ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد ارحب بكم اخوتي الاعزاء في لقاءات نتدارس فيها شيئا من الظواهر البشرية التي تعتري الانسان هذه الظاهرة هي ظاهرة الخوف هل الخوف مطلوب وهل الخوف محبوب وهل الخوف مرهوب اسئلة نتوجه بها لانفسنا لقد ذكر الله جل وعلا ان من الامور التي يبتلي بها بعض الناس ان يجعل الخوف معهم في حياتهم كما قال تعالى ولنبلونهم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون لقد ذكر الله جل وعلا ان هذه الدنيا لا تخلو من الاقدار التي تجعل الانسان تنتابه بعض انواع الشعور من مثل الهم والخوف وهكذا بقية المقادير التي قد لا يرضاها الانسان ولكن اذا علم العبد ان هذه المقادير هي من رب العزة والجلال وعلم ان قدر الله كائن لا محالة فانه حينئذ سيسعى الى ان يكون موافقا لشرع الله في كل ما يقدره الله عز وجل عليه قد يأتيك الخوف لكن ليختبرك الله هل تسير على وفق شرع رب العزة والجلال وهل يكون من شأنك ان تخالف منهج رب العزة والجلال وهل يكون من حالك انك تسير على ما في كتاب الله جل وعلا وما في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم هل من شأنك ان تصبر على اقدار الله المؤلمة ولا تتسخط شيئا من هذه الاقدار او يكون من شأنك ان تكون متسخطا جازعا بالتالي يزداد وهنك وهنا ويزداد المك الما ولا ترتاح في حياتك ان الخوف وان كان من الامور الطبيعية التي يقدرها رب العزة والجلال على الناس الا ان هذا خوف ينبغي ان يوجه لان يكون خوفا من الله جل وعلا فان تصاريف الكون هي من عنده جل وعلا. وهو الذي اذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون ولذلك على العبد ان يكون خوفه من الله سبحانه وتعالى. وبالتالي يكون هذا من اسباب رفع درجة به عند ربه سبحانه وتعالى اذكركم بقوله تعالى واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. يذكر الله جل وعلا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه الاجلاء ومن بعدهم من امته بحالهم في اول امرهم حينما كان الخوف معهم تخافون ان يتخطفكم الناس فايدهم الله بنصر من عنده وبالتالي لم يتمكن اعدائهم منهم. كما نشاهد ذلك في سيرة صلى الله عليه وسلم التي ذكرها الله جل وعلا في هذه السورة سورة الانفال ان الله جل وعلا يمتن على عباده بان يرفع عنهم الخوف. وبان يجعل هذا الخوف شعورا مؤقتا لا يلبث قليلا الا ويرتحل. قال تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوفا ان الخوف شعور يؤثر على عطاء الانسان. ويؤثر على افعاله التي يريد ان يقدم عليها ويؤثر على مشاريعه وخططه المستقبلية. ولذا رغب الله جل وعلا في ان يكون المؤمن جازما بقضاء الله جل وعلا. وبالتالي لا يخاف مما يأتيه وانما يخاف من ربه ان ينزل به العقوبة. بارك الله فيكم وجعلكم الله موفقين في بكل اموركم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون