الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذه لقاءات نتدارس فيها الاسباب التي تتنزل على العباد مغفرة ربي كما جاءت في ايات كتاب الله عز وجل وكنا فيما مضى قد تناولنا قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم. والله ذو الفضل العظيم وهذه الاية في سورة الانفال. ثم ذكر الله بعدها بعدد من الايات فقال سبحانه قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين. نعم ان الله يعرض التوبة ويعرض الدخول في دين الاسلام. فان التوبة والدخول في دين الاسلام من اسباب مغفرة الله عز وجل لذنوب العبد فما فعله الانسان قبل توبته وقبل دخوله في دين الاسلام فان الله جل وعلا يمحوه متى دخل ذلك العبد في هذا الدين وقد جاء في الحديث ان عمرو بن العاص لما اراد ان يبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام ومد يده ثم انه كفها فقال يا رسول الله اني اريد ان اشترط قال ما الذي تشترط فقال اني اريد ان اشترط محو ذنبي يعني مما سبق فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما علمت ان الاسلام يجب ما قبله فمن دخل في هذا الدين محى الله جل وعلا سيئاته السابقات واما احسانه وما فعله من الافعال الخيرة الطيبة فانه يبقى له اجرها وثوابها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اسلمت على ما اسلفت من خير وحينئذ نعرف فضل رب العزة والجلال على العباد كيف يكفر عنهم سيئاتهم ويغفر لهم ذنوبهم وزلاتهم بدخولهم في دين الاسلام وقد ذكر الله جل وعلا ذنوبا عظاما منها ذنب مثلثة الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. ومع بين الله لهم بانهم ان انتهوا يغفر لهم ما قد سلف وحينئذ علينا ان نكون من اهل هذه الصفة ان نكون من التوابين الذين يكثرون التوبة كلما وقع منهم خطأ او تجاوز للحدود التي جعلها الله عز وجل لهم نعود اليه سبحانه فنستغفره ونتوب اليه وحين اذا تغفر ذنوبنا وسيئاتنا بفضل من رب العزة والجلال سبحانه وتعالى. وحينئذ نستشعر عظم فضل الله علينا ان جعل لنا سبيلا وطريقا نتمكن به من محو السيئات ومن استجلاب مغفرة ربي لما وقع منا من ذنوب وخطيئات فيكون هذا من اسباب رفع الدرجات بارك الله لكم ووفقكم لكل خير وغفر الله ذنوبكم وتجاوز لكم عن سيئاتكم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه