اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. تقدم العقيدة العقيدة الميسرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. العقيدة الميسرة عقيدة ميسرة. من اعداد وتقديم الشيخ الدكتور احمد بن عبدالرحمن القاضي البرنامج من تنفيذ عبدالله بن محمد السلمان العقيدة الميسرة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اسعد الله اوقاتكم معشر المستمعين والمستمعات بالمسرات ورزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا وتجارة لا تبور واحسن عاقبتنا في جميع الامور حدثنا في حلقة مضت من حلقات العقيدة الميسرة عن الايمان باسماء الله وصفاته وذكرنا ان هذا الباب من اخص ابواب العلم بالله تعالى فان الله سبحانه وتعالى تعرف الى عباده والاثبات اثبت لنفسه كريم الصفات ونفى عن نفسه صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين فينبغي للمؤمن ان يكون ظنه بالله حسنا وكما قيل وبضدها تتبين الاشياء فان اهل السنة والجماعة لم يزالوا رحمهم الله يعولون على هذا المنهج الرشيد وهذا المهيع الحميد يعتصمون بدلالة الكتاب والسنة ولا يرضون بهما بديلا واما من خالفهم من المتأثرين بالمناهج الفلسفية والطرق الكلامية فقد زاغت بهم السبل وظلوا في هذا الباب ضلالا مبينا وهم انواع شتى منهم اهل التمثيل الذين بالغوا في الاثبات حتى وقعوا في التمثيل وشبهتهم ان ذلك مقتضى النصوص لان الله خاطب الناس بما يعهدون في المخلوقات والرد عليهم من وجوه اولا ان الله نفى عن نفسه المثل والكفء والند بايات محكمة صريحة. فقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقال سبحانه ولم يكن له كفوا احد ولا يمكن ان يكون كلام الله متناقضا الوجه الثاني ان العقل السليم يأبى ان يكون الاله الخالق الكامل العبد المخلوق القاصر فكما ان ذاته لا تشبه الذوات وصفاته لا تشبه الصفات الوجه الثالث ان الله خاطب العباد بما يفهمون من حيث اصل المعنى ولا يلزم من الاشتراك في المعنى الكلي المطلق التماثل في الحقائق والكيفيات فاذا كان اتفاق الاسماء بين المخلوقات نفسها لا يوجب تماثلها فيما بينها كلفظ السمع والبصر والقدرة واليد والوجه فما بين الخالق والمخلوق من باب اولى وممن ظل في هذا الباب اهل التعطيل وهم الذين بالغوا في التنزيه حتى وقعوا في النهي والتعطيل وشبهتهم ان اثبات الصفات يستلزم التمثيل لكون تلك الصفات مما يتصف به المخلوق يتعين بزعمهم نفيها عن الخالق فاثبتوا لله وجودا مطلقا غير مقيد بصفة اشدهم تعطيلا القرامطة الباطنية الذين نهفوا عنه النقيضين ثم الجهمية الذين انكروا الاسماء والصفات ثم المعتزلة الذين اثبتوا الاسماء وانكروا ما تضمنته من صفات والرد عليهم من وجوه اولا ان الله تعالى اثبت لنفسه الصفات في ايات محكمة صريحة مفصلة وذكرها مقرونة بنك التمثيل كقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا يمكن ان يكون كلام الله متناقضا الوجه الثاني ان اثبات وجود مطلق لا يقبل الاتصاف بوصف لا حقيقة له في الاعيان وانما هو قضية في الاذهان وحسب مقالتهم تؤول الى انكار الخالق الوجه الثالث ان الوصف بالالفاظ العامة المطلقة الكلية في معين لا يلزم ان يكون هو بعينه ثابتا في معين اخر بل كلا منهما يكون فردا من افراد ذلك الوصف العام لان الصفة اذا قيدت او اضيفت زال الاشتراك في الخارج وممن ضل في هذا الباب اهل التأويل وهم دون من سبقهم وهم الذين اعتقدوا ان بعض نصوص الصفات الصفات الفعلية والخبرية لا تدل على صفة حقيقية لله تعالى يبحثون عن معاني اخر يحملون النصوص عليها بلا دليل صحيح يسوغ لهم صرف الكلام عن ظاهره الى خلاف الظاهر مسمين تحريفهم هذا تأويلا والرد عليهم من وجوه. اولا ان الله تعالى اعلم بنفسه واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه ورسوله صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بربه واصدقهم لسانا وافصحهم بيانا. وانصح الامة للامة فكيف يستدرك احد على الله ورسوله ويجعل كلامهما مدعاة للتلبيس والاضلال الوجه الثاني ان الاصل في الكلام حمله على حقيقته ولا يصح تأويله الا بدليل صحيح يقتضي صرفه عن ظاهره الى مجازه ولا دليل الوجه الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما نزل اليه من ربهم وبلغ البلاغ المبين فلا يمكن ان يهمل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الباب العظيم دون بيان المراد الذي هؤلاء المحرفون من المعاني المخترعة وممن ظل في هذا الباب اهل التجهيل وهم الذين اعتقدوا ان معاني ما اخبر الله به عن نفسه او اخبر بها رسوله مجهولة المعنى لا يعلمها الا الله. ولا سبيل لاحد الى العلم بها ويسمون طريقتهم تلك التفويض وينسبون انفسهم الى السلف والرد عليهم من وجوه اولا انه يمتنع ان يكون باب العلم بالله الذي هو اشرف ابواب الدين موصدا فلا عقل ولا نقل يدلان عليه الوجه الثاني ان الله تعالى انزل القرآن بلسان عربي مبين وامر عباده بتعقله وتدبر معانيه ولم يستثني شيئا فدل على امكان العلم بالمعاني واما الكيفيات والحقائق فانها من الغيبيات التي يفوض علمها الى الله الوجه الثالث ان هذا المسلك مسلك اهل التجهيل يقتضي تجهيل السابقين الاولين من سلف هذه الامة ووصفهم بانهم بمنزلة الاميين الذين لا يعلمون الكتاب الا اماني وان ايات الصفات في حقهم بمنزلة الطلاسم وحروف المعجم التي لا تفيد معنى معقولة فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم به وتدبر كتابه فان الله تعالى انزل الينا كتابه لتدبره وتعقله كما قال سبحانه كتاب انزلناه اليك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقال سبحانه انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون سخونة في العلم يؤمنون ويعملون بمحكمه. بخلاف الزائرين نتأمل ايها المؤمن قول الله عز وجل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ سيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به. كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب ونسأل الله سبحانه وتعالى علما نافعا وعملا صالحا وتجارة لا تبور. وان يحسن عاقبتنا في جميع الامور الحمد لله رب العالمين العقيدة الميسرة. العقيدة الميسرة الميسرة. كان معكم الشيخ دكتور احمد بن عبد الرحمن القاضي. البرنامج من تنفيذ عبدالله ابن محمد السلمان. العقيدة الميسرة