ننهل من وصايا فعش في سننهل من وصايا ثم ختم بانوار السماء شهادة للورى مثل الهدايا باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة فيه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان المرء ليعجب باولئك الذين يذهبون الى المساجد ليؤدوا العبادات التي شرع اداؤها في المساجد سواء كان من ذلك اداء الصلوات جماعة او كان من ذلك الاعتكاف او اداء صلوات النوافل او لقراءة كتاب الله جل وعلا قبيل الصلوات بعدها او قبلها فاولئك الذين يداومون حضور المساجد ويلازمونها لهم مكانة ومنزلة عند الله جل وعلا وعند خلقه مع ما ينتظرهم من الثواب الجزيل والاجر العميم ان المساجد لها تأثيرها في النفوس فهي تجعل الرضا فيها وهي التي آآ تؤثر على النفس بما يؤدي الى ذهاب كثير من الامراظ النفسية ولذا فمرتاد المساجد نشعر تجاههم بشعور غبطة ومحبة. كيف لا والنصوص قد جاءت بالثناء عليهم وببيان ما لهم من عاقبة حميدة يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز في بيوتنا الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له فيها غدوي والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما ان تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فظله. والله يرزق من يشاء بغير حساب وجاء في ذلك ايضا نصوص كثيرة كما قال تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله والعمارة هنا يراد بها العمارة المعنوية بالاتيان الى هذه المساجد وآآ آآ مداومة الطاعات من صلاة ونحوها وقد جاءت احاديث نبوية كثيرة تثني على المؤمنين الذين يلازمون اداء الصلوات في المساجد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم بشر بشر المشائين بالظلم الى اجد بالنور التام يوم القيامة وقد روى الامام احمد في مسنده باسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان من راح الى المسجد او غدا الله له نزلا في الجنة كلما غدا او راح فما اعظم هذه الاجور وما اكثر الثواب المتحصل منها اذا مشى الانسان الى المسجد كانت كل خطوة يخطوها سببا من اسباب حصوله على حسنة ومحو سيئة عنه واذا كان في المسجد ينتظر الصلاة فانه يحسب له اجر اداء الصلاة ما كان ينتظر الصلاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يرفع الله به الدرجات ويمحو الله به الخطايا؟ قالوا بلى لا يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم اسباغ الوظوء على المكاره. وكثرة الخطى الى الصلاة لا وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط فذلكم الرباط وهكذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان من صلى مع جماعة كانت صلاته اعظم اجرا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل مع الجماعة تفظل وصلاته وحده بسبع وعشرين درجة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ان صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده. وصلاته مع الرجلين ازكى من صلاته مع الرجل. وكلما كان انا اكثر كان ازكى اذا جلس الانسان بعد الصلاة فانه حينئذ تدعو له الملائكة ما لم يحدث او يتكلم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم تقول واللهم اغفر له اللهم ارحمه ان الانسان اذا قارن بين صلاته في المسجد كيف يكون القلب حاضرا؟ وكيف يكون الانسان خاشعا؟ وكيف يكون الانسان داعيا؟ وكيف يكون الانسان ذاكرا علم ما لهذه المساجد من الفضل والمساجد بيوت الله والداعي يدعو الى الله. يقول في دعائه حي على الصلاة. حي على الفلاح. فحينئذ كيف يتوقف الانسان عن اجابة هذه الدعوات التي يدعو بها المؤذن ان الانسان عندما يذهب الى المسجد يشعر بعلاقات اخرى فتلك علاقة المحبة الايمانية مع المصلين في المسجد وهو يحبهم ويقدرهم وهم كذلك يحبونه ويقدرونه. يتفقد بعظهم بعظهم الاخر فحينئذ نشاهد من المظاهر الجميلة في المسجد ما يدعو الى ان يعجب الانسان بهؤلاء المصلين فلعلي اعدد شيئا من خصال الخير والتقوى في اولئك الذاهبين الى المسجد. اول ذلك انك تجدهم باحسن اللباس وافضل الملابس كما قال الله جل وعلا يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد ثم تجدهم بالروائح الطيبة الجميلة فهم لا يغدون بروائح غير محبوبة كروائح البصل والثوم والاطعمة التي لها روائح غير مرغوب فيها او آآ روائح بعض ما قد يتناول كالدخان وغيره. بل الانسان يستحضر انه عند صلاته يناجي رب العزة والجلال وان الملائكة تحظر معهم ومن هنا فان المرء يجتنب تلك الروائح غير المرغوب فيها. ثم كيف يقدم الى مسجد بهذه الروائح وذلك مما يؤذي اخوانه المسلمين كذلك تجده عند الذهاب الى المسجد يلبس الملابس النظيفة الطاهرة لانه بذلك يلاقي رب العزة والجلال يمتثل قوله تعالى وثيابك فطهر. ثم اذا قدم الى المسجد لم يرفع الصوت و لم يتكلم بصوت عال يشغل المصلين والحاضرين عما هم فيه من صلاة وتلاوة لكتاب الله الله جل وعلا ودعاء له سبحانه وتعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ترفعوا اصواتكم اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصما ولا غائبا وهكذا يجتنب المؤمن ان يتصرف بتصرف ناب في المسجد يؤثر على اي شيء من المسجد سواء على مكيف المسجد او على فرشته او على دواليبه او على مصاحفه فانه يحترم جميع ذلك لانه يعلم ان احترامها قربة لرب العزة والجلال وهكذا عندما يصل الى المسجد لا يمكن ان يسعى الى تلويث المسجد باي نوع من انواع التلويث يتفقد ثيابه لان لا تؤثر على فرش المسجد. وهكذا يضع حذاءه في المكان المخصص لئلا يؤثر ما يكون في الحذاء من اه الطريق ونحوه على المسجد. وكذلك لا يلقي في اطراف المسجد ولا يظهر صوتا عند آآ قيامه بتنظيف انفه انه بذلك يؤذي اخوانه المصلين وهكذا في صلاة الانسان لا يرفع صوتا يؤذي الاخرين ويبعد عنهم الخشوع وآآ تدبر ايات القرآن في صلواتهم وكذلك في اثناء الصلاة لا يسابق الانسان الامام في صلاته ولا يوافقه وانما يأتي بعده. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم به فاذا كبر فكبروا واذا سجد فاسجدوا فاذا كبر فكبروا واذا ركع فاركعوا واذا رفع فارفعوا. واذا سجدا فاسجدوا وهكذا بعد فراغ الانسان من الصلاة لا يحاول ان يشوش على الحاضرين ولا ان يتكلم معهم بما يرفعون به الصوت ومن الامور التي يحافظ عليها المصلي ان يحضر مبكرا وخصوصا لصلاة الجمعة. لا تجده اه يقوم اه اه تدارك ما فاته من الصلاة. في اثناء ذهابه يحافظ على ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اذا مشيتم الى الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار فما ادركتم تم فصلوا وما فاتكم فاتموا بارك الله فيكم وجعلني الله واياكم من المحافظين على صلواتنا في المساجد هذا والله اعلم وصلى الله وعلى نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مع الشتريس ننهل من وصايا مع الشذر سننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا باثواب البهاء بها الشذر يبين للبرايا وينصح الاحبة في