ولا ينبغي للعبد ان يستغفر الله من اجل حاجة ابتداء اصليا. ولان استغفار عبادة فلابد ان يوجه في المقام الاول لله عز وجل. ثم ياتي ثم تأتي بعد ذلك ثمرات الاستغفار من غير قصد الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة انه قد تأخر زواجها. تقول وتقرأ عن كلام البنات ان منهم من يقرأ سورة البقرة او يستغفر كثيرا بنية هذا الامر تقول وقد جربتها كثيرا وخطبت اكثر من مرة. ولكن اهلها يرفضون اما لاسباب لاسباب غير مقنعة. اما وظيفة او نسب او عمر او غير ذلك تقول بالاحلام يكون عندي مانع من الزواج لا اعلم ما هو تقول حتى انها وصلت لمرحلة لا تريد ان تستغفر ولا ان تقرأ البقرة تقول اريد برنامجا واضحا لتعجيل الزواج بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان الاصل في الاذكار الاطلاق عن الزمان والمكان والصفة والمقدار فلا يجوز والسبب والشر فلا يجوز لاحد ان يقيد ذكرا بحال معينة الا وعلى ذلك التقييد دليل من الشرع فلا ينبغي لنا ان نقيد سورة من القرآن بادعاء انها تعجل الزواج او تيسر الامور او او تفتح ابواب الرزق او ونحو ذلك من المقاصد لان هذا التقييد مما يفتقر الى دليل. ولا ينبغي لنا ايضا ان نقيد ذكرا او دعاء بان ندعي ان من قاله سيحصل له كذا وكذا او يترتب على قوله كذا وكذا الا بدليل من الشرع. لان هذه اذكار فالاصل فيها عن الاسباب والشروط والمقدار والزمان والمكان والصفة. فلا يجوز لنا ان نقيد سورة من القرآن او اية من القرآن او دعاء معينا او ذكرا معينا بحالة معينة الا وعلى ذلك التقييد دليل من الشرع. وبناء على فلا اعلم دليلا من القرآن ولا من صحيح السنة ولا من قول احد ممن يعتد بقوله في الامة ان قراءة سورة البقرة مما تستعجل به المرأة زواجها. ولا قراءة سورة الرحمن. ولا غيرها من سور القرآن لا اعلم سورة من القرآن يثمر تثمر قراءتها تعجيل الزواج. ولا اعلم ذكرا ثابتا صحيحا مرفوعا للنبي صلى صلى الله عليه وسلم على ان المرأة اذا تأخر زواجها فقالته يستعجل قدر زواجها وانما نبقى على الادلة العامة في ان الانسان عنده باب الدعاء. والمتقرر عند العلماء ان الاصل في الادعية الحل الا فيما خالف الشرع. فابتهلي الى الله عز وجل بالدعاء وابتهلي الى الله عز وجل بالانطراح عند عتبة بابه. بقلب صادق ان يعجل لك الرجل الصالح المأمون في دينه وخلقه وامانته ورعايته وحسن تبعله وعليك بان تؤمني بان ما اراد الله عز وجل فانه لابد كائن. وان امر الله عز وجل قدر مقدور والذي ادى بك الى الوصول الى هذه الحالة هو انك انما استغفرتي لتتزوجي لا لتتعبدي لله عز وجل بهذا الاستغفار ولذلك لما تعطلت الثمرة من الاستغفار مللت من الاستغفار وهممت بتركه. فلا يجوز لك يا اختي ان تسخري هذه الاذكار لتحصيل المقاصد التي تريدينها في هذه الدنيا ابتداء. لان هذه عبادات فلا يجوز ان يتوجه القلب فيها الا للتعبد لله عز وجل فانت تسبحين تعبدا وانت تستغفرين تعبدا وانت تذكرين الله عز وجل في المقام الاول ثم يأتي بعد ذلك الفرج. سواء قصدت الفرج او لم تقصديه. فالله عز وجل رتب ثمرات الفرج على الاستغفار لكن الخطأ الذي وقعت فيه انت هو انك جعلت هذه الثمرات هي المقصودة بالقصد الاول من هذا الاستغفار. ومن هذا التسبيح ومن هذا الذكر وهذا خطأ عظيم لانه صرف للعبادة لغير الله. فالاستغفار عبادة لا لا تصرفيه لمقاصدك الشخصية فثمراته تأتي تباعا باذن الله عز وجل اذا قبل الله عز وجل منك هذه هذا الاستغفار. ولذلك كفى المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان العبادة اذا رتب الشارع عليها ثمرة فلا يجوز قصد الثمرة في المقام اول وانما تقصد في المقام الثاني. لانها عبادة والقصد الاول لابد ان يكون منصرفا لرضى الله عز وجل. فلا يريد العبد وذكره وتسبيحه الا وجه الله عز وجل والدار الاخرة. فاستغفري واستمري في الاستغفار تعبدا لله عز وجل فان حصل معه الزواج والفرج فالحمد لله والا فاجر الاستغفار وثواب الاستغفار باقي وثابت. واكثري من دعاء الله عز وجل بقلب واثق بفرجه متوكل عليه منطرح عند عتبة بابه. ولا تستبطئ الفرج واياك ان تقولي قد دعوت ودعوت ودعوت لم ارى ان يستجاب لي فتستحسري عند ذلك وتدعي الدعاء. فان هذا من جملة موانع استجابة الدعاء كما في صحيح مسلم من حديث جابر وابي هريرة رضي الله تعالى عنهما وارضاهما يقول صلى الله عليه وسلم وان الله تبارك وتعالى يستجيب لاحدكم ما لم يعجل. او يدعو باثم وقطع رحم. قالوا يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال يقول قد دعوت ودعوت ولم ارى يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. فواصلي في الدعاء وواصلي في استغفار تعبدا لله وواصلي في التسبيح مبتهلي الى الله وتحري. مواطن الاستجابة كثلث الليل وادبار الصلوات وفي حال السجود استغلي ذلك واكثري واعلمي بعد ذلك ان كل شيء بيد الله عز وجل وان ما شاء الله كان. وما لم لم يكن وان امر المؤمن كله له خير. ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له. وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له. فالبرنامج الذي اوصيك به الاكثار من الدعاء. بقلب صادق واثق بموعود الله عز وجل واني اعتب عليك في هذا السؤال في في في لفظة قلتيها. وهي انك قلت قد جربت ذلك ولم ينفع. كيف تقولين جربت ذلك ولم ينفع؟ والدليل قد اخبر بانه نافع. فهذا دليل على انك لم تكوني في نفعه ولم تكوني واثقة في نتيجته وثمرته. فلا ينبغي تجريب ما اخبر الله عز وجل بثمرته ونفعه ان المؤمن يجب عليه ان يصدق موعود الله وكلام الله فيقدم على ذلك وهو ذو قلب واثق بان الثمرة سوف تتحقق سواء ان ابطأت او تعجلت. واما ان يقول الانسان قد جربت ذلك ولم ينفع مع ان الدليل الصحيح اخبر بانه نافع. وانه سبب تفريج الكربات وتنفيس الملمات والمدلهمات فهذا دليل على ضعف الايمان وضعف التوكل وضعف الثقة بالله عز وجل. اسأل الله ان يفرج عنك وعن سائر بنات المسلمين. وان ييسر لك زوجا عاجلا صالحا ذا امانة ودين وخلق. والله اعلم