فانه من حيث الحكم الشرعي فان الانسان قد نهي عن الخطأ والتجاوز وما الى ذلك من المعاني والمعصية. ولكنه ابانة للمعنى الكوني الذي عليه النفوس. وانه يعتريها مقام النقص مقام الخطأ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وينعقد هذا اللقاء المبارك باذن الله سبحانه وتعالى في جامع المهاجرين بمكة في الشهر السابع من سنة ثمان وعشرين واربع مئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها فيها افضل الصلاة والسلام وكما ترون ان العنوان الذي اشير به الى المقصود في هذا المجلس كان تحت اسم بناء الملكة العلمية هذا المعنى يشير الى مقدمة ينبغي للناظر في علم الشريعة والاخذ له والباحث فيه ان يكون على عناية بهذا المعنى الذي تضمنه هذا العنوان هذا العنوان احببت ان يكون النظر فيه باعتباري متضمنه من جهة وباعتبار جملة من المقدمات المقولة تحته من جهة اخرى فاذا يكون النظر في هذا اللقاء باعتبار هاتين الجهتين باعتبار المتضمن الذي يتضمنه معنا الملكة العلمية ومن جهة اخرى باعتبار مقدمات يفترض ان الناظر في علم الشريعة والباحث فيها والمطلع على كلام ائمة علم الشريعة ان يكون على عناية بهذه المقدمات فاما من جهة الملكة وقدرها بل لضرورتها بالنظر في علم الشريعة كذلك باعتبار ان الله سبحانه وتعالى خلق الناس على قدر من الاشتراك في الملكة من جهة مقام الارادات ومن جهة مقام القدرة ومن جهة مقام العمل كما انه سبحانه وتعالى والمقصود بالاختلاف في العمل اي في هذا الاستعداد وهذا الاشتراك في هذه الجهات والاختلاف فيها هو الموجب لعناية طالب العلم ببناء ملكته العلمية فانك اذا نظرت النفس والمدارك المسماة في القرآن بالعقل وفي نصوص اخرى بالقلب وليس المقصود الكلام في المهيات وانما هي محل بصريح القرآن وبصريح السنة فان القلب ينكر محلا للاعتبار ومحلا للعلم ومحلا للفقه الى غير ذلك وكذلك العقل فانه يذكر موجبا لقبول الحقائق وعند فواته وسقوطه يسقط التكليف الى غير ذلك من المعاني المذكورة في القرآن ومن هنا فان الناظر في العلم الشرعي والطالب له لابد ان يكون على بصيرة من جهة التكوين الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق عليه وخاصة المقصود في هذا المقام في خلق بني ادم وما هم عليه من الاشتراك في القدرة والارادة والاستعداد العملي وما هم عليه من الاختلاف والتنوع والنفس البشرية من حيث الاصل قابلة للخير قابلة للشر فما خلق الله جل وعلا النفس على قبول الخير المحض من كل وجه وما خلق الله سبحانه وتعالى النفس على قبول الشر المحض. بل خلقها الله قابلة للخير وقابلة للشر وان كان عند ابتداء خلقها ليست فاعلة للشر وفرق بين مقام القبول او بعبارة ادق بين مقام القابلية للخير والقابلية للشر وهو ما يعبر عنه بعض النظار والفلاسفة بالاستعداد وفيما ارى ان مقام الاستعداد مقام فوق القابلية وانما الذي يمكن اطلاقه من جهة الشريعة ان يقال ان النفس قابلة للخير قابلة للشر على مثل قول الله تعالى وما سواها فالهمها فجورها وتكواها اي انها قابلة للخير قابلة للشر وتعلم ان علم الشريعة يعد من اخص مقامات الخير وكذلك الفقه في هذا العلم فانه ايضا من اخص مقامات الخير على معنى قول النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيح وغيره من من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فاذا ما تبين هذا للناظر في علم الشريعة وان النفس قابلة للخير. والعلم منه وقابلة للشر والجهل منه اي الجهل بحق الله ومعرفته والعمل بما شرع السنة الرسل عليهم الصلاة وفيما اوحى الى الرسل عليهم الصلاة والسلام بان للناظر في علوم الشريعة ان النفس محل لهذا التردد فهذا قدر من الاشتراك وثمة قدر من التفاوت باعتبار ان الارادة او باب الايرادات في بني ادم بقدر ما تقول ان بني ادم يشتركون في مقام الارادة من جهة وجودها ومن جهة حركتها فان جميع بني ادم يتصفون بصفة الارادة ويتصفون بفعلها وافعالهم ناشئة عن الارادة كما هو معروف. وهذا هو الاصل فيها الا ان هذه الارادات في بني ادم بينها اختلاف وبينها تنوع بل وبينها تظاد وكذلك من جهة القدرة فان الله سبحانه وتعالى فاوت بين خلقه في مقام القدرة يقصد بالقدرة هنا القدرة على اكتساب العلم جمعا له وفكرا فيه ولهذا رب حامل فقه ليس بفقه فيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منهم وكذلك في مقام الاستعداد للعمل فان الاصل ان الانسان قابل للعمل بالخير كما انه قابل للعمل بالشر. وعن هذا صار الصديقون والاولياء وعن الثاني صار ائمة الضلال والكفر والالحاد في حق الله سبحانه وتعالى والتكذيب برسله عليهم الصلاة والسلام الاستعداد للعمل هو في من حيث الاصل قدر مشترك بين بني ادم ولكن هذا الاستعداد متفاوت وقد يعبر عنه احيانا بتفاوت الهمة بين الناس في عملهم ولكن التعبير بمقام الاستعداد كانه يكون اشمل من حيث الدلالة والمقصود تحت هذا المعنى العام الذي هو في جملته وصف للمدارك التي تنكر في القرآن باسم النفس والعقل والقلب كمحل ونحو ذلك من الاسماء التي اما ان تذكر موجبة واما ان تذكر محلا فان الله اذا ذكر الايمان وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم والفقه والعلم وما الى ذلك يذكر هذا متصلا اما القلب محلا له واما بالنفس محلا له او متحركة به. يا ايتها النفس المطمئنة وهنا ذكرت النفس على انها بالخير وينكر ذلك باعتبار الموجب كالعقل في مثل قوله وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب الى نحو ذلك ومن هنا فان بني ادم او تقول ان الانسان او الناظر في العلم حتى تكون او يكون البحث متصلا بالموظوع مباشرة. الباحث في علم الشريعة او الناظر فيها هو محل لهذا العلم والعلم الشرعي اصله كما تعرف هو الكتاب والسنة ويقال بعد ذلك وما تحصل عنهما من المعاني المقولة باجتهاد الائمة المعتبرين فهذا يضاف الى علم الشريعة ويكون طالب العلم هنا هو محل لهذا العلم ومن اوائل الحقائق التي ينبغي على طالب العلم ان يعرفها ان علم الشريعة اوسخ اوسع من حيث بل المعنى وحتى من حيث التطبيق والعمل من المحل القابل له ولهذا لا ترى انسانا تقول فيه انه قد جمع العلم كله ولا ترى انسانا تقول انه قد عمل بكل شيء مما تضمنه علم الشريعة واستلزمه بل النقص والتقصير ثابت في بني ادم الا باختصاص من الله سبحانه وتعالى وهي العصمة لعصمة الرسل عليهم الصلاة والسلام والا فان احاد الناس من المكلفين هم على اصل هذه الطبيعة وهذا من باب الحكم الكوني وليس من باب الحكم الشرعي الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فان قوله كل بني ادم خطاء هذا حكم او ابانة للحكم الكوني وليس للحكم الشرعي ولهذا ترون ان الله جل وعلا حتى في ذكر صفات المتقين بالاسم المطلق بالاسم المطلق في مثل قوله وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين يذكر جل وعلا في صفات المتقين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله مما يدل على ان ظلم النفس يعرض حتى لاهل التقوى الذين ذكروا في مثل هذا السياق من كتاب الله سبحانه وتعالى حينما يدرك الناظر في العلم الطالب له انه محل لعلم الشريعة وان العلم اوسع من المحل بهذين الاعتبارين يدرك ان هذه الطبيعة التي هو عليها قد يكون النقص فيها اما كامل في الانسان باعتبار قابليته له واما متحركا به باعتبار الظلم لنفسه او الوقوف وقوعي في الخطأ فتكون طبيعته لها اتصال بنظره في علم الشريعة وهذا لابد انه سيقع لان العلم ولا سيما في مقام الاجتهاد ينظر فيه باعتبار المحل ولهذا عني الائمة رحمهم الله بمقام الاجتهاد وشرطه وذكروا شروطا كما تعرف عزيزة فيه بل ومال بعض المتأخرين الى اغلاق باب الاجتهاد. وان كان هذا فيه نظر كثير لان المستجد والنازل في الامة باعتبار تنوع واختلاف الوقائع التي تحتاج الى حكم شرعي يتعذر معه عقلا وشرعا ان يقال ان باب الاجتهاد قد اغلق بالحكم الشرعي وفرق بين ان تقول ان هذا المعين ليس من اهل الاجتهاد وبين ان يقال ان باب الاجتهاد قد تم اغلاقه. فهذا قول بعيد عن التحقيق لانه بل لاحواله يستلزم الدور كما يعبر في المنطق ويعود الى نفسه بالنقد الاسقاط لماذا؟ لان القول بان الاجتهاد قد اغلق هذا كونه في حكم شرعي. اليس كذلك حينما يكون ناظر في العلم او صاحب علم كما قال بعظ المتأخرين حرصا على عدم الافتيات في العلم ولكن لابد من تحرير المعنى انا على القواعد الشرعية لما قال من قال باغلاق باب الاجتهاد فعند التحقيق هذه المقولة نفسها هي نوع من ايش هي عند التحقيق كلمة اجتهاد لانها افادة بحكم حينما تقول او يقول عالم او ناظر حتى ولو كان من اهل الاجتهاد بان باب الاجتهاد قد يغلق فهذا هذا القول هو اجتهاد فاذا كان مغلقا فما كان يمكن ان هذه الكلمة تأتي اصلا لانها هي نفسها كلمة اجتهاد بل هي حكم من اكبر الاحكام التي يمكن ان تقال في تراتيب الشريعة واحكامها ثم السؤال الذي يتسلسل فيما اذا وقع ما هو من النازل والمستجد الذي لا صورة له سابقة فان هذا لا بد من النظر فيه الى غير ذلك على كل حال المقصود ان العلماء رحمهم الله عنوا بشرط الاجتهاد ومقامه. وهو كذلك فانه مقام شريف لابد له من تحقق الشرط المناسب لثبوت هذا الاسم حتى يقال ان هذا من الاجتهاد الشرعي وفيما ارى ان هذا اولى من تابك الى التسمية بالمجتهد فان الذي ينبغي الظبط له هو الاجتهاد اكثر من ظبط ايش في المجتهد والا العناية بمقام المجتهد المطلق والشروط التي ذكرت فيه كما تعرفون في كتب اصول الفقه هي شروط في كثير من الاحوال يتعذر وجودها الا في احوال خاصة من اعيان اهل العلم وانما الذي يعنى به اكثر هو الظبط للاجتهاد واما المجتهد فهذا مقام اخر من حيث الشروط على كل حال تجد انهم اذا تكلموا عن شرط المجتهد يشيرون الى معنى الملكة العلمية ومن ذلك ما يذكره الجويني امام الحرمين فانه لما ذكر المجتهد قال ومن المقصود في حق المجتهد ان يكون فقيه النفس ومن المقصود في مقام المجتهد ان يكون فقيه النفس والمقصود هنا انه كما يجمع العلم الشرعي فانه لا بد ان يكون متمتعا بملكة علمية تناسب نظر في هذا العلم لانك اذا اعتبرت بعقل وحكمة وديانة هذا العلم وقدره اعني علم الشريعة وان اصله هو كتاب الله وكلام الله سبحانه وتعالى وما اوحى الى نبيه عليه الصلاة والسلام فان هذا مقام لا ينبغي ان يتخوض فيه الانسان على اي حال وكما انهم في العبادات الظاهرة لا بد ان من قدر من التراتيب الشرعية لها. ولهذا جاءت الطهارة شرطا بين يدي الصلاة. اليس كذلك وجاءت مقدمات بين يدي كثير من العبادات فكذلك في علم الشريعة من باب التعظيم لها من حيث الديانة ومن باب الظبط لها باعتبارها حقائق علمية من حيث الحكمة والعقل لابد ان الناظر فيها يكون على بصيرة ليس مشهورا باختصاص فلا يلزم من كون العالم محققا في باب من ابواب العلم والاجتهاد ان يكون محققا في سائر الابواب وهذا من له معرفة بالعلم يعرف ذلك على التمام وان تكون ملكته منضبطة في نظره في علم الشريعة واذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال كما في حديث خولة بنت حكيم في البخاري وغيره ان رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة. فاذا كان هذا الوعيد في المال فكيف بمن يتخوض في ايش في الدين نفسه وفي العلم الذي هو قول الله جل وعلا وقول نبيه عليه الصلاة والسلام. فان مقام الديانة اعظم من مقام المال كما هو معروف فلا بد من هذا العناية من هذه الجهة. ولهذا ينبغي لطلبة العلم وللناظر في علم الشريعة ومن له في علم الشريعة درس او مجلس او تأليف ان يعنى بمقام بناء الملكة العلمية. وان اختلف الاصطلاح فهذا امر يسير. لكن المعنى لا بد من العناية به وهذه الملكة اذا ورد السؤال هل هي جبل من الله سبحانه وتعالى؟ ام انها اكتساب من الناظر والمكلف فانه في ابواب الخير يذكر مقام الجبل. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لاشج عبد القيس ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة فقال يا رسول الله اتخلقت بهما ام جبلني الله عليهما؟ قال بل جبلك الله عليهما. فهل الملكان باعتبار انتظار امر العقل وامر النفس هل هذا من جبل الله سبحانه وتعالى والتفاوت فيه بين اهل النظر واهل العلم هو من جبل الله سبحانه وتعالى بالخير؟ ام انه اكتساب؟ يقال اصله جبل من الله سبحانه وتعالى اصله جبل من الله سبحانه وتعالى. ولكن هذا الجبل منه جل وعلا قابل للتحرك والاكتساب بهذا العلم او بكلمة الكتاب نفسه بهذا النور الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا ترون ان الله سبحانه وتعالى يذكر المحل الذي هو محل العلم على انه بمقام البصر او بمقام الابصار وفي قوله فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. العمى هنا المناسب للمحل المذكور وترون ان الله سمى كتابه بجملة من الاسماء ووصفه بذلك ومن اخصها ان الله سبحانه وتعالى جعله نورا كما في مثل قول الله جل وعلا فاما الذين امنوا به اي بالنبي فاما الذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه وفي مثل قوله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وهذا في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع فحين سمى الله جل وعلا او لما سمى الله جل وعلا هذا الكتاب ووصفه بانه نور وان المحل بمنزلة البصر فان هذا يدل على ان الملكة جبل وانها ايش وانها ماذا؟ وانها اكتساب اما انها جبلا فباعتبار حسن الابصار وكما ان الناس في البصر الحسي يتفاوتون فكذلك في الامر القلبي باعتبار قوة المدارك العقلية فان المدارك العقلية بين الناس مختلفة ومتفاوتة وهذا من فضل الله على الناس ومن ابتلائه لهم ليبلوكم فيما اتاكم كما ان احوال النفس بين الناس مختلفة ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام اشار الى ان النفوس بعضها رحيم وبعضها مقام الرحمة فيه دون ذلك ولما قال له من قال من اعيان الاعراب او العرب ان لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم. ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال واملك ان نزع الله سبحانه وتعالى الرحمة من قلبك ولما بكى النبي كما في حديث سهل ابن سعد او دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره عند وفاة ابنه ابراهيم قال له عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه يا رسول الله ما هذا؟ قال هذه رحمة. فترون في كتاب الله ان العقل يذكر فموجب وان النفس هي المتحركة بالاحوال التي تناسبها هي المتحركة بالاحوال التي تناسبها. فهذا الاختلاف هو اختلاف الابصار باعتبار المعنى المقصود في مثل هذا السياق. والحق الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو النور. ولهذا يذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول ان مثل فهذا الانسان الناظر في العلم وهذا العلم الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم يقول هو بمنزلة النور مع البصر في الامور الحسية يقول فلو ان رجلا حديد البصر اي ان بصره فيه تمام وقوة ولكنه في محل مغلق بالظلام تعال وقد قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في غير مرة ويقول دعني اضرب عنق هذا يا رسول الله ولكن لان الصحابة رضي الله عنهم وهذان الامامان هما اخصهم فان بصره ايش لا يكون مفيدا له في الجملة قال واذا كان عنده شيء من النور مع قوة البصر انتفع به على هذا القدر من التناسب يقول وكذلك اذا كان ثمة نور قوي الاشعاع ولكن البصر ضعيف. فهو اعشى البصر فانه لا ينتفع بايش في هذا النور كثيرا وهكذا فبقدر ما يكون طالب العلم في هذا المثل والنبي عليه الصلاة والسلام يذكر الامثلة ولا سيما في مقام العلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا مثل هذا الحديث الذي جاء عن ابي موسى في الصحيح لابد لطالب العلم ان يتأمل فيه وانه من اي الاراضي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من اي الانواع فكان منها اجاذب ومنها القيعان ومنها الارظ الخصبة فاي هذه الاراضي هو؟ هذا جزء منه ايش قد يكون جبلا وقد يكون طبعا في الانسان ومقام منه هو من باب الاكتساب. واذا عرفنا ان العلم هو النور فنقول كما يعنى طلبة العلم واهل العلم بجمعه والازدياد من هذا النور وهذا خير وحق الا انه ينبغي العناية بايش بحفظ مقام البصر يعني كما ان الانسان يعني بالبصر الحسي وبحفظه وبقوته واذا كان اعشى ربما استعان بوسائل تظبط وترتب بصره فكذلك ينبغي العناية بهذا الابصار الذي ذكر في مثل قول الله فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب. حفظ القلب عن العمى او عن العشاء المؤمن لا يكون قلبه اعمى بفضل الله سبحانه وتعالى ولكن هو الحفظ عن النقص في الاحوال العقلية باعتبار الترتيب للمدارك العقلية وفي الاحوال النفسية باعتبار حفظ النفس عن مقام الهوى ولهذا ترون ان الله سبحانه وتعالى من باب ظبط الملكة العلمية العلم اذا دخل عليه الهوى هذا النور لا يكون مؤثرا بالحق لا يكون مؤثرا بالحق بل يكون وجها من الاستعمال له في الباطن فيستعمل في غير ما شرع الله جل وعلا. ولهذا لما ذكر الله انحراف من اوتوا الكتاب من قبلنا قال ان الدين عند الله الاسلام وهذا الخبر دليل على ان الاصل بين الرسل واحد. وهو الاسلام اي التوحيد والايمان ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا ايش؟ قال انا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم هذا سكوت ليس فيه اكتسابهم لهذا النور فانهم كانوا يعرفونه كما في مقام اخر الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ولكنهم لم يعنوا بمقام النفس من جهة تجريدها من الهوى وتجريد الانسان من الهوى الهوى محله واسع لان كل من لم يحقق مقام الاستجابة لله سبحانه وتعالى فانه يكون على نوع من انواع هذا الهواء. ولهذا تجد في كتاب الله يأتي هذا القصر او هذا الحصر كما هو في الاصطلاح البلاغي يأتي ذلك في مثل قول الله جل وعلا فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم فجعل الله سبحانه وتعالى الناس على احد هذين اما مستجيب للرسل متبع لما بعثوا به واما منفك عن هذا بشيء من الهوى والهوى مقامات وكما ان الايمان له اصل وله فرع ويزيد وينقص فان الهوى كذلك. فان الهوى كذلك ومن هنا لابد لطالب العلم كما يعني بجمع العلم وحفظه وما الى ذلك لابد ان يعنى بمقام الملكان باعتبار القلب وباعتبار باعتبار القلب كمحل وباعتبار المتحرك في باب الاحوال والايرادات وهي النفس او في ترتيب المدارس وانتظامها وهو العقل فيأخذ العلم على وجهه فيأخذ العلم على وجهه وعلى نظامه هذا اشارة الى المقصود بمعنى الملكة العلمية وانها باعتبار او بتعبير عفوا بتعبير اخر حسن التدبير للاحوال حسن التدبير للاحوال النفسية والمدارك العقلية حتى تكون متأهلة لقبول هذا النور الشريف الذي هو علم الشريعة فتكون الاحوال النفسية مفكة عن الهوى ونحوه من عوارض التي لا تناسب هذا النور وشرفه ومقامه وتكون المدارك العقلية مفكة عن العوارض التي يجري فيها التقحم في الحقائق والقول فيها والقطع فيها على غير ترتيب علمي منتظم والقول فيه على غير ترتيب علمي منتظم هذا هو جملة المقصود بالملكة العلمية اما اذا طغت هذه العوارض اما اذا طغت على هذه العوارض على الباحثة والناظر في علم الشريعة فصارت النفس عنده مجدولة بكثير من الهوى كما وهذا ترى من باب التعريف من باب التعريف بمعنى انه لابد للانسان ان يعرف ان النفس يشرب عليها مقام الهوى ويعرض لها وليس من باب ان الانسان يرمي الناس به وليس من باب ان الانسان يتكلف في رمي الناس به ولربما رمى به من هو بريء منه فان ما يقال انه من الهوى او ما الى ذلك يوزن بميزان الشريعة ولا ينبغي ان يكون الهوى يجري على تحاكم بين الناس فيرمي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعضا ويستطيل بعضهم على بعض ولهذا من حكم الامام ابن تيمية رحمه الله انه لما ذكر منهج اهل السنة والجماعة ذكر من صفتهم وذلك في الرسالة الواسطية وغيرها قالوا من طريقتهم او من هديهم ترك الاستطالة انهم يرون الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق حتى اذا كان الانسان على قدر من الصواب والحق فانه لا يجوز ان هنا الحق موجبا للبغي به. بل هو موجب للعدل ولهذا ترون ان الله سبحانه وتعالى يحذر عباده المؤمنين من الظلم في مقام بمقام البغضاء كما في قوله سبحانه وتعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا. لان الانسان اذا كان في مقام المساخطة بمحل المقاصد كما قال عن عبد الله ابن ابي لما رجع في قتله لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه وقال ذلك في غير عبد الله ابن ابي ايضا وهذا من العناية بمقاصد الشريعة المغاضبة او المفارقة والمباينة وربما تحرك بشيء من الظلم والبغي وربما ظن ان هذا تحقيق مقام الديانة او ما الى ذلك فلابد ان توزن المقامات بحسب القواعد الشرعية التي نزلت على النبي صلى الله عليه واله وسلم وهي مذكورة في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هديه ومن ما يشار اليه هنا اثر الطبيعة البشرية باعتبار نقص محل الايرادات والاحوال وهي النفس او عدم الانتظام باعتبار العقل فتكون للطبيعة اثرا ليس مناسبا على اخذ العلم و من البديهيات عند بني ادم ان الناس مختلفون في طبائعهم ولكن من العزيز ان تفقه الطباع على حقيقتها ويستبان منها ما كان مناسبا لحكم الشريعة فيزاد في حفظه وما كان ليس كذلك فيقصد الى الانتزاع منه والى تركه والخطأ الشديد هنا حينما تكون الطبيعة عند طالب العلم بنقصها البشري وعوارها وعدم تأديبها بادب الشريعة حينما تكون مهيمنة على اخذه للعلم فيجري فيه على غير وجه ويجري فيه على غير وجهه فان قيل هل المقصود ان يتجرد طالب العلم والباحث في العلم او القائل في العلم من طبيعته قيل من يطلب ذلك فانما يطلب محالا وهذا ليس مقصودا شرعا لان الله يقول ليبلوكم فيما اتاكم. فهو ليس ممكن تكوينا وقدرا وليس مقصودا شرعا وانما المقصود شرعا هو ان تكون الشريعة مهيمنة على الطبيعة لو نظرنا في ائمة الفقه وهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهل الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانت طبائعهم واحدة بينهم قدر مشترك كما تعرفون ولكن بينهم قدر متنوع من اختلاف الطبائع وطرق النظر وما الى ذلك او اختلاف النظر في احاد المسائل وما الى ذلك واذا اخذت اخس رجلين في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهما الشيخان رضي الله تعالى عنهما اعني ابا بكر وعمر فانك ترى في طبيعة ابي بكر ما هو متنوع مع طبيعة ايش عمر ولهذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر في احد الانبياء بعيسى وشبه عمر بموسى واذا قرأت في قصة موسى وفي قصة عيسى وجدت اثرا في ذلك وكان القوم الذين بعث فيهم عيسى عليه الصلاة والسلام تناسبهم هذه الحال وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى كما ان موسى بعث الى او من جبارين دعا ذلك الجبار وهو فرعون الذي كابر بانواع من المكابرة لم يقع في كثير او في اكثر الاحوال ما هو مثلها ولهذا لما ذكر الله حال من اتبع عيسى قال وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم المقصود ان هذين الشيخين وهما اخص الصحابة رضي الله تعالى عنهم ترى ان بينهم قدر من الاشتراك ولكن هناك جملة من الطبائع متنوعة وفي عمر رضي الله عنه من القوة والعناية بمقام القوة شأن ظاهر خاصة بين يدي النبي او في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ابو بكر رضي الله تعالى عنه فيه لين ظاهر. ولا يعني ان ابا بكر لم يكن قويا ولا ان عمر لم يكن ولكن بعض الصفات يكون لها ظهور اكثر من الاخرى وترون هذا شاهدا في اسرى بدر لما اسر النبي صلى الله عليه وسلم من اسر هو واصحابه في معركة بدر كما في حديث ابن عباس ولم ينزل على النبي حكم فيهم دعا ابا بكر وعمر كما في سياق طويل في الصحيح وغيره وقال ما ترى يا ابا بكر في شأن هؤلاء الاسرى فاجتهد الصديق رضي الله عنه وقال يا رسول الله هم بنوا العم العشيرة وانظروا الى كلمات ابي بكر الان هم قوم مقاتلون للمسلمين ومع ذلك يقول هم بنو العم والعشيرة ارى ان تأخذ منه فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم للاسلام هذا الاجتهاد من الصديق له مناطات شرعية صحيحة ولا شك فانه يقول هم بنوا العم والعشيرة وهذا صحيح فانهم بنوا العم وكان منهم العباس في ذلك الوقت وهو عم للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول هم بنو العم والعشيرة والنبي عليه الصلاة والسلام كان يقصد الى ان لا يقال في العرب ان محمدا قد قتل قومه او قتل اصحابه فكان يعنى بمثل هذا المعنى الى قدر من الحكمة الشرعية والا فقد قاتل قريشا وهم قومه لكن كان يعنى يعنى عليه الصلاة والسلام الذي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم وسميت حكمة ولهذا سمى الله ما اتاه نبيه عليه الصلاة والسلام سماه حكمة باعتبار ان هذه الشريعة كما تتضمن الحكم فانها تتضمن ايش المقاصد المناسبة للحكم وفي قول الله جل وعلا واذا خذا الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب ايش؟ لما اتيتكم من كتاب وحكمة فحكمة الانبياء باعتبار انها متضمنة للحكم ومتضمنة للمقاصد التي هي تحقيق المصالح واهمها واخصها المصالح الشرعية. في حفظ حق الله جل وعلا بالايمان به ومعرفته وعبوديته والمصالح المترتبة بعد ذلك فهكذا قال الصديق وكان له مناط في اجتهاده معتبرا من الشريعة فلما التفت النبي الى عمر قال ما ترى يا ابن الخطاب فكان قوله رضي الله عنه في الكلمات التالية كما روى ابن عباس وغيره قال فقلت لا والله يا رسول الله وابتدأ كلامه باليمين والنفي لا والله يا رسول الله ما ارى الذي رأى ابو بكر ولكن ارى ان تمكني من فلان. وكان اسيرا نسيبا لعمر اي قريب لعمر. فاظرب عنقه وتمكن عليا من عباس اتعرفون القرابة بين علي رضي الله تعالى عنه وبين العباس رضي الله عنه وتمكن عليا من عباس فيضرب عنقه فان هؤلاء ائمة الكفر وصناديدها هذا اجتهاد معتبر ايضا بمعنى انه قام على اعتبار مناطات شرعية ايضا قال عمر فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال ابو بكر ولم يهوى ما قلت ثم حصل ما حصل ونزلت الايات على النبي صلى الله عليه وسلم وان كان مما ارى التنبيه عليه ان المعنى المذكور في القرآن ليس هو المناط الذي صرح به عمر بل هو حكم مختص بالذكر في الاية لان الله يقول ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى مدخلة في الارض وهذا ليس المناظر الذي ذكره عمر وعليه فمن يقول ان او اذا قيل هل عمر وافق كان اجتهادا موافقا لما نزل هو باعتبار النتيجة. وليس باعتبار المقدمة فان المقدمة مختصة بالذكر فعلى كل حال هل معنى هذا ان هذين الامامين كان لطبيعتهم مجاوزا للشريعة كلا. ولكنه دليل على بشرية الناس وان لهم طبائع وهذا من سبب برود الخطأ في الاجتهاد فان الاجتهاد الخطأ فيه قد يكون بنقص ذلك النور نقص العلم قد لا يعرف الحديث الوارد في المسألة وقد يكون بنقص ايش البصر يعرف الحديث ولكنه ليس فقيها فيه قد يعرف الحديث ولكنه ليس ليس فقيها فيه فان قيل فما معنى اجتهاد هذين الامامين؟ قيل بقي للطبيعة اثر ولكن في حق الصحابة ومنهم الشيخان رضي الله تعالى عنهما الذي امتاز به جيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ان الشريعة مهيمنة على الطبيعة لان الطبيعة لابد من وجودها فالشريعة مهيمنة على الطبيعة وجعلوا رضي الله تعالى عنهم ما هم عليه من الاحوال والطبائع تابعة لحكم الشريعة من جهة ان الصحيح والفاضل من هذه الطبائع يحفظونه وما يكون ليس كذلك فانهم يتركونه بتأديب الشريعة. وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يعنى حتى في المعاني المتعلقة فباحوال النفس ولما قال ابو ذر رضي الله عنه لغلامه وناداه وناداه او لما قال ابو ذر رضي الله عنه لاحد من الصحابة وكان اسود كما هو معروف قال له النبي صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية هذا تأديب من الشارع عليه الصلاة والسلام للطبيعة في مقام الارادات والاحوال النفسية حتى تنتظم وتكون الشريعة ايش ماذا مهيمنة عليها ولهذا الذي يفوت بعد الصحابة رضي الله تعالى عنهم او يعرب بعبارة ادق يعرض فواته بعد عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم حينما تكون الطبيعة ولو في احوال عارظة ليس بالظرورة انها دائما تكون فان القاصد لعلم الشريعة والمعظم له والمبتغي بذلك وجه الله في الجملة باذن الله لا تكون طبيعته مهيمنة على الشريعة لانه مقصد الديانة ومقام العلم وتعظيم العلم والاجتهاد الصحيح فيه ولكن في بعض الاحوال ربما عرظ في بعض المسائل فصارت طبيعته موازية او مهيمنة على النظر الشرعي عنده وربما درى ذلك كما يقول الامام ابن تيمية وربما كان كما يقول بعبارة شيخ الاسلام يقول ورب وما كان هذا في مقامات الاحوال والنزاع والاختلاف وجها من من الهوى الخفي. الذي يخفى حتى على من عرف بمقامه من العلم والديانة ولهذا تجدون ان الكلمات التي اثرت عن الائمة رحمهم الله هي من باب تأديب النفس حتى لا يكون عندها استطالة بالحق على الخلق لان هذا متى ما فشى في اصحاب العلم فهذا احد السببين اللذين ذكرهما الله في ظلال اهل الكتاب فان كي يتأملت القرآن وجدت ان الذين اوتوا الكتاب ظلوا في الجملة باحد سببين اما انهم اشتروا بايات الله ثمنا قليلا واما انهم اتخذوا العلم بغيا بينهم وكثير من فروع هذين السببين ترجع بل عامة الفروع ترجع الى هذين السببين اما الى ترك مقام الاخلاص والثمن القليل قد يكون مالا او جاها او غير ذلك فاسبابه او اوجهه عفوا اوجهه كثيرة وصوره كثيرة والنفوس مختلفة وبعض الناس ربما يعنيه المال وربما يعنيه الجاه وربما يعنيه كذا وربما يعنيه كذا والبغي وصوره كثيرة ايضا ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغلق اسباب البغي بين الامة وهذا لابد لطلبة العلم خاصة واهل العلم خاصة واهل العلم خاصة وللمسلمين عامة ان يعنوا به وللمسلمين عامة ان يعنوا به اي باغلاق اسباب البغي بينهم لان الله جل وعلا كما امرنا باقامة الدين فانه امرنا في المقام نفسه الامر جميع اتباع الرسل والرسل عليهم الصلاة والسلام امر المكلفون جميعا بامرين متلازمين من حيث القصد والتكليف الشرعي ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ان يقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. واعتصموا بحبل الله جميعا على نفس المعنى وهلم جرة فاذا هذا ووصف يتبين به ان الطبيعة موجودة وان المقصودة هنا ان تكون الشريعة مهيمنة على الطبيعة كما هو حال الصحابة ولا تكون الطبيعة ان تكون الشريعة نعم مهيمنة على الطبيعة البشرية كما هو شأن الصحابة. وليس العكس ولو عروبا اي لا ينبغي ان يعرض للانسان ان تكون طبيعته مهيمنة على الشريعة فهذا هو التخوض في الدين بغير حق ولهذا ترون في المثل السابق في قصة ابي بكر وعمر لما توفي النبي صلى الله عليه واله وسلم وحصل ان ارتدت قبائل من العرب وتردد بعض الصحابة في في اول الامر في مسألة قتال المرتدين اي هذين الامامين الذي كان عازما على القتال وايهما الذي تردد لو كانت الامور بطرد الطبائع لو كانت الامور بطرد التباعد وان الطبيعة عندهم تهيمن على الشريعة لرأيت ابا بكر هو الذي يتردد وعمر هو الذي يقول لان فيه قوة رظي الله تعالى عنه وقد قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في غير مرة ويقول دعني اضرب عنق هذا يا رسول الله ولكن لان الصحابة رضي الله عنهم وهذان الامامان هما اخصهم الشريعة مهيمنة على طبيعتهم ابو بكر هو الذي عزم وقال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم على منعه وعمر هو الذي تردد وكان يقول لابي بكر كما في رواية ابي هريرة وغيره في الصحيح كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله الى ان قال عمر فوالله ما هو الا ان رأيت الله. قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق ولهذا عمر رضي الله عنه ولا سيما بعد وفاة النبي وبخاصة بعد وفاة ابي بكر كان رظي الله عنه بانت رحمته اكثر في الادراك والقراءة في احوال تردد فيها لانه بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام كان بين يدي الامام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى فما يمكن ان عمر يتجاوز في الامر او يفعل ما ليس مشروعا كما قال له النبي في حديث جابر عن ابن صياد ان يكنه لما قال عمر يا رسول الله دعني اضيف عنقه يعني ابن صياد قال النبي ان يكن هو فلن تسلط عليه والا يكون فلا خير لك في قتله لكن فيما بعد لما صار هو اليه يرجع الاجتهاد في خلافته تجدون انه كان حريصا على الاحتياط في هذا الامر لانه يعرف ان ان الاجتهاد سينتهي به لكن اذا تكلم عند النبي عليه الصلاة والسلام يعرف ان رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي يبين له ولهذا لما وقع الطاعون قد سار عمر ومعه الاجناد الى الشام وقد ساروا الى الشام كما في حديث ابن عباس فبلغه ان الطاعون قد وقع بالشام فقال لابن عباس ادع لمن كان ها هنا من المهاجرين الاولين فدعاهم ابن عباس فاستشارهم عمر هل يتقدم بالجيش الى الشام والطاعون قد خشى فيها؟ او يرجع الى المدينة قال ابن عباس واختلفوا عليه فمنهم من قال يا يا امير المؤمنين معك بقية الناس واصحاب رسول الله ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء ومنهم من قال يا امير المؤمنين قد خرجت لامر ولا نرى ان ترجع عنه وهذان مناطان معتبران من الشريعة من حيث الاجتهاد. فقال نادما كان ها هنا من الانصار فجمعهم فاستشارهم قال ابن عباس واختلفوا كاختلاف المهاجرين بعد ذلك قال نادما كان ها هنا من مسلمة الفتح فاجتمعوا فاستشارهم عمر قال ابن عباس فاجمعوا رأيهم وقالوا يا امير المؤمنين معك بقية الناس واصحاب رسول الله ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فلما رأى عمر هذا توجه في كثرة الاجتهاد بذلك قال لابن عباس ناد اني مصبح على ظهر فاصبحوا عليه ان امير المؤمنين مصبح على ظهره فاصبحوا عليه ورجع بالجيش فجاء عبدالرحمن بن عوف فحدثه بالرواية المحفوظة عن النبي عليه الصلاة والسلام في شأن الطاعون اذا سمعتم به بارض وانتم بها اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم بها فلا يخرجنكم الفرار منه وهذا جاء عن ابن عن عبد الرحمن ابن عوف واسامة ابن زيد كما في الصحيح فكان اجتهاده رضي الله عنه موافقا لما شرع النبي صلى الله عليه وسلم فعلى كل حال العناية ببناء الملكة العلمية باعتبار تأديب الاحوال والايرادات النفسية بالديانة والاخلاق وباعتبار وترتيب المدارك العقلية وباعتبار ترتيب المدارك العقلية فان قيل فكيف يكون هذا الترتيب في الاحوال والايرادات المتعلقة بالنفس او في المدارك العقلية التي يحصل بها الجمع والنظر قيل هذا يكون جمع مقدمات وهي القسم الثاني في هذا الموضوع في هذا اللقاء المقدمة الاولى العناية وهذه المقدمات كما ترى تكون تفصيلا لتحقيق بناء الملكة العلمية المقدمة الاولى العناية بشرط العلم فان العلم له شرط لا بد من تحقيقه وكما تعرف في النظر والاصول والتراتيب يجعلون الشرط بين يدي المشروط اليس كذلك يجعلون الشرب متقدما اي بين يدي المشروق فلا بد من وجود هذا الشرط والعناية به وان كان لا يقصد الى ان يكون متقدما منفكا بل هو مصاحب للعلم كذلك والشرط في هذه المقدمة اعني شرط العلم له جهات اربع. الجهة الاولى الشرط العبادي الجهة الثانية الشرط الاخلاقي بالعلم. الثالثة الشرط الفقهي الرابع الشرط المنهجي اما الشرط العبادي فان يكون العلم خالصا يبتغى به وجه الله سبحانه وتعالى وهذا معنى لا يصلحه الا الانسان مع نفسه بتوفيق الله وتسديده فهو لا يكتسب من كلام الشيوخ او فعلهم وان كان يستفاد من كلامهم ولكن هو عبادة بين العبد وبين ربه لا يعلم عنها الا الله واهم مقام في شرط العلم هو هذا الشرط الشرط العبادي ان يكون العلم خالصا لوجه الله يقصد به التعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. ومتى ما حقق طالب العلم والعالم هذا الشرط عظم القول في علم الشريعة والفتوى فيها والبحث فيها وحسن النظر في هذا الباب اختصر كسبا للوقت الشرط الثاني الشرط الاخلاقي والعلم له خلق لابد منه وان كان مع الاسف صار الخلق يعد من لطائف الاحوال ومن مكملات الاحوال ولا يعد مقاما مقصود بالخير والتشريع والحق ليس كذلك ولهذا وصف الله نبيه وسمى الدين خلقا في قوله سبحانه وانك لعلى خلق عظيم. المقصود بالخلق هنا الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما في تفسير بعض اهل العلم اذا تحقيق الملكة العلمية يكون بجملة من المقدمات اولها العناية بتحقيق شرط العلم. وقيل ان شرط العلم له جهات اربع. الجهة الاولى الشرط العبادي في تحقيق مقام الاخلاص لله سبحانه والتدين والتقرب لله سبحانه وتعالى بهذا العلم. وعن هذا كان الامام احمد وامثاله يقولون العلم لا يعدله شيء لمن صحة نيته فانه فاضل بل ذهب كثير من اهل العلم الى انه هو افضل النوافل بعد الفرائض وهو الاشتغال بعلم الشريعة اه الشرط الثاني او الجهة الثانية في الشرط الشرط الاخلاقي والمقصود بالاخلاق هنا معناها الشامل وليس ينبغي ان تختصر الاخلاق في فقه المسلمين عامة وخاصة بجملة من لطوائف النفس والكلمات وبعض تراتيب التعامل فان هذه مقام من الاخلاق ولكن الاخلاق اوسع من ذلك ولهذا عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح لما سألت عن خلق النبي كما في سياق طويل قالت كان خلقه القرآن وقال الله عن نبيه وانك لعلى خلق عظيم. وقال من قال المفسرين بان الخلق هنا المقصود به الدين فلا بد من فقه لمقام الاخلاق ومن اخص ما ينافيها عن مقام الاخلاق ان يتخذ العلم بغيا. فاذا بغي بعلم الشريعة فان شرطه قد سقط فالموجب لكون هذا العلم يهدي الى الحق ويهدي الى الصراط المستقيم ويوجب رضا الله سبحانه وتعالى وسبق الاشارة الى حال اهل الكتاب الذين قال الله في ذكرهم ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومعنى الاخلاق ايضا ينتظم تحته جملة من معاني النفس واحوالها جملة من معاني النفس واحوالها وعلى العاقل وطالب العلم بخاصة ان يكون بصيرا بترتيب احوال نفسه وما هو من رضا الله سبحانه وتعالى وما ليس كذلك والله جل وعلا قد جعل لعباده منهجا وسطا كما تعرفون وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس فينبغي ان يضبط الطالب للعلم والناظر في علم الشريعة والمعلم له مقام العلم بخلقه الشريف الذي كان عليه ائمة العلماء رحمهم الله من ائمة الفقه والحديث ويقرأ في سيرهم. وقبل ذلك ائمة العلم الذين هم انبياء الله عليهم الصلاة والسلام الذين اوحى الله اليهم وعصمهم ويقرأ في مجادلاتهم وفي دعوتهم وفي حججهم مع قومهم قصة ابراهيم في قول الله جل وعلا وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض ليكون من الموقنين فلما جن عليه عليه الليل في سياق ايات من كتاب الله الى ان قال جل وعلا وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء. فيقرأ في حقائق هذه الحجج من جهة ما فيها من تحقيق الاخلاص لله وما فيها من ضبط مقام العدل والاخلاق الواجبة المقربة الى الشريعة التي تقرب النفوس الى الايمان بالله سبحانه وتعالى ويحصل بها تمام الحجة تمام البلاغ على الناس الشرط الثالث او الجهة الثالثة بالشرط ويوصف الشرط المنهجي او عفوا الشرط الفقهي ثم الرابع المنهجي ويقصد بالفقه هنا الفقه بمعناه الشمولي المذكور في قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فيبتغي طالب العلم الفقه في الدين ويأخذ باسباب هذا وله اسباب علمية لا يسع المقام للدخول فيها الجهة الرابعة في الشرط وهو الشرط المنهجية بان يضع طالب العلم له منهجا علميا مناسبا لمقامه من حيث ارادته واقباله وقدرته ومداركه فان مدارك الناس وارادتهم وفراغهم مختلف فلابد لطالب العلم من حسن التدبير والحكمة ان يأخذ من كلام اهل العلم ما يكون من حيث العرض ومن حيث الاسلوب ومن حيث التراتيب ما يكون مناسبا له فمن كان اهلا ان يقرأ في الكتب المطولات فليقرأ فيها ومن كان مداركه لا تحتمل هذه الكتب المطولة فليأخذ ما دون ذلك وهلم جرا فان المدارك والايرادات بينها تنوع واختلاف كما سبق المقدمة الثانية بعد تحقيق شرط العلم بجهاته الاربع والعناية بهذه الجهات كلها العناية بطبقات العلم فان العلم كما قال الامام الشافعي رحمه الله طبقات ويمكن النظر والاستقراء ان يقال ان الطبقات هنا خمس. الطبقة الاولى معرفة اوائل العلم معرفة اوائل العلم واول هذا العلم هو الاقبال على القرآن ظبطا لقراءته وقصدا الى حفظه هذا هو اول مقام في علم الشريعة والاشتغال بقدر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الطبقة في المشهور من حديث السنة بحسب ما يناسب الناظر من جهة الارادات اي الفراغ ومن جهة القدرة والمدارك فلو اخذ العمدة في الحديث لو اخذ بلوغ المرام او اخذ ما هو اوسع من ذلك بحسب فيأخذ في اوائل العلم قدرا من احاديث او من الحديث المشهور في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرأ في مختصرات اهل العلم في اوائل العلوم ومقدمات العلوم باسمائها المعروفة في علم التوحيد ووصول الدين وفي علم الفقه وفي اصوله وفي التفسير وفي الحديث وعلومه الى غير ذلك فيقرأ في مختصرات والمختصرات كثيرة كما هو معروف الطبقة الثانية القص الى اصول العلم القصد الى اصول العلم وتمام اصول العلم حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وفهم المقصود من سياقه في الجملة بنظر في التفسير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تفسير الصحابة وتعلمون انه كتب في التفسير في المأثور كثير واخص ما كتب في هذا مما وصل الى الناس هو كتاب الامام ابن جرير الطبري رحمه الله ويقرأ في اصول السنة واخصها الكتب التسعة ان استطاعها وان كان له مقام من الحفظ حفظ ما تيسر في هذه الكتب او ما تيسر منها فهذا من الفضل الذي يؤتيه الله جل وعلا من يشاء والقصد الى جمل مسائل الاجماع المسماة في مسائل اصول الدين او في مسائل العمل قد جمع في مسائل الاصول والعمل جمل من مسائل الاجماع لجمع المتقدمين من ائمة السنة او في جمع بعض المتأخرين في مسائل العمل وفي جمع الامام الحافظ ابن المنذر وغيره امثلة كثيرة القصد الى فقه الصحابة اذا اصول العلم ينتظم فيها العناية بظبط القرآن وحفظه اصول السنة المشهورة الصحيحة عن رسول الله او المشهورة في الرواية عن رسول الله وهي الكتب التسع واحاديث الصحيحين في الجملة هي على اطلاق الصحة وبعد ذلك فان لاهل العلم ترتيبا معروفا في هذا والقصد الى مسائل الاجماع في الجملة المسائل المشهورة في المسائل العلميات والعمليات والى فقه الصحابة المظمن في هذه الكتب المذكورة عن الكتب التسع او في المصنفات واخص مصنف عبد الرزاق وابن ابي شيبة. فان طالب العلم ينبغي ان يعنى بالنظر فيها ليعرف فقه السالفين ولا سيما فقه الصحابة مع ما فيها من الرواية كما تعرفون ولكنها جمعت كثيرا من فقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم الطبقة الثالثة معرفة فقه العلم المخرج عن اصوله فان ائمة العلم كتبوا فيما سمي بالعلوم او بالفنون كتبا وصار في كل علم كالفقه او الحديث او التفسير او اصول الفقه صار فيه جملة كثيرة من الكتب ولكن كما تعرف فانه وصل الى الناس من المؤلفات التي شاعت اليوم بين يدي الناس جملة هي امهات في هذا العلم فاذا اخذت مثلا في الفقه فان من الامهات في كتب الفقه المقارن كتاب المغري الذي كتبه ابو محمد ابن قدامة على مختص القاسم الخراقي ولا سيما اذا كان الناظر حنبليا وكذلك اذا كان الناظر حنفيا فنظر في بدائع الصلاة وهو كتاب واسع في حكم الحنفية او في كتاب المحلى لابي محمد ابن حزم في فقه الظاهرية او في المجموع في فقه الشافعية وان كانت هذه الكتب تذكر فيها الاقوال فالمقصود ان يفسد الى كتب تعد عمدة في هذا الباب. اذا جئت علوم الحديث فان مقدمة ابن الصلاح وما كتب عليها يعد عمدة في مقدمتها من الباب فيأخذ الطالب والناظر في العلم جملة من الكتب المحققة فيكثر من النظر فيها والتأمل فيها الى ان تكون شأنا بينا له الطبقة الرابعة ان يقصد الى مقام التحقيق بتتبع كلام المحققين من العلماء في جملة علوم الشريعة والمحققون هم ائمة الفقه والاجتهاد من الفقهاء والمحدثين وائمة التفسير والاصول ومن كان مشهورا بالتحقيق من المتأخرين ومما اشير اليه فيما تتعلق بمتأخر الفقهاء والناظرين في علم الشريعة الى ان بعضهم قد يكون له تحقيق في باب ويكون في غيره ليس مشهورا باختصاص ولربما كان الكتاب الواحد لبعض العلماء فيه تحقيق متين وفيه ما يكون مما يكون هو وغيره ولربما في نفس الكتاب ما يكون مما يسار الى تركه فليس بالضرورة ان التحقيق او المحقق تكون حاله على سائر الاحوال. ولهذا لا ينبغي ان يرفع احد على المبالغة في قدره ولا على المبالغة في اسقاط قدره لغلط او لسقط عرض له فان الناس يخطئون ويصيبون ومن من شاع ذكرهم بالتحقيق جملة من العلماء المتأخرين من اصحاب المذاهب الاربعة اي من علماء الحنفية وعلماء الشافعية المالكي والحنبلية وفي اهل العلم في الجملة خير وما من عالم الا وعنده نفس حسن من التحقيق الخامس الطبقة الخامسة ان يقصد طالب العلم والباحث في العلم الى معرفة طرق الاستدلال والاحتجاج والمحاورة في العلم ليكون له نظر في النازل والمستجد من المسائل بعد ان يتدرب على طرق الائمة ويقرأ في هذه الكتب التي تعنى بهذا واخص عناية بتحقيق حسن الفقه في النوازل ونحوها هو القراءة في القرآن وقد سبق ان اشرت الى ان طرق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وقصصهم فيها عبرة وحكمة علمية واسعة بل لا يقع حكمة علمية كحكمتهم عليهم الصلاة والسلام فانها منهج من جهة هو حكم من جهة فانها منهج من جهة وحكم من جهة وقد قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضى ولما نزل على النبي القصص وفي قصة يوسف قال الله له نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين وفي ختام هذه السورة جاء قوله لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. فالقراءة في قصص الانبياء وانتم ترون من حكمة الله ان ان القرآن حوى كثيرا من قصصهم بل ذكرت القصص متنوعة في القرآن القراءة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته ولا سيما المحفوظة ومن فقه المحدثين انهم كما ذكروا في كتبهم التي صنفوها في الرواية الصحيحة او في الرواية في الجملة كما ذكروا كتاب الصلاة كما في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة كما يذكرون كتاب الصلاة وكتاب التوحيد وكتاب الصيام والحج فانهم يذكرون المغازي ويذكرون ادب النبي صلى الله عليه وسلم وما الى ذلك. فالقراءة في سير النبي عليه الصلاة والسلام وهدي صحابته هذا له شأن كبير في فقه طالب العلم واستقامة ديانته واستقام فقهه وعلمه والقراءة في كتب الائمة الذين عرفوا بالتحقيق في هذا وكتبوا في هذا كتطبيقات كالقراءة في كتاب الام للامام الشافعي فانك او فان الناظر فيه قد يقرأ الكتاب على معنى معرفة رأي الشافعي في المسألة المعينة وهذا فيما ارى انه ليس هو المقصود الاعظم في هذا الكتاب. لان معرفتك بمذهب الشافعي يمكن ان يتحصل باضطراب في كتب الشافعية لكن مثل هذا الكتاب ينبغي ان يقرأ كمنهج في طريقة الاستدلال التي يستعملها الامام الشافعي في هذا الكتاب وله طرق على جملة من المسائل اه معروفة من حيث قوة الظبط حسن الاستدلال اثر اللغة على تفسير خطاب الشارع اثر القواعد والمقاصد على تفسير الحكم ودلالة النص الكلام في بيان النص ومفاد هذا البيان يعني كتاب الام كتاب يعتبر منهج ينبغي ان يدارس حتى بين الكبار من طلبة العلم فيجعلونه من مجالس المذاكرة والمدارسة مثل ذلك في جوابات الكبار من الائمة كالمدونة في جوابات مالك رحمه الله انظر الى طريقته في الجواب او تعليقاته في موطئه رحمه الله في جملة من التعليقات العلمية وتعليقات الامام الترمذي في جامعه وجوابات الامام احمد التي رواها جملة من اصحابه عنه والحجة على اهل المدينة الذي كتبه الامام الحنفي محمد ابن حسن ابن الحسن الشيباني صاحب الامام ابي حنيفة. فان هذه من اجود وغيرها وامثالها من اجود الكتب او التي تعطي طالب العلم فقها متينا اصيلا معتدلا منتظما في التدريب على الملكة العلمية في التطبيق على كل حال هذه هي الطبقة الخامسة والموضوع التسلسل فيه يطول ولكن لكون الوقت اه ناسب الانتهاء فنكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان يجعلنا هداة مهتدين وان يرزقنا الفقه في الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. نقص العلم الشريعة مهيمنة على طبيعتهم ابو بكر هو الذي عزم وقال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم على منعه وعمر هو الذي تردد وكان يقول لابي بكر كما في رواية ابي هريرة وغيره في الصحيح كيف تقاتل الناس قد لا يعرف الحديث الوارد في المسألة وقد يكون بنقص ايش البصر يعرف الحديث ولكنه ليس فقيها فيه قد يعرف الحديث ولكنه ليس ليس فقيها فيه فان قيل فما معنى اجتهاد هذين الامامين؟ قيل بقي للطبيعة اثر ولكن في حق الصحابة ومنهم الشيخان رضي الله تعالى عنهما الذي امتاز به جيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ان الشريعة مهيمنة على الطبيعة لان الطبيعة لابد من وجودها فالشريعة مهيمنة على الطبيعة وجعلوا رضي الله تعالى عنهم ما هم عليه من الاحوال والطبائع تابعة لحكم الشريعة من جهة ان الصحيح والفاضل من هذه الطبائع يحفظونه وما يكون ليس كذلك فانهم يتركونه بتأديب الشريعة. وهكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يعنى حتى في المعاني المتعلقة فباحوال النفس ولما قال ابو ذر رضي الله عنه لغلامه واناداه او لما قال ابو ذر رضي الله عنه لاحد من الصحابة وكان اسود كما هو معروف قال له النبي صلى الله عليه وسلم انك امرؤ فيك جاهلية هذا تأديب من الشارع عليه الصلاة والسلام للطبيعة في مقام الايرادات والاحوال النفسية حتى تنتظم وتكون الشريعة ايش ماذا مهيمنة عليها ولهذا الذي يفوت بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم او يعرب بعبارة ادق يعرض فواته بعد عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم حينما تكون الطبيعة ولو في احوال عارضة ليس بالضرورة انها دائما تكون فان القاصد لعلم الشريعة والمعظم له والمبتغي بذلك وجه الله في الجملة باذن الله لا تكون طبيعته مهيمنة على الشريعة لانه هو مقصد الديانة ومقام العلم وتعظيم العلم والاجتهاد الصحيح فيه ولكن في بعض الاحوال ربما عرظ في بعض المسائل فصارت طبيعته موازية او مهيمنة على النظر الشرعي عنده ولربما درى ذلك كما يقول الامام ابن تيمية وربما كان كما يقول بعبارة شيخ الاسلام يقول ورب وما كان هذا في مقامات الاحوال والنزاع والاختلاف وجها من من الهوى الخفي. الذي يخفى حتى على من عرف بمقام من العلم والديانة ولهذا تجدون ان الكلمات التي اثرت عن الائمة رحمهم الله هي من باب تأديب النفس حتى لا يكون عندها استطالة بالحق على الخلق لان هذا متى ما فشى في اصحاب العلم فهذا احد السببين الذين ذكرهما الله في ظلال اهل الكتاب فان كي يتأمل في القرآن وجدت ان الذين اوتوا الكتاب ظلوا في الجملة باحد سببين اما انهم اشتروا بايات الله ثمنا قليلا واما انهم اتخذوا العلم بغيا بينهم وكثير من فروع هذين السببين ترجع بل عامة الفروع ترجع الى هذين السببين اما الى ترك مقام الاخلاص والثمن القليل قد يكون مالا او جاها او غير ذلك فاسبابه او اوجهه عفوا اوجهه كثيرة وصوره كثيرة والنفوس مختلفة وبعض الناس ربما يعنيه المال وربما يعنيه الجاه وربما يعنيه كذا وربما يعنيه كذا والبغي وصوره كثيرة ايضا ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغلق اسباب البغي بين الامة وهذا لابد لطلبة العلم خاصة واهل العلم خاصة واهل العلم خاصة وللمسلمين عامة ان يعنوا به وللمسلمين عامة ان يعنوا به اي باغلاق اسباب البغي بينهم لان الله جل وعلا كما امرنا باقامة الدين فانه امرنا في المقام نفسه الامر جميع اتباع الرسل والرسل عليهم الصلاة والسلام امر المكلفون جميعا بامرين متلازمين من حيث القصد والتكليف الشرعي ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. واعتصموا بحبل الله جميعا على نفس المعنى وهلم جرا فاذا هذا وصف يتبين به ان الطبيعة موجودة وان المقصود هنا ان تكون الشريعة مهيمنة على الطبيعة كما هو حال الصحابة ولا تكون الطبيعة ان ان تكون الشريعة نعم مهيمنة على الطبيعة البشرية كما هو شأن الصحابة. وليس العكس ولو عروضا اي لا ينبغي ان يعرض للانسان ان تكون طبيعته مهيمنة على الشريعة فهذا هو التخوض في الدين بغير حق ولهذا ترون في المثل السابق في قصة ابي بكر وعمر لما توفي النبي صلى الله عليه واله وسلم وحصل ان ارتدت قبائل من العرب وتردد بعض الصحابة في في اول الامر في مسألة قتال المرتدين اي هذين الامامين الذي كان عازما على القتال وايهما الذي تردد لو كانت الامور بطرد الطبائع لو كانت الامور بطرد التباعد وان الطبيعة عندهم تهيمن على الشريعة لرأيت ابا بكر هو الذي يتردد وعمر هو الذي يقول لان فيه قوة رظي الله وقد قال رسول الله امرته ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله الى ان قال عمر فوالله ما هو الا ان رأيت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعرفت انه الحق ولهذا عمر رضي الله عنه ولا سيما بعد وفاة النبي وبخاصة بعد وفاة ابي بكر كان رضي الله عنه بانت رحمته اكثر في الادراك والقراءة في احوال تردد فيها لانه بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام كان بين يدي الامام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى فما يمكن ان عمر يتجاوز في الامر او يفعل ما ليس مشروعا كما قال له النبي في حديث جابر عن ابن صياد ان يكنه لما قال عمر يا رسول الله دعني اضرب عنقه يعني ابن صياد قال النبي ان يكن هو فلن تسلط عليه والا يكون فلا خير لك في قتله لكن فيما بعد لما صار هو اليه يرجع الاجتهاد في خلافته تجدون انه كان حريصا على الاحتياط في هذا الامر لانه يعرف ان ان الاجتهاد سينتهي به لكن اذا تكلم عند النبي عليه الصلاة والسلام يعرف ان رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الذي يبين له ولهذا لما وقع الطاعون وقد سار عمر ومعه الاجناد الى الشام وقد ساروا الى الشام كما في حديث ابن عباس فبلغه ان الطاعون قد وقع بالشام فقال لابن عباس ادع لمن كان ها هنا من المهاجرين الاولين فدعاهم ابن عباس فاستشارهم عمر هل يتقدم بالجيش الى الشام والطاعون قد خشى فيها؟ او يرجع الى المدينة قال ابن عباس واختلفوا عليه فمنهم من قال يا يا امير المؤمنين معك بقية الناس واصحاب رسول الله ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء. ومنهم من قال يا امير المؤمنين قد خرجت لامر ولا نرى ان ترجع عنه وهذان مناطن معتبرا من الشريعة من حيث الاجتهاد. فقال نادى من كان ها هنا من الانصار فجمعهم فاستشارهم قال ابن عباس واختلفوا كاختلاف المهاجرين بعد ذلك قال نادما كان ها هنا من مسلمة الفتح فاجتمعوا فاستشارهم عمر قال ابن عباس فاجمعوا رأيهم وقالوا يا امير المؤمنين معك بقية الناس واصحاب رسول الله ولا نرى ان تقدمهم على هذا الوباء فلما رأى عمر هذا توجه في كثرة الاجتهاد بذلك قال لابن عباس ناد اني مصبح على ظهر فاصبحوا عليه ان امير المؤمنين مصبح على ظهره فاصبحوا عليه ورجع بالجيش فجاء عبدالرحمن بن عوف وحدثه بالرواية المحفوظة عن النبي عليه الصلاة والسلام في شأن الطاعون اذا سمعتم به بارض وانتم بها اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم بها فلا يخرجنكم الفرار منه وهذا جاء عن ابن عن عبد الرحمن ابن عوف واسامة ابن زيد كما في الصحيح فكان اجتهاده رضي الله عنه موافقا لما شرع النبي صلى الله عليه وسلم فعلى كل حال العناية ببناء الملكة العلمية باعتبار تأديب الاحوال والايرادات النفسية بالديانة والاخلاق وباعتبار وترتيب المدارك العقلية وباعتبار ترتيب المدارك العقلية فان قيل فكيف يكون هذا الترتيب في الاحوال والايرادات المتعلقة بالنفس او في المدارك العقلية التي يحصل بها الجمع والنظر قيل هذا يكون بجمع مقدمات وهي القسم الثاني في هذا الموضوع وفي هذا اللقاء المقدمة الاولى العناية وهذه المقدمات كما ترى تكون تفصيلا لتحقيق بناء الملكة العلمية المقدمة الاولى العناية بشرط العلم فان العلم له شرط لا بد من تحقيقه وكما تعرف في النظر والاصول والتراتيب يجعلون الشرط بين يدي المشروط اليس كذلك يجعلون الشرب متقدما اي بين يدي المشروط فلا بد من وجود هذا الشرط والعناية به وان كان لا يقصد الى ان يكون متقدما منفكا بل هو مصاحب للعلم كذلك والشرط في هذه المقدمة اعني شرط العلم له جهات اربع. الجهة الاولى الشرط العبادي الجهة الثانية الشرط الاخلاقي العلم. الثالثة الشرط الفقهي الرابع الشرط المنهجي اما الشرط العبادي فان يكون العلم خالصا يبتغى به وجه الله سبحانه وتعالى وهذا معنى لا يصلحه الا الانسان مع نفسه بتوفيق الله وتسديده وهو لا يكتسب من كلام الشيوخ او فعلهم وان كان يستفاد من كلامهم ولكن هو عبادة بين العبد وبين ربه لا يعلم عنها الا الله واهم مقام في شرط العلم هو هذا الشرط الشرط العبادي ان يكون العلم خالصا لوجه الله يقصد به التعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى. ومتى ما حقق طالب العلم والعالم هذا الشرط عظم القول في علم الشريعة والفتوى فيها والبحث فيها وحسن النظر في هذا الباب اختصر كسبا للوقت الشرط الثاني الشرط الاخلاقي والعلم له خلق لابد منه وان كان مع الاسف صار الخلق يعد من لطائف الاحوال ومن مكملات الاحوال ولا يعد مقاما مقصودا بالخير. والتشريع والحق ليس كذلك ولهذا وصف الله نبيه وسمى الدين خلقا في قوله سبحانه وانك لعلى خلق عظيم. المقصود بالخلق هنا الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما في تفسير بعض اهل العلم اذا تحقيق الملكة العلمية يكون بجملة من المقدمات اولها العناية بتحقيق شرط العلم. وقيل ان شرط العلم له جهات اربع. الجهة الاولى الشرط العبادي في تحقيق مقام الاخلاص لله سبحانه والتدين والتقرب لله سبحانه وتعالى بهذا العلم. وعن هذا كان الامام احمد وامثاله يقولون العلم لا يعدله شيء لمن صحة نيته فانه فاضل بل ذهب كثير من اهل العلم الى انه هو افضل النوافل بعد الفرائض وهو الاشتغال بعلم الشريعة آآ الشرط الثاني او الجهة الثانية في الشرط الشرط الاخلاقي والمقصود بالاخلاق هنا معناها الشامل وليس ينبغي ان تختصر الاخلاق في فقه المسلمين عامة وخاصة بجملة من لطوائف النفس والكلمات وبعض تراتيب التعامل فان هذه مقام من الاخلاق ولكن الاخلاق اوسع من ذلك ولهذا عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح لما سئلت عن خلق النبي كما في سياق طويل قالت كان خلقه القرآن وقال الله عن نبيه وهل انك لعلى خلق عظيم وقال من قال من المفسرين بان الخلق هنا المقصود به الدين فلا بد من فقه لمقام الاخلاق ومن اخص ما ينافيها عن مقام الاخلاق ان يتخذ العلم بغيا. فاذا بغي بعلم الشريعة فان شرطه قد سقط فالموجب لكون هذا العلم يهدي الى الحق ويهدي الى الصراط المستقيم ويوجب رضا الله سبحانه وتعالى وسبق الاشارة الى حال اهل الكتاب الذين قال الله في ذكرهم ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومعنى الاخلاق ايضا ينتظم تحته جملة من معاني النفس واحوالها جملة من معاني النفس واحوالها وعلى العاقل وطالب العلم بخاصة ان يكون بصيرا بترتيب احوال نفسه وما هو من رضا الله سبحانه وتعالى وما ليس كذلك والله جل وعلا قد جعل لعباده منهجا وسطا كما تعرفون وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس فينبغي ان يضبط الطالب للعلم والناظر في علم الشريعة والمعلم له مقام العلم بخلقه الشريف الذي كان عليه ائمة رحمهم الله من ائمة الفقه والحديث ويقرأ في سيرهم. وقبل ذلك ائمة العلم الذين هم انبياء الله عليهم الصلاة والسلام الذين اوحى الله اليهم وعصمهم ويقرأ في مجادلاتهم وفي دعوتهم وفي حججهم مع قومهم قصة ابراهيم في قول الله جل وعلا وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض ليكون من الموقنين فلما جن عليه عليه الليل في سياق ايات من كتاب الله الى ان قال جل وعلا وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء. فيقرأ في حقائق هذه الحجج من جهة ما فيها من تحقيق الاخلاص لله وما فيها من ضبط مقام العدل والاخلاق الواجبة المقربة الى الشريعة التي تقرب النفوس الى الايمان بالله سبحانه وتعالى ويحصل بها تمام الحجة تمام البلاء على الناس الشرط الثالث او الجهة الثالثة بالشرط ويوصف الشرط المنهجي او عفوا الشرط الفقهي ثم الرابع المنهجي ويقصد بالفقه هنا الفقه بمعناه الشمولي المذكور في قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وغيره من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فيبتغي طالب العلم الفقه في الدين ويأخذ باسباب هذا وله اسباب علمية لا يسع المقام للدخول فيها الجهة الرابعة في الشرط وهو الشرط المنهجية بان يضع طالب العلم له منهجا علميا مناسبا لمقامه من حيث ارادته واقباله وقدرته ومداركه فان مدارك الناس وارادتهم وفراغهم مختلف فلا بد ان يطالب العلم من حسن التدبير والحكمة ان يأخذ من كلام اهل العلم ما يكون من حيث العرض ومن حيث الاسلوب ومن حيث التراتيب ما يكون مناسبا له فمن كان اهلا ان يقرأ في الكتب المطولات فليقرأ فيها ومن كان مداركه لا تحتمل هذه الكتب المطولة فليأخذ ما دون ذلك وهلم جرا فان المدارك والايرادات بينها تنوع واختلاف كما سبق المقدمة الثانية بعد تحقيق شرط العلم بجهاته الاربع والعناية بهذه الجهات كلها العناية بطبقات العلم فان العلم كما قال الامام الشافعي رحمه الله طبقات ويمكن النظر والاستقراء ان يقال ان الطبقات هنا خمس. الطبقة الاولى معرفة اوائل العلم معرفة اوائل العلم واول هذا العلم هو الاقبال على القرآن ظبطا لقراءته وقصدا الى حفظه هذا هو اول مقام في علم الشريعة والاشتغال بقدر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الطبقة بالمشهور من حديث السنة بحسب ما يناسب الناظر من جهة الارادات اي الفراغ ومن جهة القدرة والمدارك ولو اخذ العمدة في الحديث او اخذ بلوغ المرام او اخذ ما هو اوسع من ذلك بحسب فيأخذ في اوائل العلم قدرا من احاديث او من الحديث المشهور الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرأ في مختصرات اهل العلم في اوائل العلوم ومقدمات العلوم باسمائها المعروفة في علم التوحيد ووصول الدين وفي علم الفقه وفي اصوله وفي التفسير وفي الحديث وعلومه الى غير ذلك فيقرأ في مختصرات والمختصرات كثيرة كما هو معروف الطبقة الثانية القصد الى اصول العلم القصد لاصول العلم وتمام اصول العلم حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وفهم المقصود من سياقه في الجملة بنظر في التفسير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تفسير الصحابة وتعلمون انه كتب في التفسير في المأثور كثير. واخص ما كتب في هذا من ما وصل الى الناس هو كتاب الامام ابن جرير الطبري رحمه الله ويقرأ في اصول السنة واخصها الكتب التسعة ان استطاعها وان كان له مقام من الحفظ حفظ ما تيسر في هذه الكتب او ما تيسر منها فهذا من الفضل الذي يؤتيه الله جل وعلا من يشاء والقصد الى جمل مسائل الاجماع المسماة في مسائل اصول الدين او في مسائل العمل قد جمع في مسائل الاصول والعمل جمل من مسائل الاجماع بجمع المتقدمين من ائمة السنة او في جمع بعض المتأخرين في مسائل العمل وفي جمع الامام الحافظ ابن المنذر وغيره امثلة كثيرة القصد الى فقه الصحابة اذا اصول العلم ينتظم فيها العناية بظبط القرآن وحفظه اصول السنة المشهورة الصحيحة عن رسول الله او المشهورة في الرواية عن رسول الله وهي الكتب التسع واحاديث الصحيحين في الجملة هي على اطلاق الصحة وبعد ذلك فان لاهل العلم ترتيبا معروفا في هذا والقصد الى مسائل الاجماع في الجملة المسائل المشهورة في المسائل العلميات والعمليات والى فقه الصحابة المظمن في هذه الكتب المذكورة عن الكتب التسع او في المصنفات واخص مصنف عبد الرزاق وابن ابي شيبة. فان طالب العلم ينبغي ان يعنى بالنظر فيها ليعرف فقه السالفين ولا سيما فقه الصحابة مع ما فيها من الرواية كما تعرفون ولكنها جمعت كثيرا من فقه الصحابة رضي الله تعالى عنهم الطبقة الثالثة معرفة فقه العلم المخرج عن اصوله فان ائمة العلم كتبوا بما سمي بالعلوم او بالفنون كتبا وصار في كل علم كالفقه او الحديث او التفسير او اصول الفقه صار فيه جملة كثيرة من الكتب ولكن كما تعرف فانه وصل الى الناس من المؤلفات التي شاعت اليوم بين يدي الناس جملة هي امهات في هذا العلم فاذا اخذت مثلا في الفقه فان من الامهات في كتب الفقه المقارن كتاب المغري الذي كتبه ابو محمد ابن قدامة على مختص القاسم الخراقي ولا سيما اذا كان الناظر حنبليا وكذلك اذا كان الناظر حنفيا فنظر في بدائع الصلاة وهو كتاب واسع في حكم الحنفية. او في كتاب المحلى لابي محمد ابن حزم في الفقه الظاهرية او في المجموع في فقه الشافعية وان كانت هذه الكتب تنكر فيها الاقوال فالمقصود ان يفسد الى كتب تعد عمدة في هذا الباب اذا جئت علوم الحديث فان مقدمة ابن الصلاح وما كتب عليها يعد عمدة في مقدمة الباب فيأخذ الطالب والناظر في العلم جملة من الكتب المحققة فيكثر من النظر فيها والتأمل فيها الى ان تكون شأنا بينا له الطبقة الرابعة ان يقصد الى مقام التحقيق بتتبع كلام المحققين من العلماء في جملة علوم الشريعة التسلسل فيه يطول ولكن لكون الوقت اه ناسب الانتهاء فنكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان يجعلنا هداة مهتدين وان يرزقنا الفقه في الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والمحققون هم ائمة الفقه والاجتهاد من الفقهاء والمحدثين وائمة التفسير والاصول ومن كان مشهورا بالتحقيق من المتأخرين ومما اشير اليه فيما يتعلق بمتأخر الفقهاء والناظرين في علم الشريعة الى ان بعضهم قد يكون له تحقيق في باب ويكون في غيره ليس مشهورا باختصار اسر ليس مشهورا باختصاص فلا يلزم من كون العالم محققا في باب من ابواب العلم والاجتهاد ان يكون محققا في سائر الابواب وهذا من له معرفة بالعلم يعرف ذلك على التمام ولربما كان الكتاب الواحد لبعض العلماء فيه تحقيق متين وفيه ما يكون مما يكون هو وغيره ولربما في نفس الكتاب ما يكون مما يصار الى تركه وليس بالضرورة ان التحقيق او المحقق تكون حاله على سائر الاحوال. ولهذا لا ينبغي ان يرفع احد على المبالغة في قدره ولا على المبالغة في اسقاط قدره لغلط او لسقط عرظ له فان الناس يخطئون ويصيبون وممن شاء ذكرهم بالتحقيق جملة من العلماء المتأخرين من اصحاب المذاهب الاربعة اي من علماء الحنفية وعلماء الشافعية والمالكية والحنبلية وفي اهل العلم في الجملة خير وما من عالم الا وعنده نفوس حسن من التحقيق الخامس الطبقة الخامسة ان يقصد طالب العلم والباحث في العلم الى معرفة طرق الاستدلال والاحتجاج والمحاورة في العلم ليكون له نظر في النازل والمستجد من المسائل بعد ان يتدرب على طرق الائمة ويقرأ في هذه الكتب التي تعنى بهذا واخص عناية بتحقيق حسن الفقه في النوازل ونحوها هو القراءة في القرآن وقد سبق ان اشرت الى ان طرق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وقصصهم فيها عبرة وحكمة علمية واسعة بل لا يقع حكمة علمية كحكمتهم عليهم الصلاة والسلام فانها منهج من جهة وحكم من جهة فانها منهج من جهة وحكم من جهة وقد قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتضوا ولما نزل على النبي القصص وفي قصة يوسف قال الله له نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين وفي ختام هذه السورة جاء قوله لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب. فالقراءة في قصص الانبياء وانتم ترون من حكمة الله ان القرآن حوى كثيرا من قصصهم بل ذكرت القصص متنوعة في القرآن القراءة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته ولا سيما المحفوظ ومن فقه المحدثين انهم كما ذكروا في كتبهم التي صنفوها في الرواية الصحيحة او في الرواية في الجملة كما ذكروا كتاب الصلاة كما في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة كما يذكرون كتاب الصلاة وكتاب التوحيد وكتاب الصيام والحج فانهم يذكرون المغازي ويذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وما الى ذلك. والقراءة في سير النبي عليه الصلاة والسلام وهدي صحابته هذا له شأن كبير في فقه طالب العلم علم واستقامة ديانته واستقام فقهه وعلمه والقراءة في كتب الائمة الذين عرفوا بالتحقيق في هذا وكتبوا في هذا كتطبيقات كالقراءة في كتاب الام للامام الشافعي فانك او فان الناظر فيه قد يقرأ الكتاب على معنى معرفة رأي الشافعي في المسألة المعينة وهذا فيما ارى انه ليس هو المقصود الاعظم في هذا الكتاب. لان معرفتك بمذهب الشافعي يمكن ان يتحصن باضطراب في كتب الشافعية لكن مثل هذا الكتاب ينبغي ان يقرأ كمنهج في طريقة الاستدلال التي يستعملها الامام الشافعي في هذا الكتاب وله طرق على جملة من المسائل آآ معروفة من حيث قوة الظبط حسن الاستدلال اثر اللغة على تفسير خطاب الشارع اثر القواعد والمقاصد على تفسير الحكم ودلالة النص الكلام في بيان النص ومفاد هذا البيان يعني كتاب كتاب يعتبر منهج ينبغي ان يدارس حتى بين الكبار من طلبة العلم فيجعلونه من مجالس المذاكرة والمدارسة مثل ذلك في جوابات الكبار من الائمة كالمدونة في جوابات مالك رحمه الله انظر الى طريقته في الجواب او تعليقاته في موطئه رحمه الله بجملة من التعليقات العلمية وتعليقات الامام الترمذي في جامعه وجوابات الامام احمد التي رواها جملة من اصحابه عنه والحجة على اهل المدينة الذي كتبه الامام الحنفي محمد بن حسن بن الحسن الشيباني صاحب الامام ابي حنيفة. فان هذه من اجود وغيرها وامثالها من اجود الكتب او التي تعطي طالب العلم فقها متينا اصيلا معتدلا منتظما في التدريب على الملكة العلمية في التطبيق على كل حال هذه هي الطبقة الخامسة والموظوع