سؤال اخر حول الحلقة الماضية سألني سائل يمني من ميشيل ماذا يقول ذكرتم من عدة ايام حديث دينار انفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبة ودينار انفقته في صدقة ودينار انفقته في اهلك. خيرها الدينار الذي انفقته على اهلك لكن نحن نعلم ان الانفاق في سبيل الله من اعظم القربات وهذا الذي دعا ابا بكر الصديق ان يأتي بكل ما له في سبيل الله. كيف نفهم ذلك بضوء ان الانفاق على الاهل افضل كما ورد في الحديث. كيف نجمع سؤال مهم برضو اه نقول ان هذا الحديس المذكور الذي رواه مسلم عن ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم دينار انفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبة ودينار تصدقت به ودينار انفقته على اهلك. اعظمها اجرا الذي انفقته على اهلك نعم هذا الحديث انما يدل على فضيلة الانفاق على الاهل حقا وانه افضل من الانفاق في سبيل الله حقا وافضل من الانفاق في الرقاب والانفاق على المساكين حقا لان الاهل من الزمك الله بهم واوجب عليهم واوجب عليك نفقتهم فالانفاق عليهم فرض عين وعلى من سواه فرض كفاية وفرض العين افضل من فرض الكفاية وقد يكون الانفاق على من سواهم على وجه التطوع والفرض افضل من التطوع ففي الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه لكن يا رعاك الله هذا كله في حالة السعة والاختيار فاذا جد الجد وحزب الامر ونزلت بالامة نازلة فهنا تأتي احكام الضرورة والاقتهار وفي هذا السياق يفهم انفاق ابي بكر لماله كله في سبيل الله فلقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ولا يفعل ذلك الا لامر قد نزل بالمسلمين ومما روي عن عمر رضي الله عنه في عام المجاعة في مواساته لرعيته انه قال اذا كنت في منزلة تسعني وتعجز عن الناس فوالله ما تلك لي بمنزلة حتى اكون اسوة الناس ولقد روي انه جيء اليه في عام الرمادة بخبز مفتوت بسمن فدعا رجلا بدويا ليأكل معه فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك في جانب الصفحة قاله عمر كانك مقفر من الودك فقال البدوي اجل ما اكلت سمنا ولا زيتا ولا رأيت اكلا له منذ كذا وكذا الى اليوم فحلف عمر الا يذوق لحما ولا سمنا حتى يحيا الناس والذي عليه الرواة ان عمر كان صارما في الوفاء بهذا القسم. ومن ذلك انه لما قدمت الى السوق عك السمن وطب من لبن كره غلام لعمر باربعين درهما ثم اتى عمر. فقال يا امير المؤمنين قد ابر الله يمينك وعظم اجرك وقدم السوق وطب من لبن وعكة من سم ابتعتهما باربعين درهما فقال عمر اغليت فتصدق بهما فاني اكره ان اكل اسرافا ثم اردف قائلا كيف يعنيني شأن الرعية اذا لم يمسني ما مسه كيف يعنيني شأن الرعية اذا لم يمسني ما مسه. فهذه جملة واحدة في كلمات مضيئة يوضح لها يوضح بها الفاروق مبدأ من اروع المبادئ الكبرى في فن الحكم كيف يعنيني شأن الرعية اذا لم يمسني ما مسه واما بقى بالنسبة لحديث اني اني ابا بكر تصدق بماله كله. تعال نشوف الحديس عن زيد ابن اسلم عن ابيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتصدق فوافق ذلك مالا عندي. فقلت اليوم اسبق ابا بكر ان سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت لاهلك قلت مثله واتى ابو بكر بكل ما عنده فقال يا ابا بكر ابقيت لاهلك؟ فقال ابقيت لهم الله ورسوله فقلت والله لا اسبقه الى شيء ابدا الذي يظهر والله اعلم والله اعلم ان ابا بكر تصدق بماله كله من الدراهم والدنانير. السيولة النقد السائل الذي بين يديه لكن ما سوى ذلك من الاصول لا يزال موجودا ولم تحن غلته بعد هذا الامر معروف الى اليوم تأتي الى تاجر تطلب منه مالا فيقسم لك وهو صادق ليس عنده شيء. ومراده النقدان ليس عنده نقدان سيولة لكن عنده عقارات واصول اخرى قد تقدر بعشرات الالاف ولابد من هذا التأويل لان الصديق من افقه الامة بدينه ولا يتصور ان يستأصل ما له كله بالصدقة اصولا ونقدا ونحوا. وقد علم ان هذا لا يجوز فقد اباه النبي صلى الله عليه وسلم على سعد ابن ابي وقاص. عندما اراد ان يتصدق بماله كله قال لا النصف؟ قال لا. الثلث؟ قال ثلث والثلث كسير صلوات ربي وسلامه عليه لاسيما وان الصديق استمر بعد هذه الحادثة تاجرا كبيرا ومات ورثه اولاده وزوجاته ومحال ان يتصدق او لا يتصور ان يتصدق ايضا بماله كله ثم يعود تاجرا كبيرا في وقت قصير جدا فالظاهر والله اعلم ان حديس او كان عن الاموال السائلة وليس عن كل امواله اصولا وفروعا وعقارات وسيولة ونحوها والله اعلم لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين