الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فان موضوع حفظ السنة النبوية لم يعد موضوعا تخصصيا يطرح لدى المتخصصين. انما هو من الموضوعات التي اضحت من الاحاديث العامة التي تطرح في مجالس الناس ويخوض فيها كل احد حتى من غير المتخصصين والسبب في هذا انه منذ سنوات هيأت منابر اعلامية مفتوحة لاداء السنة يبثون من خلالها سمومهم وقد تأثر بها مع الاسف عدد ليس بالقليل. اذا هناك مشكلة قائمة وهي الجهود المبذولة من اعداء السنة في تشكيك الناس في سنة نبي محمد صلى الله عليه وسلم من جهة حفظها. وايهامهم انها او جلها قد ضاعت او تلفت وان الذي يروج الان في الكتب شيء مشكوك فيه وهؤلاء الطاعنون صنفان اعداء خارجيون من الملاحدة واللادينيين والمستشرقين ونحوهم من دونهم فرادى او ضمن مراكز بحثية يلبسون لباسنا ويتكلمون بالسنتنا لكن قلوبهم وعقولهم اسيرة لدى سابقيهم. والملاحظ انك لو صبرت حاله لوجدتهم ابعد الناس عن السنة فلا تخصص لهم فيها ولا عناية انما هم دخلاء يخوضون فيما لا يحسنون. ومن بكرهم انهم يخدمون مصطلحاتهم فضفاضة حتى لا يثيروا عاطفة المسلمين. فيقولون نحن لا نطعن في السنة وانما في الموروث او في دين الموتى وسهامهم لم تريش الا الى الاحاديث النبوية المدونة في كتب السنة المقصود يرعاك الله ان غاية اعداء الاسلام انما هي السعي في القضاء عليه ولا اسرع سببا في تحقيق هذا من الطعن في السنة بدعوى ان الاحاديث مزورة ولا يصح منها شيء بيقين. نحن في الحقيقة امام حرب ضروس ضد الاسلام. ولابد من وقفة جادة وتصد حازم لابد من طرح هذا الموضوع لابد ان يطمئن كل مسلم الى ان سنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي هي منار الهدى محفوظة بحفظ الله لابد ان يثق بهذا ويجزم ولابد ان يكون في حصانة بتوفيق الله من شبهات اعداء السنة. نعم نعم احسن الله اليكم شيخ صالح لكن يعني البعض ربما يقول من اراد ان يطعن في الاسلام فربما يوجه سهامه الاولى ان يوجهها الى القرآن الكريم. فلماذا يتحدث مثلا هؤلاء عن السنة بالذات ولا اه يتحدثون مثلا عن القرآن الكريم. نعم. لا يستطيع القوم ان يشككوا في حرف واحد من القرآن. والسبب انه محفوظ في صدور ومصاحفهم. فالمساس به خطوة غبية لا تنفع. فلم يكن لهم بد من اجل من ان يتوجهوا الى السنة اذ ليس لها هذا القدر من الحفظ والاهتمام من جميع طبقات المسلمين خاصتهم وعامتهم. مع علمهم انه من اسقط السنة فقد اسقطوا القرآن. فلا قيام للقرآن فهما وعملا الا باقامة السنة. على ان انا لم يسلم من عدوانهم ايضا. لكن على معانيه وليس على نقله. ولعل الله تعالى ان ييسر التطرق لهذا لاحقا الخلاصة ان اعداء الاسلام يعلمون ان السنة هي الاسلام. فالاسلام الحقيقي بتفاصيله ليس الا ما السنة المبينة للقرآن. وعليه فتشكيك المسلمين في نسبة الاحاديث الى النبي صلى الله عليه وسلم يعني نقض الاسلام بامته وليعلم ان التشكيك في حفظ السنة خطوة لاحقة لشبهة السابقة التي طرحت في الحلقة الماضية وهي الطعن في حجية السنة اصلا والدعوة للاستغناء عنها بالقرآن. فيقول هؤلاء لمن بقي لم يتأثر بتلك سلمنا ان السنة حجة ولا غنى عنها. لكن اين هي؟ المدون في كتب السنة مزور من حول اما السنة الحقيقية فقد ضاعت منذ قرون. هكذا يقولون. ومهما يكن من شيء فالسنة على رغم جهود الحاقدين محفوظة بحفظ الله ولن يزيدها ما يمكرون الا ثباتا وانتشارا. نعم. نعم اه تقولون شيخ صالح ان السنة محفوظة بحفظ الله سبحانه وتعالى لكن نريد يعني تأصيل شرعي لهذا نريد ادلة على هذا هذا القول. بارك الله فيكم نعم. هذا من الاهمية بمكان لانه كما تقدم لابد ان يستيقن كل مسلم من كون السنة محفوظة. وبالتالي فلا يستخفنه الظالون ولا يلبس عليه المضلون. ويكفي المسلم ان يعلم على سبيل الاجمال ان السنة وحي. وانه صلى الله عليه وسلم لا يقول الا حقا. قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. والوحي محفوظ قم بحفظ الله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. اذا السنة لابد ان تكون محفوظة. والسنة من حجج الله على عباده وحجج الله محفوظة. هذا على سبيل الاجمال. اما على سبيل التفصيل فعندنا عدة ادلة نقلية وعقلية وهذه الادلة يخاطب بها المسلم اما غيره فينبغي ان يخاطب واولا بالاعتراف بصدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم يخاطب بعد ذلك بموضوع حفظ السنة. اقول يرعاك الله الادلة التي نحن بصددها كثيرة وسأجتزئ ببعضها اولا حفظ السنة من لوازم شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لان طاعته من مقتضيات هذه الشهادة. ومن البديهي ان طاعته لن تتحقق الا اذا كانت الا اذا فكانت السنة محفوظة بمعنى لو ان سنته قد ضاعت فضياعها سيمنعنا من طاعته اذ كيف سنطيع شيئا مجهولا اذا سيحفظ الله السنة بيقين ليحقق المسلم الشهادة التي امره الله بها سانيا اركان الاسلام العملية الاربعة بل وبقية احكام الدين. لا تمكن معرفتها ولا بها الا بمعرفة السنة. اذا لابد من حفظها حتى يتبين لنا كيف نقيمها. فلو ضاعت عديها. ولا صار امرنا باتباع الدين عبثا او تكليفا بما لا بما لا يطاق اذ لا سبيل لنا الى معرفته وهذا محال. ثالثا اذا كان القرآن هو الكتابة المحفوظة الباقية في هذه الامة الى ان يرث الله الارض ومن عليها. فان السنة لابد ان تكون محفوظة لانه لا يمكن فهمه الا بها. قال تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وقال سبحانه وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. رابعا الله سبحانه وتعالى قد وعد بحفظ الذكر الذي انزله قال سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وهذا الحفظ يشمل القرآن ايضا لان السنة بوحي من الله كما سبق فهي داخلة في الذكر. ولان السنة بيان للقرآن فمن حفظ المبين حفظ المبين خامسا ان الله سبحانه وتعالى امرنا معشر المسلمين بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم. فقال سبحانه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. كما امرنا ربنا جل وعلا ان نتحاكم الى حكمه عليه الصلاة والسلام. فقال جل من قائل فلا وربك لا يؤمنون. حتى يحكموك فيما شجر بينهم. وهذا حكم عام لجميع الامة ولا يمكن لها اعني هذه الامة ان تتخذه اسوة او تتحاكم الى حكمه ما لم تبلغها سنته فلو ضاعت السنة لصار هذا الامر عبثا او تكليفا بما لا يطاق فكيف نكلف بشيء لا سبيل لنا الى تحصيله؟ والله جل وعلا ارحم واحكم من ان يكلفنا بهذا سادسا من طعن في حفظ السنة واقر بحفظ القرآن فقد تناقض. لان من قبل ان يكون القرآن قد حفظ بالاسناد المتصل الى النبي صلى الله عليه وسلم. فيلزمه ان يقبل ان السنة محفوظة الاسناد المتصل اليه صلى الله عليه وسلم. نعم. بمعنى الطريق التي وصلنا بها القرآن هي الطريق التي وصلتنا بها السنة. فما الذي يجعلنا نقبل هذه ولا نقبل هذه؟ وهما وحيان متشابهان في كيفية التبليغ فان قيل القرآن متواتر قيل وفي السنة احاديث متواترة ايضا. والخصم يدعي عدم حفظ السنة جملة وتفصيلا فبطلت دعوة سابعا واخيرا. نعم. يقال لمن يشك في ثبوت الاحاديث النبوية. هل يمكن ان يثبت عندك اي قول من قول لاي احد ام انك ترد اي نقل ان كان جوابه بالثاني فالنقاش معه منقطع. لانه خارج عن حدود العقلاء. شخص يقول انا لا اقبل اي قول. هذا لا نقاش فلنا معا. اما ان كان لا مانع عنده من قبول النقل الثابت فنقول ما هي الطريقة التي تثبت بها عندك النقاط قولي وانا اتحداه ان يأتي باي طريقة يرتضيها الا واثبت له ان السنة منقولة بطريقة اوثق واثبت. وعليه فهو بين امرين اما ان يقبل الاحاديث الصحيحة او يرد كل قول من قول فيصبح ضحكة للعقلاء. نعم. نعم جزاكم الله خير شيخ صالح وهنا بعض المستمعين في تويتر يعلقون على حديثكم هذه رحمة عسيري آآ تقول من الادلة على حفظ الله تعالى للسنة ان السنة خاطبت اقواما يأتون في اخر الزمان لم يكونوا حاضرين في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولا في القرون التي تلتهم آآ ومن ذلك التمسك بالسنة في زمن الغربة وهذا الموضوع خصصنا له حلقة في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم. ايضا هنا ام سلطان اه تقول السنة النبوية محفوظة بحفظ الله. اه فقد تم نقل او نقل السلف لنا سنة النبي وسلم باحاديث صحاح متواترة رويت عن ثقات الصحابة ثم التابعين ثم نقحت حتى وصلت لنا منقحة صحيحة بفضل الله وهذا هو المحور القادم شيخ صالح الذي ودنا ان نتحدث عنه وهو الواقع يعني كيف حفظت السنة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه آآ حتى وصلت الينا؟ بارك الله فيكم اه سابدأ حديثي بالكلام عن واقع حفظ السنة وعوامل حفظ السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ثم اتبع ذلك ان اذنت بالكلام عن حفظ السنة آآ فيما بعد الى هذا العصر. باذن الله. آآ السنة في العهد النبوي وعهد الصحابة رضي الله عنهم كانت محفوظة بحمد الله لا ريب في هذا ولا شك. واسباب هذا الحفظ مرجعه الى امور كثيرة. اسوق منها نماذج اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم حث الصحابة على حفظ السنة ونقلها. فقد قال عليه الصلاة والسلام والله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه الى من هو افقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه والحديث ده ابي داوود والترمذي باسناد صحيح. كما اخبر صلى الله عليه وسلم ان نقل الاحاديث بالاسناد شيء باق في هذه امة وهذا النبوة له عليه الصلاة والسلام. حيث قال عليه الصلاة والسلام كما عند احمد وابي داوود بسند صحيح تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم. كما دعا صلى الله عليه وسلم في بعض اصحابه بالحفظ. ومن ذلك دعاؤه لابي هريرة اه رضي الله عنه الامر الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر كلامه ثلاثا حتى يحفظ عنه ويعقل. وربما راجع محفوظات بعض اصحابه ثالثا تحريره صلى الله عليه وسلم الامة التحذير الشديد من الكذب عليه. فقد صلى الله عليه وسلم كما في صحيحين من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رابعا اذنه صلى الله عليه وسلم للصحابة بكتابة حديثه ومن ذلك قوله لعبدالله بن عمرو رضي الله عنهما اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه الا حق واشار صلى الله عليه وسلم الى فيه. وفي الصحيحين انه سأله رجل عام الفتح ان يكتب له ما سمعه منه صلى الله عليه وسلم فامر عليه الصلاة والسلام الصحابة ان يكتبوا له ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا احرص شيء على سماع حديثه صلى الله عليه وسلم وحفظه. سماع حديث وحديث واحد عندهم كان شيئا ثمينا جدا يبذل فيه الغالي والرخيص. حتى انهم قد يرحلون الايام الطوال لسماع حديث واحد فقد رحل جابر بن عبدالله رضي الله عنه من المدينة الى الشام يعني قطع مسيرة شهر كامل لا لتجارة ولا لنزهة. وانما ليسمع حديثا واحدا من عبد الله بن انيس رضي الله عنه. فلما وصل اليه واعتنقه قال له حديث بلغني عنك انك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشيت ان اموت او تموت قبل ان اسمعه. تحدث فهو به. الله اكبر. وهذا ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه يرحل من المدينة الى مصر ليسمع حديثا واحدا فقط من عقبة ابن عامر رضي الله عنه. الامر السادس والاخير انهم رضي الله عنهم كانوا اهل ورع واحتياط ودقة في التحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. كانوا احلى حرص شديد على ان يبلغوا بمثل ما سمعوا. وفي هذا يقول الاعمش وهو يحكي حالهم والاعمش رحمه الله احد التابعين كان هذا العلم عند اقوام كان احدهم لان يخر من السماء احب اليه من ان يزيد فيه واوا او الفا او دالا كان الصحابة اهل تثبت في الرواية ولربما سمعوا من يحدث بحديث فطلبوا شاهدا يشهد معه انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم. هذه نبذة يسيرة عن عوامل حفظ السنة في تلك الحقبة. والا فالمقام اوسع. نعم نعم جزاكم الله خيرا شيخ صالح وهذا كان في آآ صدر الاسلام او في آآ حياة النبي صلى الله عليه وسلم وان شاء الله سنواصل آآ آآ بعد ذلك ان شاء الله عن القرون التي التي تلت ذلك في آآ حفظ التابعين وتابعيهم عودة اليكم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز سندي استاذ العقيدة في الجامعة الاسلامية والمشرف على لجنة يقين لنقد الالحاد المعاصر. وقد حدثتنا عن آآ البداية عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وكيف حفظت السنة في آآ تلك ايام اه بودنا ننتقل الى ما بعد ذلك اه مم يعني من الناس اليوم من يقول ما الذي يضمن لي ان هذه الاحاديث فعلا هي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن الذي حفظ وسلم في آآ ذلك الزمان وذلك العصر الاول بارك الله فيكم وقد احسنتم في طرح هذا السؤال وهذا هو بيت القصيد في طرح هذا الموضوع اظنك ايها الاستاذ الكريم توافقني انه حين يأتي انسان الى مشروع عظيم علميا او عملي قد بذلت فيه جهود مضنية ومرت عليه مراحل من العمل المتباصر جهود واوقات وتعب ودراسة وفحص وتحليل واشياء كثيرة. ثم تناول احد كلما سبق باطراف اصابعه او طعن في خاصرته قائلا هذا لا شيء هذا لا قيمة له مع انه غير متخصص فيما ينكر ولم يحط علما بالشيء الذي يتحدث عنه الا تتفق معي يا استاذ عبد الله؟ فعلا على ان هذا في الحقيقة لم يزد على ان اضحك العقلاء على عقله. فعلا. اعود فاقول المشاريع الكبرى للبشرية علمية كانت او عملية والتي بذلت فيها جهود عظيمة نسفها بجرة قلم كما يقولون هذا سخف وجهل وخلل في في التفكير. وصدق من قال اتانا ان سهلا ذم جهلا علوما ليس يعرفهن علوما لو دراها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهل. نعم الامر كما تفضلت آآ ايها الاخ الكريم الناس اليوم من ارخى سمعه لاعداء السنة فتأثر بشبهاتهم. وصار يقول وهو متكئ على اريكته. ما الذي يضمن لي ان البخاري او الترمذي لم يكذبوا ويدونوا اشياء من عند انفسهم ثم ينسبوها الى النبي صلى الله عليه وسلم. او يقول عن الاحاديث النبوية هذه سوالف للرواة والله قرأت هذه الكلمة لاحدهم في وسائل التواصل. احاديث نبوية يقول هذه السوالف للرواة يا هذا الاف الاحاديث رواها الاف الرواة الثقات ونخلها مئات المحدثين الجهابرة دونها مئات العلماء الاثبات في مئات المدونات. هذا شيء عظيم بحق فمن انت؟ من انت؟ ومع مقدار علمك حتى تنسف فهذه الجهود الم يكن الاولى بك ان تعرف الواقع قبل الحكم عليه؟ فالحكم على الشيء فرع عن تصوره. هل تظن انه من السهولة ان يكذب احد على النبي صلى الله عليه وسلم. ويروج هذا وينتشر ولا يتنبه احد الا انت. هل تظن ان السنة هينة عند المسلمين وعند علمائهم ومحدثيهم بهذا القدر؟ ان كان هذا ظنك ان كان هذا ظنك فقد اخطأت خطأ عظيما. دعني اوضح لك شيئا من هذه الجهود في دقائق معدودة وبتسهيل في معلوماتك. نعم. مع صعوبته في الاختصار. لكني ساحاول. وثق انك ان فهمت ما الذي جرى من جهود جبارة في عملية نقل الاحاديث في هذه الامة جيلا بعد جيل حتى وصلت الينا اقول ان فهمت طرفا من هذه الجهود وكنت منصفا فستزول هذه الطعنة الجائرة عنك بتوفيق الله. اتحب ان اواصل يا استاذ عبدالله او نستمع ثم نعود؟ اه بودنا نستمع ثم نعود لكن لو نواصل الحديث ان كان بقي لديكم في هذا المحور اظن انه سيطول معنا بعض الشيء نعم. الامر لك. طيب لا لا لا ما في مشكلة واصل يا شيخنا. طيب. حظوظ السنة عفوا. حفظ السنة يرعاك الله وجمعها او نقلها وتدوينها عملية مضنية عظيمة كما قدمت. نعم. قادها ثلاثة اصناف من العلماء. اولا رواة حفاظ اجتهدوا في تتبع الروايات والسماع من الاشياخ. فحفظوا ودونوا. وثانيا ائمة نقاد من علماء الجرح والتعديل غربلوا هذه الروايات وفحصوا احوال رواتها. وثالثا جهابذة المحدثون دونوا هذه الاحاديث في مصنفات ونقحوا ورتبوا وبوبوا. اما المرحلة الاولى فان الله سبحانه قد اختار بحفظ سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ائمة ثقاتا من اهل الدين والحفظ والامانة وكان الواحد منهم قد بلغ من الديانة والتقوى ما يجعله يأبى ان يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ولو قرض لحمه بالمقاريض هؤلاء الرواة الثقات وقفوا اعمارهم على تتبع الحديث وحفظه وتدوينه فرحلوا وهجروا اوطانهم واسهروا ليلهم وابنوا نهارهم وهم يدورون على من عنده شيء من الحديث النبوي ليسمعوه منه ابو حاتم الرازي احد ائمة الحديث قطع على قدميه في رحلته التي تنقل فيها بين اكثر من عشرين مصرا في سماء الحديث قطع نحو ستة الاف كيلو متر. ابن منده استغرقت رحلته خمسا واربعين سنة خمس واربعون سنة وهو بعيد عن اهله وهو يتجول في البلدان طلبا للحديث والنماذج في هذا لو شئت ان اسوقه من الان والى ساعة كاملة لن انتهي. ولم يكن سماع الحديث شيئا اعتباطيا. بل كان شيئا دقيقا غاية في الدقة لم يكونوا في الغالب يحدثون عن كل احد. بل عن من كان فطنا حافظا دينا. كان الراوي يحفظ ما يسمعه من الحديث من شيخه ثم يكتبه او يكتبه ثم يحفظه. كما كان يقابل ما كتبه بكتاب شيخه حتى يتأكد من انه لم يخطئ فيما كتب مع عنايتهم بالضبط والشكل لما يكتبون وربما طلب التلميذ من شيخه ان يعيد عليه الحديث حتى يحفظه. واذا شك في حديث من مجموعة احاديث مكتوبة من من من من مجموعة احاديث مكتوبة في صحيفته ولم يميزه من بينها فانه يترك الصحيفة او لا يحدث بما فيها احتياطا المهم ان نتاج هذه الجهود الجبارة كان وجود اسانيد الاحاديث التي هي مفخرة من مفاخر هذه الامة والتي اعترف بها اعداء الاسلام وحسدونا عليها. الاسانيد يرعاك الله هي سلسلة صلة كلام النبي صلى الله عليه وسلم. اي نقل الثقة عن الثقة حتى يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه خصيصة تميز بها الامة المحمدية وانفردت بها عن غيرها. فليس لاحد من الامم كلها قديمها وحديثها عناية بالاسانيد انما هي صحف في ايديهم اختلط فيها ما جاء عن الانبياء بغيره. ولذا وقع التحريف في كتبهم وادخل عليهم في دينهم ما ليس منه ودونك اهل الكتاب من اليهود والنصارى. هل تعلم يا استاذ عبدالله؟ نعم. انه لا يوجد عندهم سند متصل لكتب العهد القديم ولا لكتب العهد الجديد. طبعا منه ما يتكون ما يسمونه بالكتاب المقدس. مهم. ليس عندهم اسناد واحد متصل لا في العهد القديم ولا للعهد الجديد المقصود ان اسانيد الاحاديث هي ضمانة الاحاديث والخاتم عليها. فلا يمكن ان تلتبس بغيرها. وهي عند العلماء معروفة محفوظة فلا يمكن لاحد ان يدخل فيها ما ليس منها وما احسن ما قال الامام عبدالله بن المبارك رحمه الله الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء. اه المرحلة والثانية هي مرحلة النقد لرواة الحديث للحكم على الاحاديث في ضوء هذا النقد قبولا او ردا وهي ولا شك مرحلة نقد دقيق وامتحان بالغ وفحص عميق ولا يمر من خلاله الا الشيء الثابت لا غير وهذا ما قد تولاه ائمة المحدثون نقاد صيارفة افنوا اعمارهم في تتبع احوال الرواة الرواة والحكم عليهم وكان من نتاج هذا المان عظيمان لا نظير لهما البتة عند غير المسلمين وما علم الرجال وعلم الجرح والتعديل الخلاصة ان هؤلاء الائمة اجتهدوا في التنقيب عن احوال رواة الحديث وسألوا عنهم اهل العلم ورحلوا الى البلدان لمشافهتهم والتعرف عليهم فصاروا يعرفون حال كل راو اسمه ونسبه ومتى ولد واين؟ وكيف هو في الدين والامانة والحفظ؟ وربما امتحنوه ليعرفوا هل عليه ملحوظة قادحة فترد مروياته كما انهم يعرفون متى شرع في سماع الحديث وكيف سمع ومع من سمع ثم يعرفون احوال شيوخه الذين يحدث عنهم وبلدانهم ووفياتهم واوقات تحديثهم وعاداتهم في التحديث. ثم يعرفون هنا مرويات الرواة الاخرين عن هؤلاء الشيوخ. ويقارنون مروياته بمروياتهم ليعرف هل اصاب ام اخطأ؟ بل ويفتشون في صحفه التي يحدث منها ان كان له صحف. وهل هي مضبوطة ودقيقة؟ كما يدققون في صيغة روايته. هل قال حدثنا او اخبرنا ام انه قال سمعت فلان؟ ام انه قال؟ قال فلان فحسب. وضعوا شروطا شديدة للرواية من الكتب وكيفية نسخها وطريقة قراءتها على مؤلفيها. صار لهم بصر عظيم بالرواة ومعرفة بهم اكثر من معرفتهم بقرابتهم حتى انك لتجد في كتب الجرح والتعديل انهم يتحدثون عن احد الرواة فيقولون فلان ممن روى الاف الاحاديث يقولون اخطأ في ثمانية عشر حديثا فقط هي كيت وكيت. الله اكبر. ثم دون هؤلاء الائمة احوال الرواة في كتب مصنفة منها كتب دونوا فيها الرواة الضعفاء. واخرى جعلوها للثقات. ومنها كتب عامة. ومنها كتب خاصة برواة بلدان عينة بل صاروا يتفننون في هذه التصانيف في هذه التصانيف اكثر. فكتب خاصة بكون الرواة واخرى بانسابهم وكتب اوقاتهم وكتب وضعوها في ضبط اسمائهم او بيان متشابه منها الى اخر ما هنالك. المقصود يا استاذ عبد الله. نعم ان الله تعالى قد قيد لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هؤلاء الاجلاء النجباء الذين ميزوا ثقات الرواة من ضعفائهم وصحيح الحديث من ضعيفه. كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي ان ينسب اليه كذب او ان يحدث عنه بغير حديثه. ومن لطيف ما يذكر هنا قول الامام المحدث الدارقطني رحمه الله يا اهل بغداد لا تظنوا ان احدا يقدر يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا حي. ومن اللطيف ايضا ان نعلم ان هذا النهج النقدي الذي مضى عليه هؤلاء الائمة النقاد كان نهجا موضوعيا متجردا ليس فيه محاباة ولا اجحاف لا بحق قريب ولا بحق بعيد حتى انهم كانوا ينقدون من يستحق النقد من الرواة ولو كان اقرب قريب لهم. فهذا الامام ابو داوود السجستاني رحمه الله يحكم على ولده انه كذاب وزيد ابن ابي انيسة يقول لا تأخذوا عن اخي. والامام علي بن المدين رحمه الله يقول ابي ضعيف. وجرير ابن عبد الحميد يضعف اخاه تجرد وانصاف ودقة في الحكم على الرواة. وهذا التمحيص جعل كل راو يريد ان يروي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم يتحفظ غاية التحفظ لانه يعلم ان اعين النقاد واسماعهم مفتوحة ويدققون عليه في كل كلمة يقولها هذا كله شيء يسير عن علم الرجال والجرح والتعديل. ولا يتسع المقام للحديث عن علوم الحديث الاخرى الكثيرة التي زادت على ستين علما وكان غايتها خدمة الحديث الشريف وصيانته وحمايته كعلم مصطلح الحديث والعلل ومختلف الحديث ومشكل الحديث وغريب الحديث والتخريج الى اخر ما هنالك. ننتقل بعد ذلك الى المرحلة الثالثة. نعم المرحلة الثالثة مرحلة تدوين الاحاديث باسانيدها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ابتدأت بصورة واضحة في منتصف القرن الثاني الهجري ثم مات له وكان هذا على يد المحدثين الكبار الذين كان لهم من العناية بالحديث ورجاله القدح المعلى فجمعوا الاحاديث التي سمعوها من اشياخهم في حلهم وترحالهم وضموها في الموسوعات الحديثية التي صنفوها. وتفننوا في ترتيبها. فتارة على الابواب وتارة على اسماء الشيوخ وتارة على مسانيد الصحابة. الى غير ذلك. وهذه المدونات الحديثية حفظت لنا لله ومنه احاديث النبي صلى الله عليه وسلم من الضياع والاندثار. كم وطأ مالك وصحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند احمد جامع الترمذي وسنن ابي داود. وغيرها من الكتب التي تبلغ المئات وهذه الكتب يرويها العلماء في كل عصر بالسماع والاجازة والى عصرنا هذا بمعنى يروي التلميذ الكتاب عن شيخه وشيخه عن شيخه وهكذا الى مؤلف الكتاب ثم مؤلف الكتاب يروي عن شيخه ثم شيخه عن شيخه الى النبي صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم. ومن كان جاهلا بهذا فليراجع كتب الاسبات وهي زيارة مشهورة كما وصلتنا بفضل الله. هذه الكتب مخطوطة محفوظة من التبديل والعبث. وبذل العلماء المعاصرون جهودا عظيمة في طباعتها. بعد جمع نسخها من اقطار الارض. وبعد انتقاء افضلها مقابلتي بينها للتحقق من صحة النصوص. وليس يخفاك يا استاذ عبد الله ان مخطوطات كتب الحديث كثيرة جدا منتشرة في مكتبات العالم. يعني لك ان تعلم ان صحيح البخاري مثلا له اكثر من الفين وثلاث مئة نسخة مخطوطة الله! ختاما يا استاذ عبد الله. نعم. اريد ان اقول قبل ان يتفوه احد بشيء يمس جناب حديث النبوية فعليه اولا ان يعرف كيف وصلتنا هذه الاحاديث وغضة؟ وما هي المشاق والجهود التي قدمت؟ ثم ليعلم انه يستحيله ان يكذب احد على النبي صلى الله عليه وسلم ويمر كذبه مرور الكرام. اكرر يستحيل وكشف كذبه من اسهل الاشياء وايسرها. نعم. حياكم الله وقد وصلنا في الحديث عن الجهود لحفظ السنة النبوية اليوم ربما في سر او في العهد المعاصر لا زالت الجهود مستمرة. وربما نحن في هيئة الاذاعة والتليفزيون شهدنا انطلاق آآ في آآ بوقت سابق من هذا العام او من العام الماضي شهدنا انطلاق المركز السعودي آآ للتلاوة القرآنية والاحاديث النبوية وآآ هو من المنصات التي آآ تهدف الى تقديم الاحاديث النبوية بقوالب جديدة تقدم النص وتشرح المعنى من خلال الكوادر الشابة والمميزة من ابنائنا وبناتنا وهذا ليس بغريب على هذه البلاد المعطاءة وايضا آآ يعني هناك مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للحديث الشريف نود ان آآ يعني نأخذ تعليقكم بارك الله فيكم وقد احسنتم حفظكم الله في هذه اللفتة. آآ مجمع آآ خادم الحرمين الشريفين للحديث. آآ منارة علمية في هذا العصر اه تعنى بخدمة الحديث الشريف وعلومه جمعا وتصنيفا وتحقيقا ودراسة. مع بيان لمكانة السنة وحمايتها من اي تجاوز في الفهم او الاستدلال. اه مع استثمار احدث التقنيات في تحقيق في تحقيق ذلك وهذا المشروع لا يزال في بواكيره. ويأمل منه المسلمون اه خيرا كثيرا. وهو ان شاء الله خطوة عظيمة في في ميدان جهود الامة في حفظ سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اه جزى الله خادم الحرمين اه خير الجزاء على هذا المشروع وجعله في ميزان حسناته. ووفق القائمين على المجمع وسددهم. اللهم امين. اه شيخ صالح هو قد تحدثنا في هذه الحلقة عنا هذا الموضوع المهم موضوع حجية السنة النبوية وحفظ السنة النبوية يعني المستمعين والمستمعات يتطلعون الى يعني توصياتكم بخصوص هذا الموضوع ان كان هناك من احالات ونحو ذلك. اه بارك الله فيكم. اه اه حقيقة موضوع واسع ولكني اه اقول لمن كان طالبا للفائدة هناك كتاب صغير لطيف آآ يؤكد شيئا مما ذكرته في آآ كلام السابق وهو كتاب الرحلة في طلب الحديث للامام الخطيب البغدادي رحمه الله. كتاب صغير ولكنه ماتع جدا فاوصيك يا طالب الفائدة بقراءته نعم نعم احسن الله اليكم ونفع بما قلتم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور صالح بن عبد العزيز سندي استاذ العقيدة بالجامعة الاسلامية والمشرف على لجنة يقين لنقد الالحاد المعاصر وضيف هذه الحلقة من برنامج وعي شكر الله لكم. واياكم وسلمكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته