ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فقد ذكر الله جل وعلا في كتابه العزيز ان انبياء الله عليهم السلام كانوا يخافون على اقوامهم من ان تنزل بهم العقوبات الشديدة ولذا كانوا يحذرونهم من هذه العقوبات تنظر مثلا في قصة نبي الله نوح عليه السلام كيف حذر قومه من ان تنزل بهم العقوبة؟ قال تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم وهكذا خاطب قومه في وقت اخر فقال اني اخاف عليكم عذابا يوم عظيم وقال تعالى عنه الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم. وهكذا في قصة شعيب عليه السلام حيث حذر قومه من عذاب يوم القيامة وانه يخاف على قومه من ان كونوا من اهلي عذاب ذلك اليوم. قال تعالى والى مدنة اخاهم شعيبا. قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان اني اراكم بخير واني اخاف عليكم عذاب يوم محيطا. فالغش في البيوعات وانقاص المكاييل والموازين من الاسباب التي تجعل صاحب ذلك العمل يخاف عليه من ان تنزل به العقوبة الدنيوية والاخروية وانظر لابراهيم عليه السلام حيث خاطب اباه فقال يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ومن الامور التي تجعل الانسان يخاف على نفسه وعلى غيره تلك المخالفات التي تقع منه في جنب الله تعالى وانظر الى ما ذكره الله عن هود عليه السلام. اذ قال لقومه عاد اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم. فما كان من قومه الا ان قالوا له قالوا سواء علينا او وعظت ام لم تكن من الواعظين ونسبوا ذلك الى تقدير الله جل وعلا وخلقه سبحانه وتعالى ولا زال انبياء الله عليهم السلام يخافون على قراباتهم وعلى من حولهم ان طيبهم عذاب من عند الله جل وعلا قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم من الامور التي تجعل الانسان يخاف ان تنزل به العقوبة تذكروا حال الامم السابقة الذين نزلت بهم العقوبات مع انهم انما فعلوا كما فيفعله من يخاطبهم الانسان. قال تعالى عن مؤمن ال فرعون. وقال الذي امن يا قومي اني اخاف عليكم كن مثل يوم الاحزاب مثل داب قوم نوح وعاد وثمود. والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ويا قومي اني اخاف عليكم يوم التناد يعني يوم القيامة يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم من نهاد ولا زالت دعوات العقلاء بعد الانبياء تتوجه الى قراباتهم بان يحذروا ان تنزل بهم العقوبة ويخافوا ان ينزل بهم كما نزل بغيرهم بسبب انهم اقدموا على معصية الله تعالى. قال جل وعلا واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف. وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم. بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون