تغلبهم على فرعون وقومه وكونهم قد سلموا من اذى هذا العدو الذي يريد بهم الشر ويريد بهم ان يتركوا دين الحق وان يكونوا من عباده من عباد فرعون لا ممن يعبد الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا يحزنون الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ونصر الله للمؤمنين نحمده على نعمه ونشكره على فضله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الله جل وعلا قد ذكر ان عقوبات فرعون لبني اسرائيل لم تثنهم عن ايمانهم بالله وعن استجابتهم لنبي الله عليه السلام وحينئذ جاء الامر الالهي بان يغادر موسى ومن معه بلاد مصر ويتركوا فرعون وقومه تضرب لهم طريقا في البحر يبسا. لا تخاف دركا ولا تخشى يعني ان الله جل وعلا امره ان يتجاوز البحر الذي سيجعله الله يابسة يسيرون عليها واخبره بانه لا ينبغي بهم ان يخافوا من فرعون ان يدركهم والا يخشوا منه وكان ذلك موقف عظيم فخرج موسى عليه السلام ومعه قومه وكان خروجهم في يوم الزينة لماذا يوم الزينة يوم عيد عندهم يخرجون فيجتمعون وحينئذ تمكن بنو اسرائيل من الهرب مع موسى وكان من طريقتهم انهم اذا خرجوا الى هذا اليوم يتركون حليهم عند من يعمل لديهم. وكان بنو اسرائيل قيل يعملون لديهم فاخذوا تلك الزينة وذلكم الذهب معهم فغادروا فلما علم فرعون وقومه جاؤوا سراعا يريدون ان يدركوا موسى ومن معه قبل ان يكون منهم الهرب فخرج موسى ومن معه يتبعهم فرعون ومن معه فلما قابلهم البحر وظن بعضهم انهم مدركون وظنوا ان فرعون سيتمكن منهم وسينزل بهم العقوبة بتلك الحال ذكرهم موسى عليه السلام بالله جل وعلا. فقال كلا ان معي ربي سيهدين يعني لا تخافوا من فرعون ولا تكن قلوبكم مليئة بالخوف حينما لقيكم البحر كلا ان معي ربي تيهدين ما امره الله جل وعلا ان يضرب البحر فانفلق البحر فكان طرقا متعددة كل طائفة من بني اسرائيل ابناء سبط من الاسباط يسيرون في طريق من هذه الطرق التي يقطعون بها هذا الجزء من البحر فحينئذ تردد فرعون في اللحاق بهم. وفي اخر الامر عزم فلما دخل البحر وتوسط فيه وكان موسى ومن معه قد خرجوا امر الله جل وعلا البحر اه من غلق على فرعون وقومه فكان هذا من اسباب هلاكهم وقد كان الله جل وعلا قد توعد فرعون بان يجعل بدنه عبرة لمن بعده فكان الامر كذلك فهنا فرح بنو اسرائيل بنصر الله لهم وفرحوا بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون