يا صلى الله عليه وسلم فشعبة قال له لقد استوثقت اخذت القراءة من وجهين فقال عاصم اجل اجل. نعم. ايضا يذكر الذهبي يقول كان عاصم اذا صلى ينتصب كانه عود العلم الرابع من الاعلام السبعة وشمس جديدة من الشمس التي اضاءت الدنيا بالقرآن. عاصم ابن ابي النجود شيخ حفص الذي تنتهي قراءتنا في اغلب العالم الاسلامي في عصرنا هذا اليه. تنتهي اغلب اسانيد القرآن واغلى طب الامة في هذا العصر الذي نحن فيه في القرن الحادي والعشرين الميلادي الخامس عشر هجري تنتهي اسانيد الناس الى الامام عاصم ابن ابي النجود المتوفى سنة سبع وعشرين ومئة هجرية. روى عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء ان من قال من لم يحسن من العربية الا وجها واحدا لم يحسن شيئا اعيد من لم يحسن من العربية الا وجها واحدا لم يحسن شيئا. يا اخواننا يا طلاب العلم دائما كل علم من العلوم هناك كبار المسائل وهناك دقائق المسائل لا يتمكن الانسان في علم من العلوم حتى يتعلم دقائق مسائله. يعني مثلا انا اردت ان اتعلم علم النحو. علم نحو اول ما يعلمونني ان الفعل الماضي مبني على الفتح وان المضارع مرفوع وان فعل الامر مجزوم وان الفاعل مرفوع وان وان هدم الشهور تائب النحو لكن هناك دقائق علم النحو ودقائق مسائله وهي صحيحة لكن من لم يدرسها واكتفى بالمسائل الاساسية في هذا العلم يكثر انتقاده للاخرين لانه لا يعرف دقائق العلوم الاخرى او هذا العلم الذي هو بصدده لذلك قالوا من قل كثر انتقاده من قل علمه كثر انتقاده. بينما واسع الرواية لا يكون انتقاده كبيرا لانه يقول هذه كذا هذه كذا. هذه تصح على لهجة بني فلان هذه تصح لانها لغة ذكرها اهل اللغة الى اخره. ويذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق يقول قال عاصم قرأت على ابي عبد الرحمن السلمي وقرأ ابو عبدالرحمن على علي ابن ابي طالب. قال عاصم وكنت ارجع من عند ابي عبدالرحمن يعني فاعرضوا على زر ابن حبيش وكان زر قد قرأ على عبدالله بن مسعود قال ابو بكر شعبة اللي هو تلميذ عاصم قال لشعبة لقد استوثقت. لقد استوثقت يعني بمعنى تتمة عبارة لقد استوثقت اخذت القراءة من وجهين. التلميذ يقول لشيخه يعني عاصم عم يفتخر انه انا كنت اقرأ على ابو عبدالرحمن وهو قرع لعلي ابن ابي طالب وعلي ابن ابي طالب قرأ على رسول الله. كنت ارجع من عنده واقرأ على زر ابن حبيش وزر ابن حبيش قرأ على عبد الله ابن مسعود طبعا عن رسول لانه يستحضر انه بين يدي الله عز وجل. وكان يكون يوم الجمعة في المسجد الى العصر وكان عابدا خيرا يصلي ابدا. يعني كل ما كان عنده وقت فراغ يقوم يصلي. ربما اتى حاجة يعني اذا خرج من بيته الى حاجة فاذا رأى مسجدا قال للذي معه مل بنا مل يعني تعال ندخل المسجد ونصلي ركعتين مل بنا فان حاجتنا لا ثم يدخل فيصلي. وكان عاصم ابن ابي النجود رحمه الله يقول التواضع يعني هو يريد ان يبين ما هو التواضع؟ التواضع واذا خرجت من منزلك لا تلقى احدا الا رأيت انه خير منك قد يقول بعض الناس يا اخي هذا كلام فيه مبالغة. يا شباب تأملوه لا تجدون فيه مبالغة. لماذا؟ انا على علم بعيوب نفسي علم حقيقي لانني اعلم نفسي وعلى ظن فيما عند الاخرين. ما المطلوب مني شرعا بالنسبة للاخرين؟ حسن الظن ام سوء الظن المطلوب مني حسن الظن. ففي الحديث الشريف خصلتان ما بعدهما في الخير خصلة. حسن الظن بالله وحسن الظن بالناس. وخصلتان ما في الشر خصلة سوء الظن بالله وسوء الظن بالناس. فعلي عندما اخرج من بيتي ان اكون حسن الظن باخواني. ما اقول؟ والله هذا الله اعلم شو عامل والله هذا باين عليه الله اعلم شو هذا سوء ظن نسأل الله العافية. فانا المفروض ان احسن الظن بالاخرين. اما بالنسبة لي فانا على يقين من تقصيري ومخالفاتي. لذلك لما يقول عاصم هذا الكلام التواضع اذا خرجت من منزلك لا تلقى احدا الا رأيت انه خير هذا كلام صحيح ولا مبالغة فيه. ويذكر وذكر عنه ايضا الامام الذهبي ذكر عن عاصم ابن ابي النجود يقول عن نفسه عاصم مرضت سنتين. مرضت سنتين. فلما كنت قرأت القرآن فما اخطأت حرفا. يعني مرض مرض مرضا شديدا. وصار في اعياء شديد لكنه لما شفي من مرض طيب قرأ القرآن فما اخطأ فيه بحرف واحد. ما شاء الله. لان الله عز وجل يكرمه ويكرم اهل القرآن ببقاء المعلومات في في رؤوسهم وفي اذهانهم آآ ببركة القرآن العظيم. ايضا في آآ ذكر صاحب كتاب طبقات الحنابلة ان ابا بكر بن عياش يقال لابن المبارك ابن المبارك اللي هو عبد الله ابن المبارك قرأت القرآن على عاصم ابن ابي النجود. فكان يأمرني ان اقرأ عليه كل يوم اية لا ازيد عليها. والله مشكلة اذا الواحد بده يقرأ على شيخه كل يوم اية. القرآن الكريم ازود من ستة الاف اية متى ينتهي؟ متى تنتهي القراءة؟ فيعني شعبة يعني شيء صعب هذا اه يقول شعبة ان عاصما كان يأمره ان يقرأ عليه كل يوم اية لا قال لا ازيد عليها. ويقول بني عاصم يقول لشعبة ان هذا اثبت لك. يعني بهالطريقة بتثبت معك القرآن اكثر. يقول شعبة فلم امن ان يموت فالشيخ قبل ان افرغ من القرآن ازا بده يقعد كل يوم اية اكثر من ستة الاف يوم. حتى يقرأ ستة الاف اية ونيف. فلم امن ان يموت الشيخ قبل ان من القرآن فما زلت اطلب اليه حتى اذن لي في خمس ايات كل يوم. فما زلت اطلب اليه انه زودلو يعني حتى اذن لي في خمس ايات. تصوروا انسان يقرأ القرآن ستة الاف اية واكثر ستة الاف ومائتين. آآ ان يقرأ كل يوم خمس ايات خمس ايات. فكم هو الصبر الذي صبره شعبة؟ رحمه الله على القراءة حتى حصلها. وحتى صار اماما فيها ويذكر الذهبي رحمه الله في كتاب سير اعلام النبلاء يقول جاء رجل يقود عاصما يعني عاصم كان اه لما كبرت سنه صار ضعيفا فالرجل عم يقوده يعني يمشي به. فالظاهر في حفرة او في شيء في الارض حجر او شيء ما انتبه هذا الذي يقوده كان عليه ان يكون منتبها لكنه لم ينتبه. يقول فوقع عاصم وقعة شديدة فوقع عاصم وقعة شديدة فما نهره ولا قال له شيئا. ما شاء الله شو هالاداب العالي؟ يعني لو كنت انا يمكن الله اعلم شو كنت قلت لذلك الذي يقودني لكن اخلاقه العالية سيدنا عاصم رحمه الله لم ينهره ولم يقل له شيئا يعني ايه غلط غلط لا نستطيع ان نعيد الماضي. نسأل الله ان يحسن اخلاقنا وان يرزقنا التخلق بهذه الاخلاق العالية. وايضا ذكر عن عن المبارك بن سعيد قال رأيت عاصم ابن ابي النجود يجيء الى سفيان ابن عيينة. عاصم ابن ابي النجود جاي لعند سفيان ابن عيينة ما شاء الله امام كبير من ائمة الفقه والحديث. يجيء الى سفيان ابن عيينة يستفتيه ويقول يا سفيان اتيتنا صغيرا واتيناك كبيرا. ما شاء الله يعني آآ عاصم كان شيخ سفيان ابن في القراءة لما كان سفيان في اول الطلب لكن سفيان تابع وتابع حتى بنى نفسه علميا وحتى صار عالما كبيرا فقيها ومحدثا يؤتم به ويستفتى في المسائل. فعاصم احتاج الى ان يسأل سفيان بن عيينة عن مسألة فاتى اليه. اذا يعني هذا ايضا مما يدلنا على ان من بعض المشايخ قد يكون لهم طلاب ثم هؤلاء الطلاب بسبب علو همتهم آآ اقبالهم على العلم يصبحون ائمة في فروع من فروع الشريعة الاخرى. فهذا لا يمنع العالم الاول الذي اقرأ هذا الشخص ان يأتي اليه وان يستفتيه وان ينزله المنزلة آآ التي وصل اليها. لو لم يكن يعني ينظر عاصم الى سفيان كان عيينة على انه عالم كبير لما اتى اليه ولما استفتاه ما شاء الله على هذه الاخلاق العالية وايضا يذكر امامنا ابن الجزلي رحمه الله في كتابه غاية النهاية في طبقات القراء عن المفضل الضبي. المفضل الضبي هذا من من كبار طلاب عاصم. نحن بالنسبة الينا انا الان اخاطب اخواننا المشتغلين بدراساته القرآنية. يا اخواني انتم تعلمون ان المشهورين الذين قرأوا على عاصمة هم شعبة ابو بكر شعبة وحفص رحمه الله تعالى. هناك كثيرون من الائمة الكبار الذين قرأوا على عاصم منهم هذا المفضل الضب فالمفضل الطبي يقول كنت اتي عاصما اقرأ عليه كنت اتي عاصمان اقرأ عليه. واذا لم اته اتاني في بيتي. ما شاء الله. يعني اذا الطالب ما جاء فان الاستاذ اذا وجده غاب يوم او يومين يأتي اليه ويقول لماذا لم تأتي؟ ويجلس في بيت الطالب ويقرؤه. هذا قمة التواضع وقمة سمو اخلاق نعيدها حتى نستفيد منها جميعا. قال المفضل الضبي كنت اتي عاصما اقرأ عليه. واذا لم اته اتاني في بيتي. ما شاء الله هذه نريد ان نتخلق ان شاء الله جميعا نتواصى بان نحاول ان نتخلق بهذه الاخلاق العالية. ويذكر ابو بكر شعبة رحمه الله يقول دخلت على عاصم وقد احتضر. الان عاصم في ساعته الاخيرة دخل عليه تلميذه شعبة فجعل فجعلت اسمعه يردد هذه الاية يحققها كانه يصلي ثم ردوا الى الله مولاهم الحق. وهو في انفاسه الاخيرة يقرأ قراءة مجودة نصيحة واضحة الحروف. يقول شعبة فعلمت ان القراءة منه سجية ما معنى سجية؟ يعني صارت غير متكلفة. تعلمون اخوتي اننا كلنا عندما نقرأ القرآن العظيم نتكلف القراءة ونخالف عادات اللهجية التي اعتدناها في العاميات المعاصرة. حتى نقرأ القراءة الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن سادتنا القراء الائمة من كثرة التكرار ومن كثرة القراءة صارت القراءة الفصيحة عندهم سجية. عاصم وهو في انفاسه الاخيرة يردد هذه الاية بالفصاحة وبوضوح الحروف قال شعبة يحققها كانه يصلي الى الله مولاهم الحق. ما شاء الله. رحمة الله تعالى على عاصم. ونسأل الله ان يعلي درجته يوم القيامة وان به في اعلى عليين كرما منه وجودا امين امين يا رب العالمين