رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائك الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان الله جل جلاله قد امر عباده بالصلاة فرضا مؤكدا وكتابا موقوتا وخفف الله جل جلاله عن عباده المحتاجين الى التخفيف تخفيفات بينها في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسفر احد انواع هذه التخفيفات فان السفر مظنة للتعب والمشقة قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصر الصلاة في السفر صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته. رواه الامام مسلم ومن الاحكام المتعلقة بالقصر في السفر ان القصر في السفر سنة مؤكدة لا يكون الا في الرباعية. واما صلاة الصبح فتصلى ركعتان. وصلاة المغرب تصلى ثلاث ركعات لا قصر فيها ومن الاحكام المتعلقة بالمسافر ان الجمع يباح له عموما ويسن له اذا كان في حال مسيره واحتاج اليه ويسن الجمع كذلك للحاج في عرفة ومزدلفة ومن الاحكام المتعلقة بالمسافر انه يجوز له الجمع بين الظهر والعصر في وقت ايتهما شاء فتصير الظهر والعصر في حق المسافر وقتا واحدا فيجمع بينهما جمع تقديم في وقت الظهر او يجمع بينهما جمع تأخير في وقت العصر وكذلك الحال في صلاتي المغرب والعشاء فيجمع بينهما جمع تقديم في سقط صلاة المغرب او يجمع بينهما جمع تأخير في وقت صلاة العشاء. واما صلاة الفجر فلا تجمع مع غيرها ولا يجوز ان تصلى قبل وقتها ولا تصلى بعد وقتها لا يجمع غير الفجر معها ابدا ويشترط من الاحكام المتعلقة بالجمع بين الصلاتين يشترط الترتيب بين الصلاتين المجموعتين فيبدأ بالصلاة الاولى ثم يصلي الصلاة الثانية. يبدأ بالظهر ثم يصلي العصر وان صلى في وقت العصر يبدأ بالمغرب ثم يصلي العشاء وان كان قد صلى في وقت العشاء ومن الاحكام المرتبطة بالقصر والجمع في السفر ان هذا السفر لابد ان يتحقق فيه ضابط السفر العرفي المبيح للقصر والجمع فلابد ان يكون سفرا في عرف الناس يحمل له الزاد والمزاد. وقد قدر بعض اهل العلم مقدار هذه المسافة المبيحة للقصر فقدروها بثمانين كيلو متر تقريبا وكذلك ينبغي ان يكون للسفر مدة فاذا طالت هذه المدة صار حكم هذا الشخص حكم المقيم لا حكم المسافر وقدرها بعض اهل العلم باربعة ايام غير يوم الدخول والخروج وقدرها بعضهم بثلاثة ايام غير يوم الدخول والخروج ومن الاحكام المرتبطة بالسفر ان الانسان لا يبدأ بالترخص برخصة السفر وهي القصر والجمع في حال الصلاة او الفطر في حال الصيام. لا يبدأ الانسان بالترخص بهذه الرخص الا اذا خرج عامر بلده خرج خارج عمران البلد وينبني على هذا مسألة هل يجوز للانسان ان يترخص في المطار؟ نقول نفرق بين امرين ان كان هذا المطار داخل بنيان البلد فان صاحب هذا البلد اذا اراد السفر منه لا يترخص بالرخص ما دام في المطار. حتى يفارق عمران البلد واما اذا كان قادما من بلد اخر وجاء في هذا المطار فهو لا زال في حكم المسافر فيحق له الترخص برخص السفر واما الحال الثانية وهي اذا كان المطار خارج بنيان البلد. فاننا نقول يحق الترخص برخص السفر لمن خرج من هذا البلد الى بلد اخر او قدم الى هذا البلد من بلد اخر ومن الاحكام المتعلقة بالقصر انه لا يلزم للمصلي نية خاصة للقصر. بل يلزمه ان ينوي ان هذه صلاة الظهر وان هذه صلاة العصر وان هذه صلاة المغرب وان هذه صلاة العشاء ففرضا انه قد نوى ان يصلي صلاة الظهر ركعتين ثم قام الى ركعة ثالثة سهوا فهو مخير بين الاستمرار واتمام الصلاة اربعا وليس عليه سجود سهو. ولو صلى مع زميله المساهر وكان يظن انه سيقصر الصلاة فقام زميله باتمام الصلاة فانه يتم معه ولا حرج عليه في ذلك ولو صلى المسافر خلف امام لا يدري هل هذا الامام مقيم او مسافر فجعل نيته معلقة فان اتم الصلاة اتم معه وان قصر الصلاة قصر معه فهذا كله صحيح والخلاصة انه لا يلزم هذا المصلي ان ينوي في صلاته قصرا او اتماما. وانما يلزمه ان يميز الصلاة. هل هي صلاة ظهر او عصر او مغرب او عشاء او فجر ومن الاحكام المرتبطة بالمسافر ان المسافر اذا كان موجودا في بلد وسمع الاذان فان اهل العلم منهم من اوجب عليه ان يصلي جماعة المسجد ومنهم من رخص له في ترك جماعة المسجد ولا شك ان حضور جماعة المسجد هو الاتم للصلاة ولو نظرنا في حال القادم الى الحرمين الشريفين فلا شك ان اتمام الصلاة في المسجد والواجب المنبغي عليه. لم لانه ما قدم من بلده الا للصلاة في الحرمين الشريفين ولكن نقول ان فاتته الصلاة مع الجماعة لعذر من الاعذار فانه يصلي قصرا في منزله ومن الاحكام المرتبطة بالقصر ان العبرة في القصر حال المصلي عند اداء الصلاة فمن دخل عليه وقت الصلاة وهو في بلده ثم سافر وصلى في اثناء سفره فانه يصلي قصرا ومن كان مسافرا ثم رجع الى بلده وصلى الصلاة حين رجع الى بلده فانه يصلي تماما ومن جمع بين الصلاتين في سفر ثم عاد الى بلده في وقت الصلاة فلا يلزمه ان يعيد الصلاة التي جمعها ومن الاحكام المتعلقة بالجمع والقصر لحجاج بيت الله الحرام انه يشرع في حق الحاج ان يجمع بين الظهر والعصر وان يقصر الصلاتين بعرفة ويشرع للحاج ان يجمع بين المغرب والعشاء ويقصر العشاء ركعتين في مزدلفة. كما فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واما في اليوم الثامن وفي ايام التشريق فانه يصلي كل صلاة في وقتها بمنى. ويشرع له ان يقصر الصلاة هذا هو هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فيما يتعلق بالجمع والقصر للحج. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لمرضاته وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب