الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان الدنيا ليست بدار البقاء وليست بدار النعيم بل قد طبعت على الاكتار والمصائب وما من عبد مهما علت منزلته الا ويصيبه فيها شيء من المصائب وقد جاءت النصوص بالامر بالصبر والرضا عن الله في اقداره كما جاءت النصوص بتعزي اهل المصائب بما يكون اكبر من مصائبهم ليكون هذا مخففا لهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اصيب بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فان بمصيبتنا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة ولذا علينا ان نعرف مقدار هذه المصيبة وان تهون عندنا بقية المصائب. عندما نقارن هذه المصائب بتلك المصيبة يقول ابن عباس رضي الله عنهما يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خظب دمعه الحصباء قال ابن عباس اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس وكان في البيت رجال منهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا قال عمر لاصحابه ان النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله يكفينا فهو حسبنا. فاختلفوا فتنازعوا واختصموا وكثر اللغط فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك. فلما اكثروا اللغط والاختلاف قال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا عني لا ينبغي التنازع عند نبي او قال لا ينبغي التنازل التنازع عندي فقالوا له ما له اهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اصبح يتكلم ببعض الكلام غير المفهوم استفهموه زهبوا يردون على النبي صلى الله عليه وسلم. قال دعوني فانا فالذي انا فيه خير مما تدعوني اليه وكان مما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند موته بثلاث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم وقال سليمان والثالثة لما سكت عنها واما قالها ونسيتها وكان ابن عباس يتأسف ان لم يكتب ذلك الكتاب ويقول الرزي كل الرزية ما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان يكتب لهم كتابه لاختلافهم وآآ لغطهم فهذا حديث فيه ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن عباس وهناك حديث اخر ترويه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت رضي الله عنها لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه وسقل عليه بدنه واشتد وجعه استأذن ازواج النبي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم من تواجه ان يجلس في بيت عائشة ليمرض في ذلك البيت فاذن له قال فحضرت تقول عائشة فحضرت الصلاة فاذن بلال فاتاه بلال يخبره بالصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصلى الناس فقال بلال ومن حوله لا هم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب ما اناء عندهم قال ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فاغمي عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم افاق فقال اصلى الناس فقالوا له لا لم يصلوا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المخضب قالت فقعد فاغتسل فاراد ان يقوم لي يذهب فاغمي عليه فجلس مدة ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم افاق فقال اصلى الناس؟ فقالوا لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المخضب فقعد فاغتسل فلما اراد ان يقوم ويذهب اغمي عليه صلى الله عليه وسلم ثم افاق. فقال اصلى الناس قلنا هلا هم ينتظرونك والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تلك الصلاة صلاة العشاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس قالت عائشة خشيت ان اذا سمع الناس صوت ابي بكر ان يتشاءموا من ابي بكر. فقالت يا رسول الله ان ابا بكر رجل اسيف اي كثير البكاء اذا قام مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس فانه يرق وبالتالي لا يسمع الناس صوته من البكاء ولا يقدر على القراءة فامر عمر فليصلي بالناس هل استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلب عائشة وجعل عمر يصلي بالناس او استمر في طلبه هذا ما سنأخذه بعد الفاصل ان شاء الله تعالى لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم وعجز عن الخروج الى المسجد وحاول مرارا ان يخرج الى المسجد فعجز قال مروا ابا بكر فليصلي بالناس فقالت عائشة يا رسول الله ان ابا بكر رجل بكاء واني اخشى ان يذهب يقرأ فيبكي وبالتالي لا يسمع الناس صوته فمر عمر يصلي بالناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس فاعادت كلامها واعتذارها فاعاد عليها النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة والله لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وما حملني على كثرة مراجعاته الا انه وقع في بقلبي الا انه وقع في قلبي ان الناس لا يحبون رجلا قام في مقام النبي صلى الله عليه وسلم. ولا كنت ارى انه يقوم احد مقامه الا تشاءم الناس به فاردت الا يكون ذلك المعنى متعلقا بابي بكر الصديق فذهبت عائشة لحفصة وقالت يا حفصة قولي للنبي صلى الله عليه وسلم ان ابا بكر رجل اسيف اذا قام مقامك لم يسمع الناس صوته من البكاء فمر عليا فمر عمرا فليصلي بالناس. ففعلت حفصة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه انكن لانتن صواحب يوسف مروا ابا بكر فليصلي بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت ليصيب منك خيرا. تقول يعني تكلم علي النبي صلى الله عليه وسلم ووصفني بهذا الوصف نتيجة عملي بالوصية التي قلت لي فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي بكر ان يصلي بالناس فاتاه الرسول فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك ان تصلي بالناس فقال ابو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس. فقال عمر انت احق بذلك. فخرج ابو بكر قال فصلى وصلى تلك الايام التي في مرض النبي صلى الله عليه وسلم في احد الايام وجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة ونشاطا فخرج لصلاة الظهر يمسكه رجلان تخط رجلاه في الارض من الوجع احد هذين الرجلين اه عباس قال فاذا ابو بكر يؤم الناس فلما سمع ابو بكر حس النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يتأخر من اجل ان يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي بالناس فاهم اليه النبي صلى الله عليه وسلم ان مكانك قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين اجلسان الى جنبه ثم اوتي به حتى اجلس بجوار ابي بكر عن يساره الى جنبه. فكان ابو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة ابي بكر لانهم لا يسمعون صوت النبي صلى الله عليه وسلم لضعفه. ابو بكر كان يقوم في صلاته والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقعد. ابو بكر يسمع الناس التكبير والنبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع الا نفسه. وكانت عائشة تقول بان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما دخل في بيته واشتد عليه الوجع امرهم ان يصبوا على ان يصبوا عليه من سبع قرب تحلى الاوكيتهن قال لعلي اعهد الى الناس واجلس في المخضب مخضب لحفصة ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى اصبح ايشير الينا ان قد فعلتن ثم خرج الى الناس فصلى بهم وخطبهم وهذا الحديث حدث به عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود بن حدث به ابن عباس رضي الله عنه فقال ابن عباس اتدري من هو الرجل الاخر الذي كان يحمل النبي صلى الله عليه وسلم مع علي فقال انها لم تحدثني ولم تذكر اسم ذلك الرجل آآ ذا اسم ذلك الرجل. قال اتدري من الرجل وسمت لك الرجل الذي كان يحمل مع علي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هو العباء قيل لها هو العباس؟ قالت لا. قيل لها هو علي بن ابي طالب. قالت نعم. ولم تذكره لان ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءت حادثة الافك كان علي يأمره بفراقها من الاحاديث التي وردت في هذا ما ذكرته قبل قليل من ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور بين نسائه في الليالي وكان يتعذر عليه ويصعب عليه هذا الانتقام قال في ايام المرض ولذلك كان يقول اين انا اليوم؟ اين انا غدا من اجل ان يستمع اليه نساء فيرخصن له وكان يحرص على ان يكون في بيت عائشة رضي الله عنها وكان يرغب ان يبقى في بيته لا في ليلة هي فقط وانما في جميع الليالي واستبطأ يوم عائشة فا اه طلب منهم ان يأذنوا له في ان يمرض في بيت عائشة. فاذن له ازواجه ان يمكث وشاء فكان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها حتى مات عندها مات في يومها الحقيقي ومات بين آآ سحرها ونحرها. مات في بيت عائشة. فتوفي في نوبتها وقالت مات بين حاقنتي وذاقنتي ودفنا في بيتها قالت ومما اختص به ان الله جمع بين ريقه وريقه في اخر يوم من الدنيا واول يوم من الاخرة فان عبدالرحمن بن ابي بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد اسندته الى صدري ومع عبدالرحمن ابن ابي بكر سواك الرطب يستن به فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى السواك فابده بصره. وكان يحب السواك فقلت قال عائشة قلت للنبي صلى الله عليه وسلم اخذه لك فاشار برأسه النعم. فقالت يا عبد الرحمن اعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فاعطاها اياه اعطته النبي صلى الله عليه وسلم واراد ان يستعمله فاذا هو قوي وضعف عنه فقامت عائشة فلينت ذلك السواك بامر النبي صلى الله عليه وسلم واخذت واخذت السواك فقسمته وطيبته ثم مضغت ثم اعطته للنبي صلى الله عليه وسلم ليستنى به قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استنى استنانا قط احسن من ذلك. ثم ناولنيها وكان بين يدي لديه ركوة ماء فجعل يدخل يديه في ذلك الماء فيمسح به وجهه ويقول لا اله الا الله ان للموت سكرات ان للموت سكرات فما عدا ان فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يده ثم قال في الرفيق الاعلى في الرفيق الاعلى وكانت عائشة قد حدثها النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك انه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة وانه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والاخرة فلما اشتكى وحضره القبض وكانت رأسه على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم غشي عليه و كان هناك امرأة من زوجاته تعوذه بدعاء اذا مرض. قالت عائشة فاردت ان افعل مثل فعلها. فذهبت اعوذه فلما افاق شخص ببصره نحو سقف البيت ثم كان يقول اللهم اغفر لي وارحمني والحقني في الرفيق الاعلى قالت فعلمت انه اختار الرفيق الاعلى فاخذته بحة شديدة فكان يقول مع الذين انعم الله عليهم من النبيين صديقين والشهداء والصالحين قالت فعلمت انه خبره الذي اخبر به وقلت بانه اذا لا يختارنا وعرفت انه لما قال اللهم الرفيق الاعلى فانه سيقبض ستقبض روحه. وحينئذ مالت يده ثم قضى قالت عائشة فلا اكره شدة الموت لاشد فلا اكره شدة الموت لاحد ابدا. بعد النبي صلى الله عليه وسلم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان ابو بكر خارج المدينة في مكان يقال له السنه و حينئذ جاء عمر للمسجد كان يقول باعلى صوته والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول عمر والله ما كان يقع في نفسي الا ذاك انه لا يموت وكنت اقول لهم والله ليبعثنه الله ثم ليقطعن ايدي رجال وارجل لهم بينما هم كذلك اذ اقبل ابو بكر الصديق على مسكنه بالسنة ذلك الموطن من مدينة حتى نزل فدخل المسجد فاذا فاذا عمر يتكلم فلم يلتفت اليه ابو بكر رضي الله عنه وذهب حتى دخل على عائشة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى مغطى ببرد حبرة يعني مخطط فجاء فكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم اكب عليه فقبله ثم بكى فقال بابي انت وامي يا رسول الى الله طبت حيا وميتا. والله الذي نفسي بيده لا يجمع الله عليك موتتين ابدا اما الموتى التي قد كتب عليك فقد متها وابن عباس يقول بان ابا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته فاخبر ابن عباس ان ابا بكر رضي الله عنه خرج وعمر يكلم الناس مستمر في انكار موت النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ابو بكر ايها الحالف على رسلك. اجلس يا عمر فابى عمر فقال اجلس فابى عمر رفض ان يجلس فما كان من ابي بكر الصديق الا ان تشهد فلما تشهد وبدأ بالخطبة ترك الناس عمر وذهبوا لابي بكر. حمد الله ابو بكر واثنى عليه ثم قال اما بعد الا من كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. فان الله عز وجل يقول انك ميت وانهم ميتون وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم قالت قال والله كأن الاية لم تنزل الا في ذلك الوقت حين تلاها ابو بكر فتلقاها منه الناس يسمعونها من النبي صلى الله عليه وسلم ويتلون هذه الاية فاصبحوا ينشدون بكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط عمر على الارض حين سمع هذه الايات تتلى وعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد مات قال عائشة خطبة عمر لرد المنافقين وخطبة ابي بكر لتبصير الناس بالحق وتعريفهم به فهذا خلاصة ما يتعلق بحادثة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين