وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره واشهد ان لا اله الا هو واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاخوتي الاعزاء ادعوكم الى ان تكونوا ممن استجلب مغفرة ربي سبحانه وتعالى كما دعت الانبياء عليهم السلام اقوامهم الى ذلك الامر كما في قوله تعالى قالت رسلهم افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى هذه دعوة انبياء الله عليهم السلام باقوامهم يقولون ان الله ان الله رب السماوات والارض خالقك يا ايها الانسان والمتصرف فيك ذلكم الاله الذي لا زالت نعمه تترى عليكم. هذا الاله الذي سنقف جميعا بين يديه عما فيحاسبنا على اعمالنا كلها يدعوكم اي يفتح الطريق امامكم من اجل ان تغفر ذنوبكم ومن اجل ان تستمتعوا بحياتكم ومن اجل ان تطول اعماركم قالت رسلهم افي الله شك هذا الرب الاله العظيم المتصرف في الكون الذي لا زلنا نشاهد اثاره في الكون افي الله شك فاطر السماوات والارض ذلكم الاله الذي اوجد هذه السماوات العظيمة وهذه الارض التي تحت اقدامنا على غير مثال سابق يدعوكم ان يطلبوا منكم ان تستجيبوا لدعوته التي ارسل بها انبياءه وانزل بها كتبه لماذا تستجيبون؟ وما هي فائدتكم تحصلون بها مغفرة الذنوب؟ يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم فتجاوزاتكم السابقة و اخلالكم بامر الله عز وجل يغفر لكم باستجابتكم لدعوة الله عز وجل. ويكون هذا من اسباب باطالة اعماركم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى فالاستجابة لله بالمبادرة الى امتثال اوامره والمسارعة في ترك ما نهى الله عز وجل عنه. فقبل ان تقدم على فعل انظر هل هو مما امر الله به؟ فتفعله ليرضى الله وليغفر لك ذنبك ام ان ذلك الفعل مما يسخط الله عز وجل؟ فتجتنبه وتبتعد عنه وبالتالي متى كنت مقداما على المأمورات تراكا للمنهيات كانت نسبة الايمان عندك نسبة عالية كما قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وكما قال جل وعلا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم جعلني الله واياك من المبادرين للاستجابة لدعوة الله جل وعلا. فيكون ذلك من اسباب مغفرة بالعزة والجلال لذنوبنا. بارك الله فيكم وجعلكم الله ممن تتنزل عليه مغفرة ربي ورحمته سبحانه وتعالى. كما اسأله جل وعلا رفعا لدرجاتكم بركة في اوقاتكم واعماركم واموالكم كما اسأله جل وعلا ان يكون معكم دائما هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين