ننهل من وصايا مع شثر سننهل من وصايا ثم اختم بانوار السماء للورى مثل الهدايا موشى باثواب البهائم بها الشذر يبين للبرايا. الحمد لله رب العالمين نحمده ان انزل علينا كتابه الحكيم ونشكره ونثني عليه ان جعل هذا الكتاب قد احكمت اياته وفصلت من لدن حكيم خبير واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له احكم الحاكمين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد في شرف الانسان بان يكون من اهل القرآن ويزداد شرفه بان يكون ممن يفهم هذا القرآن وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل ابن عباس بان يفقه في كتاب الله جل وعلا وما ذاك الا لعظم هذه الدعوة ومن افضل الطرائق لفهم كتاب الله ان يكون لدينا معرفة بمعاني الفاظه ومن طرائق معرفة معاني الالفاظ المقارنة بين هذه الالفاظ تمييز الفروقات بين الالفاظ المتقاربة ولذلك كانت فكرة هذه اللقاءات من اجل ان نعرف الفرق من الالفاظ المتقاربة في حروفها والمتباعدة في معانيها من الالفاظ التي فيها توافق في الحروف تلاف في المعاني كلمتا دأبي ودأب فدأب بمعنى العقوبة التي نزلت والشأن الذي حصل اما الدأب المراد به التعب والعمل المتواصل فانظر في الكلمة الاولى دأب قوله تعالى كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب فيها تحذير الله لهذه الامة من العقوبات التي قد تنزل بهم كما نزلت بمن قبلهم. ومثله قوله تعالى كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كفروا بايات الله فاخذهم الله بذنوبهم كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا بايات ربهم فاهلكناهم بذنوبهم واغرقنا ال عون وكل كانوا ظالمين. ومثله في قوله تعالى مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود. والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعالمين واما الكلمة الثانية وهي دأب فبمعنى استمر على العمل. قال تعالى قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون. ومنه قوله تعالى وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار من الكلمات التي بينها تقارب في اللفظ اختلاف في المعنى كلمة يدبر ويتدبر فان معنى يدبر اي يصرف الشيء ويقوم بتنظيم امره. واما يتدبر فبمعنى يتفكر ويتأمل انظر في ذلك قوله تعالى افلم قوله تعالى فالمدبرات امرا. وقوله جل وعلا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر وقوله جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون واما المعنى الاخر معنى يتدبر بالتأمل والتفكر. فقد قال الله تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ وقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ومن هذا قوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر كرأولو الالباب وقوله جل وعلا افلم يتدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت اباءهم الاولين من الكلمات التي فيها مقاربة في اللفظ واختلاف في المعنى داحظ ومدحظ فان كلمة داحض معناها انه آآ حجة او دليل غير مقنع وغير موصل للنتيجة التي آآ تراد من ذلك الدليل ومن هذا قوله تعالى والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد. اي ان الدليل الذي استندوا عليه ليس ليلا صحيحا ولا يصح الاستدلال به واما المدحظين فان المراد بها الساقطين آآ غير آآ اه اه الناجين. ومن ذلك قوله تعالى عن يونس عليه السلام فساهم فكان من اي الملقين في البحر ومن هذا المعنى قوله تعالى ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق ان يزيلوا به الحق و هكذا في اه الاية الاخرى هذه الاية في سورة الكهف والاية الاخرى تماثله في سورة غافر في قوله تعالى كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل امة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب؟ وحينئذ نعلم ان محاولات اهل الباطل لاخفاء الحق لن تستمر وستزول عما قريب فهذه سنة الله جل وعلا في الكون. فالمقصود وجود التفريق بين هاتين الكلمتين بارك الله وجعلكم الله جل وعلا من الناجين المفلحين الفائزين لا من المدحضين كما جل وعلا لكم تدبرا لكتابه وعملا بما فيه. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. موشحة باثواب بهائي بها الشذري يبين للبرايا وينصح للاحبة في قضايا او هموم او حكايا بها تبيان داء او دواء