رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاءك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان الطواف ركن من اركان الحج والعمرة. قال الله جل جلاله ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق وقد اوجب الله جل جلاله علينا اتمام الحج والعمرة بجميع اركانهما وواجباتهما كما قال تعالى واتموا الحج والعمرة لله. ومما ينبغي ان يعلم ان الطواف لله جل جلاله سبعة اشواط عبادة واحدة متصلة لذلك يجب على المسلم حين طوافه بالبيت الا يقطع طوافه بفاصل كبير عرفا يفصل طوافه بعضه عن بعض. فلو طاف مثلا ثلاثة اشواط ثم ذهب الى الفندق ليستريح ثم نام مثلا ساعة او ساعتين او ثلاثا ثم رجع بعد ذلك ليكمل الاشواط الاربعة الباقية لقلنا لا يصح هذا الطواف ينبغي ان تأتي بالسبعة الاشواط متصلة ولا يضر اخواني الكرام الفاصل اليسير مثل ان يخرج لوضوء ويرجع او مثل ان يصلي جنازة او مثل ان يقطع طوافه لاجل الصلاة المكتوبة فان هذه فواصل يسيرة لا تضر ان شاء الله تعالى. او اثناء طوافه جلس ليستريح قليلا في المسجد ثم يتم الطواف وكل هذه الامور لا تعد فاصلا للطواف بل يعد الطواف حينها متصلا ولا تؤثر هذه على الموالاة بين اشواط الطواف اذ يجوز قطع الطواف لاجل صلاة الفريضة وقد جاء هذا عن عدد من التابعين فعن عطاء وعمرو بن دينار قال اذا قطع الطواف بالمكتوبة جاز ولا يلزمه ان يعيد الطواف ولا ان يعيد الشوط الذي قطعه من اجل هذه الصلاة وعن سالم بن عبدالله بن عمر انه كان يطوف بين الصفا والمروة فاقيمت الصلاة فصلى ثم رجع الى الصفا والمروة فاتم ما بقي وفي هذا الاثر عن سالم بن عبد الله بن عمر دلالة على ان ما قلناه في الطواف بالبيت يقع كذلك في الطواف بين الصفا والمروة فكذلك لا يصح للعبد ان يفصل طوافه بين الصفا والمروة بفاصل كبير عرفا. فلا يطوف مثلا ثلاثة اشواط بين الصف فهو المروة ثم يذهب الى فندقه فينام او يستريح ست ساعات او سبع ساعات ولكن اذا قطع طوافه بين الصفا والمروة بفاصل يسير كان يجلس ليستريح قليلا او الصلاة المكتوبة او صلاة الجنازة فلا بأس وهنا مسألة يسأل عنها بعض الناس وهي لو قطعت طواف لاجل صلاة النافلة لاجل صلاة النافلة. نقول ان كانت هذه النافلة قصيرة فلا بأس مثل ان يصلي صلاة الجنازة مثلا اما ان كانت هذه النافلة طويلة مثل ان يصلي صلاة التراويح الاظهر والله تعالى اعلم ان هذا قاطع للطواف او قاطع للسعي ابناء على ذلك نقول له اتم طوافك كاملا او اتم سعيك كاملا ثم ادخل في صلاة التراويح وان اردت ان تصلي التراويح وتؤجل الطواف فلا مانع. فاذا صليت التراويح عندئذ فعليك ان تبدأ الطواف وتستأنفه من اوله وهنا مسألة يسأل عنها بعض الناس الا وهي هل يجوز له ان يصلي التراويح بين طوافه وسعيه اتم سبعة اشواط في الطواف بالبيت فهل يجوز له ان يصلي التراويح ثم بعد ذلك يسعى سبعة اشواط فنقول لا مانع ولا يلزم على المعتمر او الحاج ان يصل بموالاة لا انقطاع فيها بين الطواف والسعي. لا يلزمه هذا. بل يستحب له ان يكون ثمة موالاة بين الطواف والسعي الا ان الموالاة الواجبة هي الموالاة بين الاشواط السبعة في الطواف والاشواط السبعة في السعي فهنا لان الاشواط السبعة في الطواف عبادة واحدة لا تنفصل كعبادة الوضوء لا يفصلها وكعبادة الصلاة لا يفصلها فهذه العبادة عبادة الطواف سبعة اشواط عبادة واحدة متصلة لا تفصل بفاصل كبير وانما ذكرنا ان الفاصل اذا كان يسيرا عرفا او كان لاجل فريضة مكتوبة فان هذا ان شاء الله تعالى غير مؤثر. وكذلك الشأن في الاشواط السبعة يأتي في السعي بين الصفا والمروة اسأل الله سبحانه وتعالى ان يفقهنا في دينه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب