن الله عز وجل حياكم الله خرجت عائشة رضي الله عنها مع ام مسطح لقضاء حاجتهم وهم في رجعتهم تعثرت ام مسطح وقالت تعس مسطح فقالت عائشة اتسبين رجلا قد شهد بدرا قالت اما علمت اما سمعت واخبرتها بمقالة اهل الافك فوقع ذلك على عائشة كالصاعقة. قالت عائشة فمرظت مرظا على مرظي فلما رجعت الى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال كيف تيكم فقالت عائشة اتأذن لي ان اذهب الى ابوي؟ تريد ان تستكمل سماع الخبر؟ هل هو صحيح هل هذا معقول قالت فاذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت الى ابويها وارسل معها غلاما فسألت امها يا امتاه ماذا يتحدث به الناس فقالت امها هوني عليك يا بنية انما انت امرأة وظيئة ولك مكانة وحظوة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك ظرائر وما كان امرأة كذلك الا اكثر الناس فيها فقلت سبحان الله اوقد تحدث الناس بهذا فوقع عليها المصيبة الاخرى فجلست تبكي تلك الليلة حتى اصبحت لا يأتيها نوم ولا يقف عنها دمع وكذلك في الصباح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه يستشيرهم ماذا يفعل؟ هل يفارق عائشة او ماذا يفعل فقال اسامة يا رسول الله اهلك ولا نعلم عنهم الا الخير ولا نعلم عنهم الا البراءة. ولك وفي نفسك لهم من الود ولا نعلم والله الا خيرا وقال علي رضي الله عنه يا رسول الله النساء سواها كثير ولم يضيق الله عليك وسل الجارية تصدقها. يعني الجارية التي كانت مع عائشة وكان معها جارية يقال لها بريرة فسألها النبي صلى الله عليه وسلم يا بريرة هل رأيت من امر عائشة ما تشكين فيه فقالت والله ما رأيت شيئا يريبني والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها شيئا استنقصها بسببه الا انها جارية تنام عن عجين اهلها يعني ليس عندها ذلك التدبير قال رجل من الانصار سبحانك ما يكون لنا ان نتكلم بهذا هذا بهتان عظيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة يخطب في الناس يستعذر من اولئك الذين تكلموا فيه عبد الله بن ابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني اذاه في اهل بيتي ما تشيرون علي في قوم يسبون اهلي. والله ما علمت على اهلي الا خيرا. ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا. وما ادخلوا على اهلي الا معي. فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله انا اعذرك. ان كان من الاوس جماعتنا ضربت عنقه. وان كان من الخزرج امرتنا ففعلنا فيه امرك فقام رجل من الخزرج وهو سعد ابن عبادة كان رجلا صالحا لكن حملته الحمية فقال سعد كذبت لعمر الله. والله لا تقتله ولا تقدر على قتله. ولو كان من رهطك ما احببت ان يكسل فقام اسيد ابن حظير وهو ابن عم سعد ابن معاذ فقال كذبت يا سعد. يعني ابن عبادة. والله لنقتلنه انك لمنافق تجادل عن المنافقين فثار الصحابة من الاوس والخزرج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم واصبح يسكتهم ويخفضهم ويفرقهم. قالت عائشة بكيت مدة ايام ثلاثة ايام لا انام ولا يتوقف دمعي. قالت فبين ابوي جالسان عندي وانا ابكي اذ استأذنت علي امرأة من الانصار استأذنت علي امرأة من الانصار فجلست تبكي معي فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وكان لم يجلس معها قبل ذلك ولبثت شهرا لا ينزل وحي فقال يا عائشة انه بلغني عنك كذا وكذا. فان كنت بريئة فسيبرئك الله. وان كنت الممتي بذنب فاستغفري الله وتوبي ان العبد اذا اعترف بذنب فتاب تاب الله عليه. فقالت عائشة لابويها اجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبها لا ابوها ولا امها. فقالت عائشة اني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث في نفوسكم فلان قلت اني بريئة فانكم لا تصدقوني ولكن اقول كما قال ابو يوسف فصبر جميل والله والمستعان على ما تصفون. فنزلت الايات العظيمة التي تبرئ عائشة رضي الله عنها من مقالة اهل الافك بقيت الى قيام الساعة. بارك الله فيكم وحمى الله اعراضكم جعلكم موفقين في كل اموركم وصلى الله على نبينا محمد