السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة - 00:00:02
والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القائل سبحانه ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر - 00:00:26
ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم. والقائل سبحانه قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفرد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:51
القائل صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ما من نبي من الانبياء الا واعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال - 00:01:13
الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم بمن وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد فحياكم الله جميعا. ايها الاخوة والاخوات واسأل الله جل وعلا في هذه الساعة المباركة كما جمعنا على طاعته ان يجمعنا في الاخرة مع سيد الدعاة - 00:01:39
وامام النبيين في جنته ودار مقامته. انه ولي ذلك ومولاه. احبتي في الله ان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت ابوابها وتنوعت احكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها - 00:02:08
الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير فهو شمس ضحاها وبدر دجاها ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة. ومعدن كل - 00:02:34
فضيلة واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن الليلة بحول الله وطوله وهذه هي ليلة السابع من شهر ذي القعدة - 00:03:10
ليلة الاثنين للعام الواحد والاربعين واربعمائة والف تلك الليلة الموافقة في الثامن والعشرين من شهر يونيو في عام الفين وعشرين ونحن الليلة بحول رب العالمين على موعد مع اللقاء الخامس والعشرين بعد - 00:03:30
بعد المائتين من لقاءات تفسيرنا لسورة البقرة. وكنا بفضل الله قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير قول الحق جل وعلا المتر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا - 00:03:53
ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون. قلت ان الله جل وعلا قد بين ان الخوف من الموت لا يدفعه وان الهلع من الموت لا يمنعه - 00:04:12
وانه لا يغني حذر عن قدر. امرنا ان نأخذ بالاسباب وان نترك النتائج لمسببي الاسباب فالخوف والجبن لا يمنعان الموتى ولا يطيلان ولا يبقيان حياة. قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم - 00:04:31
ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. وكأن الحق تبارك وتعالى قد ساقل لنا هذه القصة لاولئك الالوف الذين خرجوا هربا من الموت سواء كان خوفا من الطاعون - 00:04:52
من القتال كمقدمة بين يدي امره للنبي صلى الله عليه وسلم وامته بقوله جل وعلا في الاية الرابعة والاربعين بعد المائتين وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم - 00:05:12
مقدمة بين يدي هذه الاية الموت قدر محتوم ولو كنت في برج مشيد سيأتيك ملك الموت وهو لا يهاب حاكما ولا محكوما ولا غنيا ولا فقيرا ولا يستأذن احدا فاذا جاء اجلهم - 00:05:34
لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. اسأل الله ان يختم لي ولكم جميعا بخاتمة الايمان انه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير ربنا جل وعلا يأمر بقوله وقاتلوا في سبيل الله - 00:05:58
يعني لا تخافوا الموت لا تخافوا الموت ولا تفروا منه بل قاتلوا في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ولنصرة دينه ولنصرة المستضعفين من المسلمين في كل زمان ومكان لكن الحق تبارك وتعالى - 00:06:18
يبين ان القتال يجب ان يكون في سبيل الله لا في سبيل مغنم ولا في سبيل عصبية الجاهلية ولا في سبيل قومية وانما في سبيل الله فلقد سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم وغيره - 00:06:46
من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل للذكر اي ليذكره الناس بالبطولة والشجاعة. والرجل يقاتل رياء وسمعة. اي ذلك في سبيل الله - 00:07:14
فاجاب من اتاه الله جوامع الكلم اجابة بليغة بليغة. فقال عليه الصلاة والسلام من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذه هي الغاية والقتال في سبيل الله له ضوابط - 00:07:34
وله شروط قد بينتها بالتفصيل بفضل الملك الجليل في شرحنا للاية التسعين بعد المئة الاولى. الا وهي قول رب جل وعلا وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. ان الله لا يحب المعتدين - 00:07:57
الله جل وعلا لا يحب المعتدين ولا يحب الظالمين ويأمر بالعدل والقسطاس حتى مع غير المسلمين ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. وقال سبحانه ولا - 00:08:18
يجريمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اعدلوا هو اقرب للتقوى. فالقتال يجب ان يكون في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ولنصرة دين الله جل علاه. وللدفاع وعن محارمه وعن المستضعفين من المسلمين في كل زمان ومكان. هذه هي الضوابط - 00:08:40
انتبه معي لهذه الجملة الدقيقة حتى لا ننحرف عن الحق وسيلة ونحن نتجه الى الحق غاية ولذا يحذر الحق تبارك وتعالى في اخر الاية بقوله واعلموا ان الله سميع عليم - 00:09:03
سميع لاقوالكم عليم بنياتكم عليم باحوالكم هل تتحركون في سبيل الله ولنصرة دين الله ام لنصرة النفس والهوى والقومية والعرقية والعصبية والعنجهية الى غير ذلك من هذه الاهواء والله سميع عليم - 00:09:25
ففي ذكر هذه الجملة الربانية في اخر الاية تهديد ووعيد هو ابلغ من التصريح بالوعيد واعلموا ان الله سميع عليم تهديد ووعيد ابلغ من التصريح بالجزاء لان مجرد العلم بان الله جل وعلا يسمع اقوالنا - 00:09:51
ويعلم نياتنا ويعلم احوالنا دون ان نمتثل امره ونجتنب نهيه ونقف عند حده ودون ان نخافه ونتقيه ونخشاه فعلمه لا ينفع ما قيمة هذا العلم ان نعلم ان الله يسمع قولنا - 00:10:21
ويعلم نياتنا واحوالنا دون ان نمتثل امره. دون ان نجتنب نهيه دون ان نقف عند حدوده. دون ان نتقي سخطه وغضبه وعذابه. ما قيمة هذا العلم علم لا يقربنا من الله لا قيمة له. علم لا يورثنا الخشية من الله لا وزن له. علم لا يورثنا - 00:10:43
الادب مع الله لا بركة فيه انما يخشى الله من عباده العلماء سئل الامام احمد من العالم قال ليس العالم بكثرة الرواية والدراية. ولكن العالم من يخشى الله وذكر قوله تعالى انما يخشى الله - 00:11:06
من عباده العلماء اللهم املأ قلوبنا بخشيتك. فما قيمة علم لا يورثنا الخشية ولا يورثنا التقوى واتقوا الله ويعلمكم الله فليس العلم يا اخواني بكثرة الرواية ولا بكثرة الدراية. وانما هل تخشى الله - 00:11:29
هل تراقب الله في خلوتك هل تراقب الله في بصرك هل تراقب الله في قولك هل تراقب الله في مطعمك ومشربك هل تراقب الله في خلوتك كما تراقبه في ان ترائي الخلق - 00:11:51
وانت جريء على الخالق في الخلوة واعلموا ان الله سميع عليم ورب الكعبة هذه الجملة القرآنية الكريمة المباركة فيها من التهديد والوعيد ما هو ابلغ من التصريح بالعقوبة والجزاء؟ واعلموا - 00:12:18
ان الله سميع عليم لا يغيب عن سمعه قول بل يسمع دبيب النملة السوداء تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء تبارك الذي وسع سمعه الاصوات لقد سمع الله قول المرأة المجادلة التي جاءت تشكو زوجها لرسول الله. تقول عائشة وانا في جانب - 00:12:44
لا اسمع صوتها وقد سمع الله صوتها من فوق سبع سماوات قد سمع الله قول التي تجادلك زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما من فوق سبع سماوات وهو مستو على عرشه - 00:13:11
فكن على يقين ان الله يسمع قولك في السر والعلن وكن على يقين ان الله عليم بنيتك وعليم بحالك فاتق الله جل وعلا وراقبه واجعل بينك وبين سخطه وغضبه وقاية - 00:13:33
تلك الوقاية هي امتثال الامر واجتناب النهي والوقوف عند الحد واعلموا ان الله سميع عليم ثم بعد ذلك لما كانت النفقة في سبيل الله امرا من اعظم مقاصد سورة البقرة - 00:13:52
تدبر ما اقول لما كانت النفقة في سبيل الله امرا من اعظم مقاصد سورة البقرة كرر الله جل وعلا الامر بالنفقة في اكثر من موضع من مواضع السورة بل وستأتي مواضع كاملة باذن الله جل وعلا للحديث عن النفقة في سبيل الله - 00:14:13
باساليب انشأها القرآن ان شاء وابدعها القرآن ابداعا فالقرآن له اسلوبه في مخاطبة الوجدان والعقول من يخاطب عالم الذرة وعالم الفضاء ويخاطب الفلاح في ارضه. والامي الذي لا يقرأ ولا يكتب. يخاطب المتعلمين - 00:14:38
والمعلمين يخاطب كل انسان ويأخذ كل انسان من القرآن ما شاء الله له ان يأخذه على قدر انفتاح قلبه للتلقي للنور الذي في كلام الله جل جلاله انت تقرأ الفاتحة كل يوم كم مرة؟ - 00:15:02
ومع ذلك تستشعر للفاتحة كل مرة على قدر خشوعك وحضور قلبك لذة ليست كالتي سبقت وليست كالتي ستتلو كل وقت له نوره وله فضله وله عطاؤه. بحسب انفتاح قلبك لتلقي هذا النور - 00:15:25
وبحسب انشراح صدرك لتلقي الحق عن الحق سبحانه وتعالى يقول الله جل جلاله ممتحنا عبادة بيقدموا البرهان على صدق الايمان ما هو البرهان والصدقة برهان يذكر الله من انذرهم وذكرهم - 00:15:50
وحذرهم يذكرهم بماذا؟ هيا قدموا برهانكم العملي على صدق ايمانكم بالله الرب العلي ما هو هذا البرهان من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه لو اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط - 00:16:19
واليه ترجعون الاية الخامسة والاربعون بعد المائتين من اجمل الايات ورب الكعبة لو توقفت معها بقلبك وعقلك لاندهشت من ذا الذي يقرضه الله يقرضوا الله ما معنى القرض القرض في لغة العرب هو الجز والقطع - 00:16:49
القرض في لغة العرب هو الجز والقطع. قطعت من ما لي نفقة او قطعة فاقربتها فلانا لافرج بها كربته على ان يردها لي بعد حين هذا بين الخلق ويجب ان يكون القرض بين الخلق مثلا بمثل - 00:17:20
اقرضت فلانا الف جنيه فيجب عليك ان تسترد القرض الف جنيه بلا زيادة هب ان الرجل الذي اقرضته كان رجلا كريما اقرضته الف جنيه لمدة عام فلما فرج الله كربه - 00:17:50
ووسع عليه جاءك بالف ومئتين ما هذا فهذه الزيادة هذه زيادة ربوية لا ليست زيادة ربوية لانك لم تشترط عليه وانت تعطيه الالف ان يرده الفا ومائتين هذا هو الربا - 00:18:13
هذا هو الربا اما عطاء الرجل لك بالزيادة دون عقد ولا عهد ولا شرط ولا اتفاق بينكما هذا قرض حسن قد وفى هذا الرجل واحسن الوفاء بل اقول لك ما اخذ النبي صلى الله عليه وسلم قرضا ورده بمثله قط - 00:18:39
برده بالزيادة وقال كما في صحيح مسلم ان خير عباد الله احسنهم وفاء بس انتبه للشرط الا تكون قد اشترطت وانت تعطي القرض لفلان ان يرد بالزيادة. هذه الزيادة الربوية - 00:19:04
هذه الزيادة ربوية لكن اعطيته فرد الجميل بزيادة دون ان تشترط عليه. اقبل الزيادة ولا اثم عليك ولا حرج بل توفى هذا الرجل واحسن الجزاء وقال عليه الصلاة والسلام ان خياركم احسنكم وفاء وفي لفظ ان خير عباد الله احسنهم - 00:19:29
وفاء طيب هذا هو القرض بين الناس لكن تدبر معي الاية من ذا الذي يقرض الله اية تخلع القلب ورب الكعبة يقرض الله والله جل جلاله هو الذي يطلب القرض بذاته - 00:19:56
الله هو الذي يطلب القرض بذاته من يا اهل الايمان تعز استفهام فيه حث وتشويق من ذا الذي يقرض الله يا اهل الايمان قدموا البرهان قدموا الدليل لقد اغناكم الله - 00:20:14
ومع ذلك المال ماله والفضل فضله والعطاء عطاؤه المال مال الله والفضل لله والمن لله والعطاء لله وانت ومالك ملك لله. ومع ذلك يطلب منا القرض له جل وعلا. من ذا الذي يقرض الله - 00:20:40
الم تقرأ معي قول الله جل وعلا واتوهم من مال الله الذي اتاكم المال ماله واتوهم من مال الله الذي اتاكم الم تقرأ معي قول الله جل وعلا وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. انت مستخلف على هذا المال - 00:21:09
فالمال ظل زائل وعارية مسترجعة وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. وقال سبحانه ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض - 00:21:36
والله بما تعملون خبير يبقى المال مال الله طيب طب يا مولانا فيه ايات اخرى في القرآن ينسب فيها الله جل جلاله المال الى عباده نعم طب ده مش تعارض - 00:22:04
الم يقل الله سبحانه انما اموالكم اموالكم واولادكم فتنة فنسب المال الينا بلى قال سبحانه وتعالى ذلك. الم يقل الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله؟ بلى. قال سبحانه وتعالى - 00:22:23
ما فيش تعارض بين الايات دي حاشا وكلا يا رجل الحق يخرج من مشكاة واحدة كيف تزيل هذا التعارض الظاهري المال مال الله جل وعلا لكنه نسب المال الى عباده تشريفا وتكليفا - 00:22:50
هل تدبرتها؟ ما اجملها المال مال الله جل وعلا ولكنه نسب المال الى عباده تشريفا وتكليفا تشريفا لهم وتكليفا لهم من ينتصر في هذا الاختبار؟ ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. من ينتصر المؤمن الصادق - 00:23:17
يعلم علم اليقين ان المال مال رب العالمين. وان الفضل فضله وان المنه وان العطاء عطاؤه. وان الامر كله بيده سبحانه وتعالى ولذا فالمؤمن يجمع المال من الحلال اجمع ما شئت - 00:23:47
لا حد لفضل الله سبحانه. اجمع ما شئت من المال بشرطين اجمع من الحلال واخرج فيه حق الكبير المتعال للفقراء والمساكين اجمع من الحلال وادي فيه اي في هذا المال حق الكبير المتعال للفقراء والمساكين - 00:24:10
فالله جل جلاله وهبنا المال ورزقنا المال واعطانا المال ثم استقرض منا هذا المال ليمنحنا الجزاء والاجر والثواب والفضل والعطاء فقال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم. وقال في الاية التي معنا من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا - 00:24:36
تدبروا معي هذا الحديث الجميل الذي رواه الامام مسلم من حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول ابن ادم مالي مالي الاموال والعقارات والعمارات والابراج والاطيان والارصدة - 00:25:03
مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت لو تصدقت فامضيت هو ده المال وهل لك من مالك الا ما لبست فابليت او اكلت فافنيت - 00:25:25
او تصدقت فامضيت وفي لفظ فابقيت ولذلك في رواية الترمذي بسند صحيح من حديث ام المؤمنين عائشة قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذبح شاة ثم دخل علي فقال ما بقي من الشاة يا عائشة؟ - 00:25:49
هل وزعتم الشاة فقالت ما بقي منها شيء ما بقي الا كتفها تصدقن بالشاة كاملة. ابقينا لك الكتف يا رسول الله لاننا نعلم انك تحبه فماذا قال عليه الصلاة والسلام - 00:26:09
قال بل بقيت كلها غير كتفها بل بقيت كلها ما تصدقتم به هذا هو الذي يبقى بل بقيت كلها غير كتفها في رواية جميلة من احب الروايات الى قلبي في هذا الباب ولطالما كررتها وذكرتها - 00:26:33
الحديث رواه احمد في مسنده والترمذي وغيرهما بسند صحيح من حديث ابي كبشة الانماري رضي الله عنه ان الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث اقسم عليهن بابي وامي وقلبي وروحي يقسم وهو الصادق الامين الذي صدقه رب العالمين. ولا يحتاجه رب - 00:26:57
الى قسم لكنني تتبعت قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة فوجدت رسول الله قد اقسم اكثر من ثمانين مرة قد اقسم اكثر من ثمانين مرة وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى - 00:27:25
النبي بيقول ثلاث اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه فاحفظوه. يعني لازم تحفظ الحديث احفظه النبي بيقول لك فاحفظوه احفظوه في القلب والعقل والصدر وكرروه على الالسنة ليكون حاضرا امام اعيننا وبين ايدينا - 00:27:47
فما احوجنا الى هذه التذكرة قال ثلاث اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها - 00:28:11
الا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر واحدثكم حديثا فاحفظوه انما الدنيا الدنيا لاربعة نفر عبد او عبد كلاهما يصح لغة عبد - 00:28:39
بدل وعبد بالرفع على سبيل الابتداء انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه اي في المال والعلم ربه ويفصل فيه اي بالمال والعلم رحمه ويعلم لله فيه حقا - 00:29:13
فهذا بافضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية هنيئا له يقول لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. اي من اعمال البر والخير والاحسان والانفاق على الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى والمصابين - 00:29:40
وطلبة العلم المحتاجين والفقراء لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. اسمع قال عليه الصلاة والسلام فهو بنيته فاجرهما سواء وعبد رقم تلاتة رزقه الله مالا هو يتخبط في ما له يخبط في ما له - 00:30:04
لا يتقي فيه ربه لم يسمعوا من الحلال ولم يخرجه في الاوجه التي ترضي الكبير المتعال فهو يخبط في ما له لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه. ولا يعلم لله فيه حقا فهذا باخبث المنازل - 00:30:32
ابو الرابع وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما. لا حول ولا قوة الا بالله فهو خبيث النية. كمان لا مال ولا علم ولا حتى نية لم يرزقه الله مالا ولا علما - 00:30:56
فهو خبيث النية يقول لو ان لي مالا عملت فيه بعمل فلان من اعمال الفجور والعربدة والفسوق والفساد في الارض قال عليه الصلاة والسلام فهو بنيته فوزرهما سواء انظر الى حقيقة المال - 00:31:14
من ذا الذي يقرض الله يقرض الله ماذا المال ماله لكنه يريد لك الرفعة يريد لك ان يطهر نفسك من الشح والجشع والحرص والبخل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها - 00:31:41
لا ينبغي ان يظن احد ان النفقة والصدقة والزكاة طهرة للغني فقط لا لا لا بل هي طهرة للغني والفقير. هي طهرة للمجتمع كله هي ضمانة حقيقية لامن وسلامة المجتمع - 00:32:05
لا يمكن ابدا ان يحيا مجتمع حياة سعيدة يعيش فيه فئة قليلة من الخلق ينالون كل شيء ويحرم فيه بقية الخلق من كل شيء. هؤلاء لن يتركوا هؤلاء يعيشون في نعيم ولا في سعادة. كما يظن اولئك الاغنياء - 00:32:24
لا ورب الكعبة النفقة تطهر الغني يطهر ما له وتطهر نفسه من الشح والبخل والحرص والجشع والطمع. وتطهر نفس الفقير من الحقد من الحقد والحسد والضغينة بل وربما العداوة التي قد تصل الى حد القتل - 00:32:44
والى حد السرقة والى حد الاعتداء انه تشريع الحكيم الخبير الذي يعلم من خلق سبحانه وتعالى المال ظل زائل وعارية مسترجعة دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع ولا تجمع من الحرام - 00:33:08
كما تدري لمن تجمع فان الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع. فقير كل من يطمع غني كل من فيا ايها المؤمن هيا قدم برهانك وانفق في سبيل الله اما للجهاد في سبيل الله او في كل اوجه البر والخير. انفق على الفقراء والمساكين والمحتاجين - 00:33:29
والبائسين والمرضى انفق انفق ولا تخشى من ذي العرش اقلالا ورب الكعبة لو انفقت لتولى الانفاق عليك من وسعت خزائنه السماوات والارض كما قال عليه الصلاة والسلام يد الله ملأى - 00:34:00
الله يد الله ملأى. لا تغيضها نفقة. سحاء الليل والنهار. انظروا ماذا انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يده وفي لفظ ما في يمينه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم - 00:34:20
قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر الابرة كده لما تحطها في البحر وتطلعها تنقص البحر ايه - 00:34:42
ولله المثل الاعلى هذا حديث قدسي ما نقص ذلك من ملكي شيئا وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة يقول الله جل وعلا يا ابن ادم انفق انفق عليك. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة - 00:35:00
صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان ينزلان. يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا ولا حول ولا قوة الا بالله. فقدم البرهان ايها المؤمن بالانفاق في سبيل الله. واختم الاية الكريمة - 00:35:17
بهذه الكلمات الرائعة فالله جل وعلا يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا والقرض الحسن هو الذي يبتغي به صاحبه وجه الله. لا يبتغي بالرياء والسمعة والشهرة والمحملة عند الخلق - 00:35:43
والقرض الحسن لله والذي يكون من النفقة الحلال الطيب ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر النبي الرجل اشعث اغبر - 00:35:57
يطيل السفر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك فالقرض الحسن ان يكون لله وان يكون من مال طيب. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. كثيرة حين يقول - 00:36:17
الملك كثيرة هل يعلم حد هذه الكثرة الا من وسعت خزائنه السماوات والارض. مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل قنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. فيضاعفها له اضعافا كثيرة واعلموا ان الله جل وعلا وحده - 00:36:41
هو الذي يوسع وهو الذي يقبض التوسيع بيده والتضييق بيده الامر كله بيده من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض اي يضيق ويبسط ان يوسع على من يشاء من عباده - 00:37:05
ثم يقول تبارك وتعالى واليه ترجعون يرجع اليه الممسك البخيل الحريص الشحيح ليجزيه ببخله ويرجع اليه الكريم السخي الندي الوفي المعطاء الكريم ليجازيه بكرمه وجوده وعطائه اختم باثر جميل اخرجه الطبري والطبراني وابن ابي حاتم بسند - 00:37:25
يقبل التحسين لما نزلت هذه الاية العظيمة من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا جاء ابو الدحداح الانصاري رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله - 00:38:00
يا رسول الله او ان الله ليريد منا القرض هو ان الله ليريد منا القرض وقال عليه الصلاة والسلام نعم يا ابا الدحداح فقال ابو الدحداح يا رسول الله ارني يدك - 00:38:17
تناوله النبي صلى الله عليه وسلم يده فاخذها ابو الدحداح وقال يا رسول الله اني قد اقرضت ربي حائطي وحائطه فيه ستمائة نخلة ستميت نخلة تمر اني قد اقرضت ربي حائطي - 00:38:37
ثم عاد سريعا الى حائطه. الحائط يعني البستان فرأى امرأته ام الدحداح مع عيالها في الحائط فقال يا ام الدحداح قالت لبيك لبيك قال اخرجي اخرجي فقد اقرضت حائطي ربي - 00:39:03
عز وجل هؤلاء هم الصادقون هؤلاء هم الصادقون وانا اقول بكل ثقة ورب العالمين. الامة المحمدية الميمونة المعطاءة الكريمة لا ينقطع فيها الخير الى قيام الساعة. ولا زال في الامة الان من اهل الفضل والعطاء ورب الكعبة - 00:39:21
يسيرون على طريق ابي الدحداح وعلى طريق طلحة وعلى طريق عثمان. نعم انا لا اقارن هؤلاء بالصحابة. فهؤلاء الاكارم والافاضل سبقوا شهد لهم رسول الله بالجنة. لكن اقول في الامة الان ورب الكعبة من يسير على درب هؤلاء وطريق - 00:39:48
هؤلاء امة النبي ميمونة. امة النبي مرحومة كالمطر. لا يدرى ايه انفع واصوب اوله اخره بعد الصحابة رضي الله عنهم بهذا القيد فلو انفق احدنا مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم - 00:40:08
ولا نصيفه. هذا معتقد ندين لله به. لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه هذه رسالة للامة في ظل هذه الجائحة التي تجتاح الارض كلها - 00:40:36
ولا زالت البشرية تعاني منها الى هذه اللحظة كم من اناس فقدوا وظائفهم كم من اناس فقدوا اموالهم كم من اناس فقدوا بيوتهم نحتاج من اهل الفضل والجود والغنى والسعة - 00:40:57
ان يقدموا البرهان على صدق الايمان اذكرهم بقول الرحمن من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض ويبسط واليه ترجعون. اسأل الله جل وعلا ان يجعل المال في ايدينا لا في قلوبنا. وان يسترنا واياكم في الدنيا - 00:41:18
والاخرة وان يقيني واياكم شر البخل والشح والجشع والحرص والطمع انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله - 00:41:43
وبركاته خير المجالس مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا ويفسر القرآن بالقلق يا طالب هذا الكوثر فانهل لترويع وظلة الظمآن هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى. نور يا نور بيان - 00:42:01
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة - 00:00:02
والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القائل سبحانه ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر - 00:00:26
ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم. والقائل سبحانه قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفرد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:51
القائل صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ما من نبي من الانبياء الا واعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال - 00:01:13
الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم بمن وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد فحياكم الله جميعا. ايها الاخوة والاخوات واسأل الله جل وعلا في هذه الساعة المباركة كما جمعنا على طاعته ان يجمعنا في الاخرة مع سيد الدعاة - 00:01:39
وامام النبيين في جنته ودار مقامته. انه ولي ذلك ومولاه. احبتي في الله ان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت ابوابها وتنوعت احكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها - 00:02:08
الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير فهو شمس ضحاها وبدر دجاها ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة. ومعدن كل - 00:02:34
فضيلة واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن الليلة بحول الله وطوله وهذه هي ليلة السابع من شهر ذي القعدة - 00:03:10
ليلة الاثنين للعام الواحد والاربعين واربعمائة والف تلك الليلة الموافقة في الثامن والعشرين من شهر يونيو في عام الفين وعشرين ونحن الليلة بحول رب العالمين على موعد مع اللقاء الخامس والعشرين بعد - 00:03:30
بعد المائتين من لقاءات تفسيرنا لسورة البقرة. وكنا بفضل الله قد انتهينا في اللقاء الماضي من تفسير قول الحق جل وعلا المتر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا - 00:03:53
ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون. قلت ان الله جل وعلا قد بين ان الخوف من الموت لا يدفعه وان الهلع من الموت لا يمنعه - 00:04:12
وانه لا يغني حذر عن قدر. امرنا ان نأخذ بالاسباب وان نترك النتائج لمسببي الاسباب فالخوف والجبن لا يمنعان الموتى ولا يطيلان ولا يبقيان حياة. قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم - 00:04:31
ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. وكأن الحق تبارك وتعالى قد ساقل لنا هذه القصة لاولئك الالوف الذين خرجوا هربا من الموت سواء كان خوفا من الطاعون - 00:04:52
من القتال كمقدمة بين يدي امره للنبي صلى الله عليه وسلم وامته بقوله جل وعلا في الاية الرابعة والاربعين بعد المائتين وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم - 00:05:12
مقدمة بين يدي هذه الاية الموت قدر محتوم ولو كنت في برج مشيد سيأتيك ملك الموت وهو لا يهاب حاكما ولا محكوما ولا غنيا ولا فقيرا ولا يستأذن احدا فاذا جاء اجلهم - 00:05:34
لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. اسأل الله ان يختم لي ولكم جميعا بخاتمة الايمان انه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير ربنا جل وعلا يأمر بقوله وقاتلوا في سبيل الله - 00:05:58
يعني لا تخافوا الموت لا تخافوا الموت ولا تفروا منه بل قاتلوا في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ولنصرة دينه ولنصرة المستضعفين من المسلمين في كل زمان ومكان لكن الحق تبارك وتعالى - 00:06:18
يبين ان القتال يجب ان يكون في سبيل الله لا في سبيل مغنم ولا في سبيل عصبية الجاهلية ولا في سبيل قومية وانما في سبيل الله فلقد سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم وغيره - 00:06:46
من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل للذكر اي ليذكره الناس بالبطولة والشجاعة. والرجل يقاتل رياء وسمعة. اي ذلك في سبيل الله - 00:07:14
فاجاب من اتاه الله جوامع الكلم اجابة بليغة بليغة. فقال عليه الصلاة والسلام من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذه هي الغاية والقتال في سبيل الله له ضوابط - 00:07:34
وله شروط قد بينتها بالتفصيل بفضل الملك الجليل في شرحنا للاية التسعين بعد المئة الاولى. الا وهي قول رب جل وعلا وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. ان الله لا يحب المعتدين - 00:07:57
الله جل وعلا لا يحب المعتدين ولا يحب الظالمين ويأمر بالعدل والقسطاس حتى مع غير المسلمين ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. وقال سبحانه ولا - 00:08:18
يجريمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. اعدلوا هو اقرب للتقوى. فالقتال يجب ان يكون في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ولنصرة دين الله جل علاه. وللدفاع وعن محارمه وعن المستضعفين من المسلمين في كل زمان ومكان. هذه هي الضوابط - 00:08:40
انتبه معي لهذه الجملة الدقيقة حتى لا ننحرف عن الحق وسيلة ونحن نتجه الى الحق غاية ولذا يحذر الحق تبارك وتعالى في اخر الاية بقوله واعلموا ان الله سميع عليم - 00:09:03
سميع لاقوالكم عليم بنياتكم عليم باحوالكم هل تتحركون في سبيل الله ولنصرة دين الله ام لنصرة النفس والهوى والقومية والعرقية والعصبية والعنجهية الى غير ذلك من هذه الاهواء والله سميع عليم - 00:09:25
ففي ذكر هذه الجملة الربانية في اخر الاية تهديد ووعيد هو ابلغ من التصريح بالوعيد واعلموا ان الله سميع عليم تهديد ووعيد ابلغ من التصريح بالجزاء لان مجرد العلم بان الله جل وعلا يسمع اقوالنا - 00:09:51
ويعلم نياتنا ويعلم احوالنا دون ان نمتثل امره ونجتنب نهيه ونقف عند حده ودون ان نخافه ونتقيه ونخشاه فعلمه لا ينفع ما قيمة هذا العلم ان نعلم ان الله يسمع قولنا - 00:10:21
ويعلم نياتنا واحوالنا دون ان نمتثل امره. دون ان نجتنب نهيه دون ان نقف عند حدوده. دون ان نتقي سخطه وغضبه وعذابه. ما قيمة هذا العلم علم لا يقربنا من الله لا قيمة له. علم لا يورثنا الخشية من الله لا وزن له. علم لا يورثنا - 00:10:43
الادب مع الله لا بركة فيه انما يخشى الله من عباده العلماء سئل الامام احمد من العالم قال ليس العالم بكثرة الرواية والدراية. ولكن العالم من يخشى الله وذكر قوله تعالى انما يخشى الله - 00:11:06
من عباده العلماء اللهم املأ قلوبنا بخشيتك. فما قيمة علم لا يورثنا الخشية ولا يورثنا التقوى واتقوا الله ويعلمكم الله فليس العلم يا اخواني بكثرة الرواية ولا بكثرة الدراية. وانما هل تخشى الله - 00:11:29
هل تراقب الله في خلوتك هل تراقب الله في بصرك هل تراقب الله في قولك هل تراقب الله في مطعمك ومشربك هل تراقب الله في خلوتك كما تراقبه في ان ترائي الخلق - 00:11:51
وانت جريء على الخالق في الخلوة واعلموا ان الله سميع عليم ورب الكعبة هذه الجملة القرآنية الكريمة المباركة فيها من التهديد والوعيد ما هو ابلغ من التصريح بالعقوبة والجزاء؟ واعلموا - 00:12:18
ان الله سميع عليم لا يغيب عن سمعه قول بل يسمع دبيب النملة السوداء تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء تبارك الذي وسع سمعه الاصوات لقد سمع الله قول المرأة المجادلة التي جاءت تشكو زوجها لرسول الله. تقول عائشة وانا في جانب - 00:12:44
لا اسمع صوتها وقد سمع الله صوتها من فوق سبع سماوات قد سمع الله قول التي تجادلك زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما من فوق سبع سماوات وهو مستو على عرشه - 00:13:11
فكن على يقين ان الله يسمع قولك في السر والعلن وكن على يقين ان الله عليم بنيتك وعليم بحالك فاتق الله جل وعلا وراقبه واجعل بينك وبين سخطه وغضبه وقاية - 00:13:33
تلك الوقاية هي امتثال الامر واجتناب النهي والوقوف عند الحد واعلموا ان الله سميع عليم ثم بعد ذلك لما كانت النفقة في سبيل الله امرا من اعظم مقاصد سورة البقرة - 00:13:52
تدبر ما اقول لما كانت النفقة في سبيل الله امرا من اعظم مقاصد سورة البقرة كرر الله جل وعلا الامر بالنفقة في اكثر من موضع من مواضع السورة بل وستأتي مواضع كاملة باذن الله جل وعلا للحديث عن النفقة في سبيل الله - 00:14:13
باساليب انشأها القرآن ان شاء وابدعها القرآن ابداعا فالقرآن له اسلوبه في مخاطبة الوجدان والعقول من يخاطب عالم الذرة وعالم الفضاء ويخاطب الفلاح في ارضه. والامي الذي لا يقرأ ولا يكتب. يخاطب المتعلمين - 00:14:38
والمعلمين يخاطب كل انسان ويأخذ كل انسان من القرآن ما شاء الله له ان يأخذه على قدر انفتاح قلبه للتلقي للنور الذي في كلام الله جل جلاله انت تقرأ الفاتحة كل يوم كم مرة؟ - 00:15:02
ومع ذلك تستشعر للفاتحة كل مرة على قدر خشوعك وحضور قلبك لذة ليست كالتي سبقت وليست كالتي ستتلو كل وقت له نوره وله فضله وله عطاؤه. بحسب انفتاح قلبك لتلقي هذا النور - 00:15:25
وبحسب انشراح صدرك لتلقي الحق عن الحق سبحانه وتعالى يقول الله جل جلاله ممتحنا عبادة بيقدموا البرهان على صدق الايمان ما هو البرهان والصدقة برهان يذكر الله من انذرهم وذكرهم - 00:15:50
وحذرهم يذكرهم بماذا؟ هيا قدموا برهانكم العملي على صدق ايمانكم بالله الرب العلي ما هو هذا البرهان من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه لو اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط - 00:16:19
واليه ترجعون الاية الخامسة والاربعون بعد المائتين من اجمل الايات ورب الكعبة لو توقفت معها بقلبك وعقلك لاندهشت من ذا الذي يقرضه الله يقرضوا الله ما معنى القرض القرض في لغة العرب هو الجز والقطع - 00:16:49
القرض في لغة العرب هو الجز والقطع. قطعت من ما لي نفقة او قطعة فاقربتها فلانا لافرج بها كربته على ان يردها لي بعد حين هذا بين الخلق ويجب ان يكون القرض بين الخلق مثلا بمثل - 00:17:20
اقرضت فلانا الف جنيه فيجب عليك ان تسترد القرض الف جنيه بلا زيادة هب ان الرجل الذي اقرضته كان رجلا كريما اقرضته الف جنيه لمدة عام فلما فرج الله كربه - 00:17:50
ووسع عليه جاءك بالف ومئتين ما هذا فهذه الزيادة هذه زيادة ربوية لا ليست زيادة ربوية لانك لم تشترط عليه وانت تعطيه الالف ان يرده الفا ومائتين هذا هو الربا - 00:18:13
هذا هو الربا اما عطاء الرجل لك بالزيادة دون عقد ولا عهد ولا شرط ولا اتفاق بينكما هذا قرض حسن قد وفى هذا الرجل واحسن الوفاء بل اقول لك ما اخذ النبي صلى الله عليه وسلم قرضا ورده بمثله قط - 00:18:39
برده بالزيادة وقال كما في صحيح مسلم ان خير عباد الله احسنهم وفاء بس انتبه للشرط الا تكون قد اشترطت وانت تعطي القرض لفلان ان يرد بالزيادة. هذه الزيادة الربوية - 00:19:04
هذه الزيادة ربوية لكن اعطيته فرد الجميل بزيادة دون ان تشترط عليه. اقبل الزيادة ولا اثم عليك ولا حرج بل توفى هذا الرجل واحسن الجزاء وقال عليه الصلاة والسلام ان خياركم احسنكم وفاء وفي لفظ ان خير عباد الله احسنهم - 00:19:29
وفاء طيب هذا هو القرض بين الناس لكن تدبر معي الاية من ذا الذي يقرض الله اية تخلع القلب ورب الكعبة يقرض الله والله جل جلاله هو الذي يطلب القرض بذاته - 00:19:56
الله هو الذي يطلب القرض بذاته من يا اهل الايمان تعز استفهام فيه حث وتشويق من ذا الذي يقرض الله يا اهل الايمان قدموا البرهان قدموا الدليل لقد اغناكم الله - 00:20:14
ومع ذلك المال ماله والفضل فضله والعطاء عطاؤه المال مال الله والفضل لله والمن لله والعطاء لله وانت ومالك ملك لله. ومع ذلك يطلب منا القرض له جل وعلا. من ذا الذي يقرض الله - 00:20:40
الم تقرأ معي قول الله جل وعلا واتوهم من مال الله الذي اتاكم المال ماله واتوهم من مال الله الذي اتاكم الم تقرأ معي قول الله جل وعلا وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. انت مستخلف على هذا المال - 00:21:09
فالمال ظل زائل وعارية مسترجعة وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. وقال سبحانه ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض - 00:21:36
والله بما تعملون خبير يبقى المال مال الله طيب طب يا مولانا فيه ايات اخرى في القرآن ينسب فيها الله جل جلاله المال الى عباده نعم طب ده مش تعارض - 00:22:04
الم يقل الله سبحانه انما اموالكم اموالكم واولادكم فتنة فنسب المال الينا بلى قال سبحانه وتعالى ذلك. الم يقل الله جل جلاله يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله؟ بلى. قال سبحانه وتعالى - 00:22:23
ما فيش تعارض بين الايات دي حاشا وكلا يا رجل الحق يخرج من مشكاة واحدة كيف تزيل هذا التعارض الظاهري المال مال الله جل وعلا لكنه نسب المال الى عباده تشريفا وتكليفا - 00:22:50
هل تدبرتها؟ ما اجملها المال مال الله جل وعلا ولكنه نسب المال الى عباده تشريفا وتكليفا تشريفا لهم وتكليفا لهم من ينتصر في هذا الاختبار؟ ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون. من ينتصر المؤمن الصادق - 00:23:17
يعلم علم اليقين ان المال مال رب العالمين. وان الفضل فضله وان المنه وان العطاء عطاؤه. وان الامر كله بيده سبحانه وتعالى ولذا فالمؤمن يجمع المال من الحلال اجمع ما شئت - 00:23:47
لا حد لفضل الله سبحانه. اجمع ما شئت من المال بشرطين اجمع من الحلال واخرج فيه حق الكبير المتعال للفقراء والمساكين اجمع من الحلال وادي فيه اي في هذا المال حق الكبير المتعال للفقراء والمساكين - 00:24:10
فالله جل جلاله وهبنا المال ورزقنا المال واعطانا المال ثم استقرض منا هذا المال ليمنحنا الجزاء والاجر والثواب والفضل والعطاء فقال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم. وقال في الاية التي معنا من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا - 00:24:36
تدبروا معي هذا الحديث الجميل الذي رواه الامام مسلم من حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول ابن ادم مالي مالي الاموال والعقارات والعمارات والابراج والاطيان والارصدة - 00:25:03
مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت لو تصدقت فامضيت هو ده المال وهل لك من مالك الا ما لبست فابليت او اكلت فافنيت - 00:25:25
او تصدقت فامضيت وفي لفظ فابقيت ولذلك في رواية الترمذي بسند صحيح من حديث ام المؤمنين عائشة قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذبح شاة ثم دخل علي فقال ما بقي من الشاة يا عائشة؟ - 00:25:49
هل وزعتم الشاة فقالت ما بقي منها شيء ما بقي الا كتفها تصدقن بالشاة كاملة. ابقينا لك الكتف يا رسول الله لاننا نعلم انك تحبه فماذا قال عليه الصلاة والسلام - 00:26:09
قال بل بقيت كلها غير كتفها بل بقيت كلها ما تصدقتم به هذا هو الذي يبقى بل بقيت كلها غير كتفها في رواية جميلة من احب الروايات الى قلبي في هذا الباب ولطالما كررتها وذكرتها - 00:26:33
الحديث رواه احمد في مسنده والترمذي وغيرهما بسند صحيح من حديث ابي كبشة الانماري رضي الله عنه ان الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث اقسم عليهن بابي وامي وقلبي وروحي يقسم وهو الصادق الامين الذي صدقه رب العالمين. ولا يحتاجه رب - 00:26:57
الى قسم لكنني تتبعت قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة فوجدت رسول الله قد اقسم اكثر من ثمانين مرة قد اقسم اكثر من ثمانين مرة وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى - 00:27:25
النبي بيقول ثلاث اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه فاحفظوه. يعني لازم تحفظ الحديث احفظه النبي بيقول لك فاحفظوه احفظوه في القلب والعقل والصدر وكرروه على الالسنة ليكون حاضرا امام اعيننا وبين ايدينا - 00:27:47
فما احوجنا الى هذه التذكرة قال ثلاث اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها - 00:28:11
الا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر واحدثكم حديثا فاحفظوه انما الدنيا الدنيا لاربعة نفر عبد او عبد كلاهما يصح لغة عبد - 00:28:39
بدل وعبد بالرفع على سبيل الابتداء انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه اي في المال والعلم ربه ويفصل فيه اي بالمال والعلم رحمه ويعلم لله فيه حقا - 00:29:13
فهذا بافضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية هنيئا له يقول لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. اي من اعمال البر والخير والاحسان والانفاق على الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى والمصابين - 00:29:40
وطلبة العلم المحتاجين والفقراء لو ان لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. اسمع قال عليه الصلاة والسلام فهو بنيته فاجرهما سواء وعبد رقم تلاتة رزقه الله مالا هو يتخبط في ما له يخبط في ما له - 00:30:04
لا يتقي فيه ربه لم يسمعوا من الحلال ولم يخرجه في الاوجه التي ترضي الكبير المتعال فهو يخبط في ما له لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه. ولا يعلم لله فيه حقا فهذا باخبث المنازل - 00:30:32
ابو الرابع وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما. لا حول ولا قوة الا بالله فهو خبيث النية. كمان لا مال ولا علم ولا حتى نية لم يرزقه الله مالا ولا علما - 00:30:56
فهو خبيث النية يقول لو ان لي مالا عملت فيه بعمل فلان من اعمال الفجور والعربدة والفسوق والفساد في الارض قال عليه الصلاة والسلام فهو بنيته فوزرهما سواء انظر الى حقيقة المال - 00:31:14
من ذا الذي يقرض الله يقرض الله ماذا المال ماله لكنه يريد لك الرفعة يريد لك ان يطهر نفسك من الشح والجشع والحرص والبخل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها - 00:31:41
لا ينبغي ان يظن احد ان النفقة والصدقة والزكاة طهرة للغني فقط لا لا لا بل هي طهرة للغني والفقير. هي طهرة للمجتمع كله هي ضمانة حقيقية لامن وسلامة المجتمع - 00:32:05
لا يمكن ابدا ان يحيا مجتمع حياة سعيدة يعيش فيه فئة قليلة من الخلق ينالون كل شيء ويحرم فيه بقية الخلق من كل شيء. هؤلاء لن يتركوا هؤلاء يعيشون في نعيم ولا في سعادة. كما يظن اولئك الاغنياء - 00:32:24
لا ورب الكعبة النفقة تطهر الغني يطهر ما له وتطهر نفسه من الشح والبخل والحرص والجشع والطمع. وتطهر نفس الفقير من الحقد من الحقد والحسد والضغينة بل وربما العداوة التي قد تصل الى حد القتل - 00:32:44
والى حد السرقة والى حد الاعتداء انه تشريع الحكيم الخبير الذي يعلم من خلق سبحانه وتعالى المال ظل زائل وعارية مسترجعة دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع ولا تجمع من الحرام - 00:33:08
كما تدري لمن تجمع فان الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع. فقير كل من يطمع غني كل من فيا ايها المؤمن هيا قدم برهانك وانفق في سبيل الله اما للجهاد في سبيل الله او في كل اوجه البر والخير. انفق على الفقراء والمساكين والمحتاجين - 00:33:29
والبائسين والمرضى انفق انفق ولا تخشى من ذي العرش اقلالا ورب الكعبة لو انفقت لتولى الانفاق عليك من وسعت خزائنه السماوات والارض كما قال عليه الصلاة والسلام يد الله ملأى - 00:34:00
الله يد الله ملأى. لا تغيضها نفقة. سحاء الليل والنهار. انظروا ماذا انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يده وفي لفظ ما في يمينه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم - 00:34:20
قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر الابرة كده لما تحطها في البحر وتطلعها تنقص البحر ايه - 00:34:42
ولله المثل الاعلى هذا حديث قدسي ما نقص ذلك من ملكي شيئا وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة يقول الله جل وعلا يا ابن ادم انفق انفق عليك. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة - 00:35:00
صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان ينزلان. يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا ولا حول ولا قوة الا بالله. فقدم البرهان ايها المؤمن بالانفاق في سبيل الله. واختم الاية الكريمة - 00:35:17
بهذه الكلمات الرائعة فالله جل وعلا يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا والقرض الحسن هو الذي يبتغي به صاحبه وجه الله. لا يبتغي بالرياء والسمعة والشهرة والمحملة عند الخلق - 00:35:43
والقرض الحسن لله والذي يكون من النفقة الحلال الطيب ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر النبي الرجل اشعث اغبر - 00:35:57
يطيل السفر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك فالقرض الحسن ان يكون لله وان يكون من مال طيب. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. كثيرة حين يقول - 00:36:17
الملك كثيرة هل يعلم حد هذه الكثرة الا من وسعت خزائنه السماوات والارض. مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل قنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. فيضاعفها له اضعافا كثيرة واعلموا ان الله جل وعلا وحده - 00:36:41
هو الذي يوسع وهو الذي يقبض التوسيع بيده والتضييق بيده الامر كله بيده من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض اي يضيق ويبسط ان يوسع على من يشاء من عباده - 00:37:05
ثم يقول تبارك وتعالى واليه ترجعون يرجع اليه الممسك البخيل الحريص الشحيح ليجزيه ببخله ويرجع اليه الكريم السخي الندي الوفي المعطاء الكريم ليجازيه بكرمه وجوده وعطائه اختم باثر جميل اخرجه الطبري والطبراني وابن ابي حاتم بسند - 00:37:25
يقبل التحسين لما نزلت هذه الاية العظيمة من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا جاء ابو الدحداح الانصاري رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله - 00:38:00
يا رسول الله او ان الله ليريد منا القرض هو ان الله ليريد منا القرض وقال عليه الصلاة والسلام نعم يا ابا الدحداح فقال ابو الدحداح يا رسول الله ارني يدك - 00:38:17
تناوله النبي صلى الله عليه وسلم يده فاخذها ابو الدحداح وقال يا رسول الله اني قد اقرضت ربي حائطي وحائطه فيه ستمائة نخلة ستميت نخلة تمر اني قد اقرضت ربي حائطي - 00:38:37
ثم عاد سريعا الى حائطه. الحائط يعني البستان فرأى امرأته ام الدحداح مع عيالها في الحائط فقال يا ام الدحداح قالت لبيك لبيك قال اخرجي اخرجي فقد اقرضت حائطي ربي - 00:39:03
عز وجل هؤلاء هم الصادقون هؤلاء هم الصادقون وانا اقول بكل ثقة ورب العالمين. الامة المحمدية الميمونة المعطاءة الكريمة لا ينقطع فيها الخير الى قيام الساعة. ولا زال في الامة الان من اهل الفضل والعطاء ورب الكعبة - 00:39:21
يسيرون على طريق ابي الدحداح وعلى طريق طلحة وعلى طريق عثمان. نعم انا لا اقارن هؤلاء بالصحابة. فهؤلاء الاكارم والافاضل سبقوا شهد لهم رسول الله بالجنة. لكن اقول في الامة الان ورب الكعبة من يسير على درب هؤلاء وطريق - 00:39:48
هؤلاء امة النبي ميمونة. امة النبي مرحومة كالمطر. لا يدرى ايه انفع واصوب اوله اخره بعد الصحابة رضي الله عنهم بهذا القيد فلو انفق احدنا مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم - 00:40:08
ولا نصيفه. هذا معتقد ندين لله به. لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه هذه رسالة للامة في ظل هذه الجائحة التي تجتاح الارض كلها - 00:40:36
ولا زالت البشرية تعاني منها الى هذه اللحظة كم من اناس فقدوا وظائفهم كم من اناس فقدوا اموالهم كم من اناس فقدوا بيوتهم نحتاج من اهل الفضل والجود والغنى والسعة - 00:40:57
ان يقدموا البرهان على صدق الايمان اذكرهم بقول الرحمن من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض ويبسط واليه ترجعون. اسأل الله جل وعلا ان يجعل المال في ايدينا لا في قلوبنا. وان يسترنا واياكم في الدنيا - 00:41:18
والاخرة وان يقيني واياكم شر البخل والشح والجشع والحرص والطمع انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله - 00:41:43
وبركاته خير المجالس مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا ويفسر القرآن بالقلق يا طالب هذا الكوثر فانهل لترويع وظلة الظمآن هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى. نور يا نور بيان - 00:42:01