هذا لما انتهينا بالحديث عن هؤلاء الصحابة هم كبار الصحابة وننتقل الان الى بعض من يسمون بصغار الصحابة يعني بلغة العصر الحديث الجيل الثاني. الجيل الثاني من الصحابة منهم سيدنا عبدالله بن عباس وهو ابن عم النبي صلى الله الله عليه وسلم كان شابا فضمه النبي صلى الله عليه وسلم بابي وامي الى صدره وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه والتأويل. اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. ما هنيئا لسيدنا ابن عباس على هذه الضمة النبوية واسأل الله ان يكتب لنا ولكم منها اجرا وذكرا. يذكر الامام الذهبي في سير اعلام النبلاء ان مجاهد بن جبر قال عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة تصوروا يا اخوتي مجاهد ابن جبر من التابعين يعرض على ابن عباس وهو من صغار الصحابة طبعا هو من صغار الصحابة اذا ما قيس بالصحابة ولكن اذا ما قيس بالتابعين فهو شيخهم وهو استاذ لان ابن عباس قرأ على كبار الصحابة من شيوخ ابن عباس؟ شيوخه ابي ابن كعب. شيوخه زيد ابن ثابت رضوان الله تعالى عليهم اجمعين كما مر معنا في حديث زيد لما جاء ابن عباس فاخذ ناقته يريد ان يقول فقال له خلي عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا هكذا امر بان يعني ان نعظمهم وان نحترمهم. اذا يذكر ايضا هنا آآ الذهبي ان مجاهد ابن جبر يقول عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. تصوروا يا اخوة يا اخواننا يا طلاب العلم. يا من ياتي بعض اخواننا هداهم الله لا شيخ فيقرأون عليه سورة البقرة او البقرة وال عمران ويقولون يعني نكتفي بهذا القدر ولو تكتبت لنا اجازة. بعض اخواننا في هذا العصر هداهم الله صارت الاجازة هما عندهم ومقصودة لذاتها. يا اخوتي يا احبابي الاجازة هي شهادة من الشيخ باتقان هذا الطالب. كيف تريد شهادة قبل ان تتقن؟ يعني لو كنت طالبا في كلية الطب وبعد ان امضيت في كلية الطب عاما او عامين. وذهبت الى عميد الكلية وطلبت منه شهادة بالله عليك ايعطيك شهادة؟ بل اذهبوا الى ابعد من ذلك لو انك وصلت الى اخر سنة في كلية الطب. وقدمت اختبارات كل المواد الا مادة واحدة فقط. ومن المواد الفرعية حتى فلو ذهبت الى عميد الكلية وطلبت منه اجازة في الطب. بالله عليك هل يعطيك لماذا اهل الدنيا يحتاطون لدنياهم واهل القرآن لا تعطون لدينهم. لماذا بعض اخواننا من طلاب العلم هبطت همتهم يريدون ان يأخذوا العلم السهل العلم اليسير بالايام المعدودات يريد ان يرحل الى فلان فيقرأ عليه في اسبوع او في عشرة ايام ثم يعود ليقول انا مجاز من فلان. هل هذا عمل يراد به الله عز وجل هل هذا عمل يراد به الدار الاخرة؟ ام يراد به التكاثر والتفاخر؟ لننتبه الى ذلك. ولننظر الى ما يقوله سيدنا وهو من التابعين الكبار يقول عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. نحن لا نقول لاخواننا اعرضوا على مشايخكم القرآن ثلاثين مرة ولكن انظروا الى هذا الجلد والى هذا الصبر من الشيخ ومن التلميذ. فكما اننا معجبون بمجاهد في على تعلم العلم. كذلك نحن معجبون بسيدنا ابن عباس على سماعه هذا الاستماع. من في عصرنا يستمع لتلميذه ختمة رضي الله تعالى عن هؤلاء السادة العظام ايضا اه يذكر ابن حجر عن عطاء يقول ما رأيت قط اكرم من مجلس ابن عباس اكثر فقها واعظم خشية ان اصحاب الفقه عنده واصحاب القرآن عنده واصحاب الشعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع يصدرهم يعني يخرجون من عنده. الصدر عكس الورود. يقولون ورد الى الماء وصدر عن الماء يصدرهم يعني ينفضون من مجلس ابن عباس وقد امتلأوا علما. كما يمتلئ العطشان من الماء لما يصدر عنه اذا ايضا هذا الحديث ننظر فيه ان ابن عباس لم يكن يبني طلابه فقط في تلاوة القرآن. كان ينبه على بعض المسائل في القراءة وينبه على بعض الشواهد الشعرية التي فيها من شعر العرب قبل الاسلام شواهد لبعض الكلمات القرآنية. ايضا ينبهوا على ما في التلاوة من الحلال والحرام ومن الوقف الصحيح والابتداء الصحيح. لان الوقف الصحيح والابتداء الصحيح يعطي السامع فهما صحيحا من اساء الوقف قد يسيء المعنى. وكذلك من اساء البدء قد يسيء المعنى. فاذا يذكر هذا الكلام ابانا آآ عطاء يقول ما اي تقط اكرم من مجلس ابن عباس اكثر فقها واعظم خشية. ايضا كلام قريب منه يقول طاووس آآ تركت خمسين او سبعين من الصحابة اذا سئلوا عن شيء فخالفوا ابن عباس لا يقومون حتى يقولوا هو كما قلت او صدقت وايضا يذكر امامنا ابن الجزري رحمه الله وعن عمرو بن دينار يقول ما رأيت مجلسا قط اجمع لكل خير من مجلس ابن عباس للحلال والحرام يعني الفقه وتفسير القرآن والعربية والشعر والطعام ايضا. يعني حتى ابن عباس لم يكن ينسى طلابه فاذا وجد عندهم مثلا فاقة او كان وقت مسلا يقول تغدوا عندنا تعشوا عندنا. اذا يعني يعلموا طلابه ويغذي ارواحه وعقولهم بل وبطونهم ايضا. هؤلاء هم الشيوخ العظام الذين هم قدوتنا. رضي الله تعالى عن سيدنا عبدالله بن عباس وحشرنا ما في زبرته امين يا رب العالمين