قال الله جل وعلا نبيه الكريم ما ارى وجعله يطالع بيت المقدس ثم يصعد الى السماء فيوحى اليه امر وفرض الصلاة لما عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان من الحوادث العظيمة التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل هجرته حادثة الاسراء والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنين اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى في بيت المقدس وكان ذلك بعد ان فشى الاسلام بمكة وانتشر مكة دين الاسلام اصبح يخبر قريشا بما وقع له فكذبه اكثر الناس بل ان طائفة ممن اسلموا قبل ذلك ارتدت لكن كان من شأن ابي بكر الصديق ان بادر الى التصديق وقال اصدقه في خبر السماء عشية وبكرة افلا اصدقه في اسرائه لبيت المقدس وقد سأل الصديق النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن صفة بيت المقدس ومن ذلك اليوم سمي ابو بكر بهذا الاسم العظيم الصديق وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم برحلته تلك عددا من انبياء الله عليهم السلام وصعد به الى ان وصل الى البيت المعمور حتى انه وصل الى مستوى سمع فيه تصريف الاقلام ورفعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى ووجد ان ورقها كاذان الفيلة. وانا نبقها كقلال هجر ولذا قال الله جل وعلا ولقد رآه يعني رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل نزلة اخرى عند سدرة المن انتهى عندها جنة المأوى اذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى واي ان البصر ما زاغ يمينا ولا التفت يمينا ولا شمالا ولا ارتفع وهذا من ثبات الله لو على لنبيه ومما اتصف به من الادب فنزلت في هذه الواقعة قوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير حيث ينزه نفسه. رب العزة والجلال بقوله سبحان اي ان الله تقدس وتنزه من ان يوصف بالاوصاف غير المناسبة. كيف لا ينزه وهو الذي اسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة الى المسجد الاقصى في في بيت المقدس اسري به في ليلة واحدة في مسافة بعيدة ورجع في نفس تلك الليل وظاهر الاية ان الاسراء كان في اول الليل وانه كان من المسجد الحرام. وقد ورد انه اسري به من بيت ام هانئ ولداء استدل بعض اهل العلم بان مضاعفة الاجر في مكة تشمل الحرم كله. لان الله جل وعلا قد اطلق اسم المسجد الحرام. واراد به جزءا عن مسجد الكعبة وتفاصيل واقعة الاسراء والمعراج كثيرة متعددة وفيها فرض الله جل وعلا على نبيه الكريم الصلوات خمسة صلوات في اليوم والليلة وقد وصف الله جل وعلا المسجد الاقصى بالبركة لما يوجد فيه من اشجار كثيرة وانهار وما يوجد فيه من خصبة ومن بركة ذلك الموطن ان فضل على غيره من المساجد غير المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الله جل وعلا شيئا من حادثة الاسراء في ايات سورة النجم حينما قال تعالى في كتابه العزيز والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى المه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى. ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. افتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى آآ عندها جنة المأوى اذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ايات ربه الكبرى حيث اقسم الله بالنجم عند سقوطه في الافق في اخر الليل وهذه اية عظيمة اقسم بذلك على صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا تنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظلال في علمه وعن الغي في قصده لقد جاءت هذه الايات بالتنبيه على ان هذا الرجل صاحبكم وبالتالي تعرفون صدقه وهداية وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى مما يدل على حجية سنة النبي صلى الله عليه وسلم لان كلامه لا يصدر عن هوى وانما هو وحي من عند الله جل وعلا. ثم وذكر لقاء النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل وكونه تعلم هذه الايات منه. ولذا قال علمه هو شديد القوى اي قوي على تنفيذ امر الله جل وعلا ذو مرة اي صاحب صفات عظيمة من القوة والاخلاق الفاضلة والجمال فاستوى اي جبريل وهو بالافق الاعلى افق السماوات ثم دنا جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم فتدلى عليه من الافق فكان في قربه منه قاب قوسين او ادنى فاوحى الله بواسطة جبريل الى عبده محمد ما اوحى من الشرع العظيم والنبأ المستقيم. ثم قال ما كذب الفؤاد ما رأى اي من امور آآ السماء وما شاهده ليلة آآ الاسراء من تكليم الله جل وعلا له وفي هذا ايات عظيمة وحينئذ كان من شأن اهل مكة ما ذكرت قبل