فان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة كان اول منزل نزله تيقو بها دار بني عمرو بن عوف واسس فيها المسجد الذي ذكره الله جل وعلا في قوله سبحانه وتعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه. فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المتطهرين. وقد ورد في حديث عويم ابن ساعدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاهم في مسجد قباء وقال ان الله قد احسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تتطهرون به قالوا يا رسول الله ما نعلم شيئا الا انه كان لنا جيران من اليهود فكانوا يغسلون ادبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا فهذه الايات التي نزلت في المقارنة بين مسجد الظرار ومسجد قباء في قوله تعالى لا تكن فيه ابدا. لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين فهذه الايات تتحدث عن مسجد قباء وظاهرها ان مسجد الضرار كان قريبا من مسجد قباء. وكانوا يريدون بذلك المسجد المضارة والمشاقة بين المؤمنين. ويعدونه لمن يرجونه من المحاربين لله ورسوله ولذا قال تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى. والله يشهد انهم لكاذبون فهذه الايات تقارن بين هذين المسجدين العظيمين. فاين هذا المسجدين احدهما عظيم فيه اهل الاسلام والاخر اقامه اهل النفاق على اسس مخالفة لشرع الله ودينه فمسجد قباء اسس على اخلاص الدين لله. اسس على اقامة ذكر الله جل وعلا وشعائر دينه ولذا كان مسجدا عتيقا عريقا مسجدا فاضلا واهله فضلا ولذلك مدحه هم الله جل وعلا بقوله فيه رجال يحبون ان يتطهروا يتطهر بالطهارتين. الطهارة المعنوية من الذنوب والطهارة الحسية من النجاسات والاحد داسي وذلك انهم رغبوا ان يكونوا على احسن الاحوال واكملها عند لقائهم لرب العزة والجلال. ولذا احبهم الله كما قال تعالى والله يحب المطهرين وذلك لانهم تطهروا من المعاني المرذولة وانظر لقوله افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان فالتقوى امر باطن في القلب والمقصد انهم سعوا لاستجلاب رضا رب العزة والجلال وقابلهم صفات اهل مسجد الظرار حينما قال رب العزة والجلال عنهم والله لا يهدي القوم الظالمين. لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم قلوبهم اي شك وريب الا ان تقطع قلوبهم بان يعودوا الى الله ويتوبوا ويندموا على ما فعلوه وما اقدموا اه عليه فالمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة حرص على بناء المساجد فاولها مسجد قباء وثانيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد النبوي حيث يجتمع اهل الايمان و يؤدون العبادات التي يأمرهم الله جل وعلا بها. فكان المسجد محلا لطاعة الله جل وعلا من اداء الصلوات جماعة ومن كونه محلا من محال نشر العلم ومن محال محبة المؤمن بعضهم لبعضهم آآ الاخر فكانت المساجد منطلقا الى الخير منطلقا الى العمل الصالح. منطلقا لما يرضي رب العزة والجلال منطلقا اتباع السنة وظهور اثر الالتزام بشرع الله جل وعلا على ودينه وكان المسجد سببا من اسباب تفقد المؤمنين بعضهم لبعضهم الاخر. ولذا جاءت الايات في كتاب الله عز وجل تثني على اهل المساجد كما في قوله سبحانه في بيوت اذن الله ان ترفع او يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضل والله يرزق من يشاء بغير حساب