نحمده جل وعلا على نعمه العظيمة ومنها ان انزل علينا القرآن الحكيم فيه الهداية فيه النور فيه السعادة دنيا واخرة ونحمده جل وعلا ان بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليرشدنا الى ما فيه صلاح احوالنا والى ما فيه سعادتنا اما بعد فيا ايها الاخوة الاعزاء ارحب بكم احبتي في لقاءات نتدارس فيها سير المصطفى صلى الله عليه وسلم بدراسة الايات القرآنية التي وردت في وقائع السيرة ومن اوائل الايات التي تحدثت عن ارهاصات بعثة محمد صلى الله عليه وسلم تلك الايات المتعلقة بذكر اصحاب الفيل. في قوله تعالى الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ الم ان يجعل كيدهم في تظليل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول قل وذلك ان سيد اهل اليمن ابرهة بنى كنيسة في صنعاء وسماها القليص. ووظع لها من الصفات ما لم يرى مثلها. وضع فيها رخاما واحجارا وامتعة عظيمة. وركب فيها صلبانا من ذهب غظة وجعل فيها منابرا العاج وجعل لها ارتفاعا كبيرا واتساعا عظيما وكتب ابرهة الى النجاشي باني قد بنيت لك كنيسة لم يبنى مثلها لملك كان قبلك وانني ساصرف العرب ليحجوا هذه الكنيسة بدل ان يحجوا بيتهم الكعبة. جاء ابعض العرب الى ذلك المكان وتلك الكنيسة فقام بوظع العذرة فيها. ووظع فيها بعظ القاذورات فسأل الابرهة عن ذلك فقالوا له بان احد اهلي البيت بيت الكعبة قد سمع بمقالتك بانك العرب عن حج الكعبة الى حج هذا البيت ففعل ما فعل. فعزم ابرهة ان يهدم البيت واتى معه بالفيل محمود حاول العرب ان يصدوا ابرهة مرة بالموعظة ومرة بالجيوش لكن الجيوش تهزم. والنصيحة لا تسمع حتى وصل ابرهة بالفيل الى مكة خرج اهل مكة هروبا من ابرهة وجيشه يتحرزون في الجبال وجاء سيد القوم عبدالمطلب وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم تمسك بالكعبة المشرفة. ودعا ربه سبحانه وتعالى. ثم بعد ذلك تبع قومه وفي الجبال كيلو ابرة يقال له محمود وجه نحو البيت ثم طلب منه ان يتحرك الى الكعبة ليهدمها فامتنع من ذلك فكانوا اذا وجهوه الى اي جهة اخرى سار معهم. واذا وجهوه الى الكعبة بركة على الارظ ولم يستجب لهم فحاولوا ان يعالجونه بانواع المعالجات الا انهم لم يفلحوا معه ثم انهم بعد ذلك استعدوا للذهاب الى الكعبة من اجل ان يهدموها فجاءتهم الطير الابابيل الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ اي الم تشاهد هذه الواقعة؟ والم تسمع عنها كيف فعل بهم؟ الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ ماذا فعل بهم الم يجعل كيدهم في تظليل؟ اي ان تدبيرهم ومكرهم السيء جعله في تظليل اي في خسارة حيث لم يحققوا الهدف الذي جاءوا من اجله وارسل عليهم طيرا اب بابيل اي طيورا جماعات بعد جماعات معها حجارة في كل رجل من رجليها حجر وفي منقارها حجر ثالث فاصبحت ترميهم بهذه الحجارة التي هي من السجيل من الطين المحمي جعلهم كعصف مأكول اي كبقية شجرة من اشجار الربيع ورد عليها بعض والبهائم فاكلها فهذه الايات العظيمة في سورة الفيل تبين ما قصه الله جل وعلا من ارهاص ذا الواقع الذي جاء اليهم وما ذكره الله جل وعلا من شأنهم فكان في ذلك اشارة الى قدرة رب العزة والجلال. فهذا ابرهة الذي عجز العرب عن صده مهما حاولوا مع من قتال ومن اجتماع الا انه هلك بسبب هذه الطير الابابيل. اصيب ابرهة في جسده وخرج جيشه متفرقين فماتوا في الطرقات واخذوا ابرهة حتى وصل الى صنعاء وكان الطريق يتساقط بدنه انملة انملة. وحتى قدموا به صنعا وهو مثل فرض الطائر فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه بما ذكروا