من الاعمال كما في اماطة الاذى عن الطريق وان اعمال القلوب كما في الحياء الجميع يدخل في مسمى الايمان. ولذلك يتفاوت ناس في ايمانهم بحسب ما يكون عندهم من هذه الانواع من الاقوال واعمال نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين البرنامج من تقديم خالد بن محمد الرميح تنفيز فهد ابن ابراهيم السنيدي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم في مستهل حلقة هذا اليوم من برنامج نور على الدرب ويسرنا ان نعرض اسئلتكم واسئلة البرنامج على ضيفنا الكريم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة اما للافتاء السلام عليكم يا شيخ سعد. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا. ارحب بك وارحب بالمستمعين الكرام على بركة الله نبدأ حلقة هذا اليوم بما بعث به الاخ محمد من الرياض بهذا السؤال يسأل عن الخطاب يا ايها الناس هل يشمل للمسلمين وغيرهم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان هذه الشريعة المباركة التي انزلت على محمد صلى الله عليه وسلم شريعة تشمل جميع الخلق من من لهم عقل من الانس والجن والخطاب بها شامل للذكور والاناث على اختلاف اجناسهم ومللهم وبلدانهم كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وكما قال سبحانه وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ومن هنا فجميع التكاليف الواردة في الشريعة يخاطب بها المسلمون وغير المسلمين وقوله تعالى يا ايها الناس على صنفين الصنف الاول خطاب متعلق باصل الدين يكون الخطاب شاملا المسلمين وغيرهم كما في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون والنوع الثاني من انواع الخطاب بالناس ان يكون متعلقا فروع هذا الدين لا باصله ومن ذلك قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فجماهير اهل العلم يقولون بان هذا الخطاب يشمل المسلم والكافر خالف في ذلك طوائف من المتكلمة وقالوا بان الكفار لا يخاطبون بفروع الاسلام ومنشأ الخلاف في هذه المسألة هل الكفر رتبة واحدة كما يقول هؤلاء المتكلمة او انه مراتب متعددة وبالتالي يكون هناك زيادة في الكفر ونقصان وقول الجماهير ارجح بان الكفر يزيد وينقص وذلك لقوله تعالى انما النسيء زيادة في الكفر وقوله جل وعلا ان الذين امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا. الاية فهذه الايات دليل على ان الكفر ليس على رتبة واحدة وهكذا هناك نصوص تدل على ان النار على دركات وليست على رتبة واحدة ولذا قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وفي الحديث ان بعض الصحابة قال يا رسول الله ان عمك ابا طالب كان يحوزك ويمنع الناس عنك فهل نفعته بشيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه في خظخاظ من نار تحت قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه فهذا دل على ان اهل النار ليسوا على رتبة واحدة وما ذاك الا لتفاوت درجاتهم في الكفر مما يدل على ان الكفر ليس على رتبة واحدة ولكن من المقرر ان الكافر اذا اسلم لم يخاطب بقضاء ما فاته من الفروع لقوله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وبالتالي فانه لا يطالب بقضاء ما فاته هذه القاعدة لا يترتب عليها اي حكم من احكام الدنيا وانما اثر هذه القاعدة فاذا خشيت الصبح فاوتر وفي لفظ فاوتر بواحدة فدل هذا على ان الوتر امره وحكمه حكم خاص واما ما عدا الوتر فانه لا يجوز ان تؤدى فيه صلاة الليل باكثر من ركعتين. بعض فيما يتعلق بالعقوبة الاخروية وسببها ومنشأها من مسألة هل الكفر رتبة واحدة؟ او انه على رتب متعددة وقد جعلهم ذلك يقولون بان الايمان على رتبة واحدة وانه لا يزيد ولكن هذا القول قول خاطئ لقوله تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا في نصوص كثيرة تدل على ان الايمان يزيد وبالتالي فان هذا القول القائل بان الايمان على رتبة واحدة وانه لا يزيد يخالف النصوص الكثيرة المتعددة الواردة بزيادة الايمان والواردة بدخول الاعمال في اما الايمان ومن ذلك في قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي اجر صلواتكم فسماها ايمانا. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. فهذا الحديث دل على ان الاقوال كما في قول لا اله الا الله وان بالجوارح واعمال القلوب احسن الله اليكم متواصلين معكم ايها الاخوة في برنامج نور على الدرب معالي الشيخ سعد هذا يسأل يقول بالشكر تدوم النعم. وهذه النعم التي يعيشها المسلم من صحة وعافية وامن وامان. كيف يكون بكرهها وتنفيذها صباحا ومساء شكر نعم الله امر واجب فان الله عز وجل قد انعم على العباد بنعم كثيرة قال تعالى الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وبالتالي على العبد ان يشكر الله عز وجل على نعمه كما قال تعالى فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون وشكر الله جل وعلا يكون بثلاثة امور اولها ان نعترف بقلوبنا ان هذه النعم من عند الله جل وعلا فهو الذي انعم بها واستاها ولا ننسب هذه النعم الى انفسنا فعندما يقول المرء انا بصحة جيدة لكوني اتعاهد صحة بدني فهذا يتنافى مع الاعتراف بان النعم من عند الله عز وجل وهكذا عندما يقول المرء كسبت هذا المال بمهارة وكدي او يقول حصلت هذه الوظيفة بسبب اخلاصي في عملي او يقول بانني حصلت هذه الشهادة بسبب سهري الليالي. يكون حينئذ قد ترك ركنا من اركان الشكر الا وهو الاعتراف بان هذه الامور من عند الله عز وجل وان هذه النعم انما اسداها الله للعبد واما الامر الثاني الذي يكون المرء به شاكرا لله عز وجل وهو ان يتحدث بهذه النعم نسبا اياها لله عز وجل. فيقول انعم الله علي بكذا انعم الله علي بان جعلني اصل الى هذه الرتبة في الوظيفة. انعم الله علي بان اكسبني هؤلاء الصحبة الجيدة والذين اعتز بهم فهذا تحدث بنعم الله عز وجل وقد قال الله تعالى واما بنعمة ربك فحدث واما الامر الثالث الذي يحصل به شكر الله على نعمه وهو استعمال هذه النعم في مرض الله عز وجل. بحيث يجعل بدنه الذي اصحه الله قائما بطاعة الله وهكذا يستعمل علمه او وظيفته او ما له او ما اتاه الله من النعم في ما يرضي رب العزة والجلال وقد قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور من شكر الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى يشكر له فيعطيه النعم ويزيدها له قال تعالى لئن شكرتم لازيدنكم ومن شكر الله على نعمه رضي الله عنه كما قال تعالى وان تشكروا يرضه لكم ومن شكر الله على نعمه رفع الله درجته وقد اختلف العلماء في مسألة الا وهي التفضيل بين درجة الغني الشاكر والفقير الصابر وكان بينهم ائتلاف كثير واذا تأملت وجدت ان العبد لابد ان يجمع بين هاتين الصفتين صفة الشكر والصفات الصبر وذلك ان العبد لن يستطيع ان يستكمل نعم الله في الدنيا وبالتالي هو يصبر عنها يصبر عما تشتهيه نفسه مما امره الله بتركه ويصبر على فعل ما امر الله بفعله فهذا نوع من انواع الصبر وهكذا المصائب التي تصيب العباد لابد ان يلحق بالعبد شيء منها مهما كانت درجته ومهما كانت منزلته ولذلك لابد من الجمع بين الصبر والشكر ولهذا في ايات عديدة قال تعالى ان في ذلك لايات لكل صبار شكور اذا تقرر هذا نعلم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن احسن الله اليكم واثابكم الله آآ هذا يسأل بارك الله فيكم عن مفهوم التوبة تجب ما قبلها حيث انني كثير العصيان وكثير الذنوب فيما مضى ان ادخل في هذه المقولة هذه اللفظة حديث وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ويدل وان كان في اسنادها كلام لبعض اهل العلم الا انه قد جاءت النصوص باثبات معناها ومن ذلك قوله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى وقوله جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وكان الله غفورا رحيما ومن ثم فان التوبة اذا كانت خالصة لله ووجدت فيها شروط التوبة فان الله يمحو بها جميع الذنوب وهذا هو المراد بقول الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وقد حكى غير واحد من اهل العلم ان المراد بهذه الاية هم التائبون ولذا فعندما يتوب العبد نادما على ما مضى وقاطعا لفعل الذنب عازما على عدم العود الى ذلك الذنب مرة اخرى فانه يكون قد استكمل شروط التوبة متى كان ذلك في وقته قبل ان يغرغر الانسان وكان مخلصا في ذلك لله يريد رضا الله واجر الاخرة. فان الله بفضله يمحو عن ذلك العبد التائب السيئات والذنوب التي فعلها وهكذا من طرائق اذهاب السيئات ان يكثر الانسان من الحسنات. كما قال تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات. ولذلك فاني اوصي اخواني بان يكثروا من الحسنات حتى يبعد الله عنهم فكم من فعل للانسان يظنه طاعة ويكون معصية؟ وكم من وقت غفل الانسان فيه عن عبودية الله تعالى التي خلق من اجلها. وكم من شخص يفعل افعالا لا يطرأ في ذهنه انها من الذنوب والمعاصي. ولذلك فاني اوصي اخواني بكثرة الحسنات امحو الله جل وعلا ما يكون عند العبد من سيئات اثابكم الله ومتواصلين مع اسئلة الاخوة والاخوات هذا يقول بارك الله فيكم. صليت العشاء وانا لم اتأكد هل انا على وضوء ام لا؟ لكن صليت بنية انني متوضأ. ثم تذكرت في صلاة الفجر انني صليت بدون وضوء ماذا يجب علي فعله يجب على الانسان ان يتأكد من وضوئه قبل دخوله في صلاته قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ ومنه ما فعل الانسان قبل ان يدخل في الصلاة ان يتأمل في حاله فان كان على وضوء وكان اخر امره انه توضأ ولم يذكر انه قد طرأ عليه حدث بعد ذلك فلا بأس ان يصلي ولا حرج عليه في ذلك واما اذا كان الغالب على ظنه ان الحدث هو المتأخر فانه لا يجوز له ان يصلي والحال هذه ومن ثم على المرء ان يضبط ونفسه واما ما يتعلق بسؤال السائل فانه اذا تذكر الانسان الحدث بعد فراغه من الصلاة. بحيث تذكر انه صلى وهو على غير وضوء فانه حينئذ يجب عليه ان يعيد تلك الصلاة حتى ولو كان ناسيا لحدثه او كان جاهلا فان الشروط من باب خطاب الوضع الذي لا يشترط فيه علم مكلف ولا تذكره وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق فهذه الاية دليل على انه يجب على الانسان قبل دخوله في الصلاة ان يكون متوضئا احسن الله اليكم نختم هذه الحلقة بما بعث به السائل ابو إبراهيم يقول هل يجوز اداء السنة الراتبة اربع ركعات متواصلة بتشهد وسلام امن واحد اما بالنسبة لصلاة الليل فانه لا يجوز ذلك. وذلك لما ورد في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل مثنى مثنى والائمة خصوصا في صلاة التراويح قد يريد ان يقصر وقت الصلاة بظم الركعات بعظها الى بعظ فيكون هذا مخالفا وتبطل صلاته بذلك على الصحيح من قول اهل العلم ولذلك لا بد في صلاة الليل من ان يقتصر على ركعتين ثم ركعتين بينهما تسليم وهكذا واما في صلاة النهار فانه قد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل الظهر اربعة اختلف اهل العلم في ذلك. فقال بعضهم المراد انه صلى ركعتين ثم سلم ثم صلى ركعتين فسلم وقال اخرون بانه قد شبكها. وفي الحديث السابق وهو حديث ابن عمر ورد فيه زيادة في بعض الفاظه الا وهي صلاة الليل والنهار مثنى مثنى لكن زيادة لفظة والنهار قد قدح فيها كثير من اهل العلم ورأوا انها رواية شاذة لان الثقة الراوي لها قد خالف من هو اوثق منه وعلى كل فان اقتصار الانسان على ركعتين وتسليمه بعدهما لا شك انه هو الاولى هو الذي يحصل به خروج الانسان من الخلاف هذا بالنسبة لصلاة النهار. واما صلاة الليل فلا يجوز ان يزاد فيها على الركعتين بارك الله فيك واسعدك الله وجزاك الله خيرا كما اسأل الله ان يبارك لكل من رتب هذا اللقاء وهيأ له واسأله جل وعلا صلاحا لاحوال الامة واستقامة وتآلفا بين قلوب ابنائها هذا واسأله سبحانه لولاة امرنا التوفيق وان يكونوا من اسباب الهدى والتقى والسعادة. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات الى هنا ونأتي الى ختام حلقة هذا اليوم من برنامج نور على الدرب وقد اجاب عن اسئلتكم واسئلة البرنامج معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء نسأل الله العلي القدير ان ينفعنا جميعا بما سمعنا وفي الختام ام هذه التحية من الزميل عثمان ابن عبد الكريم الجويبر الذي سجل لكم هذا اللقاء نلتقي على خير باذن الله تعالى في لقاءات مقبلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نور على الدرب برنامج يومي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء عن اسئلة المستمعين البرنامج من تقديم خالد ابن محمد الرميح تنفيذ فهد ابن ابراهيم السنيدي