والساعة حق. اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قد دمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر انت الهي لا اله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فانا هناك ليالي فاضلة يرجى فيها من الفضل ومزيد الاجر ما لا يرجى فيما سواها ومن تلك الليالي الليالي العشر الاواخر من شهر رمضان ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تخصها بانواع من العبادات لا توجد في غيرها من الليالي فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيرها وكان يعتكف فيها وكان يأمل ان تكون ليلة القدر في هذه العشر ولذا كان يأمر اصحابه ان يلتمسوها في هذه العشر الاواخر من شهر رمضان ومن هنا استعرضوا شيئا من الاحاديث الواردة في هذا الباب التي رواها الامام البخاري رحمه الله تعالى جاء في حديث ابي سلمة رحمه الله تعالى وهو من التابعين قال انطلقت الى ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو من الصحابة فقلت يقول ابو سلمة قلت لابي سعيد الا تخرج بنا الى النخل؟ نتحدث وكان حديثهم في الذكر وفيما يعود عليهم بالنفع قال فخرج فلما خرج قلت حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر فقال ابو سعيد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الاول من شهر رمضان واعتكفنا معه فلما فرغ اتاه جبريل فقال ان الذي تطلب يعني من ليلة القدر امامك يعني ليس في العشر الاوائل قال فاعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الاوسط فاعتكفنا معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور العشرة التي في وسط الشهر فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي من شهر رمضان ويستقبل ليلة الاحدى والعشرين يرجع الى مسكنه وكذلك يرجع من جاور معه صلى الله عليه وسلم. فاتاه جبريل فقال له ان الذي تطلب امامك فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فامرهم ما شاء الله ان يأمرهم به من الخير. ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم اني كنت اجاور هذه العشر بين العشر الاوسط ثم بدا لي ان اجاور هذه العشر الاواخر من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فاني اريت ليلة القدر واني نسيتها وانها في العشر الاواخر في وتر فالتمسوها. واني رأيت كاني اسجد في طين وماء قال فرجع الناس الى المسجد وعادوا الى اعتكافهم مرة اخرى وكان سقف المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد صنع من جريد النخل وبالتالي يكون فيه شيء من اه الثقوب قال ابو سعيد وما كنا نرى في السماء شيئا يعني ليس فيها شيء من السحاب فجاءت قزعة يعني سحابة فاستهلت السماء من تلك الليلة وهاجت قال فوالذي بعثه بالحق لقد هاجت السماء من اخر ذلك اليوم. فامطرنا حتى سال السقف وكان المسجد على عريش فوقف يعني دخل الماء ونزل الماء في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة احدى وعشرين فاقيمت الصلاة فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين حتى بصرت عيني اثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارنبته فانصرف فمن صلاة الصبح ووجهه ممتلئ وماء تصديقا رؤياه صلى الله عليه وسلم وفي هذا دلالة على ان ليلة القدر قد تكون ليلة واحد وعشرين وفيه دلالة على ان ليلة القدر تتنقل وليست على منهج واحد في جميع السنوات. ولذا في حديث اخر قال تحروا ليلة القدر في السبع الاواخر وفي هذا قال بان ليلة القدر كانت ليلة احدى وعشرين. مما دل على ان ذلك الحديث في سنة وهذا الحديث في سنة اخرى تقول عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له حصير يبسطه بالنهار ليصلي عليه سوء ذلك في في اعتكافه اما في في الليل فكان يحتجره ويضعه محتجرا له. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في اجرته وجدار هذا الحصير قصير وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من جوف الليل يصلي في الناس. فرأى الناس شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاؤوا يصلون معه في المسجد وكان ذلك في العشر الاواخر وقد استدل بهذا جماعة على مشروعية صلاة التهجد في العشر الاواخر لعلنا نأخذ فاصلا ثم بعد ذلك نعود لنكمل هذا الحديث حياكم الله بعد هذا فاصل الذي ذكرنا فيه عن عائشة رضي الله عنها انها اخبرت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خرج في ليلة من ليالي العشر في اواخر الليل فصلى فشاهد عدد من الصحابة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا اللون معه يصلون وراءه بصلاته صلى الله عليه وسلم. فلما تقابل الناس في الصباح تحدثوا بذلك وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بالناس. فلما جاءت الليلة الثانية قام النبي صلى الله عليه وسلم من فقام معه اناس اكثر من الذين صلوا معه بالامس فكانوا يصلون بصلاته صلى الله عليه وسلم فلما اصبح صلى الله عليه وسلم تحدث الناس بذلك واخبر بعضهم بعضا. فلما جاءت الليلة الثالثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثر من صلى معه المسجد حتى صلى بذلك ليلتين او ثلاثا فلما كانت ليلة الرابعة امتلأ المسجد وعجز ان يأخذ اهله. فلما رآهم صلى الله عليه وسلم كذلك لم يخرج الى صلاة الليل في المسجد وخرج وبقي في بيته يصلي فيه ولم يخرج المسجد الا في صلاة الفجر. فلما قضى صلاة الصبح صلاة الفجر واصبح وهذا فيه دلالة على ان صلاة الفجر في النهار وليست في الليل وذكر الناس للنبي صلى الله عليه وسلم يعني مستغربين لما لم تخرج لنا فاقبل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة فتشهد ثم قال اما بعد فانني قد علمت بخروجكم للصلاة ولم يخفى علي مكانكم وقد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني ان اخرج اليكم الا لشيء عائد اليكم الا وهو اني خشيت ان تكتب عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها وكان ذلك في عهد الله صلى الله عليه وسلم فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك. ففي هذا دلالة على مشروعية صلاة التهجد في العشر الاواخر. يقول زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ في المسجد حجرة من الحصير المخصصة فصلى فيها ليالي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتاة اقتدى رجال من الصحابة بصلاته اه صلى بهم عدد من الليالي فلما علم بهم قعد وابطأ فلم يخرج عليهم. فلما فقدوا صوته ظنوا انه قد نام. فجعل بعظهم يتنحنح ويخرج اصواتا ليسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج اليهم حتى رفعوا اصواتهم وحصبوا الباب. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم اليهم غضبا فقال لهم قد عرفت الذي فعلتم من صنيعكم وخشيت ان يكتب عليكم بسبب صنيعكم هذا ان تصلوا صلاة الليل ولو كتب عليكم ما عجزتم عنه ولم تقوموا به. فصلوا ايها الناس في بيوتكم عليكم بالصلاة في بيوتكم فان افضل الصلاة صلاة المرء في بيته الا الصلاة المكتوبة ولعلنا ان نستحضر شيئا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل فقد كان من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل دعاء الاستفتاح بعد ان يكبر قد اثر عنه انه اذا قام من الليل يتهجد قال في دعاء الاستفتاح اللهم ربنا لك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت رب السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت فملك السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ولك ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق هل لي غيرك ولا حول ولا قوة الا بالله هذا الدعاء لا يلزم ان تقوله كاملا ولا يلزم ان تكون قد استحضرته حفظته فلو قلته بورقة تجعله وامامك في صلاة ليلك فلا حرج عليك. وتحفظ منه ما استطعت اليه سبيلا مما يتعلق بصلاة الليل حادثة وقعت مع النبي صلى الله عليه وسلم وفاطمة ابنته وعلي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم زهب الى علي وطرقه بالليل هو وزوجه فاطمة رضي الله عنها فقال لهما الا تصليان وجدهما نائمين فجاء اليهما حتى جلسا بين بينهما في فراشهما فقال لهما الا تصليان؟ فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله انما انفسنا بيد الله فاذا شاء ان يبعثنا بعثنا كانه يستدل ما يقدره الله عز وجل عليه فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم في حين قال ذلك ولم يعد اليه شيئا من وكان يضرب فخذه وهو يقول وكان الانسان اكثر شيء جدلا وكان الانسان اكثر شيء جدلا. وورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة تسأله خادما يخدمها اه فطرقها ليلى وارشدها الى ان تقول الذكر تسبيحا وتحميدا وتكبيرا ثلاثا وثلاثين مرة. وتقول تمامها المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له قال فذلك خير لكما من خادم لعلنا ايضا ان نستعرض شيئا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل في لقائنا او في مقابلتنا بعد الفاصل الذي سنعرظه بعد قليل حياكم الله بعد الفاصل ومرحبا واهلا وسهلا بكم وكنت قد وعدتكم ان اذكر لكم شيئا من وقائع النبي صلى الله عليه وسلم وحوادثه التي كان يفعلها صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل صلاة الليل اطالة شديدة يقول ابن مسعود صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل قائما حتى هممت بامر سوء. فقيل له ما هممت قال هممت ان اقعد واذر النبي صلى الله عليه وسلم يقول انس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن ان لا يصوم وكان يصوم حتى انا اظن الا يفطر منه شيئا. وما كنت احب اراه صائما الا وجدته. ولا احب ان اراه مفطرا الا رأيته وكان لا تشاء ان تراه من الليل قائما مصليا الا رأيته ولا تحب ان تراه نائما الا رأيته قال ولا مسست خزة ولا حريرة ولا ديباجا الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شمم طيبا ولا مسكا ولا عبيرة اطيب رائحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب اصحابه في قيام الثلث الاخير من الليل ويذكر انه قيام داوود عليه السلام وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول هل من يدعوني فاستجيب له؟ هل هناك من يسألني فاعطي لمن يستغفرني فاغفر له وذلك في كل ليلة ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في قيام جميع الليل بل كان يشق كان يأمر اصحابه بان يرفقوا بانفسهم. ولما جاءه ذلك الرجل الذي قال عن نفسه بانه يقوم الليل ولا ينام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انا فاصوم وافطر وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني وفي الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فوجد حبلا ممدودا بين ساريتين. فسأل عن هذا الحبل فقالوا هذا الحبل لفلان فلانة وذكروا من نشاطها ومن صلاتها وانها كانت اذا تعبت تمسكوا بهذا الحبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه ليصلي احدكم نشاطه فاذا نرى فلينم وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان بعض الناس اذا كان تعبا عجزا قد يريد ان يتكلم بكلمة فيتكلم ضدها يريد ان يستغفر ربه فيسب نفسه ومن الامور التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت متعلقة ليلة القدر ما يتعلق بالرؤى المنامية. وكثير من الناس قد يعول عليها كثيرا. وبعض الناس يتخذ الرؤيا المنامية هي سبيلا لابطال تعبد الناس يقول رأيت ليلة القدر انها في الليلة الماضية وبالتالي كأنه يسخطهم ويجعلهم يفترون في بقية شهرهم والمرء ينبغي به ان يحرص على العبادة في هذه العشر الاواخر التي يضاعف اجرها. يقول ابن عمر ان بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اوروا ليلة القدر في المنام في السبع الاواخر وان اناسا اروها في العشر الاواخر. وكانوا يذكرون للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا. فقال وصلى الله عليه وسلم ارى رؤياكم تواطأت في العشر الاواخر. فمن كان متحريا فليتحرها في العشر الاواخر. وفي مرة قال ارى رؤياكم تواطأت في السبع الاواخر فمن كان متحريا لليلة القدر فليتحرها في العشر الاواخر اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. اللهم اعف عني وعن كل كل من شاهدني وعن جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين