الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فارحب بكم احبتي الاعزاء واسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم نعمه وان يجعلكم ممن غفرت ذنوبهم وكفر عنهم سيئاتهم اما بعد عندنا ايات كلمات من كتاب الله عز وجل فيها ذكر عدد من الاسباب التي تجعل مغفرة الله تتنزل على العباد قال الله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين من هم المتقون الذين يصلون الى المغفرة وتكتب لهم الجنات. ذكر الله جل وعلا عددا من صفاتهم. فقال انا الذين ينفقون في السراء والظراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب الا الله لم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيه ونعم اجر العاملين اول هذه الاعمال التي ينال الانسان بها المغفرة ويدخل بها الجنان الواسعة ان يكون من اهل التقوى بان يوجد في قلبه معنى يدفعه لفعل الطاعات ويبعده عن فعل المعاصي والسيئات وثاني صفاتهم انهم ينفقون في السراء والضراء يبدأون بالنفقة على انفسهم وعلى من اوجب الله نفقتهم من الوالدين والابناء والزوجات والقرابة ثم يعممون بنفقاتهم في سبل الخير جميعا ثم صفة ثالثة الا وهي انهم يخدمون الغيظ لا تجد ان الغضب يظهر على تصرفاتهم بل حتى ولو وجد اي موقف يستثير حفيظتهم الا انهم يكظمون غيظهم ولا ينفذونه واما الصفة الرابعة فانهم يعفون عن الاخرين. حتى لو اخطأوا في حقهم وتجاوزوا فهم يعفون عنهم ويصفحون واما الصفة الاخرى فهي الاحسان الى الاخرين ببذل ما ينفعهم في دنياهم واخراهم. سواء بتوجيههم التوجيه النافع لعمل الصالحات او بنفعهم في امور الدنيا التي يحتاجون اليها واما الصفة الاخيرة فهي سعيهم الى مغفرة الله بطلبهم العفو والصفح والتجاوز من رب العزة والجلال. لا اعني انهم لا يفعلون المعاصي بل قد يفعلونها لكنهم اذا فعلوها بادروا الى التوبة والاستغفار اسأل الله ان يجعلكم ممن غفر لهم ربي بفضله واحسانه. كما اسأله جل وعلا ان يعينكم على الاتصاف بالاسباب التي تؤدي الى مغفرة ربي. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه