الظمأ مبلغا عظيما فجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان رجلا قد بلغ منه الظمأ فوجد بئرا فنزل فيه فشرب فلما صعد وجد كلبا يأكل الثرى من الظمأ ننهل من وصايا فعشث ننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان من كمال الشريعة انها لم تترك شيئا من احوال الناس الا ووضعت له من التدابير والانظمة والاحكام ما يكون له الاثر الجميل بالسعادة واستقامة الاحوال كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ومن هذا المنطلق نشاهد بالتوجيهات الالهية للانسان بكل امر يتعلق به وبعلاقته بغيره من المخلوقات ولنضرب لذلك مثلا بعلاقة الانسان بما يملك من حيوانات سواء من بهيمة الانعام او من غيرها فان الله جل وعلا قد نظم هذه العلاقة احسن تنظيم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ان الله قد كتب الاحسان في كل شيء فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة انظر حتى فيما يتعلق بالذبح لابد من الاحسان فيه وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جملا قد تأثر حاله فقال انها اين صاحب هذا الجمل؟ انه شكى الي انك تجيعه وتدأبه يجيعها لا تعطيه الطعام الذي يحتاج اليه وتذيبه اي تكثر عليه العمل بما يكون شاقا به ومن هنا على الانسان ان يراعي هذه البهائم وان يقوم بها خير قيام سواء كانت من الابل او من البقر او من الغنم وقد ذكر الله جل وعلا امتنانه على الناس بهذه البهائم فقال جل وعلا وكلوا مما رزقكم الله. ثم قال ثمانية ازواجه من الضأن اثنين ومن المعزي اثنين وذكر من الابل اثنين ومن البقر اثنين مما يدلك على ان هذه النعم التي من عند الله جل وعلا لابد من رعاية احكام الله عز وجل فيها وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم امثلة ببعض حقوق هذه الابل. فقال مثلا ان من حقها ان تحلبها يوم وردها فانظر كيف كان تخفيف اللبن من ضرع الناقة من اسباب او من احكام الله جل وعلا الواجبة التي اعتبرها حقا لهذه البهيمة على الانسان ولا يقتصر الامر الشرعي فيما يتعلق بهذه بالحيوانات على بهيمة الانعام. بل يشمل ما سواها من الحيوانات فمسلا في الخيل قال الله تعالى والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة فذكر لها منافع تجعل الانسان يستفيد منها على تلك على وفق تلك المنافع وهكذا ذكر الله جل وعلا في ايات من كتابه انواعا من الحيوانات وجعل الاذهان تلتفت اليها. وكيف جعلها مشعرة بقدرة الله جل وعلا على العبد انظر مثلا في ذلكم الذباب الذي ضرب الله جل وعلا به المثل في كون الالهة والمعبودات والانسان لا يستطيع ان يخلق ذبابا منها بل ان الذباب متى تمكن من اخذ شيء من امورهم لن يستطيعوا ان يستنقذوه منه. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه وهكذا ضرب الله جل وعلا عددا من الامثلة بالحيوانات في كتابه وقد جاءتنا نصوص نبوية كريمة تأمرونا بالاحسان الى الحيوان بجميع انواعه انظر مثلا في الطير رأى النبي صلى الله عليه وسلم طيرا من الطيور يقال له الحمرة ورأى انه يفحص قال لاصحابه من جعل هذه تتأثر بسبب فقد فراخها فامر برد فراخها اليها وفي الحديث الاخر اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا او امرأة بغيا غفر لهما بسبب انهما سقيا كلبا قد بلغ به فنزل في البئر فملأ خفه من الماء فسقى ذلك الكلب فشكر الله له وغفر له وفي المقابل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان امرأة عذبت في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الارظ ان هذه الشريعة الكاملة بحسن تعاملها مع الحيوانات قاطبة. لتضرب اروع الامثلة في هذه الابواب لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعنى بناقته ويوليها ما يتناسب معها من الاهتمام اطعاما لها ورعاية لاحوالها ونظما لامورها وكانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها العظباء وكانت لا تسبق من اجل اعتنائه بها حتى جاء اعرابي في يوم فجعلوا سباقا بينهما فسبقت ناقة الاعرابي فشق ذلك على المسلمين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه ما ارتفع من شيء الا وضعه الله كما ارتفع وجعل النبي صلى الله عليه وسلم مسابقة بين الابل فتلك الابل التي ظمرت وجوعت جعل لها ميدانا اوسع يصل الى الخمسة اميال بينما ما لم يستعد من الابل للمسابقات لم يجعل له الا مقدارا ميل واحد في السباق ان من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الحيوانات انها ان تجعل ذوات الارواح غرضا في الرمي بل لعن من اتخذ ذوات الروح غرضا فيه وفي نفس الوقت نهى عن مناقرة الديكة بان يجعل بين الديكة خصومة يناقر بعظها بعظا ولما يؤدي ذلك اليه من اذى لهذه الديكة ان الامثلة التي جاءت في الشريعة الاعتناء بالحيوان والاهتمام به لكثيرة جدا ذكر الفقهاء ان من عجز عن اطعام بهيمة فانه يخير بين عدد من الامور اما ان يبيعها واما ان يذبحها واما ان يؤجرها فتأكل من الاجرة التي تؤخذ عليها واما ان يعيرها لمن يقوم باطعامها. مما يدلك على ان فقهاء هذه الشريعة بدأوا يبحثون عن العلاجات التي يمكن ان تعالج بها الافعال والممارسات غير المقبولة مع الحيوان لقد جاءت الشريعة ايضا احكام منظمة لاحكام بيع الحيوان ومن ذلك مثلا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان الحيوانات لابد ان يراعى فيها عدد من الظوابط في احكام البيع بما لا يعود عليها بالظرر ومن ذلك الا تباع على من يقوم بايذائها. ومن ذلك النهي عن شرب لبنها اذا كان ولدها محتاجا لذلك اللبن. ومن ذلك النهي عن الفصل بين الحيوان وبين ابنه الصغير الذي يحتاج اليه. الى غير ذلك من الاحكام التي وردت في تنظيم هذا الباب ان تنظيم الشريعة لاحكام الدنيا لا يقتصر على الحيوانات فقط بل كم من حكم شرعي ينظم علاقة الانسان مع بقية ما في الكون من الجمادات والاجرام السماوية والكائنات البرية والبحرية مما يجعل الانسان يعجب بهذه الشريعة ويعلم ما اشتملت عليه من كمال ومن استيعاب لحوادث الدنيا بارك الله فيكم جميعا. ووفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مع الشتريس ننهل من وصايا مع شذر سننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء. للورى مثل الهدايا باثواب البهاء بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة في