يعني ما تجلى به الافعام فتكون صافية صحيحة. ابتلاء القلب يعني ما يكون به القلب صحيحا غير مريض غير مسوف قال لاصحابه انتم جلاء قلبي. لم؟ هو المعلم وهو المربي وهم تلامذته قال ابن مسعود رضي الله عنه وهذه من وصاياه بل من كلماته التربوية العظيمة قال مرة لاخوانه واصحابه انتم جلاء قلبي. انتم جلاء قلبي. جلاء الذي يكون به صفاء الشيء. جلاء الاذهان هم اصحابه وهم التابعون كيف كان التابعون جلاء قلب صحابي من الصحابة؟ لان المرء يحتاج كما يحتاج اليه هل للمحتاج والمعلم محتاج؟ فالصحابة رضوان الله عليهم يعلمون العلم وهم محتاجون الى من يأخذ عنهم. والتابعون وتلامذتهم يعني تلامذة الصحابة هم محتاجون الى علم الصحابة. المرء انما يصلح باصحابه. فقال فانتم جلاء قومي يعني الذين يزينون القلب. وهذا يحتاج منا الى تأمل. وهو ان المرء يحتاج الى اصحاب يعينونه على الحق والهدى. الانعزال مذموم. وقد قال عليه الصلاة والسلام انما يأكل انما يأكل الذئب من الغنم القاسية قد يظن المرء ان الانعزال فيه خير. هذا عند الفتن حين لا يجد من اصحابه من يعينه على الحق. لانه قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح حتى اذا رأيتم او قال فاذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك. ودع عنك امر العامة فان من ورائكم ايام الصبر الى اخر كلامه عليه الصلاة والسلام المؤمن مرآة للمؤمن كما صح عنه ايضا عليه الصلاة والسلام. المرء محتاج انت محتاج لاخوانك واخوانك اليه. فاذا انعزلت صار ذاك سببا من اسباب الران على القلب. لانك اذا وجدت من هو على الحق يعين على الهدى فانه جلاء قلبك. يعينك وتعينه تسدده ويسدده. تطيعه ويطيعه تبين له ويبين له. قال ابن مسعود لاصحابه انتم جلاء قلبي. بعض طلبة العلم قد ينعزل ويجعل نفسه مثلا مع البحث دون ان يكون له صاحب البتة. وهذا ليس بجيب. بل ان الصاحب اذا كان صادقا مخلصا فانه جلاء كذلك الناس الشاب الكبير الصغير الرجل المرأة اذا كان بنفسه اتاه الشيطان واما اذا كان مع اصحاب له يعينونه على الهدى فهم جلاء القلب الذين يبعدون عنه الصدأ. ويجعلون الخير محببا اليه فيجعلون الشر رغبا اليك