رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد من السنة اخواني واخواتي الكرام ان يصلي الانسان الى سترة في الحضر والسفر في الفريضة والنافلة في الحرمين وفي المسجد وفي غيرهما لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم فليضع بين يديه مثل مؤخرة الرحل ولا يبالي من مر وراء ذلك. رواه الامام مسلم والحكمة في السترة ان يكف البصر عما وراء ذلك. وان يمنع من يجتاز بقربه ويكفي في السترة ان يصلي الى جدار المسجد او الى عمود من اعمدة المسجد او الى منبر او نحو ذلك مما هو قائم بين يديه يستحب للمصلي ان يدنو من سترته للامر النبوي الشريف اذا صلى احدكم فليصلي الى سترة وليدن منها رواه ابو داوود وابن ماجة ويحرم المرور بين يدي المصلي بما جاء في الحديث لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؟ لكان ان يقف اربعين خير له من ان يمر بين يديه قال ابو النظر راوي الحديث عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه لا ادري اقال اربعين يوما او اربعين شهرا او اربعين سنة متفق عليه وهنا مسألة وهي ان ان السترة مستحبة في حق الامام وفي حق المنفرد واما المأموم فلا يظره من مر بين يديه. لان سترة الامام سترة لمن خلفه ولكن هنا تنبيه وهو انه ينبغي عدم المرور امام المأمومين الا من حاجة لئلا يشوش المار على المأمومين في صلاتهم وقد جاء في الحديث حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما يدل على ان المرور بين يدي المأموم لا يؤثر على صلاته. قال ابن عباس اقبلت راكبا على اتان وانا يومئذ قد نهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فمررت بين يدي الصف فنزلت فارسلت الاتانة ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي احد متفق عليه وهنا مسألة يسأل عنها كثير من الناس في الحرمين الشريفين وهي هل المرور بين يدي المصلي؟ سواء كان المار رجلا او امرأة هل يقطعوا صلاة المصلي في الحرمين الشريفين ام انه لا يقطع صلاته شيء لاجل الازدحام الشديد في الحرمين الشريفين وخصوصا في الحرم المكي والاظهر والله تعالى اعلم انه قد رخص جماعة من الفقهاء في المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام بما جاء في حديث المطلب ابن ابي وداعة انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي مما يلي باب بني سهم والناس يمرون بين يديه ليس بينهما سترة والحديث رواه احمد. وان كان في سنده كلام. الا انه يعتضد بالمعقول والمعنى. اما المعنى فان الازدحام شديد بالحرم الشريف ولو قلنا بقطع الصلاة بمرور المرأة او بمرور الرجل في الحرم الشريف لادى ذلك الى حرج خصوصا لمن صلى مثلا ركعتي الطواف في مطاف الحرم الشريف واما من حيث القواعد الشرعية فان قاعدة رفع الحرج تدل على ذلك لان في منع المرور بين يدي المصلي بالمسجد الحرام حرجا ومشقة غالبا. ولو قلنا ببطلان صلاة المصلي لاجل مرور امرأة او رجل من بين يديه لكان في هذا حرجا عليه يعيد لاجله الصلاة وعن نافع بني عمر الجمحي قال رأيت عطاء بن ابي رباح يصلي بمكة والناس يمرون بين يديه قال نافع ورأيت ابن ابي مليكة يفعل ذلك وهذا كله في تهذيب الاثار للامام الطبري رحمه الله تعالى ومثله قد جاء عن يحيى بن سعيد الانصاري انه قال رأيت ابا بكر بن محمد بن القاسم قائما يصلي الى الكعبة والناس يطوفون بين يديه الا اننا مع تقريرنا لهذا الامر نقول ان الاحوط ان يتجنب المسلم المرور بين يدي المصلين في الحرمين الشريفين قدر المستطاع. الا اذا اضطر الى ذلك او شق عليه عدم المرور بين ايديهم وكذلك نقول في شأن المصلي انا نقول له وان كنت تصلي في الحرمين الشريفين فاحرص ما استطعت على ان تصلي الى سترة وان تتجنب الصلاة في الطرقات او في المطاف حيث كثرة المارين حتى لا تؤثر هذه على صلاتك اذا اخواني واخواتي الكرام من المسائل التي ننبه لها كذلك انه يشرع للمصلي اذا كان يصلي. فاراد احد ان يمر بين يديه يحق ويجوز للمصلي بل يستحب له ان يقترب من سترته ليمر هذا المار من ورائه وهذا لمنع قطع الصلاة وقد ذكرنا من قبل ان الرخصة ان شاء الله تعالى ثابتة في الحرمين الشريفين رفعا للحرج ودرءا لاجل مفسدة الازدحام. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يفقهنا في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب