في رحلة تطوي الدروب من خير بكر يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في بي لو نام تهفو الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد للبشرى عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول واهون النعمان باصبعيه الى اذنيه ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه. الا وان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. متفق عليه الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فمرحبا بكم ايها المشاهدون الكرام. واسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من الموفقين لكل خير هذا الحديث الذي استمعنا له حديث عظيم المنافع كثير الفوائد يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحلال والحرام بين اي ان معالم دين الله واضحة وهناك قواعد تجعل الانسان يعرف احكام الله جل وعلا فمن كان يستطيع استخراج الاحكام من الكتاب والسنة تبين له الحلال والحرام ومن لم يكن امكنه ان يراجع علماء الشريعة. كما قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون واذا كان الحلال بينا والحرام بينا فان هناك امورا تكون في الوسط يجهلها كثير من الناس تكون من الامور المشتبهات سواء تقابل الادلة فيها او لاختلاف العلماء في بيان حكمها وبالتالي فان كثيرا من الناس لا يعلم حكمها هذه الامور المشتبهة التي وقع فيها اختلاف من اتقاها وجانبها فحين اذ سيبرأ له سيكون دينه بريئا باذن الله جل وعلا وستبرأ ذمته بيقين. ولذا قال فمن استبرأ فمن اتقى الشبهات. اي جانبها وابتعد عن هذه المسائل المشتبهة التي حصل فيها اختلاف فانه حينئذ قد استبرأ لدينه وعرضه نعم استبرأ اي جعل ساحته بريئة لا يشك فيها لدينه اي في طاعته لله جل على ولي عرظه اي فيما يتعلق بكلام الناس وكلام الاخرين عنه. فان من ابتعد عن هذه المشتبهات لم يتمكن الاخرون من الحديث فيه ثم قال وكان لما استبان اترك يعني اذا ترك الانسان المشتبهات فمن باب اولى ان سيترك المحرمات المتيقنات ثم قال صلى الله عليه وسلم ضاربا مثلا لهذه الامور المشتبهات ومن وقع في الشبهات اي في هذه المسائل المشتبهة فانه يوشك ان يقع في الحرام كما مثل لذلك بمثال في ذلك الراعي الذي معه غنم. يرعى حول حمى حدود يمنع من دخولها فاذا قرب من تلك الحدود فلا بد ان بعض الاغنام التي تكون عنده آآ ستتجاوز هذا الحد الايل الى ذلك الحمى. ثم قال صلى الله عليه وسلم الا ان حمى الله محارمه ثم ذكر لنا صلى الله عليه وسلم منطلقا ينطلق الانسان منه الى طاعة الله. الا وهو اصلاح ما في القلب فقال الاوان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. نعم هذا القلب يتضمن معاني عظيمة. متى كانت عند الانسان ابتعد عن المحرمات والتزم بفعل الواجبات من تلك المعاني مخافة رب العزة والجلال فمن خاف من الله اتقاه وابتعد عن معاصيه ولمن خاف مقام ربه جنتان. من استشعر ان الله يراقبه على خفايا امره وانه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. فحينئذ هذا الاستشعار القلبي لمراقبة لا تجعل الانسان يبتعد عن معاصي الله. ان محبتك لله وان لرجاءك لفضله سبحانه وتعالى ومحبتك له جل وعلا تجعلك تقدم على طاعته وتلتزم بها في سائر حياتك. ومن هنا كان القلب منطلقا لسائر الاعمال الصالحة. اسأل الله جل وعلا ان يصلح قلوبنا جميعا. وان يجعلها على اي رحال كما اسأله سبحانه ان يعمرها بالتقوى والايمان. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين في رحلة تطوي الدروب من خير بكر يحتفى ازكى البشائر للقلوب مع الحبيب المصطفى تضفي لنا ازكى بيان مهما يدور بنا الزمان والروح في فوق الى ارض الجنان الى رحب الحبيب فالوعد بالبشرى