الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فأرحب بكم ايها المشاهدون الكرام في حديث نتذاكر فيه الايام الخالية الفاضلة التي كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم اتذاكر معكم فيه عددا من القصص ابدأها بقصة ثمامة ابن اثال ثمامة بن اثال كان سيدا من سادات نجد واميرا من امرائها قائدا من قوادها كان معه قبائل من قبائل بني حنيفة وثمامة بن اثال كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما بينهم وكان هناك اقتتال وكان قد امسك بعض الصحابة وقتله جاء ثمامة ابن اثال يريد مكة معتمرا فبعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا من اجل ان تكون مطلعة على ما يكون من الوقائع وان توصله الى اخبار فبعث النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخير قبل نجد فوجدت ثمامة ابن اثال ذلكم الرجل الذي من قبيلة بني حنيفة وكان سيدا لاهل اليمامة فلما وجدوا سمامة ابن اثال امسكوا به وجاؤوا به الى المدينة الى النبي صلى الله عليه وسلم فربطوه بسارية من سواري جدا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقابل ثمامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا عندك يا ثمامة؟ وش عندك؟ من الذي لديك فقال ثمامة عندي يا محمد خير يا محمد ان تقتلني تقتل ذا دم يعني سبق قتلت بعض اصحابك. وبالتالي اذا قتلتني فهذا على سبيل المجازات. وان تنعم علي وتطلقني تنعم لا شاكر وان كنت تريد المال فسل منه ما شئت فتركه النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءه من الغد ثمامة في المسجد يشاهد الناس يصلون يتدارسون يتوادون يتحابون في اليوم الثاني جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى ثمامة فقال ما عندك يا ثمامة فقال ما قلت لك سابقا ان تنعم تنعم على شاكر وان تقتل تقتل ذا دم وان تريد المال فسل ما شئت فتركه النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء من الغد اليوم الثالث قال ما عندك يا ثمامة؟ قال عندي ما قلت لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلقوا ثمامة لم يطلب مالا ولم يجازه بافعاله. كيف هو قد قتل بعض الصحابة قال فانطلق ثمامة الى نخل قريب من المسجد. فاغتسل ثم دخل المسجد فقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. يا محمد والله ما كان على الارض ما كان على الارض وجه ابغض الي من وجهك ولكن تغيرت الحال فقد اصبح وجهك احب الوجوه الي والله يا محمد ما كان دين ابغض الي من دينك فاصبح دينك احب الي من جميع الاديان فاصبح دينك احب الدين الي والله ما كنت ابغض بلدا بمثل بغظي لبلده. ما من بلد ابغظ الي من بلدك. فاصبح بلد احب البلاد الي وان خيلك اخذتني وكنت اريد العمرة فماذا ترى كنت ناويا العمرة اكمل عمرتي اذهب للعمرة او لا فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وقال ابشر وامره ان يعتمر اكمل عمرتك اذهب فلما قدم مكة فاذا به يلبي تلبية التوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك وكانوا قبل يلبون بتلبية الشرك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو ملك هو لك ملك وحينئذ كانوا يلبون بتلبية شركية. فلما سمعوا ثمامة ابن اثال يلبي بهذه التلبية تلبية التوحيد وفزعوا من ذلك وقال له قائل صبوت يا ثمامة قال لا والله ولكني اسلمت مع محمد رسول الله والله والله لا يأتيكم بعد اليوم حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرهم بي ما يتعلق بمحاصرته باهل مكة واهل مكة ارسلوا للنبي صلى الله عليه وسلم رسالة يطلبون منه ان يجعل ثمامة ابن الا ينفذ ذلك التهديد الذي فيه قطع الميرة عن اهل مكة. فقد كان اهل نجد هم الذين يزرعون وكانت زراعتهم تصل الى مكة. ولذلك طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يطلب من ثمامة ان يفك ذلك الحصار الذي حاصرهم به فيما يتعلق القمح الذي يحتاجون اليه. فارسل النبي صلى الله عليه وسلم رسولا الى ثمامة ابن اثال يطلب ومنه ان يعفو عن اهل مكة وان يرسل اليهم ما طلبوه لعلنا ان نقف على فاصل نذكر بعده شيئا من قصص بعض الصحابة وبعض القصص التي حمى الله عز وجل فيها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم هذه القصة التي ذكرته قبل قليل حيث ما مات ابني اثال واطلاق النبي صلى الله عليه وسلم له وعفو المصطفى صلى الله عليه وسلم عنه ليست هي القصة الوحيدة في عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن اولئك الذين جنوا عليه او جنوا على اصحابه رضوان الله عليهم فاهل مكة الزين اجتمعوا وتمالؤوا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الهجرة في جمع مئة شاب من اجل ان يضيع دمه صلى الله عليه وسلم في القبائل كما اخبر الله عز وجل عنهم بقوله واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوا او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين عفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم مع كونهم لم يتركوا طريقا من طرق الاذى الا فعلوه مع المصطفى صلى الله وعليه وسلم مرة بتجويعه مع اصحابه في الشعب ومرة بارصاق التهم به ومرة بصد الناس عن الاستجابة له. والايمان معه ومرت بالسلاح والقتال في مواطن عديدة. ومع ذلك لم يكن من شأن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان عفا عنهم. وهكذا ذلكم الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة قبل نجد فلما عاد دخل في ذلك الوادي كثير الاشجار من نوع العظة فتوزع اصحابه تحت تلك الاشجار فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الى شجرة وعلق عليها سيفه ونام تحتها. فجاء رجل فاخذ سيفا النبي صلى الله عليه وسلم ووقف على رأسه فقال يا محمد من يمنعك مني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله فشام السيف وسقط من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم ووقف عليه وقال من يمنعك مني؟ فقال قال الرجل يا محمد كن خير اخذ. قال اتشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله؟ قال لا ولكني اعهدك الا اقاتلك مع احد فاطلقه النبي صلى الله عليه وسلم واما ذلك الرجل الاعرابي الذي مسك برداء النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه برد يماني غليظ الحاشية وسحبه وجبده حتى اثر في صفحة عنق النبي صلى الله عليه وسلم. وقال يا محمد اعطني من مال الله الذي فهم به بعض اصحابه فلم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم الا عن عفا عنه وتركه لله عز وجل وهكذا ذلكم الرجل الذي بال في طرف المسجد عفا عنه صلى الله عليه وسلم وامر اصحابه ان يلقوا على بوله سجلا من ماء في حوادث كثيرة ومن حوادث الوفود حادثة وفد اهل نجران وقد كانوا نصارى وجاؤوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يقدمهم يقدمهم اثنان كبيران. السيد والعاقب فنزلت فيهم الايات التي في مقدمة سورة ال عمران وكان منها اية المباهلة فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم للمباهلة وكادوا ان يستجيبوا فقال لهما هذان المقدمان انتبهوا انكم متى باهلتموه قصمكم الله وانزل بكم عقوبته واستأصلكم فانهم علموا انه رسول الله حقا فتركوا مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يرسل معهم رجلا امينا فارسل معهم النبي صلى الله عليه وسلم ابا عبيدة وقال هذا امين هذه الامة ومن الوفود قصة مقدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل له الامر من بعده. واشترط لكونه يتبع رسول الله ذلك الامر وكان قد قدم المدينة مع بشر كثير من قومه فاقبل اليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت ابن قيس تبني شماس وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد اخذها من النخل فوقف على مسيلمة في اصحابه فلما طلب منه مسيلمة ذلك قال والله لو سألوني هذه القطعة لو سألتني هذه القطعة ما اعطيتكها ولن امر الله فيك ولئن ادبرت ليعقرنك الله واني لا اراك الذي اريت فيك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى في يديه سوارين من ذهب فنفخهما فطارا واولهما بالكذابين الاسود العنسي ومسيلمة الكذاب لعلنا نقف في وقفة يسيرة مع هذا الفاصل حياكم الله كنت قد ذكرت قبل الفاصل قصة ثممة ابن اثال ولعلي باذن الله عز وجل في هذا اليوم ان اذكر قصة اخرى لرجل من قبيلة اخرى قبيلة الطي ذلكم الرجل هو عدي بن ثابت رضي الله عنه عدي بن ثابت كان ابوه معروفا مشهورا بالكرم وكان من كبار الناس في هذا الباب. عدي بن حاتم كان في اطراف الجزيرة وكانت جيوش النبي صلى الله عليه وسلم تتناوشه لكنه هرب الى بلاد الروم ثم انه جاء اخذت اخته وجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكت له الحال فاطلقها النبي صلى الله عليه وسلم فارسلت الى دين تخبره بما وجدت من النبي صلى الله عليه وسلم وتأمره بان يدخل في دين هذا النبي الكريم يقول عدي بن حاتم بين كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ اتاه رجلان يشكو احدهما اليه العيلة يعني الفقر والاخر يشكو اليه قطع السبيل يعني الخوف الطرقات بحيث لا يأمن الناس فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما قطع السبيل فلا يأتي عليك الا زمن قليل حتى تخرج العير الى مكة غيري خفير تخرج العير الى مكة بغير خفير واما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يطوف احدكم بصدقته فلا يجد من يقبلها منه لا يجد من يقبلها منه فقال يعدي هل رأيت الحيرة البلد الذي في العراق قال لم اراها ولكني انبيت عنها. قال ان طالت بك حياة. لترين الظعينة المرأة الضعيفة الوحيدة ترتحل من حيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف احدا الا الله يقول عدي بن حاتم فقلت في نفسي فاين زعار طي طي في الطريق وفيها سراق مشهورون بذلك فاين هم من هذا الذي ذكر ان الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف احدا الا الله وزعارك طي قد سعروا البلاد وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعدي لان طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى يسرى صاحب الدولة العظيمة الملك الكبير قال فقال عدي كسرى بن هرمز وقال النبي صلى الله عليه وسلم كسرى ابن هرمز ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعدي لئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ومعه صدقته ملئ كفه من الذهب او من الفضة في طلب من يقبلها منه ويأخذها كزكاة فلا يجد احدا يقبلها منه ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عدي بن حاتم ليقفن احدكم بين يدي الله عز وجل يوم يلقاه ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم له بل يكون مكشوفا امام الله عز وجل فليقولن الله عز وجل له الم ارسل اليك رسولا فيبلغك؟ فيقول بلى قال فحينئذ ينظر عن يمينه فلا يرى الا النار وينظر عن يساره فلا يرى الا النار ثم ينظر امامه فلا يرى شيئا قدامه ثم ينظر بين يديه تلقاء وجهه فتستقبله النار. حينئذ تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من النار فقال اعوذ بالله من النار واشاح بي وجهه ثم ذكر النار فتعوذ منها واشاح بوجهه. ثم قال الا فليتقين احدكم النار ولو بشق تمرة فمن استطاع منكم اتقاء النار ولو بشق تمرة فليفعل. اتقوا النار ولو بشق تمرة. فمن لم يجد شق تمرة يعني نصف تمرة فليتقي النار بكلمة طيبة يقول عدي بن حاتم رضي الله عنه ووقع كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الظعينة المرأة الظعيفة تخرج وحدها من الحيرة حتى تطوف بالبيت. لا تخاف احدا الا الله ويقول وانا يا عدي بن حاتم كنت في من افتتحت كنوز كسرى بن هرمز ولكن الثالثة لم اشهدها بعد. ولذا قال ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي ابو القاسم صلى الله عليه وسلم بانه يخرج ملء كفه لا يجد من يقبضها. كما ورد في الحديث السابق وهكذا كانت الوفود تفد الى النبي صلى الله عليه وسلم. وتزوره كان من الوفود وفد جاه من مظر ودخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم قد بانت الحاجة في وجوههم. بانت الحاجة في وجوههم فتمعر النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا اصحابه ليتصدقوا عليهم فقال تصدق رجل من دينار تصدق رجل من درهم من تصدق واصبح يعدد خصال المال حتى يقول القائل حتى اصبحنا لا نرى ان لاحد منا فظل فيما اتاه الله اهو جل وعلا. ثم انه آآ يقال له ثم انه بعد ذلك جمعوا له مالا كثيرا واقبل اولهم معه صرة كادت تعجز عنها يده ثم بعد ذلك في الصدقة على هؤلاء القوم كان هذا من اسباب ازالة ما بهم. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من الهداة هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين