هذا فيه تذكير للانسان بان يشكر من كان له فظل عليه او انعم عليه ممن روى هذه الواقعة واقعة الكسوف اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها وعن ابيها تقول اسماء الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الحوادث الكونية العظيمة تؤثر في نفوس الناس ومن تلك الحوادث حادثة كسوف الشمس فان الشمس قد كسفت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان لها واقعة عظيمة اوردها الامام البخاري من حديث عدد من الصحابة رضوان الله عليهم وممن روى هذه الواقعة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس معه فقام قياما طويل النحو من قراءة سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهدون القيام الاول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الاول ثم رفع ثم سجد تلاحظون هنا انه قال نحوا من قراءة سورة البقرة وذلك لان ابن عباس كان صغير السن فلم يفهم ما الذي قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هي السورة التي قرأها ومن هنا قال احمد بان الصلاة كانت جهرية بينما قالها بعض الفقهاء بان الصلاة كانت سرية. وانظروا كيف ذكر انه ركع ركوعين في ركعة واحدة ايه ده؟ لما رفع من الركوع الاول قال سمع الله لمن حمده ثم عاد للقراءة مرة اخرى ثم فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الركعة الثانية مثلما فعل في الركعة الاولى الا ان قيامه وركوعه كان اقل مما كان في الركعة الاولى. ثم لما انصرف فالنبي صلى الله عليه وسلم انصرف والشمس قد تجلت وظهر نورها فقال صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا يخسفان لموت احد ولا لحياته فاذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى. انظر امرهم بالذكر. قالوا يا رسول الله انا رأيناك تناولت في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت اي رجعت وتركته فقال صلى الله عليه وسلم اني رأيت الجنة في مقامي هذا. فحاولت ان اتناول منها عنقودا لو اصبته منه ما بقيت الدنيا واني في مقامي هذا نظرت الى النار فلم ارى منظرا كاليوم افظع من النار ورأيت اكثر اهلها النساء. قالوا بم يا رسول الله؟ قال بكفرهن. قالوا ايكفرن بالله؟ قال لا يكفرن العشير ويكفرن الاحسان لو احسنت الى احداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط اتيت الى عائشة. زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس. فاذا الناس قيام يصلون فدخلت على عائشة وهي قائمة تصلي فقلت ما شأن الناس؟ فاشارت عائشة بيدها الى السماء فقالت سبحان الله الله قلت اية فاشارت عائشة برأسها النعم فقالت اسماء فاطال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت معه حتى تجلاني الغشي يعني بدأ وعليه الاغماء وبدأت قالت والى جنبي كربة فيها ماء ففتحتها فجعلت اصب على رأسي الماء. وفي هذا ان العمل قليل الذي لمصلحة الصلاة لا يؤثر عليها. قالت عائشة قالت اسماء رضي الله عنها فاطال القيام ثم ركع اطال الركوع ثم سجد فاطال السجود ثم رفع ثم سجد فاطال السجود ثم اقام ثم المقصود ان عائشة ان اسماء رضي الله عنها ذكرت من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف كما ذكر غيرها كل اخبركوعين وفي كل ركعة سجدتان وذكرت الاطالة في جميع اركان بالصلاة. قالت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلى الشمس. قد تجلت الشمس يعني ذهب عنها الكسوف خطب الناس فحمد الله عز وجل بما هو اهله واثنى عليه ثم قال اما بعد قالت فسمعت اصوات نساء من صار فذهبت اليهن لاسكتهن فقلت لعائشة ما الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فاخبرتها عائشة بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته التي كانت بعد خسوفي بعد صلاة الخسوف. قال اما بعد ما من شيء لم اكن اريته الا رأيته في مقامي هذا. حتى دنيت من الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطوفها ودنت مني النار حتى قلت اي ربي وانا معهم اي تأخذهم بالنار؟ قال فاذا امرأة تخدش تخدشها هرة قلت ما شأن هذه؟ قالوا حبستها حتى ماتت جوعا لا هي اطعمتها ولا ارسلتها تأكل من خشاش الارظ. ثم وقال وانه قد اوحي الي انكم تفتنون مثل فتنة المسيح الدجال. ويؤتى احدكم فيسأل ما علمك بها هذا الرجل ما هي هذه الفتنة؟ وما الذي جاء فيها؟ لعلنا نذكرها ان شاء الله بعد الفاصل مرحبا بكم بعد هذا الفاصل وكنا نتناول حديث اسماء رضي الله عنها في ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الخسوف وكان مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ان قال انكم تفتنون في قبوركم فاما المؤمن او الموقن فاذا سئل عن هذا الرجل وقيل ما علمك بهذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال هو محمد رسول الله. جاءنا بالبينات هدى فاجبنا وامنا واتبعنا وصدقنا هو محمد ثلاثا. فيقال نم صالحا قد علمنا ان كنت لموقنا به يقابله المنافق والمرتاب يقال له ما علمك بهذا الرجل؟ فيقول لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فتقول فلما ذكر ذلك ظج المسلمون ظجة وكان مما امر به صلى الله عليه وسلم في الخسوف الصدقة والعتاقة هكذا ايضا روت عائشة رضي الله عنها حديثا فيما يتعلق بصلاة الخسوف. وهو يتوافق مع ما رواه ابن عباس وروته اسماء الا ان فيه شيئا من الزيادات. قالت عائشة دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة. تسألان عائشة فتصدقت عائشة عليها قالت هذه المرأة اليهودية لعائشة اعاذك الله من عذاب القبر فسألتهم افي القبر عذاب فقالتا نعم ان اهل القبور يعذبون في قبورهم قالت عائشة فكذبتهما ولم اصدق حديثهما وما هو الا قليل حتى دخل النبي صلى الله عليه وسلم فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم ايعذب الناس في بهم فقد جاءني عجوزان فاخبرتنا اخبرتان بذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم صدقت عذاب القبر عائدا بالله من ذلك انهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها. قالت عائشة وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب ذات غداة ان مركبا فخسفت الشمس كان قد زهب. خارج المدينة فرجع في الضحى. فمر بين ظهراني حجر نساءه فخرج الى المسجد وبعث مناديا ينادي الصلاة جامعة الصلاة جامعة. فاقبل الناس فصف الناس وراءه فكبر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام فاطال القيام وجهر تقول عائشة وجهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف بقراءته فاقترا سورة طويلة فلما فرغ من قراءته كبر ثم ركع فاطال الركوع ثم قال سمع الله لمن حمده فقام ولم يسجد بل اطال القيام وهو دون القيام الاول. وافتتح بسورة اخرى وقرأ قراءة طويلة دون القراءة الاولى ثم كبر وركع فاطال الركوع دون الركوع الاول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فيه ان الامام يقول ربنا ولك الحمد. ثم سجد سجدتين فاطال السجود. قالت عائشة ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الركعة الاولى. فاستكمل اربع ركعات في اربع سجدات ثم انصرفا وقد انجلت شمس فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يريهما عباده لا ينخسفان لموت احد ولا لحياته. فاذا رأيتم ذلك فادعوا الله وافزعوا الى الصلاة وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى يفرج عنكم. ثم قال صلى الله عليه وسلم يا امة محمد والله ما من احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني يا امته يغار الله من ذلك ثم قال يا امة محمد لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته حتى لقد رأيتني اريد ان اخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني اتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا. حينما رأيتموني تأخرت ورأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهو الذي سيب الشوائب يعني هو الذي امر العرب بان تترك الابل مسيبة قربة لله وهو الذي قرب الاصنام وجعل اعادها الى العرب ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم الناس ان يتعوذوا بالله من عذاب القبر. تقول عائشة فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده صلى صلاة الا تعوذ بالله فيها من عذاب القبر واما عبد الله بن عمرو فقال لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي ان الصلاة جامعة فركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة يعني في ركعة. وذكر ما ذكر الصحابة الاخرون في صفة صلاته بقية احاديث الصحابة عن صلاة الكسوف نأخذها بعد الفاصل مرحبا بكم يا اخوتي بعد هزا الفاصل لنذكر بعض احاديث صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خسوف الشمس ممن ذكر خسوف الشمس الصحابي الجليل ابو موسى الاشعري. يقول خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى ان تكون الساعة. فاتى المسجد فصلى باطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله. ثم قال هذه الايات يعني العلامات الظاهرة والبينات التي يرسل الله لا تكون لموت احد ولا لحياته. ولكن يخوف الله بها عباده فاذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا الى ذكره ودعائه واستغفاره. قد يقول قائل باننا نتمكن من معرفة في وقت الكسوف والخسوف بواسطة الحسابات الفلكية. وحينئذ هل يبقى للخوف مجال ونحن نعرف به قبل فيقال معرفة وقوع الشيء قبل وقته لا يعني انتفاء الخوف منه ومن اثاره وبالتالي ذلك لا يعني الا نخاف عند وقوع الخسوف والكسوف. اذا لماذا نخاف نخاف لاسباب عدة ساذكر نماذج منها اول ذلك ان الشمس والقمر ايتان عظيمتان كبيرتان لهما مكانة ولهما تأثيرهما. وقد غير الله عز وجل احوالهما في لحظات اذا وقع ذلك على هاتين الايتين العظيمتين فحين اذ لا يأمن الانسان ان يغير الله جل وعلا حاله خافوا ان يقع به من تغير الحال ومن ذهاب ما لديه من الخيرات كما ذهب ضوء الشمس القمر والامر الثاني ان خسوف القمر وكسوف الشمس يذكر الانسان بزوال ما كان يعتاده فالحياة الرتيبة التي كانت تجري في حياة الانسان قد تنسيه قدرة رب العزة والجلال فاذا وقعت هذه الايات العظيمة من خسوف وكسوف جعله ذلك يتذكر قدرة الله جل وعلا و ان ما كان معتادا يمكن ان يغيره رب العزة والجلال ومن الامور في ذلك ايضا ان ضوء الشمس وضوء القمر في ليالي نصف الشهر القمري نعمة كثيرة تسفر بها الارظ وبالتالي فذهاب ضوء هذه الاجرام العظيمة يجعل الانسان يلجأ الى الله جل وعلا باعادة النعم وببقائها وبالتالي يخاف من الله ان يزيل عنه نعمه التي انعم الله بها عليه وهكذا ايضا من مخافة الله جل وعلا ان تخاف من يوم القيامة ففي يوم القيامة يخسف بالشمس والقمر ويكور كل واحد منهما ويزهب ضوئهما وبالتالي تتذكر بخسوف القمر وكسوف الشمس ذلك اليوم العظيم الذي سيقع عليك لا محالة والذي له اهوال كبيرة عظيمة. وبالتالي تتذكر تلك الاهوال خافوا من الله ان يوقعها عليك. وهكذا اذا علمت ان ذلك الظوء وذلك النور الذي تهتدي به في ظلمات الارض من نور الشمس والقمر ومما جعله الله فيهما من النور اذهبه الله عز وجل في لحظات. فانك تخشى على نفسك ان يذهب عنك الهداية ونور الاستقامة وبالتالي تخشى من الله جل وعلا ان يزيل عنك هذه الانوار العظيمة وهكذا ايضا لا يأمن الانسان ان يكون وقت الكسوف والخسوف قد تحدث فيهما من الامور الكونية شيء لا نتصوره في واقع احوالنا. فبالتالي هذه الايات العظيمة تزيد خوفك من الله سبحانه وتعالى زادنا الله واياكم مخافة منه جعل تلك المخافة سببا من اسباب دخولنا الجنان كما نسأله جل وعلا ان يجعلنا ممن رجاه وممن احبه وممن توكل عليه هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين