ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد ان من انبياء الله الذين وجه لهم الخطاب بعدم الخوف وقيل لهم لا تخف نبي الله ابراهيم عليه السلام وقد ذكر الله جل وعلا في قصته ان الله ارسل له الملائكة ليبشروه بالولد وليذكروه بنعمة الله عز وجل عليه. وليخبروه بما يأتي قوم لوط من العذاب ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام الم فما لبث ان جاء بعجل حنيذ فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وذلك انهم رسل من عند الله جل وعلا ثم ذكروا له فقالوا انا ارسلنا الى قوم لوط وكانت امرأته قائمة فضحكت ومن وراء اسحاق يعقوب فهذا الخطاب العظيم الذي جاء به رسل الله من الملائكة لرسل الله من البشر لابراهيم عليه السلام به اشعار بان من سار على الطريقة الحق ومن كان من اهل الهدى ومن كان يدعو الى الله جل وعلا فانه لا يخاف من العواقب اذ ان الله جل وعلا سيحميه وسيجعل من شأنه ان تؤول اموره الى احسن الامور وافضلها ومن هنا قال هؤلاء الملائكة لابراهيم عليه السلام لا تخف ان ارسلنا الى قوم لوط وفي هذا الترغيب في اكرام الظيوف كما فعل ابراهيم عليه السلام فان هؤلاء الملائكة لما جاءوا الى ابراهيم قدم لهم هذه الظيافة العظيمة وقدم لهم العجل الذي قد وضع على النار العجل الحنيذ ومن فوائد هذه القصة ايضا الترغيب في البداءة بالسلام مما يشعر بالامن والطمأنينة فان الملائكة الذين ارسلهم الله الى ابراهيم قالوا سلاما فاجابهم بمثل تحيتهم اجابهم بتحية السلام. ولذا يحسن باهل الايمان ان يسيروا على هذه التحية الطيبة المباركة تحية السلام. لتكون شعارا فيما بينهم. ولتكون سببا من اسباب ابي اشاعة الامن والسلام فيما بين الناس بما ينزع الخوف فيما بينهم ليكونوا متآلفين متوادين وفي هذه الايات ايضا بشارة الانسان لغيره بان ينقل له الاخبار السارة التي تدخل السرور في نفسه. فلذا قال فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاقها يعقوب وفي هذا ايضا ان الله جل وعلا يجعل لبيوتات الخير والهدى رحمة من عنده تكون من من اسباب نزول الخير والرحمة بهم في هذه الايات بيان ما قصه الله جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام من رغبته في الا تنزل طوبى في قوم لوط وحيث رغب ان يهتدوا وان يكونوا على الحق والهدى. لكن الجواب ان الله اثنى على ابراهيم بانه حليم اواه منيب ولكن نهاه عن المجادلة في قوم لوط حيث ان الله جل وعلا سينزل بهم العقوبة التي قدرها عليهم بسبب جريمتهم وافعالهم ومخالفتهم لشرع الله وقطعهم للطريق الفواحش بارك الله فيكم. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله واعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون